ما هي مفسدات الصيام

ما هي مفسدات الصيام
ما هي مفسدات الصيام

الصيام

الصيام لغويًّا معناه مطلق الإمساك عن الشيء أو التوقّف عن فعله، أمّا الصيام في الشريعة الإسلاميّة، فهو رابع أركان الإسلام الخمسة، وهو من أعظم العبادات التي يتقرّب بها العبد من ربه، إذ تكون بالإمساك عن كافّة أنواع المفطرات على وجه مخصوص، في الفترة الواقعة بين طلوع الفجر الثاني إلى حين غروب الشمس من شخص مخصوص على وجه مخصوص، مع شرط عقد النية التي يشترطها الشّافعيّة والمالكيّة لصحّة الصّيام، أمّا الحنفيّة والحنبليّة فلا يشترطون النيّة لصحّة الصّوم، وحكم الصّيام متنوّع بتنوّع ظرفه وزمانه، فحكم صيام شهر رمضان من كل عام هو فريضة على كل مسلم، بالغ، عاقل، قادر على تأديتها، إذ فرض الصوم على المسلمين في العام الثاني من الهجرة، حين نزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[١].[٢][٣]


مفسدات الصيام

يفسد صيام المسلم بواحدة مما يلي علمًا بأنّ جميع المفطرات لا تُفسد الصيام إلّا في حال كان الصائم عالمًا بحكمها الشرعي مسبقًا، ومتذكّرًا ومتقصّدًا غير مجبر عليها:[٤]

  • تناول الطعام أو الشرب: إذ بتناول الطّعام والشّراب ينتفي القصد من الصّيام
  • ما يحقق معنى المأكل والمشرب: مثل إبر التّغذية والجلوكوز، ونقل الدّم للمريض، وغسيل الكلى، أمّا حقن الأنسولين أو الإبر التي تؤخذ بالعضل فلا تفسد الصّيام؛ لأنّه لا يُستعاض بها عن الطّعام.
  • القطرات الأنفية الواصلة إلى المعدة: وتدخل في حكم الاستنشاق للوضوء، إذ نهى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم عن المبالغة في الاستنشاق في نهار رمضان؛ لتجنّب دخول الماء عبر الأنف ووصولها للمعدة حتّى لا يُفطر الصّائم.
  • مجامعة الرجل لزوجته: وهي من أشد المفطريات نهيًا عنها وأكبرها إثمًا، ومن جامع أهله في نهار رمضان عليه أن يُتم صيامه، والقضاء والكفّارة المغلّظة بإعتاق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستّين مسكينًا، ودليل ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: [جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: وَمَا أَهْلَكَكَ ؟ قَالَ : وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ . قَالَ : هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ رَقَبَةً ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَهَلْ تَجِدُ مَا تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟][٥]
  • الاستمناء: وهو التعمّد في إنزال المني باختيار الشخص، ومن فعلها في نهار رمضان عليه أن يُمسك بقيّة يومه والقضاء والتّوبة إلى الله تعالى، والدّليل الشّرعي على أنّ الاستمناء من المفطرات ما رواه رسول الله في الحديث القدسي: [يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي][٦]، والاستمناء يدخل في حكم الشّهوة.
  • التقيؤ المتعمّد: بوضع الأصبع في الفم، أو عصر المعدة، أو شم ما يثير التقيّؤ، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: [مَن ذرعَهُ قَيءٌ وَهوَ صائمٌ، فلَيسَ علَيهِ قضاءٌ، وإن استَقاءَ فليقضِ][٧].
  • الحجامة وإخراج الدم بها: للضّعف الذي يحصل في البدن عند خروج دم الحجامة، ويدخل في حكمه التبرّع في الدّم في نهار رمضان؛ لتأثيره على البدن كتأثير الحجامة، أمّا خروج الدّم قلع السّن، أو بأخذ عيّنة من الدّم لتحليله، فلا تعد من المفطرات؛ لأنّه لا يؤثّر على البدن كما الحجامة.
  • نزول الدّم بالحيض أو النفاس: لقوله صلّى الله عليه وسلّم: [أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ][٨]، وفي حال طهرت المرأة من حيضها أو نفاسها قبل طلوع الفجر وجب عليها الصيام وإن لم تغتسل، وصومها صحيح.


أنواع الصيام

تتعدد أنواع الصوم بتعدد حكمها الشرعي، وهي كما يلي:[٩]

  • الصوم المفروض: وهو صوم شهر رمضان المبارك متتابعًا، وصوم كفارة قتل نفس متتابعًا، وكفارة ظهار الرجل لزوجته متتابعًا، كفارة الأيمان والحلف، كفارة الإفطار في شهر رمضان متتابعًا، وصوم النذر المعين واليمين المعين متتابعًا، وصوم قضاء ما فات من شهر رمضان دون تتابع، وصوم المتعة دون تتابع، وصوم كفارة الحلق دون تتابع، وصوم جزاء الصيد دون تتابع.
  • الصوم المسنون: كصوم عاشوراء مسبوقًا بتاسوعاء، وصوم 6 شوال.
  • الصوم المستحب: كصيام ثلاثة أيام من كل شهر وهم الأيام البيض، أو يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع، وصيام الأشهر الحرم، وصيام شعبان، ويوم عرفة، والعشر من ذي الحجّة، والعشر الأول من محرّم.
  • الصوم المحرّم: صوم أول يوم في عيد الفطر أو عيد الأضحى أو أيام التشريق إلاّ للمتمتّع، وصيام الحائض والنّفاس.
  • الصوم المكروه: صوم الدّهر، وصوم الجمعة خصوصًا أو منفردًا، أو صوم السّبت خصوصًا، وصوم يوم عرفة للحاج، وصيام آخر يوم من شعبان.


شروط وجوب الصيام وصحّته

لتحقق الصيام وصحّته، يجب أن يحقق الفرد مجموعة من الشروط وهي:[١٠]

  • أن يكون مسلمًا.
  • أن يكون بالغًا.
  • أن يكون عاقلًا مدركًا لتصرفاته.
  • أن يكون مقيمًا في بلد غير مسافر، إذ منح الله عز وجل للمسافر مسافةً أكثر من 80 كيلومترًا رخصة الإفطار في رمضان.
  • أن لا يكنّ النساء على حيض أو نفاس.
  • أن يكون المسلم قادرًا صحيًّا على الصيام.
  • أن يكون عاقدًا لنيّة الصيام قلبيًّا قبل البدء به.


فضائل الصيام في الإسلام

للصيام فضل عظيم على كل من المسلم والمجتمع الإسلامي، ومن فضائله ما يلي:[١١]

  • عبادة الصوم هي واحدة من أفضل الأعمال عند الله تعالى.
  • هي حرز للمسلم من الشهوات الدنيويّة.
  • به ينال المسلم ثواب الصبر على مشقّة الجوع والعطش.
  • هو سبب لمغفرة الخطايا والذنوب.
  • فيه تهذيب للنفس وتعليمها على الصبر.
  • يُشعر أفراد المجتمع ببعضهم، ويُشعر الغني بجوع الفقير وحاجته.
  • هو سبب لنيل الشفاعة في يوم القيامة، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: : [الصِّيامُ والقرآنُ يَشْفَعَانِ للعبدِ، يقولُ الصِّيامُ: ربِّ إنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ والشَّرَابَ بِالنَّهارِ؛ فَشَفِّعْنِي فيهِ، ويقولُ القُرْآن: ربِّ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِالليلِ؛ فَشَفِّعْنِي فيهِ، فيشَفَّعَانِ][١٢].
  • هو أحد أسباب دخول المسلم الجنة.
  • للصائمين دعواتٌ مستجابة.
  • يطهر القلب من الأحقاد الدنيويّة.
  • من خُتمت حياته بصيام يوم كانت له الجنة.


فوائد الصيام الصحيّة

كما للصيام فوائد شرعيّة فإنّ له فوائد صحية وجسديّة، من أبرزها:[١٣]

  • تحسين كمية الدم وزيادة عدد كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية فيه.
  • تقليل دهنيّات الدم من خلال خفض مستوى الكوليسترول الضار والدهنيّات الثلاثيّة، ورفع الكوليسترول النافع فيه.
  • تخليص الجسم من الوزن الزائد.
  • ضبط معدّل ضغط الدم الانقباضي والانبساطي.
  • خفض نسبة السكريّات في الدم.
  • تخليص الجسم من القلق والتوتر.
  • مكافحة حالات الالتهاب والأورام السرطانية.
  • المساعدة على الإقلاع عن التدخين.
  • تخفيف العبء عن الجهاز الهضمي والبنكرياس وإراحتهما.


المراجع

  1. سورة البقرة، آية: 183.
  2. "مفهوم الصيام: لغة وشرعاً "، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-6. بتصرّف.
  3. "صوم (إسلام)"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-6. بتصرّف.
  4. "مفسدات الصيام"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-6. بتصرّف.
  5. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1111 ، [صحيح].
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1894، [صحيح].
  7. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2380، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 304، [صحيح].
  9. "أقسام الصيام"، habous، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-6. بتصرّف.
  10. "شروط صحة ووجوب الصوم"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-6. بتصرّف.
  11. "الصيام وفضائله"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-6. بتصرّف.
  12. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1429 ، صحيح.
  13. "ما فوائد الصيام؟"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-6. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :