محتويات
الخمر
يُعدّ تناول المشروبات الكحوليّة والخمر في العديد من المجتمعات اليوم جزءًا روتينيًّا من المشهد الاجتماعي، إذ تعد الكحول مادة سامّة ومنشّطة للدّماغ، وتسبب وفاة 3 ملايين شخص كل عام على مستوى العالم، وكذلك حدوث العديد من حالات العجز، وسوء الحالة الصحيّة لملايين الأشخاص، فتعاطي الكحول على نحو ضار هو المسؤول عن 5.1٪ من عبء المرض العالمي، ويعد الاستخدام الضار للكحول مسؤولًا عن 7.1٪ و 2.2٪ من العبء العالمي للذكور والإناث على التّوالي، فالكحول هو عامل الخطر الرّئيسي للوفيّات المبكّرة والعجز بين الذين تتراوح أعمارهم بين 15-49 عامًا، ويُمثّل 10% من جميع الوفيات في هذه الفئة العمريّة.[١]
أضرار الخمر
تناول الخمر بكميّات كبيرة للوصول إلى مرحلة السُّكْر، قد يكون له آثار جانبيّة وأضرار عديدة، يُذكر منها ما يأتي:[٢]
- الكبد: للكبد وظائف عديدة ومتنوّعة، ومن أحد وظائفه الأساسيّة هي معادلة المواد السّامة الّتي يستهلكها الجسم، ولهذا السّبب فقد يكون الكبد عُرضة للتّلف والضّرر بسبب الكحول، وتُسمى أمراض الكبد النّاتجة عن تناول الكحول باسم أمراض الكبد الكحوليّة، إذ يبدأ هذا المرض بظهور الكبد الدّهني، وينتج بسبب زيادة الدّهون داخل خلايا الكبد، إذ يتطوّر الكبد الدّهني تدريجيًّا، ويحدُث بنسة 90% عند الأشخاص الّذين يتناولون أكثر من 15 مل من الكحول يوميًّا، ويعد هذا المرض قابل للعلاج وعودة الكبد إلى وضعه الطّبيعي، أمّا الأشخاص الّذين يتناولون الكحول بكميّات كبيرة، فقد يتسّبب بإحداث التهاب في الكبد، ومن الممكن أن تموت خلايا الكبد ويحلّ مكانها أنسجة ندبيّة، مما ينتج عنه تشمّع الكبد أو ما يُسمّى أيضًا بتليّف الكبد، وعند حدوث هذا المرض، فلا يمكن للكبد وخلاياه العودة إلى الوضع الطّبيعي، ويكون العلاج الوحيد لهذه الحالة زراعة الكبد فقط.
- الدّماغ: للإفراط في تناول الكحول آثار عديدة ضارّة على عقل الإنسان، إذ يقلّل الإيثانول من التّواصل بين خلايا الدّماغ، وبسبب ذلك تنتج مجموعة من الأعراض النّاتجة عن السُّكْر، كما أنّ التناول المفرط للمشروبات الكحوليّة يتسبب بفقدان الوعي، وفقدان الذّاكرة، ونسيان ما حدث أثناء نوبة الشُّرب، وهذه التّأثيرات مؤقّتة فقط، ولكن تعاطي الكحول المُزمن قد يتسبّب في حدوث تغييرات دائمة في الدّماغ، وغالبًا ما يُحدث اختلال في وظائف الدماغ، ونظرًا لأن الدّماغ حسّاس جدًا للتّلف، فإنّ تعاطي الكحول المُزمن قد يزيد من خطر الإصابة بالخَرَف، ويسبّب انكماش وضمور الدّماغ، وفي أسوأ الاحتمالات قد يؤدّي تناول الكحول المُزمن إلى تلف الدّماغ الحادّ فيُضعف قدرة الأشخاص على العيش في حياة مستقلّة.
- الاكتئاب: يرتبط تناول الكحول والاكتئاب ارتباطًا وثيقًا مع بعضهما البعض، فالكثير من الأشخاص الّذين يواجهون القلق والاكتئاب يشربون الكحول للحدّ من التّوتّر ولتحسين الحالة المزاجيّة، وعلى الرّغم من أن الشّرب قد يوفّر بضع ساعات من الرّاحة، إلا أنه سيؤدي إلى تفاقم الصّحة العقليّة العامة، وفي الواقع فإنّ تناول المشروبات الكحوليّة هي السبب الرئيسي للاكتئاب لدى بعض الأشخاص.
- السّمنة: تُعدّ السمنة مصدر قلق خطير على صحّة الإنسان، وتعدّ الكحول ثاني أكثر العناصر الغذائيّة الغنيّة بالسّعرات الحراريّة بعد الدّهون، إذ أنّ كل غرام يحتوي على 7 سعرات حراريّة، ومع ذلك فإنّ الدّراسات لايجاد العلاقة بين الكحول والوزن كانت نتائجها غير متّسقة، فعلى سبيل المثال يرتبط الشّرب المعتدل بنقصان الوزن، في حين يرتبط الشّرب الكثيف بزيادة الوزن.
- القلب: تُعدّ أمراض القلب المسّبب الرئيسي للوفاة في المجتمع الحديث، وتضم مجموعة واسعة من الأمراض منها النّوبات القلبيّة، والسّكتات الدّماغيّة، فالعلاقة بين الكحول وأمراض القلب معقّدة، وتعتمد على عدّة عوامل، ويرتبط الإفراط في تناول الكحول بزيادة خطر الإصابة بذلك.
- السّكّري النّوع الثّاني: يُصيب مرض السّكّري من النّوع الثّاني ما يقارب 8٪ من سكّان العالم، وذلك بسبب ارتفاع نسبة السّكّر في الدّم بصورة غير طبيعية نتيجة انخفاض امتصاص الجلوكوز من خلايا الجسم، وهي ظاهرة تُعرف باسم مقاومة الأنسولين، ويزيد تناول الكحول من خطر الإصابة بالسكري.
- السّرطان: يُعدّ السّرطان مرضًا خطيرًا ناتجًا عن نمو غير طبيعي للخلايا، فاستهلاك الخمر هو سبب للإصابة بسرطانات الفم، والحلق، والقولون، والثّدي، والكبد، وتُعدّ الخلايا الّتي تبطّن الفم والحلق أكثر عُرضة للإصابة بآثار الكحول الضّارة، وحتى الاستهلاك الخفيف للكحول يزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم والحنجرة بنسبة 20٪.
- العيوب الخلقيّة: تعاطي الكحول أثناء الحمل هو أحد الأسباب الرئيسية المؤثرة سلبًا على النّمو والذّكاء والسّلوك للطّفل في بقيّة حياته.
- الوفاة: يعد التعاطي المفرط للكحول السّبب الرّئيسي الثّالث للوفاة؛ وذلك لأنّه يُساهم في الإصابة الأمراض المُزمنة، والحوادث المروريّة، والمشاكل الاجتماعيّة.
فوائد الخمر
قد يكون التناول المُحدّد والقليل لبعض أنواع الكحول صحيًّا للعديد من أجهزة الجسم المختلفة، ويُذكر منها ما يأتي:[٣]
- القلب: إذا كان الشّخص بحالة جيّدة، فإن شرب الكحول المعتدل يجعله أقل عُرضة بنسبة 25٪ إلى 40٪ للإصابة بالأزمة القلبيّة، أو السّكتة الدّماغيّة، أو تصلّب الشّرايين؛ ويعود ذلك لأنّ الكميّات الصّغيرة من الكحول يُمكن أن ترفع مستويات الكوليسترول النّافع والحميد.
- النّشاط: يُشار إلى أنّ الأشخاص الذين يشربون الخمر باعتدال، أنّهم أكثر ممارسة للتّمارين الرّياضيّة مقارنةً بالّذين لا يشربون، وبالتّالي يحصلون على تأثيرات صحيّة أكثر، وعلى الجانب الآخر كلّما مارس الشّخص التّمارين الرّياضيّة، كلّما زاد احتمال الشُرب بين الحين والآخر، والسّبب وراء ذلك غير معروف لغاية الآن.
- سكّر الدّم: يُساعد تناول الكحول باعتدال على التّقليل من الإصابة بداء السّكّري النّوع الثّاني، وإلى الآن فالعلماء غير قادرين على معرفة السّبب وراء ذلك تحديدًا، وقد يكون ذلك بسبب شرب 1-2 كأس من المشروب، ويساعد الجسم على التّعامل مع مستويات السّكّر المرتفعة في الدّم بطريقة صحيحة.
المراجع
- ↑ "Alcohol", who, Retrieved 10-12-2019. Edited.
- ↑ Atli Arnarson, PhD (29-10-2018), "Alcohol and Health: The Good, the Bad, and the Ugly"، healthline, Retrieved 10-12-2019. Edited.
- ↑ Jennifer Robinson (14-8-2018), "Surprising Ways Alcohol May Be Good for You "، webmd, Retrieved 10-12-2019. Edited.