آثار القولون العصبي على النفسية

القولون العصبي

يُعاني المصابون بالقولون العصبي من الكثير من الأعراض الهضمية التي تحدث معا؛ كآلام البطن، وتغيرات في عادات التبرز، والإسهال، والإمساك، لكن دون أن يكون لديهم أي علاماتٍ أو أمراضٍ محددة في بنية الجهاز الهضمي، لذا أرجع الباحثون حصول القولون العصبي إلى وجود مشاكل في تنسيق العمل بين الدماغ والأمعاء، وهذا بالطبع يؤدي إلى زيادة حساسية الأمعاء والعضلات المسؤولة عن انقباض الأمعاء، وعلى العموم تنتشر حالات الإصابة بالقولون العصبي بين النساء والأفراد بأعمار أقل من 50 سنة، وتصل نسبة الإصابة بالقولون العصبي إلى حوالي 12% بين سكان الولايات المتحدة الأمريكية، وتزداد فرص الإصابة بالقولون العصبي بين الأفراد الذين تعرضوا إلى عدوى هضمية شديدة، وبين الأفراد الذين تعرضوا إلى مواقف حياتية مقلقة وصعبة في الماضي، وعند الأفراد الذين ينتمون أصلًا إلى عائلة تكثر بين أفرادها الإصابة بالقولون العصبي[١].


آثار القولون العصبي على الحالة النفسية

تبقى العلاقة التي تربط بين القولون العصبي وبين سوء الحالة النفسية والتوتر من بين الأمور المثيرة للجدل بين الخبراء والمختصون؛ وذلك بسبب صعوبة تحديد أي منهما مسؤول عن الآخر، لكن الكثير من الخبراء باتوا يشيرون إلى إمكانية تشخيص حوالي 60% من مرضى القولون العصبي بمرض نفسي واحد أو أكثر أحيانًا، ويُعد اضطراب القلق العام أحد أكثر الأمراض النفسية انتشارًا عند المصابين بالقولون العصبي، بل ويشير البعض إلى وجود هذا المرض عند 60% من مرضى القولون العصبي المصابون بأمراض نفسية، بينما يوجد الاكتئاب عند 20% منهم، أما ال20% الباقون، فإنهم غالبًا ما يُعانون من أمراض نفسية أخرى، وسواء أكان المريض مصابًا فعلًا بالقولون العصبي أم لا، فإن القلق الذي يُعاني منه سيؤدي إلى أعراض سيئة أخرى؛ كآلام البطن، والأرق، والدوخة، والهيجان، أما بالنسبة إلى سبب ارتفاع نسب القلق عند المصابون بالقولون العصبي، فإن الخبراء حاولوا تفسير هذا الأمر عبر طرح النظريات والحقائق الآتية[٢]:

  • يعاني بعض المصابين بالقولون العصبي من حساسية مفرطة اتجاه المشاكل العاطفية التي تواجههم.
  • يؤدي القلق والتوتر إلى جعل الدماغ أكثر وعيًا بالتقلبات والتشنجات الحاصلة في القولون.
  • ينشأ القولون العصبي عن مشاكل في الجهاز المناعي، الذي يتأثر كثيرًا بالتوتر.

ومن جهة أخرى تشير أحد الدراسات إلى انخفاض جودة حياة مرضى القولون العصبي وميلهم أكثر نحو الأفكار السوداوية والانتحارية أحيانًا، كما أشارت الدراسة كذلك إلى ضرورة عدم إهمال التغيرات الحاصلة في حركة الأمعاء عند التعرض للمواقف المثيرة للخوف، والقلق، والتوتر أيضًا، ولقد أكدت الدراسة على وجود المشاكل النفسية عند ما بين 54-94% من مرضى القولون العصبي الذين يخضعون إلى العلاج، وللأسف فإن أعراض القولون العصبي تزداد شدتها أكثر عند المصابين بالمشاكل النفسية، وسيصبح من الضروري في هذه الحالة تزويد هؤلاء المرضى بعلاجات نفسية وليس فقط علاجات بدنية للتغلب على أعراض القولون العصبي[٣].


علاج مشاكل القولون العصبي النفسية

يشير الباحثون إلى توفر بعض الأدلة التي تؤكد على إمكانية تقليل حدة القولون العصبي عبر علاج التوتر والقلق، باستعمال الطرق والأساليب المتوفرة لهذه الغاية؛ كممارسة أساليب التنفس العميق، أو تخيل النفس في أوضاع أكثر راحة، أو عبر تخفيف التوتر بالاستعانة بالأنشطة والأعمال المسلية والممتعة؛ كالتحدث مع صديق، أو القراءة، أو الاستماع للموسيقى، أو الذهاب للتسوق، بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة الرياضية، وأخذ قسطٍ وافرٍ من النوم، وتناول الأطعمة المناسبة للقولون العصبي، وفي الحقيقة يُمكن بالفعل ملاحظة تحسن على حالة القولون العصبي عند ثلثي المصابين بالقولون العصبي بعد اتباعهم للأنماط الحياتية المناسبة والتزامهم بتناول الأدوية الخاصة بعلاج أعراض المرض لديهم، أما بالنسبة إلى الثلث المتبقي من مرضى القولون العصبي، فإنهم قد يُعانوا فعلًا من حالة شديدة من المرض وقد يُصبح من الضروري توفير علاجاتٍ نفسية لهم، وقد تتضمن هذه العلاجات كل من[٢]:


المراجع

  1. "Definition & Facts for Irritable Bowel Syndrome", National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases (NIDDK),11-2017، Retrieved 31-7-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Jaydeep Bhat, MD, MPH (14-2-2019), "Stress, Anxiety and Irritable Bowel Syndrome"، Webmd, Retrieved 31-7-2019. Edited.
  3. Mihaela Fadgyas-Stanculete, Ana-Maria Buga, Aurel Popa-Wagner, et al (2014), "The relationship between irritable bowel syndrome and psychiatric disorders: from molecular changes to clinical manifestations", Journal of molecular psychiatry, Issue 1, Folder 2, Page 4. Edited.

فيديو ذو صلة :