صفات صلاة النبي

صفات صلاة النبي
صفات صلاة النبي

صلاة النبي

عُرف الرسول صلى الله عليه وسلم بعظيم اجتهاده في طاعة ربه، وكثرة عبادته وصلاته، فقد كان يتهجد في الليل حتى تتورم قدماه، وقد قالت السيدة عائشة: [ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَان يقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تتَفطَرَ قَدمَاهُ، فَقُلْتُ لَهُ، لِمْ تصنعُ هَذَا يَا رسولَ اللَّهِ، وقدْ غفَرَ اللَّه لَكَ مَا تقدَّمَ مِنْ ذَنبِكَ وَمَا تأخَّرَ؟ قَالَ: أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أكُونَ عبْداً شكُوراً؟][١]، وكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأخير من رمضان يعتكف و يحيي ليله بالعبادة.[٢]

أما عن صلاته فقد قال عنها أنس رضي الله عنه: "ما صليت خلف أحد أتم صلاة ولا أخف صلاة من النبي عليه الصلاة والسلام"، فصلاته كانت تخفيفًا في تمام؛ فهو يخفف بأن يقرأ في صلاة الظهر من أوساط المفصل، وفي العصر أخف من الظهر، ويقرأ في المغرب تارة من قصار المفصل وتارة من طواله، والأغلب من قصاره، وفي صلاة العشاء يقرأ بأوساط المفصل، وفي الفجر يقرأ من طوال المفصل، وكان يُتِمُّ الركوع، وإذا اعتدل يطمئن حتى يرجع كلّ فقاره إلى مكانه، ثم يتم سجوده، ويعتدل بين السجدتين مع الطمأنينة، وكان يسبح في الركوع والسجود عشر تسبيحات، أو سبع تسبيحات.[٣]


صفة صلاة النبي

لقد نقل الصحابة رضي الله عنهم كيفية آداء الصلوات الصحيحة كما كان يؤديها النبي صلى الله عليه وسلم من بدايتها إلى آخرها، وطبقوها تطبيقًا عمليًا أمام من رووها عنهم حتى وصلت إلينا متواترة ومدونة في كتب أهل العلم والحديث والفقه، ووصلت إلينا مطبقة بالفعل من ملايين المسلمين منقولة خلفًا عن سلف، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي][٤]،[٥]وإذا أردت أن تصلي كما صلى النبي فافعل ما يأتي:[٦]

  • اسبغ الوضوء تطبيقًا لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}[٧]، وقد قال عليه الصلاة والسلام للذي أساء في صلاته: [إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء][٨].
  • توجه إلى القبلة وهي الكعبة الشريفة بجميع بدنك، وذلك أينما كنت؛ لأن استقبال القبلة شرط من شروط الصلاة إلا في بعض الحالات، ثم انوِ بقلبك الصلاة التي تريد أن تصليها من فريضة أو نافلة، وليس عليك أن تنطق النية بلسانك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بها، ثم اجعل لك سترة سواء أكنت تصلي إمامًا أو منفردًا.
  • كبّر تكبيرة الإحرام وقل: الله أكبر، واجعل بصرك إلى مكان سجودك.
  • ارفع يديك إلى حيال أذنيك، أو حذو منكبيك.
  • ضع يديك على صدرك، وضع كف يدك اليمنى على كف اليسرى، وقد ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • كما ورد في السنة اقرأ دعاء الاستفتاح وهو:[للَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ][٩]، وإن شئت قرأت [سبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ وتبارَكَ اسمُكَ وتعالى جدُّكَ ولا إلَهَ غيرَكَ][١٠]، أو اقرأ بغيرها من الاستفتاحات الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والأفضل أن تقرأ هذا مرة، وهذا مرة أخرى اتباعًا للسنة، ثم قل: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، ثم قل: بسم الله الرحمن الرحيم:، ثم اقرأ سورة الفاتحة، وقل بعدها: آمين، واجهر بها في الصلاة الجهرية، ثم اقرأ ما تيسّر لك من القرآن الكريم.
  • كبّر وارفع يديك حذو أذنيك أو منكبيك واركع، وضع يديك على ركبتيك مع تفريق أصابع يديك، واجعل رأسك إزاء ظهرك، وقل: "سبحان ربي العظيم" والأفضل لك أن تكررها ثلاث مرات، كما يستحب أن تقول: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي".
  • ارفع رأسك من الركوع رافعًا يديك حذو أذنيك أو منكبيك وقل:"سمع الله لمن حمده" ، إذا كنت تصلي إمامًا أو منفردًا، وعند قيامك قل:[اللَّهُمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ، وَمِلْءَ الأرْضِ، وَمِلْءَ ما بيْنَهُمَا، وَمِلْءَ ما شِئْتَ مِن شيءٍ بَعْدُ][١١]، ويستحب لك سواء أكنت إمامًا أو مأمومًا أن تضع يديك على صدرك كما كانت في قيامك قبل الركوع.
  • اسجد وأنت تكبر، وضع ركبتيك على الأرض قبل يديك إذا استطعت ذلك، واستقبل القبلة بأصابع قدميك ويديك، وضم أصابع يديك واسجد على أعضائك السبعة: جبهتك مع الأنف، ويديك، وركبتيك، وبطون أصابع رجليك، وقل:" سبحان ربي الأعلى" ثلاث مرات أو أكثر، ويستحب لك أن تقول:" سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" كما يستحب لك الإكثار من الدعاء، واسأل ربك من خيري الدنيا والآخرة سواء أكنت في صلاة الفريضة أو النافلة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: [ فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ، وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ][١٢]، وعليك أن تبعد عضديك عن جنبيك، وارفع ذراعيك عن الأرض، فقد قال عليه الصلاة والسلام: [اعْتَدِلُوا في السُّجُودِ، ولَا يَبْسُطْ أحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الكَلْبِ][١٣].
  • ارفع رأسك وأنت تكبر، واجلس وافرش قدمك اليسرى واجلس عليها، وانصب رجلك اليمنى، وضع يديك على ركبتيك وقل: "رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني واجبرني".
  • اسجد سجدة ثانية مثل الأولى.
  • انهض قائمًا وصل الركعة الثانية وافعل كما فعلت في الركعة الأولى.
  • إذا كانت الصلاة ثنائية فاجلس بعد الركعة الثانية واقبض جميع أصبع اليد اليمنى ما عدا السبابة فأشر بها إلى التوحيد، أو اقبض الخنصر والبنصر وحلق الإبهام مع الإصبع الأوسط، وأشر بالسبابة، واقرأ التشهد :[: "التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله][١٤]، ثم اقرأ الصلوات الإبراهيمية وهي:[ اللَّهمَّ صلِّ علَى محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ، كما صلَّيتَ علَى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، وبارِكْ علَى محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ كما بارَكْتَ علَى إبراهيمَ، وآلِ إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ][١٥]، ثم ادعُ ما شئت من الدعاء ثم سلم عن يمينك وشمالك وقل: "السلام عليكم ورحمة الله".
  • أما إذا كانت الصلاة رباعية، أو ثلاثية، انهض قائمًا بعد قراءة التشهد وارفع يديك مكبرًا، وضع يديك على صدرك واقرأ الفاتحة فقط، ثم اركع واسجد سجدتين، واجلس للتشهد الأخير في الركعة الثالثة إن كانت الصلاة ثلاثية، وفي الرابعة إن كانت رباعية.


مَعْلومَة

قد تتساءل عزيزي الرجل كيف صلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنبياء ليلة الإسراء، والمعلوم أن الصلاة لم تفرض إلا عندما عرج النبي إلى السماء، ونجيبك على ذلك بأن الصلاة كانت معروفة قبل ليلة الإسراء، ولكن لم تكن مفروضة قبلها، واختصت ليلة الإسراء بفرض الصلوات الخمس، وقد رأى بعض أهل العلم، أنه لم يكن قبل الإسراء صلاة مفروضة إلا ما أُمر به من صلاة الليل دون تحديد، وذهب بعضهم إلى أن الصلاة كانت صلاتين، ركعتان أول النهار، وركعتان آخره، وروي عن الحسن في تفسير قوله تعالى:{ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}[١٦]، أن صلاة النبي في مكة كانت ركعتين في الغداة وركعتين في العشي، وبقيت كذلك لمدة تسع سنين إلى قبل الهجرة بسنة، حين عرج جبريل بالنبي إلى السماء.[١٧]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4837، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  2. "40 من حديث: (عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل "، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 9-6-2020. بتصرّف.
  3. "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2020. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 631، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  5. " صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 10-602020. بتصرّف.
  6. "كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2020. بتصرّف.
  7. سورة المائدة، آية: 6.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 6251، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 744، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  10. رواه الألباني، في صحيح أبو داوود، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 775، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 771، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 479، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 822، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  14. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1547، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  15. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 1289، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  16. سورة غافر، آية: 55.
  17. "الصلاة كانت معروفة قبل الإسراء"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 12-6-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :