القرفة
تعرف القرفة بأنها إحدى أنواع التوابل التي يعود أصلها إلى منطقة الكاريبي، وجنوب شرق آسيا، وأمريكا الجنوبية، إذ تستخرج القرفة من اللِحَاء الداخليّ لأشجار الدارسين بعد قطع السيقان والتخلص من الأجزاء الخشبيّة منه، وتحتلّ القرفة في وقتنا الحاضر المَرتبة الثانية في قائمة التوابِل الأكثر شعبيّة بعد الفلفل الأسود في الولايات المُتحدة وأوروبا، وتتميز باحتوائها على العديد من العناصر الغذائية، والفيتامينات، ومضادات الأكسدة التي تعود على الجسم بالكثير من الفوائد الصحية، ومن الجدير بالذكر أن القرفة استعملت قديمًا في العُصور الوُسطى لأغراض طبية لعلاج بعض الحالات المَرضيّة؛ كالتهاب المفاصل، والسُعال، والتهاب الحلق، وتجدر الإشارة إلى وجود نوعين رئيسييّن من القرفة هُما: القرفة السيلانيّة التي تُعرف باسم القرفة الحقيقيّة، وأيضًا قِرفة كاسيا أو القِرفة الصينيّة والتي تعد أكثر الأنواع شُيوعًا.[١][٢]
تتميز القرفة باحتوائها على العديد من العناصر الغذائية والتي تتمثل بـ: البروتين، والكربوهيدرات، والألياف الغذائية، والكالسيوم، والسكريات، والمغنيسيوم، والفسفور، والصوديوم، والبوتاسيوم، والزنك، والمنغنيز، والنحاس، والحديد، بالإضافة إلى مجموعة من الفيتامينات مثل: فيتامين ج، وفيتامين ب6، والثيامين، والريبوفلافين، والنياسين، وحمض البانتوثنيك، والفولات، وفيتامين أ، وفيتامين ك، ولها العديد من الأضرار أيضًا وخاصة على الرجال سنتعرف عليها في هذا المقال. [٣]
أضرار القرفة للرجال
في الحقيقة توجد بعض الأضرار التي يمكن أن تتسبب بها القرفة عند الإفراط في استهلاكها، ومن أهم هذه الأضرار ما يلي:[٤]
- قروح الفم: يصاب بعض الأشخاص بقروح الفم عند تناول كميات كبيرة من القرفة؛ فهي تحتوي على مركب ألدهيد القرفة الذي قد يؤدي إلى المعاناة من ردود فعل تحسسية، ولا يحدث التحسس عند تناول كميات قليلة، إذ يمنع اللعاب من حدوث تفاعل طويل بين الفم والمواد الكيميائية، وبالإضافة إلى قروح الفم تشمل الأعراض الأخرى الناجمة عن حساسية سينمالدهيد كلًا من تورم اللثة أو اللسان، وظهور بقع بيضاء في الفم، والشعور بحكة خفيفة، ومع أن الأعراض السابقة ليست خطيرة على الإطلاق، فإنها تؤدي إلى شعور المرء بالضيق والانزعاج، إذ يبدو أن قروح الفم تؤثر غالبًا على الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من زيت القرفة أو يمضغون العلكة المنكهة بالقرفة، ويرجع السبب في ذلك إلى احتواء هذه المنتجات على كميات إضافية من مركب سينمالدهيد.
- زيادة خطر الإصابة بالسرطان: بينت بعض الأبحاث العلمية التي أجريت على الحيوانات أن تناول كميات كبيرة من الكومارين الموجود في القرفة، قد يزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، ففي بحث علمي أجري على القوارض، اكتشف العلماء أن تناول الكثير من الكومارين يمكن أن يفضي إلى الإصابة بالأورام السرطانية في الكلى والرئتين والكبد، ولكن آلية حدوث ذلك ما زالت غير واضحة حتى الآن، ويعتقد بعض العلماء أن الكومارين يسبب الضرر لأعضاء محددة في الجسم على نحو متكرر، ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي الضرر إلى حلول الخلايا السرطانية محل الخلايا الصحية فيصاب الإنسان بالسرطان، وفي حين أن الغالبية العظمى من الأبحاث العلمية حول تأثيرات الكومارين قد أجريت على الحيوانات، وثمة حاجة إلى عمل أبحاث إضافية على البشر لمعرفة مدى إمكانية حدوث ذلك لديهم.
- مشكلات في التنفس: يؤدي تناول الكثير من القرفة المطحونة خلال وجبة واحدة إلى المعاناة من مشكلات في التنفس، فتركيبة التوابل الناعمة تجعل الإنسان قادرًا على استنشاقها بسهولة، مما قد يسبب السعال أو الشعور بالاختناق، فلا يعود قادرًا على التقاط أنفاسه، وفي المقابل يعرف السينمالدهيد بكونه مهيجًا للحلق، وبالتالي ربما يفاقم الحالات المرضية عند الإنسان، لذا لابد أن يكون الأشخاص المصابين بالربو أو الحالات المرضية التي تؤثر على عملية التنفس لديهم حذرين جدًا كي لا يستنشقوا القرفة دونما قصد، فهم معرضون أكثر من غيرهم للإصابة باضطرابات التنفس.
- تتداخل مع بعض الأدوية: ربما يكون تناول كميات كبيرة من القرفة مشكلة في حال كان الإنسان مصابًا بالسكري أو أمراض القلب أو الكبد، إذ يعود ذلك إلى التفاعل المتحمل بين القرفة والأدوية التي يتعاطاها المريض، مما قد يقوي مفعولها أو يعزز تأثيراتها الجانبية، فعلى سبيل المثال إذا كان الإنسان يتناول أدوية تؤثر على الكبد مثل: الباراسيتامول والستاتين، فإن تناول كميات كبيرة من القرفة يزيد من خطر الإصابة بتلف الكبد.
- تُتلف الكبد: إذ إنّ القرفة العاديّة تحتوي على نسبة من مادّة الكومارين التي يُسبب الإفراط بتناولها تلفًا بالكبد.
- تُسبب انخفاض في مُستوى سُكّر الدّم: إذ قد يساعد تناول القليل من القرفة في خفض نسبة السكر في الدّم، لكن تناول الكثير منه قد يتسبب في انخفاضه، مما يُسبب التّعب والدّوخة والإغماء.
فوائد القرفة للرجال
توجد العديد من الفوائد الصحية التي توفرها القرفة للرجال، ومن أبرز هذه الفوائد نذكر ما يلي:[٥][٦]
- تفيد القرفة في حلّ الكثير من المشاكل الجنسية التي يمكن أن يعاني منها بعض الرجال وتحديدًا ضعف الإنتصاب، وذلك من خلال إضافة العسل إلى القرفة لضمان الحصول على فعالية كبيرة.
- تحسن جريان الدم في الأوردة مما يؤدي الى تنشيط الدورة الدموية، والذي يفيد بدوره في زيادة القوة الجنسية عند الرجال.
- تفيد القرفة في تحسين الحالة المزاجية للرجال، مما يساهم في تحسين القدرة على الانتصاب.
الفوائد الصحية للقرفة
توجد العديد من الفوائد الصحية التي توفرها القرفة للجسم؛ وذلك بفضل ما تمتلكه من عناصر غذائية مهمة، ولعل من أبرز هذه الفوائد نذكر ما يلي:[١][٢]
- مصدر غني بمضادات الأكسدة: تتميز القرفة باحتوائها على مُضادّات أكسدة قويّة كمُتعدِّدات الفينول، إذ تفيد هذه المُضادّات الجسم من الضرر التأكسدي الذي يمكن أن تسببه الجذور الحرّة، بالإضافة إلى أنه يمكن أن تستعمل القرفة كمادة طبيعية لحفظ الأطعمة، إذ أظهرت بعض الدراسات التي أجريت إلى أنّ القرفة تحتوي على مضادات الأكسدة وتمتلك خصائص مُضادة للالتهابات.
- تحسين حساسيّة الإنسولين: في الحقيقة تعد مقاومة الإنسولين من الأعراض المرتبطة بمرض السكري من النوع الثاني ومتلازمة الأيض، إذ تفيد القرفة في التقليل من مقاومة الإنسولين، والذي يفيد بدوره في تعزيز آداء هذا الهرمون لوظائفه بصورة سليمة، مما يؤدي إلى خفض مستوى السكر في الدم.
- محاربة العدوى الفطرية والبكتيرية: تتميز القرفة باحتوائها على ألدهيد القرفة الذي يفيد في محاربة مُختلف أنواع العدوى؛ إذ يفيد استعمال زيت القرفة في معالجة عدوى الجهاز التنفسي الناجمة عن الفطريات، بالإضافة إلى تثبيط نمو أنواع من البكتيريا، مثل: اللستيريا، والسلمونيلا، كما وتتميز القرفة بامتلاكها خصائص مضادة للجراثيم؛ وتفيد في الوقاية من تسوس الأسنان، وأيضًا التخفيف من مشكلة رائحة الفم الكريهة.
- المساهمة في التقليل من مستوى السكر في الدم: تتميز القرفة بامتلاكها خصائص مخفضة لمستوى السكر في الدم؛ إذ أنها تفيد في التقليل من كمية الجلوكوز التي تدخل مجرى الدم بعد تناول الطعام؛ وذلك عن طريق التدخل في عمل الإنزيمات الهاضمة، والذي يؤدي بدوره إلى تبطؤ تكسر الكربوهيدرات في الجهاز الهضمي، كذلك تتميز القرفة باحتوائها على المركب الذي يمتلك نفس تأثير هرمون الإنسولين في الخلايا.
- الوقاية من احتمالية الإصابة بأمراض القلب: تفيد القرفة في التقليل من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، إذ أظهرت بعض الدراسات التي أجريت إلى أنَّ تناوُل الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني ما يقارب نصف ملعقةٍ صغيرةٍ من القرفة كل يوم؛ فأن لذلك تأثير إيجابي في مؤشرات الدم، بالإضافة إلى أنها تفيد في خفض مستوى الدهون الثلاثية، والكولسترول الضار، والكولسترول الكلي.
- تحسين حالة الأمراض العصبيّة التنكّسية: يُعدّ مرض الباركنسون ومرض الزهايمر من أبرز الأمراض العصبيّة التنكّسية، إذ تجدر الإشارة إلى أنّ القرفة تتميز بامتلاكها مركبين يثبطان بناء بروتين تاو في الدماغ؛ والذي يعد من مؤشرات الإصابة بمرض ألزهايمر، إذ أشارت إحدى الدراسات التي أجريت إلى أن القرفة تفيد في حماية الخلايا العصبية، وأيضًا تحسن من الوظائف الحركية.
- الوقاية من خطر الإصابة بمرض السرطان: يفيد مستخلص القرفة في الحدّ من نمو الخلايا السرطانية وأيضًا من تشكل الأوعية الدموية للأورام، بالإضافة إلى أنّها يمكن أن تكون سامةً للخلايا السرطانية؛ والذي يتسبب في موتها، إذ أشارت إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة من الفئران المصابة بمرض سرطان القولون إلى أنّ القرفة يمكن أن تنشط الإنزيمات التي تخلصه من السموم، مما يؤدي إلى زيادة حمايتها من نمو الخلايا السرطانية.
- محاربة فيروس العوز المناعي البشري: أشارت إحدى الدراسات التي أجريت إلى أنّ مستخلص القرفة يمكن أن يفيد في توفير الحماية من خطر الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري، ومن الجدير بالذكر أن الأطعمة التي تحتوي على القرفة لا تمتلك ذات التأثير في الوقاية أو الحماية من هذا الفيروس.
المراجع
- ^ أ ب "10 Evidence-Based Health Benefits of Cinnamon", healthline, Retrieved 2019-10-15. Edited.
- ^ أ ب "What are the health benefits of cinnamon?", medicalnewstoday, Retrieved 2019-10-15. Edited.
- ↑ "Spices, cinnamon, ground", fdc.nal.usda, Retrieved 2019-10-15. Edited.
- ↑ "6 Side Effects of Too Much Cinnamon", healthline, Retrieved 2019-10-15. Edited.
- ↑ "Cinnamon Health Benefits for Men", healthyy, Retrieved 2019-10-15. Edited.
- ↑ "The Benefits Of Cinnamon For Men", wishgardenherbs, Retrieved 2019-10-15. Edited.