فِلَسطين
فلسطين مشتقة من كلمة Philistia، وهو اسم أطلقه الكتّاب اليونانيون على أرض الفلسطينيين بعد أن احتلّوا مناطق الساحل الجنوبي في القرن الثاني عشر قبل الميلاد بين الضفّه الغربية وقطاع غزة، وقد أُحيي الاسم بعد ذلك من قبل الرومان في القرن الثاني الميلادي في "سوريا وفلسطين"، إذ عُين على الجزء الجنوبي من محافظات سوريا، ثم انتقل الاسم إلى اللغة العربية حين استخدم لوصف المنطقة سالفة الذكر على الأقل في أوائل العصر الإسلامي بعد انتهاء العصر الروماني، هذا ولم يوضع الاسم بصيغة رسمية إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وانتهاء حكم الإمبراطورية العثمانية في المنطقة العربية، عندها اعتُمد في واحدة من المناطق المكلفة بها بريطانيا العظمى، بالإضافة إلى منطقة تضم وادي الأردن والضفة الغربية في الوقت الحاضر، وشملت المناطق الأراضي الواقعة شرق نهر الأردن والتي تسمى الآن المملكة الأردنية الهاشمية، كانت بريطانيا قد وضعتها تحت إدارة منفصلة عن إدارة فلسطين بعد استلامها للإقليم مباشرة.
لقد كان اسم فلسطين مستخدمًا منذ وقت طويل كمصطلح عام للدلالة على منطقة عامة، لكن هذا الاستخدام لا يعني حدودًا دقيقة، بل تصورًا للحدود الشرقية لفلسطين خصوصًا، على الرغم من أن الحدود كثير ما كان ينظر بأنها تسير شرق نهر الأردن، وتمتد في بعض الأحيان إلى حافة الصحراء العربية، وحديثًا تُعرَّف فلسطين بأنها منطقة يحدها من الشرق نهر الأردن، ومن الشمال الحدود مع لبنان، ومن الغرب البحر المتوسط (بما في ذلك ساحل غزة)، ومن الجنوب النقب مع امتداده الجنوبي إلى خليج العقبة.[١]
أسماء جبال فلسطين
تحتوي فلسطين على سلسلتين جبليتين بالتوازي مع خط الصدع بالقرب من الضفة الغربية، ويمكن تقسيم السلاسل الجبلية متوسطة الارتفاع في الضفة الغربية إلى ثلاثة أجزاء: جبال جبل نابلس، وجبل القدس، وجبل الخليل، وأيضًا توجد عدة قمم جبلية متوسطة الارتفاع، إذ يصل ارتفاعها إلى ألف متر تقريبًا، وإلى الشرق توجد سلسلة جبلية تحيط بسلسلة جبال الأردن، في حين أن التلال المتدنية المنحدرة تمتد إلى الغرب، هذا وتتميز فلسطين بالتنوّع الجغرافي، إذ تختلف الجغرافيّة في الضفة الغربية عنها في قطاع غزة، فالقطاع على سبيل المثال يعد منطقة ساحلية تضم الشواطئ والكثبان الرملية التي قد يصل ارتفاعها إلى 40 مترًا، كما يوجد داخل القطاع وبالتوازي مع الساحل الكثير من الأراضي الخصبة التي تسير مع الراكب قبل أن يمهّد الطريق لحافة جبلية من الحجر الرملي، وفي منتصف الطريق يتقاطع القطاع الغزاوي مع نهر غزة، والذي يجدد بالمياه خلال موسم الأمطار فقط أي في فصل الشتاء، ويبقى الجفاف يسوده في بقية فصول السنة، أما الضفة الغربية فتشكل جزءًا من التكوين الجيولوجي الذي يمتد من شرق أفريقيا عبر البحر الأحمر وخليج العقبة ووادي عربة، وصولًا إلى لبنان وسوريا، ويتكون من خط صدع عميق في قشرة الأرض.[٢]
جغرافية فلسطين
تتميز الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة والتي تبلغ مساحتها 2,400 ميل مربع باحتوائها على الجبال والتلال والوديان والسهول الساحلية بصورة لافتة للنظر، وتلعب المنطقة دورًا حيويًا بين التاريخ والدين للأديان المسيحية واليهودية والإسلامية، وتعد فلسطين من أكثر الدول التي تحتوي على أهم المواقع الأثرية في العالم، فعلى سبيل المثال اكتشف علماء الآثار مخطوطات البحر الميت في كهوف قمران الفلسطينية، ومن أبرز المعالم الجغرافية في فلسطين:[٣]
- الجغرافيا العامة: تقسم فلسطين إلى خمس مناطق رئيسية هي: السهول الداخلية والتلال، والمناطق الجبلية، والصحراء الجنوبية، وغور الأردن والذي يعد الانحدار الأعمق ويسمى الوادي، وتقسم السهول إلى سهول عكا وجبل الكرمل وسارونة، ويقع وادي الأردن تحت الغور وتحت مستوى سطح البحر، وتتميز فلسطين أيضًا بتربتها الخصبة جدًا، إذ توجد فيها تسعة أنهار على شكل موارد مائية كافية لزراعة الخضروات في أواخر الشتاء، مع وفره في أشجار الزيتون، وتعد المحاصيل الرئيسية في المنطقة هي العدس والشعير والقمح.
- الأنهار: الروافد الرئيسية في فلسطين هي نهر الأردن وKannah وCherith وBesore وGeena وKodron وShichor-Libnath وKishon وSiloa، ويبدأ نهر الأردن في شمال فلسطين تمامًا من كهف الأجزاء، ويمر عبر جزء من وادي الأردن، ويفرغ أخيرًا مياهه في البحر الميت، كما يُطلق على نهر كيشون أيضًا اسم نهر موكاتا، ويسير نهر جينا بالقرب من لادشيني، وعادةً ما يتدفق فقط في فصل الشتاء، في حين يمتد نهر كناه على طول سلسلة جبال فلسطين.
- الكهوف: يُعرف كهف (Machpelah) أيضًا باسم كهف البطاركة أو كهف المقابر المزدوجة، يقدسه المسلمون لكونه مقام النبي إبراهيم أو المسجد الإبراهيمي، وهو محاط بمبنى ضخم يعود إلى العصر الهيرودي في تلال يهودا، ويحتوي على العديد من الغرف الجوفية، وكان سيدنا إبراهيم قد اشترى الكهف قبل 3700 عام، وقصة الكهف مذكوره في القرآن الكريم، وتعد كهوف قمران في موقع قمران موقعًا أثريًا مهمًا خصوصًا بعد اكتشاف علماء الآثار مخطوطات البحر الميت، اكتشف العلماء أيضًا نشاطًا إنسانيًا من العصر الحجري في قمران، إذ يوجد الآن أكثر من 200 كهف طبيعي في منطقة قمران، منها 40 كهفًا أثريًا يحتوي على نصوص من النحاس الأصفر.
- الجبال: جبل عيبال، والذي يتكون من الحجر الجيري، ويقع بالقرب من نابلس في الضفة الغربية، إذ يشكل وادي إلى الشمال يفصله عن جبل جرزيم مباشرةً إلى الجنوب، ويُعد السامريون جبل جرزيم معبدًا مقدسًا، إذ يرتفع جبل عيبال 3084 قدمًا فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ ارتفاعه حوالي 194 قدمًا عن جاره الجنوبي جرزيم، في حين يقع جبل حازور بين السامرة ويهودا، ويبلغ ارتفاعه 3446 قدمًا، وتعد جبال يهودا هي سلسلة جبال تمتد وتصل إلى الضفة الغربية، ترتفع إلى حوالي 3280 قدمًا فوق مستوى سطح البحر، وتشكّل الجبال الحرجيه الحدود الغربية للسهول الساحلية والحدود الشرقية لوادي الأردن، وأخيرًا جبل يطلق عليه من حيث الجغرافيا جبل الجمال الذي يبلغ طوله 1200 قدم في صحراء يهودا.
- البحر الميت: يعد البحر الميت أهم المسطحات المائية في فلسطين، إذ يبلغ عمقه 1237 قدمًا، ويحتوي على نسبة عالية من الملح تزيد عن 33%، أي أكثر من ثمانية أضعاف الملوحة من أي بحر آخر، ويبلغ طوله حوالي 42 ميلًا و11 ميلًا عند أوسع نقطة.
مناخ فلسطين
تقع فلسطين في الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، وتتميز بمناخ البحر المتوسط، أي بصيف جاف وحار وشتاء معتدل رطب، ويبلغ متوسط درجة الحرارة 19 درجة مئوية، تصل إلى حوالي 40 درجة مئوية في أشهر الصيف، وفي الشتاء تتدنى درجات الحرارة وتكون هنالك الكثير من الأمطار في فصلي الخريف والشتاء تصل إلى حوالي 400 ملليمتر في السنة، وتقع الضفة الغربية في الداخل الفلسطيني، وتتميز بالاختلافات الإقليمية، على الرغم من أن متوسط درجة الحرارة فيها هو 19 درجة مئوية، إلا أن الجنوب غالبا ما يكون أبرد بأربع درجات من الشمال، إذ إنّه من النادر أن يتجمد في الشتاء وفي فصل الصيف، ويمكن أن تصل درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية في كلتا المنطقتين، وأحيانًا تصل درجات الحرارة إلى بضع درجات في وادي الأردن، تحديدًا عند دخول وادي الأردن من الغرب، يكون الانخفاض أو الارتفاع في درجة الحرارة واضحًا دائمًا.
ويحدث هطول الأمطار وأحيانًا تساقط الثلوج في الخريف والشتاء في المتوسط حوالي 400 ملليمتر في السنة، وفي فصل الربيع تهب الرياح الخماسينية، وهي رياح جافة ودافئة شرقية، تأتي من الصحاري الواسعة في الأردن وسوريا والمملكة العربية السعودية، وتستمر لمدة خمسين يومًا تقريبًا لهذا تسمى خماسينية، وتبدأ من بداية الربيع وحتى نهاية شهر مايو، وتحمل الرياح الخماسينية رمال الصحراء التي تضفي على الهواء صبغة صفراء تشاؤمية لدى البعض، وتسقط على الأرض نتيجة هطول أمطار قصيرة، وتعد هذه الرمال الناعمة خطرًا على الصحة للأشخاص الذين يعانون من إلتهاب الشعب الهوائية، وتضر بالنباتات والمحركات والآلات.[٤]
المراجع
- ↑ "Palestine"، britannica، Retrieved 28-12-2019. Edited.
- ↑ "Geography of Palestine"، fanack، Retrieved 12-12-2019. Edited.
- ↑ "Landforms in Palestine"، usatoday، Retrieved 12-12-2019. Edited.
- ↑ "Geography of Palestine"، fanack،24-9-2011، Retrieved 28-12-2019. Edited.