فوائد النوم في الليل

فوائد النوم في الليل
فوائد النوم في الليل

النّوم

يُعد النوم حالة تتمثل بوجود تغييرات في نشاط الدماغ والتنفس ومعدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى غيرها من التغيرات الفسيولوجية، ومن خلال مراقبة التغيرات في السلوك والاستجابة تمكن العلماء من تحديد الصفات المرتبطة بالنوم، وغالبًا ما يرتبط النوم عند الإنسان بوضعية معينة، مثل الاستلقاء وإغماض العيون، وينتج عن انخفاض الاستجابة للمحفزات الخارجية، وخلال فترة النوم تنخفض درجة حرارة الجسم وضغط الدم.

وبالاعتماد على مرحلة النوم يمكن لبعض الوظائف الفسيولوجية أن تكون متغيرة وأكثر نشاطًا أو أقل نشاطًا وأكثر ثباتًا، وفي الغالب تنخفض العديد من الوظائف الفسيولوجية خلال النوم، فمثلًا تنخفض وظيفة الكلى ويقل إنتاج البول، ولكن توجد بعض الوظائف الفسيولوجية والتي تبقى على نفس مستوياتها من النشاط أو يمكن أن تزداد، فمثلًا أحد أكبر التغيرات التي تزداد مع النوم زيادة إفراز هرمون النمو، وتكون بعض الوظائف الفسيولوجية المرتبطة بالهضم وإصلاح الخلايا والنمو في أعلى مستوياتها أثناء النوم، وتُعد الأحلام أحد أكثر خصائصه وضوحًا لكنها حتى الآن تُعد لغزًا في معظمها.[١]


فوائد النّوم في اللّيل

يُعد النوم ليلًا ضروريًا للحفاظ على الصحة، وتتعدد فوائد النوم في الليل التي تعود على صحة الإنسان، ومن هذه الفوائد ما يأتي:[٢][٣]

  • تحسين الانتباه والتركيز: إلى جانب كون النوم في الليل يساعد في المحافظة على مستويات الطاقة لدى الإنسان، يمكن للراحة الجيدة ان تساعد في إبقاء الذهن صافيًا ومساعدته على التركيز، ويمكن لعدم النوم جيدًا أثناء الليل أن يؤدي إلى عدم عمل الجسم والعقل بشكل سليم، إذ يمكن لقلة النوم أن تقلل من مدة التركيز لدى الفرد بالإضافة إلى قدرته على التفكير الإستراتيجي وتقديره للمخاطر ومدة ردة فعله، ويصبح هذا الأمر أكثر أهمية في حال كان المرء بحاجة لاتخاذ قرار مهم أو كان يقود إحدى الماكينات الثقيلة، لذلك يساعد النوم جيدًا خلال الليل على بقاء الفرد متنبهًا ويقظًا طوال النهار.
  • خفض ضغط الدم: يزيد ضغط الدم المرتفع من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات، ولكن أخذ قسط كافٍ من النوم ليلًا يساعد على الاسترخاء، الأمر الذي يساعد على خفض ضغط الدم والتحكم به عامةً.
  • تحسين الذاكرة: قد لوحظَ أثر النوم الكافي في الليل على تحسين الذاكرة وكفاءتها، ولا يتوقف الدماغ عن العمل أثناء النوم على عكس الجسم الذي يرتاح خلال هذه الفترة، ويبقى الدماغ مشغولًا في الربط ما بين مشاعر الشخص والذاكرة والأحداث التي جرت خلال يومه، إذ يُساعد الحصول على النوم الكافي بالتذكّر أفضل ومعالجة الأمور جيدًا، وتتشكّل أهمية النوم العميق بإعطاء الدماغ المجال الكافي لعمل الروابط وتنظيم الذكريات جيدًا.[٤]
  • استهلاك كمية أقل من السعرات الحرارية: أكدت الدراسات العلمية على أن الأفراد الذين يُعانون من قلة النّوم يميلون أكثر إلى تناول السعرات الحرارية وزيادة شهيتهم نحو الطعام، وينسب الخبراء ذلك إلى أن الحرمان من النّوم يؤدي إلى تقلبات تمس الهرمونات المسؤولة عن الشهية.[٥]
  • التقليل من القلق أو التوتر: يتسبّب الحرمان من النوم الكافي للجسم أو عدم كفاءته بالمرور بحالات من القلق والتوتر؛ وذلك نتيجة بقاء وظائف جسم الإنسان كلها تحت ضغط كبير لا تسبقها فترة راحة كان الجسم بحاجتها، مما يؤدي إلى إنتاجه هرمونات القلق، وينعكس أثر إنتاجها على صعوبة النوم مرة أخرى.[٤]
  • تقليل خطر السمنة: ربطت العديد من الدراسات بين السمنة وقلة النّوم؛ فالكثير من الأفراد الذين يحصلون على مدة غير كافية من النّوم يملون أكثر إلى كسب المزيد من الوزن، لهذا فإن الكثير من الباحثين يرون أن قلة النّوم هي أحد أهم العوامل المؤدية إلى السمنة.[٥]
  • تحسين القدرات الجسدية: تشير بعض الدراسات إلى أن النّوم الكافي يعزز من الأداء الرياضي لدى الرياضيين؛ فعلا سبيل المثال، أفضت دراسة معمولة على لاعبي كرة السلة إلى أن النّوم لفترة طويلة أدى إلى تحسين سرعة ودقة اللاعبين، بينما استنتجت دراسة أخرى أن لقلة النّوم أثرًا سلبيًا على الأداء الرياضي عند النساء الكبار بالسنّ.[٥]
  • تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية: يؤكد الخبراء على أن قلة جودة وفترة النّوم يُمكن اعتبارها عاملًا مساعدًا على الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب؛ فلقد خلصت مراجعة علمية لـ 15 دراسة أجريت سابقًا حول هذا الموضوع، إلى أن الأفراد الذين لم يحصلوا على قسطٍ كافٍ من النّوم كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية بنسب أكثر من أولئك الذين حصلوا على 7-8 ساعات من النّوم في الليل.[٥]
  • تحسين وظائف الجهاز المناعي: يشير الخبراء إلى إمكانية تأثر الجهاز المناعي من قلة النّوم حتى ولو كانت قلة النّوم محدودة للغاية؛ فوفقًا لأحد الدراسات التي تابعت إصابة بعض الأفراد بالزكام عبر إعطائهم قطرات تحتوي على فيروس الزكام، فإن الأفراد الذين حصلوا على قسط من النّوم أقل من سبع ساعات كانوا أكثر عرضة للإصابة بالزكام بنسبة ثلاث مرات أكثر من الأفراد الذين حصلوا على قسط من النّوم لثماني ساعات.[٥]
  • تقليل خطر الإصابة بسكري النمط الثاني: أشارت نتائج أحد الدراسات إلى أن تقليل ساعات النّوم إلى أربع ساعات في الليل على مدى ستة ليالي قد تسبب بمعاناة الأفراد المشمولين بالدراسة من أعراض ما قبل السكري، لكن الأعراض هذه اختفت بعد إعطاء الأفراد فرصة للنوم بصورة كافية لمدة أسبوع واحد بعد ذلك.[٥]
  • تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب: يؤكد الخبراء على وجود علاقة قوية بين المشاكل النفسية التي على رأسها الاكتئاب، وبين قلة جودة النّوم أو اضطرابات النّوم عمومًا؛ إذ أن حوالي 90% من الأفراد الذين يُعانون من الاكتئاب يُعانون أيضًا من قلة جودة النّوم، كما أن البعض يربط بين قلة النّوم وزيادة خطر الموت انتحارًا.[٥]
  • تحسين مستوى الحياة الجنسية: تشير بعض الإحصاءات إلى أن 26% من الأفراد يرون أن حياتهم الجنسية ليست على ما يرام بسبب شعورهم الكبير بالتعب أو الإرهاق، كما أنه هنالك بعض الأدلة التي تشير إلى أن النّوم غير الكافي يقلل من مستوى هرمون التستوستيرون عند الرجال على الرغم من أن طبيعة هذه العلاقة هي غير مفهومة بالكامل.[٦]
  • التقليل من الالتهابات: يرى الكثير من الخبراء علاقة بين حصول الالتهابات في الجسم وبين قلة النّوم، كما يرى بعض الخبراء أن هنالك علاقة تربط بين قلة النّوم وحصول مشاكل اجتماعية وعاطفية عند الفرد، منها انخفاض القدرة على التعرف على مشاعر الغضب والسعادة عند الأخرين.[٥]
  • الوقاية من السّرطان: يعد هرمون الميلاتونين أحد الهرمونات المسؤولة عن تنظيم دائرة النوم والاستيقاظ أثناء اليوم، وتتشكّل أهمية بتقليله خطر الإصابة بالسرطان، ولكن يقلل التعرّض للضوء من مستوياته، الأمر الذي يزيد من احتمالية حدوث السرطان لدى الأشخاص الذين يعملون في المناوبات الليلية لوقت متأخر، لذا يُنصَح بالنوم في غرفة معتمة دون وجود أي إلكترونيات تؤثر في مستوى الميلاتونين عند النوم؛ وذلك لحماية الجسم من خطر السرطان بإعطائه القسط الكافي من النوم الذي يحتاجه.[٤]


أطعمة تساعد على النّوم

توجد العديد من الممارسات التي يمكن أن تساعد في الحصول على قسط كافٍ من النوم، ومن هذه الممارسات إجراء تغيرات في الحمية الغذائية، إذ تمتلك بعض أنواع الأطعمة خصائص محفزة على النوم، منها ما يأتي:[٧]

  • اللوز: يمتلك اللوز العديد من المنافع الصحية، إذ يُعد غنيًا ببعض المواد، مثل الفسفور والمنغنيز وفيتامين ب2، ويمكن للّوز أن يساعد على النوم نتيجة كونه مصدرًا للهرمون المنظم للنوم، الميلاتونين، ويمكن للمنغنيز فيه أن يساعد في تحسين عملية النوم.
  • مغلي البابونج: يقدم البابونج العديد من المنافع الصحية، ويحتوي على نوع من مضادات الأكسدة والتي ترتبط بمستقبلات معينة في الدماغ والتي تحفز النعاس وتقلل من الأرق
  • الكيوي: يُعد الكيوي من الفواكه قليلة السعرات والغنية بالمواد المغذية، ويساعد تناول الكيوي قبل النوم على الحصول على نوم جيد خلال الليل، ويقلل من الاستيقاظ أثناء الليل، ويُعتقد أن فوائد الكيوي المرتبطة بالنوم تعود لمحتوى الكيوي من السيروتونين وهو عبارة عن أحد المواد الكيميائية الموجود في الدماغ والتي تساعد في تنظيم دورة النوم.
  • الجوز: يُعد الجوز من المكسرات الغنية بالمواد الغذائية والدهون الصحية، وهو مفيد للنوم لاحتوائه على الهرمون المنظم للنوم الذي يدعى الميلاتونين.


نصائح للحصول على نوم جيّد

يمكن للعديد من العوامل أن تتدخل في الحصول على قسطٍ وافر وجيد من النوم، مثل ضغوطات العمل، والمسؤوليات المختلفة أو الأمراض وغيرها، وبينما لا يستطيع المرء التحكم بمثل هذه العوامل يمكن له أن يتنبأ ببعض العادات التي تجعل من نومه أفضل، ومن النصائح للحصول على نوم جيد ما يأتي:[٨]

  • الحفاظ على جدول نوم محدد، حيث يحتاج الرجل البالغ من 7-8 ساعات من النوم، وينصح بالاستيقاظ والذهاب إلى النوم في الوقت نفسه يوميًا، كما ينصح بمحاولة تقليل الفرق في جدول النوم لدى الفرد بين أيام الأسبوع والعطلة الأسبوعية إلى ساعة واحدة، كما أن الحفاظ على جدول ثابت للنوم يعزز دورة النوم الطبيعية في الجسم.
  • المحاولة من تقليل وقت القيلولة أثناء النهار لمدة أقصاها 30 دقيقة.
  • الانتباه على نوع الطعام والشراب الذي يتناوله المرء وتجنب الوجبات الثقيلة قبل عدة ساعات من موعد النوم.
  • خلق بيئة مناسبة للنوم، كأن تكون الغرفة معتمة وهادئة.


مَعْلومَة

تختلف حاجة الإنسان للنوم باختلاف فئته العمرية، ومستوى الأنشطة الجسدية التي يقوم بها، والأمراض التي أُصيب بها، لذلك فإن هنالك أوقاتًا يُصبح بها الفرد بحاجة لمزيد من النّوم؛ مثل: الأوقات التي يمر بها ببعض التوتر أو بالمرض، لكن الخبراء يوصون عمومًا بان لا تتجاوز ساعات النّوم حاجز تسعة ساعات في الليل، أما في حال الحاجة للنوم لأكثر من ذلك، فإن من المحتمل أن يكون الفرد مصابًا بحالة تُعرف ب "فرط النّوم"، التي هي عبارة عن حالة طبية تدفع الأفراد إلى النّوم لفترات طويلة أثناء النهار، وقد يُصاحبها أعراض أخرى، كالقلق، وفقدان الطاقة، ومشاكل بالذاكرة، ويشير الخبراء من ناحية أخرى إلى وجود مشاكل صحيّة قد تؤدّي إلى حاجة الفرد إلى النّوم لفترات طويلة؛ مثل: الإصابة بما يُعرف بانقطاع النفس الانسدادي النّومي، وقد تنجم الحاجة الشديدة للنوم عن تعاطي عقاقير أو أدوية معينة أيضًا.[٩]


المراجع

  1. "The Characteristics of Sleep", healthysleep, Retrieved 23-12-2019. Edited.
  2. "9 benefits of a good night’s sleep", bupa, Retrieved 23-12-2019. Edited.
  3. "Top 10 Benefits Of A Good Night’s Sleep", dreams, Retrieved 23-12-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت Mark Stibich (21-11-2019), "10 Benefits of a Good Night's Sleep"، verywellhealth, Retrieved 17-12-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Joe Leech, MS (29-6-2018), "10 Reasons Why Good Sleep Is Important"، Healthline, Retrieved 20-12-2018. Edited.
  6. Louise Chang, MD (27-12-2011), "9 Surprising Reasons to Get More Sleep"، Webmd, Retrieved 20-12-2018. Edited.
  7. "The 9 Best Foods to Eat Before Bed", healthline, Retrieved 23-12-2019. Edited.
  8. "Sleep tips: 6 steps to better sleep", mayoclinic, Retrieved 23-12-2019. Edited.
  9. Carol DerSarkissian (29-1-2018), "Physical Side Effects of Oversleeping"، Webmd, Retrieved 20-12-2018. Edited.

فيديو ذو صلة :