محتويات
مسك الطهارة
يتمتّع مسك الطّهارة أو كما يُسمى في بعض الأحيان باسم "المسك الأسود" بالكثير من الفوائد، فقد عُرف عندَ العرب قديمًا باستخداماته الواسعة بسبب رائحته الطّيبة في تعطير أجسامهم خاصّةً بعد الاستحمام، وتعطير ملابسهم، وإضفاء روائحَ زكية لمساكنهم أيضًا، إضافةً إلى حرص نساء العرب منذ القدم على استعماله في التّزين وتعطير المنطقة الحسّاسة، لا سيما بعد انتهاء الدّورة الشهرية؛ لما له من دور في التّخلص من أيِّ روائحَ غير مستحبة في هذه المنطقة؛ وهنا يكمن سبب ارتباط اسم المسك بالطَّهارة خاصةً في الثّقافة الإسلاميّة، وهو ما أوصى به الرّسول صلى الله عليه وسلم للتّطهر من دم الحيض؛ إذ قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: (أنَّ أسماء سألت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن غسل المحيض؟ فقال تأكد إحداكن ماءها وسدرها فتطهر فتحسن التّطهر ثم تصب على رأسها فتدلكه دلكًا شديدًا حتى تبلغ شؤون رأسها بها ثم تصب عليها المياه ثم تأخذ فرصة ممسكة فتطهر بها، فقالت أسماء: كيف أتطهر بها؟ فقال: سبحان الله تطهرين بها، فقالت عائشة (كأنّها تخفي ذلك) تتبعين أثر الدم)، خلاصة حكم المحدث: حسن؛ والمقصود ب"فرصة" أي القطعة، مما يؤكد أهميّة استخدامه وأنّه سُنَّة، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أطيب الطيب المسك)، خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه.
وفي الدّراسات الحديثة؛ أثبتت د.آمنة علي ناصر صديق، أستاذة علم الأحياء الدّقيقة في كلية العلوم في جدّة، أنَّ المسكَ مضادٌّ حيويٌّ طبيعيٌّ لعلاج الأمراض الجلديّة والأمراض التّناسلية لدى البشر والحيوانات، وقد سُجّل هذا الاكتشاف في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا في الرّياض.
كيفية استخدام مسك الطهارة
يفضل استخدامه بعد الاستحمام بالماء السّاخن؛ إذ إنَّ الماء السّاخن يساعد على تفتيح مسامات الجسم فيتحسن استقباله للمسك بطريقة أفضل، ثم يوضع قطرات منه على القطن، في حال أنَّ المسكَ سائلٌ، وتُمسح المنطقة المراد تعطيرها أو المنطقة الحساسة بها، كما يمكن وضع نقاط منه على الملابس الدّاخلية، أو على الفوطة في اليوم الأخير من الدّورة الشّهرية، أما إذا كان المسك في حالته الصّلبة، فيرشُ أو يُفتَّتُ ليصبح مثل البودرة سهلة الاستخدام، والقليل منه بحجم ربع ملعقة صغيرة كافٍ، وبهذا تكون المنطقة الحساسة ذات رائحة عطرية ثابتة لفترة طويلة، وقد ساد بين نساء العرب أنَّ المسك يحميهنَّ من الالتهابات الفطريّة والبكتيريّة.
طريقة استخلاص مسك الطهارة
في الأصل، المسك نوعان مختلفان هما: الأبيض والأسود، ذلك أن الأبيض يُستخدم للتّطيب فقط، بينما يُستخدم الأسود في الطّهارة؛ ويعود أصل المسك الأسود لمصدر حيوانيٍّ، تحديدًا ذكر الغزال، إذ يَفصل الغدد الكيسية أو ما يُسمى ب "فأرة المسك" من جسمه وتجفيفها باستخدام الشّمس، أو على الصّخور، كما وُجد أنَّ بالإمكان الحصول عليه دون اللجوء لاصطياد الغزال وقتله، وذلك أنَّ الغزال لا يستطيع احتمال الغدة الكيسية بعد امتلائها بالمسك نتيجة شعوره بالحكّة الشّديدة، فيحكّ الكيس بالصّخور، وتنقشع الغدة الكيسية ليلتصق المسك الموجود بها على الصّخور، ثم يقوم الخبراء بجمعه.
فوائد استخدام مسك الطهارة
- يُستخدم المسك مباشرةً على البشرة دون ملاحظة أي حساسيّة أو أيِّ بقعٍ على الجلد.
- يتمتع بخواصٍ مطهرة تُعقّم الجسم وخاصة المنطقة الحساسة، بالتَّخلص من الميكروبات والبكتريا، والحماية من الإصابة بالالتهابات.
- يتخلص من الإفرازات المهبليّة المزعجة والقضاء على الرّوائح المزعجة الناتجة عنها.
- يقي من الأورام السّرطانيّة المُتعرِض لها الجهاز التّناسلي وخصوصًا سرطان الرّحم، بسبب احتوائه على المُركبات المُصَّنفة كمضاد حيويٍّ طبيعي.
- يمكن استخدامه كمضاد للتّعرق؛ للتَّخلص من الرّوائح المزعجة في منطقة الإبط، ومنع ظهورها.
- يقلّل احتمالية تعرُّض المرأة الحامل للإجهاض.
- يُتَطيّب به بعد الاغتسال، ويعمل على زيادة نسبة الحمل للمتزوجات.
يُفضل دائمًا شراء المسك عامّةً، ومسك الطّهارة خاصّةً من المحلات الكبيرة والمعروفة لبيع العطور، إذ إنّه يصعُب التّفريق بين أنواعه الأصلية والتّقليد الذي لا يحمل نفس الخصائص العطرية والعلاجيّة المنشودة، ويُستخرج من النباتات أو تصنيعه باستخدام المركبات الكيميائية، إضافةً إلى أنَّ المسك الأصليّ الطّبيعيّ يُعدُّ غاليَ الثّمن، ويُباع منفردًا أو مخلوطًا مع مكونات أخرى لما له من مميزات.
ويُفضل أن تبتعدَ النّساء المرضعات عن استخدام المسك الأسود، فقد بيّنت الدّراسات أنّه قد يترسب داخل الأنسجة الدُّهنية للجسم، مما يؤثِّر سلبًا على صحّة الأطفال.