معنى التحرش
يُعرف التحرش بأنه أي فعل جنسي غير مرغوب به، ولا يقوم على رضا الطرف الآخر، ويصدر بصورة عامة عن الذكور في الأماكن الخاصة والعامة، ويكون موجّهًا ضد الفتيات والنساء بصورة خاصة، إلا أنه قد يطال أي شخص لا يتناسب شكله مع المعايير الجندرية في المجتمع.
ينتهك مشاعرًا أو جسدًا، أو خصوصية الآخر، ويجعل المُتحرّش يتعرض للتهديد، أو الانزعاج، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو الإساءة، أو عدم الاحترام، أو الإهانة، وقد يحدث التحرش في أي مكان من الأماكن الخاصة أو العامة، وليس محددًا بأماكن معينة، بل قد يحدث في أي وقت، أو أي مكان، فقد يحدث في المتاجر، أو الشوارع، أو المدارس، أو الجامعات، أو أماكن العمل، أو في وسائل النقل المشتركة، ويمكن أن يأخذ صورًا مختلفة، وأن يتضمن صورة واحدة، أو أكثر في نفس الوقت، كالتهديد، والمطاردة، واللمس، والاعتداء، والتعليق، ومن أشكاله الدعوة الى ممارسة الجنس، أو فعل جسدي أو إيحاءات ذات طبيعة جنسية، مثل التعقب، أو اللمس، أو التحديق، أو تعليقات شفهية، أو سلوك ذي طبيعة جنسية مسبب للإهانة وللإساءة عبر استخدام طرق سمعية وبصرية، كالمكالمات الهاتفية، أو الصور الجنسية.[١]
أسباب التحرش
يُعد التحرش داءً عضالًا، وآفة خطيرة، وقد انتشر في الزمان الحاضر، إذ اعتقد الكثير من أهل الشهوات أنهم أحرار في أجسادهم، وعقولهم، يتصرفون فيها بحسب ما تمليه عليهم شهواتهم، فانطلقت أعينهم الحائرة والجائرة، كي تبحث عن فريستها كما لو كانت في الغابات، فانتشرت المعاصي والتحرش بالفتيات حتى بالأطفال، ويعود ذلك لعدة أسباب منها:[٢]
- ضعف الإيمان: فعندما يبتعد الإنسان عن الله عزّ وجل وعن القرآن، وعن ذكر الله تعالى، يتقرّب منه الشيطان ويصبح قرينه، قال الله تعالى: "وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ" [سورة الزخرف:36]، وقد نفى النبي -صلى الله عليه وسلم- الإيمان عن الزاني في وقت ارتكاب هذه الكبيرة الشنعاء، فقد قال في حديث مرفوع حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وهو مُؤْمِنٌ، ولا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وهو مُؤْمِنٌ، ولا يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُها وهو مُؤْمِنٌ" [رواه أبو هريرة، خلاصة حكم الحديث: صحيح]، فلا بد من الرجوع إلى الدين، والتمسك بكتاب الله تعالى، وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- غياب دور الوالدين: فإهمال الوالدين تربية الأبناء تربية سليمة، وعدم تحملهم للمسؤولية التي كلفهم بها الشرع، يُضيّع الأبناء، ففي الحديث المتفق عليه، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته" [رواه عبدالله بن عمر، خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ولذلك على الوالدين أن ينتبها إلى أن دورهما في التربية خطير وهام، وبالأخص الأم.
- عدم قيام الناس بالواجب المكتوب عليهم من النهي عن المنكر، والأمر بالمعروف، فيجب على الناس أن ينهوا هذا المتحرش عن فعلته، وعما يرتكبه من جريمة بشعة في حق أخواته المسلمات، إذ قال الله تعالى: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ" [سورة التوبة: 71]
نتائج التحرش
من المعروف أن للتحرش الجنسي نتائج بشعة، فهو يؤثر سلبًا على الضحية المنتهكة، وخصوصًا النساء المتزوجات، والأطفال الصغار، ومن هذه النتائج الآثار البيولوجية والعضوية، فالمتحرش به جنسيًا يتعرض للعديد من آلام العضوية، كهتك عرض البنت، وتمزيق الجهاز التناسلي لدى القاصرة، والتسبب في نزيف دموي داخل مؤخرة الطفل الصغير، وكل هذه الآثار العضوية تؤثر سلبًا على الشخصية المنتهكة، فتتعرض لأمراض نفسية، وعقد سيكولوجية يصعب الخروج منها، كما تصاب المرأة بالتوتر النفسي وتعيش اضطرابًا داخليًا، وتمزقًا نفسيًا، خصوصًا إذا كانت متزوجة، كما تعيش في حالة من اللامبالاة، والتوتر وتنطوي على نفسها، فيتبدل التحرش الجنسي عندها إلى خيانة للزوجية، وتأنيب للضمير، كما ينتج عن التحرش الجنسي نتائج أخلاقية واجتماعية، فتنقطع الضحية عن الدراسة، أو العمل، أو تهرب من المجتمع، فتعرض نفسها للعقاب، بل قد يؤدي بها الأمر إلى الموت والانتحار والموت، ومن الملاحظ كذلك، أن المصاب بفعل التحرش الجنسي يتابع أسريًا، وأخلاقيًا واجتماعيًا، وينظر إليه نظرة دونيّة، ومن منظور ازدراء واحتقار، وخاصةً إذا كانت الضحية هي الأنثى، وقد هتك عرضها، ودنس ميسم شرفها.[٣]
المراجع
- ↑ "التحرش الجنسي"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-20. بتصرّف.
- ↑ "التحرش الجنسي ( أسبابه وطرق علاجه )"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-20. بتصرّف.
- ↑ "التحــــرش الجنسي ( أسبابه - أخطاره - علاجه )"، alrbanyon، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-20. بتصرّف.