معنى كلمة تنمر
عرفت معاجم المعاني التنمر، فنقول تنمَّرَ الشَّخصُ أي غضب وساء خلقة، وأصبح كالنمر الغاضب، ونقول تَنَمَّرَ أي تشبة بالنمر في طبعه، ونقول تنمَّر لفلانٍ أي تنكر له وأوعده، أما اجتماعيًا فالتنمر هو ظاهرة اجتماعية لها العديد من السلبيات التي تعود على فئات من المجتمع بالسلب، وبدورها تؤثر على سلوكهم ومستقبلهم وحالتهم السيكولوجية، إذ بدأت ظاهرة التنمر Bullying في المدارس ولاحقًا شملت جميع الأماكن شوارع وجامعات وحتى في المنزل وأماكن العمل، وفي التعريف الاجتماعي له هو إيذاء وعنف وإساءة توجه للفرد أو الجماعة، وفيها يكون الفرد المهاجم يمتلك القدرة الأكبر في الإيذاء، ولهذه الظاهرة عدة أشكال، فلا يقتصر التنمر على الاعتداء البدني فقط، وإنما يشمل التحرش أو الاعتداء بالألفاظ، أو أي أسباب تؤدي للإيذاء، فالمتنمر قد يلجأ للترهيب أو التخويف أو التهديد، وربما الاستهزاء والتقليل من قيمة ومكانة الشخص الممارس عليه التنمر [١][٢] .
أماكن التنمر
يمارس التنمر في العديد من الأماكن، وقد كان التركيز في بداية هذه الظاهرة على التنمر في القطاع التعليمي بجميع مراحلة وأشكاله، ولكن ومع بدء العديد من مراكز الدراسات الاجتماعية بدراسة الظاهرة بهدف التخفيف منها أو حلها تبين أن التنمر ظاهرة تشمل العديد من الأماكن، هي كالآتي [٢]:
- التنمر في قطاع التعليم: وهو ما يمارسة الطلبة على بعضهم البعض في جميع مراحل التعليم سواء كان ابتدائيًا، أو إعداديًا، أو ثانويًا أو جامعيًا، ويشمل أيضًا التنمر الممارس من الهيئات التدريسية على بعض أنواع من الطلبة.
- التنمر في قطاع الأعمال: يحصل التنمر في هذا المجال بين الزملاء في الشركات والأعمال، وأحيانًا بين الرؤساء ومرؤوسيهم.
- التنمر الإلكتروني: وهو التنمر الذي يحصل عبر الشبكة العنكبوتية من خلال تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، والعديد من التطبيقات التي تستخدم في الهواتف الذكية.
- التنمر في الأسرة : يحصل في كثير من الأسر أن يكون الأب أو الأم من الجهل وسوء التقدير بمكان، فيعنفوا أبناءهم ويعتدوا عليهم بدنيًا أو لفظيًا، وكذلك قد يكون التنمر من الزوج على زوجته، أو بين الأخوة أنفسهم.
- التنمر في مجال السياسة: يعدّ الأخصائيون الاجتماعيون أن سيطرة دولة قوية على دولة ضعيفة هو نوع من أنواع التنمر، فالتهديد العسكري هو تنمر.
أشكال التنمر
تشير الدراسات العالمية في هذا المجال أن واحدًا من كل ثلاثة أولاد يتعرضون للتنمر من قبل زملائهم، وأن 75% من الأولاد أيضًا يمارسوا التنمر على الآخرين، وأن 57% من حالات التنمر تتوقف عند تدخل الآخرين، فهذه الإحصائيات إن دلت إنما تدل على أنها ظاهرة تسجل أرقامًا متعاظمة، وهي على أشكال فيما يأتي [٣]:
- التنمر بالإيذاء الجسدي: مثل الضرب المباشر، أو الدفع والعرقلة والإيقاع، وقد يترتب عليه جروح بسيطة أو بالغة تستدعي دخول المشفى.
- التنمر بالإذاء اللفظي: وله العديد من الأشكال التي من شانها أن توقع الذي يمارس عليه التنمر من هذا النوع بإيذاء يقلل من شأنه ويحقره، كنعته بصفة أو لقب ما، أو إهانته وترهيبه، أو ذكر ما يعيبه ويجرح مشاعره، أو معايرته بأمر ما.
- التنمر بالإساءة الاجتماعية: وتشمل قصد فرد أو جماعة النيل من شخص ما والإساءة لسمعته، وتكون إما ببث الإشاعات والكذب وحفز الآخرين على نبذ فرد أو جماعة.
- التنمر عبر السحابة الإلكترونية: أي عبر شبكة الإنترنت، وهي من أشكال التنمر التي أصبحت تشكل قلقًا كبيرًا في العديد من الدول، ونتج عنها جرائم حقيقة أو إلكترونية، وأدت إلى حدوث خلل في بعض المجتمعات فزادت من حالات الطلاق في المجتمعات المحافظة، وتعاظم تفكك الأسرة، وما أدى لتعاظمها هو الكم الهائل من التطبيقات المبرمجة الخاصة بالهواتف الذكية أو أجهزة الحاسوب، فيمكن للشخص العادي وليس المتخصص ان يستخدم برامج يركب فيها صورة امرأة عارية على رأس صورة لفتاة فقط وضعت صورتها مع أولادها في شبكات التواصل الاجتماعي في مناسبة ما، وكمثال آخر الإساءة لشخص ما من خلال عمل مشاركة لقضية طرحها على هذه الوسائل.
- التنمر بالإيذاء الجنسي: وهو الأمر الذي تتعرض له فئة المراهقين أكثر من غيرهم، ولا يقتصر الأمر بالتحرش الجنسي المباشر، وإنما باتباع حركات وإيحاءات جنسية من شخص لشخص آخر هو نوع من أنواع التنمر الجنسي.
- التنمر في العرف والمعتقد والنوع: وللأسف فهو يمارس في الكثير من دول العالم، كأن يسخر شخص لونه أبيض من شخص ذي لون أسود، وأيضًا في بعض المجتمعات التي تقلل من شان المرأة وإهانتها، فهو تنمر بناءً على النوع.
آثار التنمر
يأتي التنمر بآثار قد تصل لمرحلة مدمرة إذا ما عولجت بالطريقة الصحيحة، فأي يشخص يمارس عليه التنمر سيترك آثارًا عليه حالية ومستقبلية لا يحمد عقباها، إذ قد يصبح منبوذًا وغير محبوب من قبل الآخرين، بالإضافة لفقده مدرسته أو عمله نتيجة هذه الظاهرة الاجتماعية المتفشية في المجتمعات، وبالتالي فهو مصدر يهدد الفئات العمرية، خاصةً الشباب والأطفال، فبحسب مراكز السيطرة على الأمراض، فإن 20% من طلاب المدارس في المرحلة الثانوية يتأثرون بالتنمر، وإن التنمر عبر الإنترنت يؤثر على 16% منهم، وأن ما نسبته فقط من 12-18% ممن أبلغوا المسؤولين أو الأهالي عند تعرضهم للتنمر، وأن معدل ترهيبهم وتخويفهم كان بمعدل مرتين في الشهر كحد أدنى.
وفي إشارة من هذا الدراسات تفيد بأن معالجة موقف التنمر يعود بالفائدة على كل من المتنمر ومن يمارس عليه التنمر، وتأتي الآثار المترتبة على التنمر ببعض الأمراض النفسية والاجتماعية، فالذي يمارس عليه التنمر سيشعر بالعزلة وأحيانًا الخزي، ويتغير في عاداته المتعلقة بالمأكل والسلوك الأسري، كما أن أسلوب نومه سيتغير في الاتجاه السلبي، أما من في النواحي التعليمية فسينخفض أدائه الدارسي، وأخيرًا قد يتعرض لأمراض جسدية أو نفسية، فقد يصاب بالاكتئاب أو أمراض في جسده كآلام المعدة والعضلات، فيشكو من هذه الأعراض دون سبب طبي واضح [٤].
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى تنمر في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، almaany، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "التنمر، أسبابه وأنواعه وطرق علاجه"، hellooha، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2019. بتصرّف.
- ↑ إنعام، "التنمّر: أسبابه وأنواعه وطرق علاجه"، ourfamilylife، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "الآثار المدمرة للتنمر"، zedni، 11-9-2018، اطّلع عليه بتاريخ 27-9-2019. بتصرّف.