السرطان
ضمن العمليّة البيولوجيّة الطبيعيّة للجسم، فإنّ الخلايا تنقسم لتكرّر نفسها، وتتكاثر لتُكمل دورة حياتها الطّبيعيّة، وفي نهايتها تهرم وتتلف لتحل محلّها أخرى جديدة، وعندما يصاب الجين المسؤول عن إعطاء أوامر بالتوقّف عن النّمو للخلايا بطفرة جينيّة تضطرب هذه الخلايا، ولا تعرف متى تتوقّف أو تهرم، فتستمر بالتّكاثر أسرع من الطّبيعي دون توقّف لتنتج خلايا أكثر من المعدّل الطبيعي المفترض، وانتشارها إلى الأنسجة المحيطة، وتشخّص الحالة على أنّها سرطان، فالسّرطان عبارة عن كتل من الأنسجة المتراكمة، تبقى فيها الخلايا القديمة الهرمة حيّة ولا تموت، بجانب إنتاج خلايا جديدة، مما يسبّب تشكّل أورام خبيثة تتعدّى على الأنسجة المحيطة، وتغزوها، وتتغذّى على حصّتها من الأكسجين والعناصر الغذائيّة اللاّزمة لمدّها بالطّاقة للتكاثر، لتمنع هذه العناصر عن خلايا الأنسجة المحيطة مما يسبّب تلفها وموتها، ويمكن للأورام الخبيثة أو السرطانيّة الانتشار إلى أماكن بعيدة عن مكان وجودها الأصلي عن طريق الدّم أو الجهاز اللّيمفاوي، مما يسبّب انتشار السّرطان، وتكوّن أورام خبيثة في أنحاء مختلفة من الجسم.[١]
وقد يتساءل البعض عن دور الجهاز المناعي في مهاجمة الخلايا السّرطانيّة على اعتبار أنّها ذات نشاط شاذ وغير طبيعي، والإجابة هنا أنّ الخلايا السرطانيّة تمتلك القدرة على مناورة الجهاز المناعي والإختباء منه، بل بعض الخلايا السرطانيّة تستخدم جهاز المناعة للبقاء على قيد الحياة، وتستمد منه قدرتها على التكاثر والنّمو، وغزو الأنسجة المحيطة. [١]
أسرع علاج للسرطان
عند تشخيص الحالة بالإصابة بالسّرطان، أول خطوة في العلاج هي تحديد مرحلة المرض التي على أساسها يختار الطّبيب المعالج خيارات العلاج المتاحة، ومن الضّروري القيام بفحص دوري منتظم للأشخاص الذين ترتفع احتماليّة إصابتهم بالسّرطان بسبب عوامل وراثيّة بوجود أفراد من العائة مصابين بالسّرطان، أو من سبق لهم الإصابة بالسّرطان والشّفاء منه؛ لأنّ احتماليّة عودته واردة، أو أولئك المعرّضين لظروف عمل تحتّم عليهم التعرّض للمواد الكيميائيّة، أو الإشعاعات الضّارة، وفيما ياتي خطّة العلاج للسرطان حسب مرحلة المرض: [٢][٣]
- مرحلة العلاج: وهي المرحلة التي تمكّن مصاب السّرطان بتلقّي العلاج اللّازم ليعيش حياة طبيعية، وهو ما يعتمد عليه نوع السّرطان ومرحلته.
- مرحلة العلاج الأولي: وفيها تستخدم خيارات علاجيّة لقتل الخلايا السّرطانيّة، مثل:
- العلاج الكيميائي، الذي يعتمد على قتل أي خلايا في الجسم لها صفة الإنقسام السّريع، مثل خلايا الشّعر، وخلايا الأظافر في سبيل قتل الخلايا السرطانيّة.
- العلاج الإشعاعي الذي يعتمد على استخدم أشعّة عالية الطّاقة كالأشعّة السّينيّة، لقتل الخلايا السرطانيّة.
- الجراحة لإزالة الورم السّرطان بالكامل، أو استئصال أكبر قدر ممكن منه.
- العلاج البيولوجي، كالعلاج بالخلايا الجذعيّة لإعادة التّوازن للجهاز المناعي، والتعرّف على الخلايا السّرطانيّة كجسم غريب، أو متطفّل، إذ يجب تكوين أجسام مضادّة له لتدميره.
- مرحلة العلاج المساعد: الذي يهدف إلى قتل الخلايا السّرطانيّة التي قد تبقى على قيد الحياة بعد العلاج الأولي بالجراحة، أو العلاج الكيماوي أو الإشعاعي، لتقليل احتماليّة عودة السّرطان، وتتضمّن خيارات العلاج المساعد العلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الهرموني.
- مرحلة العلاج التّلطيفي: يهدف إلى توفير الراحة للمرضى من الألم والأعراض الأخرى بغض النظر عن التشخيص أو مرحلة المرض، وذلك لتحسين نوعية الحياة لكل من المرضى وعائلاتهم.
الاختلاف بين الخلايا السرطانية والخلايا الطبيعية
الفرق الأساسي بين الخلايا السّرطانيّة والخلايا الطّبيعيّة، هو أنّها أقل تخصّصًا من الخلايا الطّبيعيّة، وهو السّبب الكامن وراء تكاثر الخلايا السرطانيّة بسرعة دون توقّف، ذلك عندما تصل الخلايا الطّبيعيّة للنّضج، فإنّها تهرم وتموت، وهو عكس الخلايا السرطانيّة، بالإضافة إلى عدم تجاوب الخلايا السرطانيّة للإشارات المرسلة إليها بالتوقّف عن الإنقسام، والوصول إلى مرحلة موت الخلايا المبرمج، وهي المرحلة الأخيرة من حياة الخلايا الطّبيعيّة، وفيها يستطيع الجسم التخلّص من غير الضّروريّة منها، وهو ما لا يحدث في الخلايا السرطانيّة.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت "What Is Cancer?", cancer, Retrieved 2019-7-8. Edited.
- ↑ "Cancer", mayoclinic, Retrieved 2019-7-8. Edited.
- ↑ "How is cancer diagnosed?", cancer, Retrieved 2019-7-8. Edited.