معنى الفساد
تُعدّ كلمة الفساد من الكلمات التي تطلق على أيّ شيء غير سليم، إذ يمكن القول، أن أي شرّ يعدّ نوعًا من أنواع الفساد، وهو من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ضعف المجتمعات، وينعكس سلبًا على مجموعة من مظاهر حياة الإنسان والمجتمع، سواء السياسة، أو الاقتصاد أو الاجتماع.
يأتي معنى الفساد في اللغة بمعنى غباء، أو حماقة، أو خداع أو جود خلل معين في شيء ما، كما يدل على غرق المجتمعات في الفسق، والظلم، والفجور، والأذى، والشر، والهلاك والبطلان، ومن الكلمات التي لها تحمل معنى كلمة الفساد؛ البغي، أو الجريمة أو الظلم، ومصطلح الفساد من المصطلحات التي تدل على تأخر المجتمع في كل جوانب الحياة، وهو مخالف الصلاح، فعند القول أنه يوجد شيء قد فسد، أي حدث فيه تغيير، أو حدث فيه عطل ليصبح سلبيًا وغير مفيد للآخرين، بل ربما يكون مُسببًا للضرر أيضًا بالنسبة لهم، وقد يكون الفساد في السياسة، أو المال، أو فساد في الحكام والمسؤولين عن أحوال الناس، والمناصب الهامة في المجتمع.[١]
آثار الفساد
كان الفساد سببًا في إحداث المآسي لآلاف الملايين من البشر عبر التاريخ، ويحارب أصحاب الضمائر الحية والمصلحون الفساد للحد من نتائجه المدمرة على الدول والمجتمعات، وتخفيض مستويات الظلم المتولد عنه، ويلجأ المفسدون إلى جميع الوسائل والطرق للوصول إلى أهدافهم، بما في ذلك إثارة الحروب والفتن بين الدول وداخل المجتمعات، وتُعد الحروب الداخلية والخارجية أسوأ آثار الفساد، وقلما حدثت حرب أو نزاع خارجي أو محلي لا يكون للفساد فيه دور.
وترتفع معدلات الفساد في أزمنة الحروب، والنزاعات وصفقات السلاح، وذلك بسبب استخدام مبررات الأمن الوطني، وتراخي الأنظمة والسرية لتغطية ممارسات الفساد، وقد ذكر القرآن الكريم سعي بني إسرائيل إلى الفساد، وإيقادهم للنزاعات وللحروب، وإبطال الله سبحانه وتعالى لها، وإضافة إلى ذلك، فإن الفساد يلعب دورًا قويًا في تشويه العلاقات الإنسانية والاقتصادية، ويؤدي انتشاره إلى تفاقم المآسي البشرية، وشيوع الظلم، وهدر الكثير من الموارد الخاصة والعامة، وإساءة استخدامها، ويحاول المفسدون دومًا التقرب للسلطات بجميع أشكالها، وإيجاد تحالف بين السلطة والمال، وذلك ليتمكنوا من تنفيذ أهدافهم، حتى لو اضطروا لاستخدام القوة، والعنف والترهيب، وحتى لو أدّى هذا التحالف إلى القضاء على حياة الكثير من البشر، وتدمير القيم والبيئة، وإضافة إلى الفتن، والحروب والنزاعات التي يتسبب فيها الفساد، وتوجد الكثير من النتائج الاقتصادية المدمرة التي تنتج عن الفساد، ومن أبرزها ما يأتي:[٢]
- انخفاض معدلات النمو الاقتصادي، وتباطؤ مسيرة التنمية.
- ارتفاع معدل البطالة.
- ازدياد نسب الفقر، وسوء توزيع الدخل وارتفاع تكاليف الحياة.
- الاعتداء على حقوق الآخرين.
- الحد من المنافسة.
- تراجع الثقة بالمؤسسات.
- تراجع مستويات العدالة الاجتماعية.
طرق مكافحة الفساد
فيما يأتي 'طرق مكافحة الفساد:[٣]
- الحكومة الإلكترونية: إذ تكون المعاملات الرقمية بين الدولة والمواطن مسجلة ومنظمة بطريقة يصعب حدوث أي عملية اختلاس، أو رشوة أو تزييف.
- التحول للاقتصاد غير النقدي: إذ يصبح تحويل العملة وتداولها رقميًّا ليلغي بذلك المرابح الشخصية، لأنها مبرمجة على التكلفة والأسعار الصحيحة لأي خدمة.
- الشفافية: وذلك عن طريق توضيح أوجه الإنفاق ومصادر الدخل، وتعلن الحكومة عن العقود، والعروض والصفقات القائمة مع الشركات بالأرقام ونتائجها، وتوضيح مصادر الدخل، فيجب أن تكون ميزانية الدولة متاحة للجميع، وكذلك بالنسبة لمشاريع الدولة وقيمتها الحقيقية، للتمكن من محاسبة المسؤولين بعد ذلك، لأن الرقابة أمانة وحق للشعب.
- مكافئة النزيه: وذلك بتوفير مكافئة ماليّة لمن يبلغ عن حالات الفساد التي تكون في الدّوائر الحكوميّة.
- محاسبة الفاسد: وذلك بوضع عقوبات رادعة، تتماثل مع كلّ عملية فساد، وذلك كي لا تتكرر، وأن تعلن على الملأ للعظة وللعبرة.
- دخل جيد: وذلك عن طريق الرقي بالظروف المعيشية للمواطن، إذ لا يُجبر على اللجوء لعمليات الفساد، والكسب بالطرق غير مشروعة.
- حرية الصحافة: وذلك لأنها تعدّ السلطة الرابعة، فهي أداة قوية لتسليط الضوء، وفضح الممارسات السلبية.
- مؤسسات المجتمع المدني: وهي التي تحمل مسؤولية نشر التوعية، وبيان الضرر، والتكافل الاجتماعي ضد هذه الظاهرة.
- الفصل بين السلطات، وعدم جعل وظائف الدولة في يد هيئة واحدة.
- توظيف الكفاءات، وذلك بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
المراجع
- ↑ "ما معنى الفساد واشكاله"، mosoah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-14. بتصرّف.
- ↑ "آثار الفساد"، alarabiya، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-14. بتصرّف.
- ↑ "10 طرق لمكافحة الفساد"، nfalibya، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-14. بتصرّف.