الثوم
يعتقد العلماء أن أصل الثوم يرجع إلى منطقة سيبيريا الروسية وأنه قد انتشر إلى باقي العالم قبل أكثر من 5000 عام، ويتقاسم الثوم كما هو معروف الكثير من الخصائص مع البصل والكراث، ولقد استخدم الثوم لعلاج الكثير من أمراض القلب والجهاز الوعائي الدموي؛ كارتفاع ضغط الدم، وانخفاض ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، وأمراض الشرايين التاجية، والنوبات القلبية، وتصلب الشرايين، كما حاول البعض اللجوء إلى الثوم لعلاج مشاكل صحية أخرى؛ كالإنفلونزا، وداء السكري، وآلام الأذن، ومشاكل الدورة الشهرية عند النساء، وتضخم البروستاتا عند الرجال، والسعال، والصداع، والبواسير، بل إن بعض الناس قد رأوا في الثوم وسيلة طبيعية للوقاية من بعض أنواع السرطانات؛ كسرطان المستقيم، وسرطان المعدة، وسرطان الثدي، وسرطان البروستاتا[١].
الثوم وضغط الدم
يحتوي الثوم على مركب يُدعى ب" الأليسين"، الذي يشتهر بكونه أحد أبرز المركبات القادرة على علاج ارتفاع ضغط الدم، ولقد أشارت إحدى الدراسات التي أجريت على يد باحثين من الأكاديمية الروسية للعلوم الصحية إلى حصول انخفاض لمستوى ضغط الدم عند الرجال الذين يُعانون من ضغط دم خفيف أو متوسط بعد أخذهم لكبسولات تحتوي على 600 ملغرام من بودرة الثوم، ومن المثير للاهتمام كذلك أن الثوم يحتوي على مادة تُدعى ب"غاما-غلوتاميلسيستين"، التي تُثَبّطُ الإنزيم المحول للأنجيوتنسن المشهور برفعه لضغط الدم، ومن المعروف أن الصيدليات تبيع أصلًا أدوية خاصة بعلاج ضغط الدم تُدعى بمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسن، لكنها بالطبع تمتلك أعراضًا جانبية سيئة، كما أن احتواء الثوم على مادتي الأليسين و غاما-غلوتاميلسيستين معًا يُعطيه مقدرة مضاعفة على توسعة الشرايين وتقليل ضغط الدم، وعلى أي حال يبقى بالإمكان الحصول على الثوم على شكل مكملات غذائية عند الرغبة بذلك؛ إذ تتوفر في بعض الصيدليات ومراكز بيع العلاجات الطبيعية أشكال كثيرة من مستخلصات وزيوت الثوم، لكن تجدر الإشارة هنا إلى خلو بعض هذه المكملات من مادة الأليسين أحيانًا، مما يعني ضرورة التأكد من محتوى مكملات الثوم عبر قراءة الملصقات الخارجية التي تشرح محتوياتها الدقيقة[٢].
أطعمة أخرى لخفض ضغط الدم
ليس بوسع الثوم فقط تقليل مستوى ضغط الدم، وإنما يُمكن الاستعانة كذلك بأنواع أخرى من الأطعمة والمنتجات الغذائية للوصول إلى نفس الغاية، مثل[٣]:
- الخضراوات الورقية: تتميز الخضراوات ذات الأوراق الخضراء الطازجة باحتوائها على كميات كبيرة من عنصر البوتاسيوم القادر على مساعدة الكليتين على التخلص من عنصر آخر هو عنصر الصوديوم، والذي بدوره يؤدي إلى خفض ضغط الدم، وتتضمن أبرز أنواع هذه الخضراوات كلًا من الكرنب، والسبانخ، والخس الروماني، والجرجير.
- الشمندر الأحمر: يشتهر الشمندر بكونه غنيًا بمركب أكسيد النيتريك الذي يُساعد على توسيع الأوعية الدموية وتقليل ضغط الدم، وفي الحقيقة تشير بعض الدراسات إلى مقدرة عصير الشمندر على تقليل ضغط الدم خلال 24 ساعة بعد شربه مباشرة.
- الأسماك: تحتوي الأسماك الدهنية على كميات كبيرة من البروتينات وأحماض الأميغا 3 القادرة على تقليل ضغط الدم، والالتهابات، والدهون الثلاثية، ومن بين أبرز أنواع الأسماك الدهنية: سمك السلمون، وسمك الماكريل، بالإضافة إلى سمك السلمون المرقط، الذي يمتاز باحتوائه على كمية عالية من فيتامين د، الذي يُساهم أيضًا في تقليل مستوى ضغط الدم.
- زيت الزيتون: ينتمي زيت الزيت إلى فئة الزيوت الصحية التي تحتوي على مركبات البوليفينول القادرة على محاربة الالتهابات وتقليل ضغط الدم.
أضرار الثوم
يتسبب الثوم بخروج رائحة كريهة من الفم والجسم لدى البعض، كما يؤدي تناول الكثير من الثوم النيء إلى حصول مشاكل هضمية، وتغيرات في توزيع البكتيريا الموجودة في الأمعاء، وطرد الكثير من الغازات خاصة عند تناوله على معدة فارغة، ولقد بات بعض الباحثين ينصحون بتوخي الحذر عند تناول الثوم بالتزامن مع أخذ الأدوية المميعة للدم؛ وذلك لاحتواء الثوم أصلًا على خصائص مضادة للتخثر، لذا ليس من المستغرب أن ينصح الأطباء بضرورة التوقف عن تناول الكثير من الثوم قبل 7-10 أيام من الخضوع للعمليات الجراحية[٤].
المراجع
- ↑ "Garlic ", Webmd, Retrieved 15-6-2019. Edited.
- ↑ "Use Garlic for High Blood Pressure Relief", University Health News,17-7-2018، Retrieved 15-6-2019. Edited.
- ↑ Natalie Butler, RD, LD (2-5-2017), "13 Foods That Are Good for High Blood Pressure"، Healthline, Retrieved 15-6-2019. Edited.
- ↑ Ellen Tattelman, M.D (1-7-2005), "Health Effects of Garlic", American Family Physician, Issue 1, Folder 72, Page 103-106. Edited.