محتويات
لبن الإبل
حاز لبن الإبل أو حليب الأبل على اهتمام الكثير من العلماء والباحثين في الآونة الأخيرة؛ بسبب خواصه العلاجية وتنوع مركباته الحيوية النشطة، كما ازداد الطلب عليه في الكثير من بلدان العالم أيضًا، وهو ما دفع بالكثير من المستثمرين إلى إنشاء مراعي للجمال في بقاع كثيرة من العالم، خاصة في الدول الآسيوية والأفريقية، ولقد أصبح بالإمكان الحصول على منتجات كثيرة مصنوعة من لبن أو حليب الإبل؛ كالمثلجات، والشوكولاتة، واللبن الرائب، ويشتهر لبن الجمل باحتوائه على الكثير من المركبات المضادة للفيروسات والبكتيريا، فضلًا عن فيتامينات ب، وفيتامين ج، والحديد، والنحاس، والبوتاسيوم، والمغنسيوم، والصوديوم، والزنك، كما حاول العلماء تحري تأثير لبن الإبل على أمراض ومشاكل صحية كثيرة، بما في ذلك مرض السكري وبعض أنواع السرطانات، وقد وصف العلماء لبن الإبل أو حليبه بكونه أكثر صحية من لبن الأبقار والأغنام؛ بسبب احتوائه على كمية أقل من الدهون واللاكتوز مقارنة بهذه الأنواع من الحليب والألبان[١]، لكن تبقى بعض المساوئ أو الأضرار المرتبطة بلبن الإبل، وهذا هو موضوع الأسطر التالية.
أضرار لبن الإبل
على الرغم من كثرة الفوائد والمزايا التي يتمتع بها لبن الإبل، إلا أن له بعض الأضرار أيضًا، منها ما يأتي[٢]:
- احتمالية عدم خضوعه لعملية البسترة والتعقيم: يسعى الكثيرون إلى تناول لبن الإبل طازجًا دون الاهتمام بمسألة إخضاعه لعملية البسترة والتعقيم، ومن المعروف أن أغلب الباحثين والعلماء لا ينصحون عمومًا بتناول منتجات الحليب والألبان الطازجة غير المبسترة أو المعقمة؛ بسبب احتمالية الإصابة بالتسمم الغذائي بسببها؛ فمن المعروف أن لبن الإبل يحتوي على الكثير من الكائنات المجهرية التي يُمكنها أن تتسبب في حصول مشاكل في الكلى ومشاكل صحية أخرى قد تنتهي بالوفاة؛ مثل السل، وحمى البحر المتوسط، وغيرها من المشاكل التنفسية الخطيرة، وهذا دفع بالأطباء إلى عدم النصح بإعطاء لبن الإبل للنساء الحوامل، والأطفال، والبالغين الكبار بالسن، والأفراد الذين يُعانون من ضعف الجهاز المناعي.
- التسبب بظهور أعراض الحساسية: أشارت دراسة أجريت عام 2018 إلى إمكانية أن يتسبب لبن الإبل في ظهور أعراض الحساسية عند الأفراد المصابين أصلًا بمشاكل الحساسية، لكن الدراسة أكدت في الوقت نفسه على أن الحساسية من لبن الإبل تبقى أمرًا نادر الحدوث عند معظم الناس[٣].
- باهظ الثمن: يشتهر لبن الإبل بكونه مكلفًا من الناحية المادية أكثر بكثير من حليب الأبقار، ويرجع سبب ذلك إلى أن إناث الإبل تُنتج الحليب بعد الولادة فقط، وتمتد فترة الحمل لديها إلى 13 شهر، وهذا يجعل من الصعب على مربي الإبل الحصول على إنتاج ثابت أو متواصل من لبن الإبل، كما أن الإبل لا تنتج كميات كبيرة من اللبن كما هو حال الأبقار؛ فأنثى الإبل تُنتج فقط 6 لترات من اللبن يوميًا، بينما تُنتج أنثى الأبقار حوالي 24 لترًا من الحليب، وهذه الأمور بالمجمل تزيد من أسعار لبن الإبل، خاصة في البلدان التي تتميز بوجود عدد محدود من الإبل على أراضيها؛ كالولايات المتحدة الأمريكية مثلًا.
- مسألة القضايا الأخلاقية: بدأ بعض الأفراد والمفكرين بالتجادل حول ما إذا كان من الضروري شرب لبن الإبل أم لا؛ وذلك لأن الإنسان ليس بحاجة أصلًا لشربه بسبب توفر أنواع أخرى من الحليب، وهذا يعني أن لا حاجة فعلية لاستغلال الإبل لإنتاج الحليب، كما بدأ مربو الجِمال والإبل في الدول الغربية بالشكوى من عدم تأقلم الجمال مع آلات حلب الحليب الموجودة في المزارع.
القيمة الغذائية للبن الإبل
يتشابه محتوى لبن الإبل من السعرات الحرارية، والبروتينات، والكربوهيدرات مع محتوى حليب الأبقار كامل الدسم، لكنه يتميز عن حليب الأبقار باحتوائه على كمية أقل من الدهون المشبعة وكمية أكثر من فيتامينات ب، والكالسيوم، والحديد، والبوتاسيوم، والدهون غير المشبعة، وحمض اللينوليك، وعادةً يحتوي نصف الكوب الواحد من حليب الإبل على حوالي 50 سعرة حرارية، و3 غرامات من البروتينات، و29% من الكمية المنصوح بتناولها يوميًا من الثيامين، و8% من الريبوفلافين، و16% من الكالسيوم، و5% من فيتامين ج[٢]، وتتشابه درجة حموضة لبن الإبل مع درجة حموضة حليب الأغنام، لكن درجة الحموضة تزداد بسرعة عند ترك حليب الإبل لبعض الوقت دون حراك، كما تزداد نسبة حمض اللاكتيك الموجودة بلبن الإبل بنسبة 0.14% عند ترك حليب الإبل دون حراك لمدة 6 ساعات متواصلة، ومن المثير للاهتمام أن لبن الإبل الطازج –أو اللبأ الذي يخرج من ضرعها بعد ولادة رضيع الإبل مباشرة-يُعد غنيًا بالأجسام المضادة، ويسعى بعض سكان الصومال إلى تناوله أو أخذه لغاية تليين الأمعاء، لكن غالبًا ما يرفض الناس في معظم دول العالم تناول اللبأ ويعدونه غير صالح للاستهلاك البشري، وتتراوح نسبة الماء الموجود في لبن الإبل بين حوالي 84-90%، وتتباين هذه النسبة اعتمادًا على مكان تربية الجمل أو الدولة أو البلد[٤].
فوائد لبن الإبل
سعت الكثير من الدراسات السريرية والمخبرية إلى تحري فوائد لبن الإبل فيما يخص علاج التهاب الكبد الوبائي، ومرض السل، ومرض السكري، والتوحد، ومرض كرون، وبعض أمراض المناعة الذاتية، لكن العلماء وصلوا في النهاية إلى التأكيد على كون لبن الإبل مفيدًا لأشياء محددة، منها[٥]:
- توفير الحليب أو اللبن للأفراد المصابين أصلًا بمشكلة عدم تحمل اللاكتوز؛ لأن حليب الجمال يحتوي على نسبة صغيرة جدًا من اللاكتوز مقارنة بحليب الأبقار.
- علاج الإسهال الناجم عن فيروس الروتا أو ما يُعرف بالفيروسة العجلية؛ وذلك بسبب احتواء حليب الإبل على كميات كبيرة من الصوديوم والبوتاسيوم.
- توفير الحليب للأطفال الذين يُعانون من حساسية اتجاه أنواع الحليب الأخرى، بما في ذلك حليب الأغنام والأبقار.
- التخفيف من أعراض الإصابة بالتوحد عند الأطفال، خاصة بعمر أقل من 10 سنوات.
- التخفيف من أعراض الإصابة بمرض السكري من النوع الأول[٦].
بدائل لبن الإبل
توجد الكثير من أنواع الألبان والحليب التي يُمكن تناولها بدلًا من لبن الإبل، منها:
- لبن الجاموس: يمتاز حليب أو لبن الجاموس باحتوائه على نسب عالية من البروتينات، والكالسيوم، والحديد، والفسفور، وفيتامين أ، وغيرها من العناصر الغذائية المفيدة لجسم الإنسان، لكن نسبة احتوائه على الدهون تبقى أعلى من حليب الأبقار[٧].
- لبن الأبقار: يحتوي لبن الأبقار على نسب عالية من البروتينات التي تحتوي بدورها على جميع الأحماض الأمينية الأساسية للجسم البشري، لكن كما هو معروف، فإن لبن الأبقار كامل الدسم يحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة[٨].
المراجع
- ↑ Zafar Rasheed (12-2017), "Medicinal values of bioactive constituents of camel milk: A concise report", Int J Health Sci (Qassim), Issue 5, Folder 11, Page 1–2. Edited.
- ^ أ ب Lauren Panoff, MPH, RD (27-6-2019), "6 Surprising Benefits of Camel Milk (And 3 Downsides)"، Healthline, Retrieved 21-12-2019. Edited.
- ↑ Ehlayel M & Bener A (1-9-2018), "Camel's milk allergy", Allergy Asthma Proc, Issue 5, Folder 39, Page 384-388. Edited.
- ↑ "Composition of Camel Milk", Food and Agriculture Organization (FAO), Retrieved 21-12-2019. Edited.
- ↑ Said Zibaee, Syed Musa al-reza Hosseini, Mahdi Yousefi, et al (11-2015), "Nutritional and Therapeutic Characteristics of Camel Milk in Children: A Systematic Review", Electron Physician, Issue 7, Folder 7, Page 1523–1528. Edited.
- ↑ Komal Shah, Sandul Yasobant, and Deepak Saxena (10-2019), "Camel milk for reduction of diabetes risk: Are we heading toward the right direction?", J Family Med Prim Care, Issue 10, Folder 8, Page 3083–3085. Edited.
- ↑ John Staughton (BASc, BFA) (18-3-2019), "5 Wonderful Benefits Of Buffalo Milk"، Organic Facts, Retrieved 21-12-2019. Edited.
- ↑ Debra Rose Wilson, Ph.D., MSN, R.N., IBCLC, AHN-BC, CHT (14-12-2017), "All about milk"، Medical News Today, Retrieved 21-12-2019. Edited.