محتويات
القهوة منزوعة الكافيين
يعود فضل اكتشاف القهوة منزوعة الكافيين Decaffeinated Coffee إلى تاجر ألماني يُدعى لودويغ روسيليوس في بدايات القرن العشرين، ولقد توصل هذا التاجر إلى إمكانية نزع الكافيين من القهوة عن طريق الصدفة عندما غرقت إحدى شحنات القهوة في ماء البحر المالح أثناء نقلها، مما أدى إلى فقدانها للكافيين بصورة طبيعية، ثم وبعد مرور بضع سنوات حصل هذا التاجر على براءة اختراع لتوثيق طريقته الخاصة في نزع الكافيين عن القهوة باستعمال البنزين كمذيب كيميائي بدلًا عن الماء المالح، لكن وبسبب الطبيعة السيئة للبنزين، فإن الشركات المنتجة للقهوة منزوعة الكافيين قد لجأت فيما بعد إلى طرق أخرى أكثر أمنًا وسلامة لإنتاج هذه القهوة، بل أصبح هنالك على الأقل ثلاث طرق صناعية لنزع الكافيين عن القهوة، لكن وعلى الرغم من ذلك فإن جميع الطرق المستخدمة لنزع الكافيين لن تكون قادرة على نزع الكافيين بالكامل[١].
هل القهوة منزوعة الكافيين فعلًا لا تحتوي على الكافيين؟
ينفي الخبراء القول بأن القهوة منزوعة الكافيين هي فعلًا خالية من الكافيين تمامًا؛ فنسبة الكافيين المنزوعة من بعض أنواع القهوة منزوعة الكافيين قد تصل إلى 97%، لكن ليس إلى 100%، وهذا يعني أن فنجانًا من القهوة منزوعة الكافيين بحجم 354 ملليتر من المتوقع أن يحتوي على 5.4 ملغرام على الأقل من الكافيين، وهذه الكمية بالطبع تبقى قليلة مقارنة ب180 ملغرام من الكافيين التي من المتوقع أن يحتوي عليها نفس الفنجان من القهوة العادية، ومن الضروري الإشارة هنا إلى وجود تباين في كمية الكافيين الموجودة في القهوة منزوعة الكافيين اعتمادًا على نوعية القهوة وماهية الطريقة التي استخدمت لنزع الكافيين عن القهوة، كما من المهم التذكير بأن هنالك تأثيرًا لطريقة نزع الكافيين من القهوة على مذاق القهوة النهائي ورائحتها أيضًا، بل قد تؤثر على لون القهوة أيضًا، وعلى الرغم من محدودية أو صغر كمية الكافيين الموجودة في القهوة منزوعة الكافيين، إلا أنها قد تشكل مشكلة لدى الأفراد الذين يُعانون من أمراض الكلى، وفي المحصلة فإن عليك أن تتذكر أن شربك لـ 5-10 فناجين من القهوة منزوعة الكافيين سيوازي أو يُماثل شربك لـ 1.2 فنجان من القهوة العادية[٢].
فوائد القهوة منزوعة الكافيين
لا تتسبب القهوة منزوعة الكافيين في زيادة ضغط الدم كما هو حال القهوة العادية، كما أن القهوة منزوعة الكافيين تبقى خيارًا أفضل للمصابين بأمراض القلب ولن تؤثر على نومك في الليل، وإنما ستحمي دماغك وجسمك من الكثير من الأمراض بفضل احتواء القهوة على الكثير من المركبات والأحماض المفيدة، وهذا دفع بالخبراء إلى التأكيد مرارًا وتكرارًا على حقيقة أن القهوة منزوعة الكافيين مفيدة بل وربما أكثر فائدة من القهوة العادية، والقهوة تحتوي على حمض يُدعى بحمض الكافئيك Caffeic Acid، الذي يختلف عن مركب الكافيين ولا يحمل صفة تحفيزية للأعصاب كما هو حال الكافيين على الرغم من تشابه الأسماء الحاصل بينهما، وينتمي هذا المركب إلى عائلة من المركبات الموجودة في القهوة تُدعى بمركبات الفينولات، التي تمتاز بخواص مضادة للسرطانات والأكسدة[٣]، وعلى الرغم من احتواء القهوة منزوعة الكافيين على بعض الكافيين كما ورد سلفًا، إلا أن هذه القهوة بالذات يبقى لديها فوائد قد يهمك معرفتها، من أهمها[٤]:
- تحميك من النقرس: ينشأ مرض النقرس نتيجة لتراكم أحد أنواع الأحماض داخل المفاصل العظمية، وهو في المناسبة أحد الأمراض التي تصيب الرجال أكثر من النساء، ولحسن حظك عزيزي الرجل فإن إحدى الدراسات قد تحدثت عن انخفاض ملحوظ في فرص الإصابة بهذا المرض عند الرجال الذين يتناولون أكثر من أربع فناجين من القهوة منزوعة الكافيين يوميًا.
- تحميك من السكري: بات بعض الخبراء يتحدثون عن امتلاك القهوة منزوعة الكافيين قدرة على خفض فرص إصابة الناس بالسكري النمط الثاني، الذي ينشأ عن عجز البنكرياس عن إنتاج ما يكفي من الأنسولين أو فقدان خلايا جسمك للحساسية اتجاه الأنسولين.
- تحميك من أمراض القلب: قد يكون للقهوة منزوعة الكافيين دورٌ في إبعاد شبح الموت بأمراض القلب والشرايين عنك، ولقد وردت أدلة علمية تؤكد على صحة هذا الأمر في إحدى الدراسات التي نشرت في إحدى المجلات الأكاديمية المعنية بالطب الباطني.
- فوائد مختلفة: تحتوي القهوة أصلًا على الكثير من المركبات النباتية المفيدة لجسم الإنسان، ولقد بحثت الكثير من الدراسات في فوائد القهوة وتوصل بعضها إلى كون القهوة مفيدة لمنع إصابتك بأنواع كثيرة من السرطانات، بما ذلك سرطان البروستاتا، وسرطان الجلد، وسرطان الكبد، وسرطان الدم، لكن تجدر الإشارة هنا إلى أن معظم الدراسات قد ركزت جهودها على تحري فوائد القهوة العادية وليس القهوة منزوعة الكافيين تحديدًا[٥].
مَعْلومَة
حاولت مراجعة علمية نشرت عام 2017 تحري أضرار القهوة على الصحة، وتوصلت في النهاية إلى كون القهوة منزوعة الكافيين آمنة وغير مسببة للأذى أو للأمراض، لكن الخبراء باتوا ينوهون إلى وجود مشاكل وانعكاسات سيئة لبعض المركبات الكيميائية المستخدمة في عمليات نزع الكافيين من القهوة؛ فهنالك –مثلًا- مركب يُدعى بثنائي كلورو الميثان، الذي يمتاز بسمعة سيئة بين مستهلكي ومحبي القهوة حول العالم، وهذا يرجع إلى قدرة هذا المركب على التسبب بحدوث إبطاء مؤقت فيالجهاز العصبي عند استنشاقه، كما يُمكن أن يؤدي إلى الصداع، والدوخة، وحدة الطباع، والسعال، ومن الغريب أن إدارة الصحة والدواء الأمريكية قد سمحت لمصنعي القهوة باستخدام هذا المركب، لكن بالطبع على شرط أن لا يتواجد هذا المركب بكميات ملحوظة في القهوة عند وصول المنتج النهائي إلى المستهلك[٥]، ومن ناحية أخرى، قد يكون من الضروري الإشارة هنا إلى امتلاك الكافيين لقدرة على إحداث حرقة في المعدة، وعلى الرغم من عدم وجود الكافيين بكميات كبيرة في القهوة المنزوعة الكافيين، إلا أن القهوة عمومًا تبقى أحد الأمور المؤدية إلى حرقة المعدة لدى الكثيرين، سواء كانت منزوعة الكافيين أم لا[٢].
المراجع
- ↑ Julia Calderone (2017-10-30), "Is Decaffeinated Coffee Bad for You?", www.consumerreports.org, Retrieved 2020-08-13. Edited.
- ^ أ ب Amy Goodson, MS, RD, CSSD, LD (2018-09-15), "How Much Caffeine Is in Decaf Coffee?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-13. Edited.
- ↑ Gary L. Wenk Ph.D. (2011-05-23), "Why Decaf Coffee Is Just as Healthy", www.psychologytoday.com, Retrieved 2020-08-13. Edited.
- ↑ Brandon Dotson, "What Are the Health Benefits of Drinking Decaffeinated Coffee?", www.livestrong.com, Retrieved 2020-08-13. Edited.
- ^ أ ب Natalie Olsen, R.D., L.D., ACSM EP-C (2019-06-18), "Is decaf coffee harmful to health?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-13. Edited.