محتويات
التدخين
يندرج التدخين بأنواعه كافة ضمن العادات السيئة التي تلحق ضررًا كبيرًا بصحة الإنسان، فالمدخن يعاني من الإدمان على هذه العادة نتيجة وجود النيكوتين في السجائر، ولا يقف الأمر عند ذلك، إذ يحتوي دخان السجائر على أكثر من 7000 مادة كيميائية يرجع معظمها إلى احتراق أوراق التبغ، ويكون بعضها كذلك نشطًا كيميائيًا مما يُحدث ضررًا وتغيرات خطيرة ومدمرة في الجسم، وعمومًا، يوجد في دخان السجائر أكثر من 70 مادة كيميائية مسرطِنة، لذلك، يشكل أحد عوامل الخطر الرئيسة لمجموعة واسعة من الأمراض،[١]إلا أن هناك من يدعي وجود فوائد خاصة بالتدخين وهذا ما سنتناوله في السطور القادمة.
هل يوجد فوائد للتدخين؟
يشتهر التدخين بسمعته السيئة بين الناس نظرًا لأضراره الكثيرة، بيد أنه ثمة أدلة قليلة بشأن فوائد محتملة للتدخين مثل: [٢]
- الوقاية من جراحة استبدال المفاصل: أظهرت نتائج دراسة علمية جديدة أن الرجال المدخنين أقل عرضة لجراحة استبدال المفصل من نظرائهم غير المدخنين، وقد نشرت هذه الدراسة في دورية Arthritis & Rheumatis، وعَزَت هذه الفائدة إلى أن استبدال المفاصل يشيع بين الأفراد الذين يعانون من السمنة أو يمارسون الهرولة، وهما أمران غير شائعين عند المدخنين الذين يكونون أقل عرضة للإصابة بالسمنة، ويندر أن يمارسوا الهرولة أو الركض.
- تقليل خطر الإصابة بمرض باركنسون: أشارت مجموعة من الدراسات إلى وجود صلة غريبة بين التدخين وبين مرض باركسنون؛ إذ ينخفض احتمال الإصابة بهذا المرض عند المدخنين على المدى الطويل، وقد نشر باحثون دراسة علمية حول هذا الموضوع في عدد شهر آذار من دورية Neurology عام 2010 ، وأشارت نتائجهم إلى أن العامل الأشد الأهمية في التأثير الوقائي من هذا المرض هو عدد سنوات التدخين، لا عدد السجائر التي يدخنها المرء، وكان باحثون في جامعة هارفرد قد قدموا أدلة مقنعة حول هذه الفرضية؛ ففي دراسة علمية نشرت في دورية Neurology عام 2007، بينت النتائج أنّ هذا التأثير الوقائي يتراجع بعد الإقلاع عن التدخين، دون أن يقدروا على تحديد السبب الكامن وراء ذلك.
- الوقاية من مرض التهاب القولون التقرحي: التهاب القولون التقرحي هو مرض خطير يصيب الأمعاء، حيث تلتهب البطانة الداخلية للقولون والمستقيم وتُتلف بشكل دائم، وقد يكون المدخنون لديهم خطر أقل للإصابة بالتهاب القولون التقرحي مقارنةً بغير المدخنين أو المدخنين السابقين، إذ تشير الأدلة إلى أن هذه العلاقة الوقائية قد تكون السبب ، ومع ذلك ، فإن المدخنين لديهم خطر أكبر للإصابة بمرض كرون ، وهو مرض التهابي آخر في الأمعاء.[٣]
وعمومًا، لو سلّمنا جدلًا بصحّة هذه (الفوائد المحتملة)، فإنها لا تعدّ شيئًا مقارنةً بالأضرار الكثيرة والخطيرة الناجمة عن التدخين، التي تبلغ أحيانًا درجة مهددة للحياة، لذلك، ينبغي للشخص أن يقيس إيجابيات التدخين وسلبياته قبل أن يُقدِمَ عليه.
أضرار التدخين
يؤثر التدخين سلبًا على صحة الإنسان بأوجهٍ عديدة نذكر منها:
- القلب: يشكل التدخين أحد الأسباب الرئيسة لأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ إنه يرفع مستويات الدهون الثلاثية في الدم، ويخفضُ مستويات الكولسترول الصحي، ويجعل الدم لزجًا وأكثر عرضة للتجلط، مما يحول دون تدفقه بسلاسة إلى الدماغ والقلب، ويسبب التدخين كذلك ضررًا كبيرًا بالأوعية الدموية، ويؤدي إلى تراكم اللويحات فيها. [٤]
- السرطان: تضعف السموم في دخان السجائر جهاز المناعة عند الإنسان، فيصعب عليه القضاء على الخلايا السرطانية، وتؤدي تلك السموم أيضًا إلى إتلاف الحمض النووي في الخلايا أو تغييره، فتبدأ بالنمو نموًا خارجًا عن السيطرة مسببةً ورمًا سرطانيًا، وعمومًا، يشكل التدخين أحد الأسباب الرئيسة لسرطانات الرئة؛ فتسعة من أصل 10 حالات من سرطان الرئة تعود إلى التدخين. [٥]
- الدماغ: يزداد خطر الإصابة بسكتة دماغية عند الأفراد المدخنين بنسبة 50% بالحد الأدنى، مما يؤدي إلى تلف الدماغ والوفاة؛ ويعزى هذا الضرر أساسًا إلى دور التدخين في زيادة تمدد الأوعية الدموية في الدماغ الذي يحصل جرّاء ضعف جدرانها، مما يؤدي أحيانًا إلى تمزقها وحدوث حالة خطيرة معروفة بالنّزف تحت العنكبوتية. [٦]
المواد الضارة في السجائر
تحتوي السجائر التي يدخنها الإنسان على مجموعة من المواد الضّارة بالصحة مثل: [١]
- القطران: يعرف القطران بأنه من المواد شديدة الخطورة على الصحة، فجزيئاته تحتوي على مواد كيميائية ضارة مثل المواد المُسرطِنةِ، ويكون القطران عمومًا لزجًا وبنيّ اللون، ويُخلف بقعًا على الأسنان والأظافر وأنسجة الرئة.
- أول أكسيد الكربون: يعرف أول أكسيد الكربون بأنه غاز سام عديم اللون أو الرائحة، وقد يسبب التعرض إليه بكميات كبيرة الموتَ نظرًا لأنه يستبدل الأكسجين في الدّم، فهو يسري في دماء المدخنين ويُصعّبُ عملية وصول الأكسجين إلى الأعضاء والعضلات.
- المواد الكيميائية المؤكسدة: تتسم هذه المواد بأنها شديدة التفاعل، مما يعني أنها تتلف عضلات القلب والأوعية الدموية عند المدخنين، وتتفاعل هذه المواد مع الكولسترول مسببةً تراكم المواد الدهنية على جدران الشرايين، مما يزيد خطر إصابة المرء بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- المعادن: يوجد في السجائر مجموعة من المعادن المسببة للسرطان، مثل الزرنيخ والبريليوم والكادميوم والكروم والكوبالت والرصاص والنيكل.
- المركبات المشعة النشطة: يحتوي التبغ على مجموعة من المركبات المشعة النشطة المعروف أنها مُسرطِنة.
الإقلاع عن التدخين
يواجه معظم الأفراد المدخنين صعوبة كبيرة في الإقلاع عنه نظرًا لشعورهم بالحاجة الملحة إلى تدخين السجائر، لذلك، تراهم يفشلون في الإقلاع عنه نهائيًا، ويعودون مجددًا للتدخين، ومع ذلك، ثمة بعض الخطوات والأمور البسيطة التي يمكنها تخفيف رغبة الشخص بالتدخين، وهذا يتضمن اتباع ما يلي:
- استخدام بدائل النيكوتين: تعرف مادة النيكوتين الموجودة في التبغ بأنها مسببة للإدمان، وهذا ما يفسر عجز المدخن عن ترك السجائر والإقلاع عنها نهائيًا [٧]، لذلك، يُستحسن بالمدخن في المرحلة الأولى من الإقلاع عن التدخين أن يستخدم بعض بدائل النيكوتين المتاحة، مثل بخاخ النيكوتين الأنفي، أو منتجات النيكوتين المتاحة دون وصفة طبية على شكل لصاقات أو علكة أو أقراص مصّ، أو أدوية الإقلاع عن التدخين الخالية من النيكوتين، فهذه المنتجات كلها قد تكون وسيلة فعالةً في كبح جماح الرغبة العارمة بالتدخين واشتهاء السجائر، ويكون مفعولها قصير الأمد غالبًا، إلّا اللصاقات التي تتسم بمفعول طويل الأمد. [٨]
- تجنب المثيرات: يتضاعف اشتهاء الشخص للتدخين إمّا في الأماكن التي اعتاد التدخين بها سابقًا، مثل الحفلات والمقاهي، وإمّا في بعض المواقف مثل شرب القهوة أو حين التعرض إلى ضغوط معينة، لذلك، ينبغي للمدخن أن يحدد تلك الأمور التي تثير لديه الرغبة بالتدخين، ثم يتجنبها كليًا أو يتخطاها دون أن يستسلم لرغبة التدخين. [٨]
- التأخير: يستطيع المدخن أن يتبع استراتيجية التأخير لمقاومة رغبته في التدخين، ويعني ذلك أن ينتظر مدة 10 دقائق إضافية إذا أحس أنه أوشك على التدخين، ثم يشغل نفسه بأي أمر آخر لإلهاء نفسه عن هذا الموضوع، فقد يقدر مثلًا على الذهاب إلى الأماكن العام التي يمنع فيها التدخين. [٨]
- إشغال النفس: يمكن للمدخن مقاومة الرغبة في التدخين عبر إشغال نفسه بمضغ حلوى خالية من السكر أو الحلوى الصلبة أو الجزء النيء أو المكسرات أو اللب السوري. [٨]
- ممارسة تقنيات الاسترخاء: يكون التدخين أحيانًا وسيلةً يتبعها المرء لمواجهة التوتر، بيد أن مقاومة التدخين نفسه يصبح بعد مدة أمرًا مسببًا للتوتر، لذلك، يمكن للمدخن أن يمارس بعض تقنيات التأمل والاسترخاء، مثل تمارين التأمل العميق، وتمارين استرخاء العضلات، وتمارين اليوغا أو التدليك أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة. [٨]
قَد يُهِمُّكَ
ينطوي التدخين على بعض الأضرار المتعلقة بالخصوبة عند الرجال؛ إذ إنه يسبب العجز الجنسي نتيجة لإتلافه الأوعية الدموية المغذية للقضيب، ولا يقتصر على ذلك، فهو يلحق الضرر بالحيوانات المنوية ويقلل عددها ويشكل أحد الأسباب الكامنة وراء الإصابة بسرطان الخصية، فعلى سبيل المثال، ثمة قرابة 120 ألف رجل في المملكة المتحدة يعانون من العجز الجنسي بوصفه نتيجة مباشرة للتدخين، فضلًا عن انخفاض عدد الحيوانات المنوية عند المدخنين مقارنة بنظرائهم غير المدخنين. [٦]
المراجع
- ^ أ ب "Smoking - effects on your body", betterhealth, Retrieved 2020-5-26. Edited.
- ↑ "5 Health Benefits of Smoking", livescience, Retrieved 2020-5-26. Edited.
- ↑ "Health 'benefits' of smoking?", tobaccoinaustralia, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ "Heart Disease and Stroke", cdc, Retrieved 2020-5-26. Edited.
- ↑ "Cancer", cdc, Retrieved 2020-5-26. Edited.
- ^ أ ب "How smoking affects your body", nhs, Retrieved 2020-5-26. Edited.
- ↑ "Nicotine Addiction: What You Need to Know", healthline, Retrieved 2020-5-26. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Quitting smoking: 10 ways to resist tobacco cravings", mayoclinic, Retrieved 2020-5-26. Edited.