محتويات
الاستقالة
تعد الاستقالة من الأمور المهنية التي لا بد أنك مررت بها في حياتكَ العمليّة في مرحلة من المراحل سواء أكنت تريد التخلّص من بيئة عمل سامّة وغير مقدّرة لجهودكَ، أو وجدت وظيفة ترقى لمستوى طموحاتكَ، فالاستقالة عبارة عن خطاب رسمي مكتوب تعبّر به عن نيّتكَ لترك العمل بعد فترة قصيرة من تاريخ كتابة الاستقالة وهو ما ينص عليه قانون العمل؛ وذلك لتُعطي مديركَ فرصة البحث عن موظّف بديل لكَ، إذ يجب أن تُراعي ترك الوظيفة الحاليّة بانطباع إيجابي دون التسبّب بمشاكل لتوسيع دائرة علاقاتكَ المهنيّة التي قد تحتاجها يومًا ما.[١]
كيف تستقيل من وظيفتك بمهنية؟
فيما يلي الطّريقة الصّحيحة التي تقدّم فيها استقالتكَ وتترك وراءكَ أثرًا طيّبًا قد تحتاجه مستقبلًا:[٢]
- تأكّد بقرارة نفسكَ بأنّ استقالتكَ ليست نابعة من قرارات متسرّعة بدافع الغضب أو الإحباط اللّحظي فتندم عليه، إذ يجب أن تدرس قرار ترككَ لوظيفتكَ، مع التّفكير جديًّا بمدى قدرتكَ الماديّة على الصّمود بعد الاستقالة.
- قبل أن تبعث رسالة الاستقالة المكتوبة لمديركَ، حدّد موعدًا للتحدّث بالأمر مع مديركَ، فهذا يُشعره بمدى احترامكَ له وامتنانكَ.
- راعي أن يكون خطاب الاستقالة مطبوعًا، فهو يُعطي انطباعًا رسميًا أكثر من الكتابة بخط اليد، مع مراعاة إعطاء إشعار مدّته أسبوعين قبل ترككَ للعمل، وهي المدّة القانونيّة التي يفرضها عليكَ قانون العمل.
- أفضل أسلوب تكتب به استقالتكَ هو البساطة والوضوح، وأن يكون قصيرًا قدر الإمكان ولكن شامل لكلّ ما تريد إيصاله، ويصيب بيت القصيد بكلّ وضوح.
- ابتعد عن تضمين الاستقالة الأسباب العاطفيّة، أو الضغوطات العمليّة، أو المشاكل وراء ترككَ للوظيفة، فقط كن مهذّبًا واذكر سببًا منطقيًا.
- عند قبول الاستقالة إذا رأيت المرونة من قبل مديركَ للتحدّث معه، شاركه بمخطّطاتكَ الوظيفيّة التّالية، وإن كان مديركَ مهذّبًا وعمليًا سيتمنّى لكَ حظًّا موفقًا بالعمل الجديد، ومن الجيد أن تبقى على اتّصال معه في حال احتجت لأي تعاون مستقبلي.
- لا تنشر خبر استقالتكَ من وظيفتكَ بين زملائكَ بالعمل قبل أن يصل علم بها لمديركَ، فمديرك هو رئيسك المباشر، ولا يرغب بأن يكون آخر من يعلم، وقد يتسبّب هذا الأمر ببعض السلبيّات.
- اختر وقتًا استراتيجيًا لتقديم استقالتكَ، كأن يكون آخر يوم في الدّوام الأسبوعي، أو آخر ساعات الدّوام؛ حتّى لا تضطر للعودة للمكتب لبعض الوقت بعد تقديم الاستقالة.
- لا تقطع صلتكَ بزملائكَ ورؤسائكَ في العمل السّابق، وابقَ على تواصل طيّب معهم، فقد تكون لديهم فرص عمل أخرى تتناسب مع قدراتكَ ومهاراتكَ ويؤهّلونكَ لها.
- بعد الاستقالة وترك العمل، لا بأس من إرسال رسالة شكر وعرفان للعمل لديهم، فهي خطوة جيّدة للحفاظ على العلاقات المهنيّة بأفضل حالاتها.
علامات تدل على أنّه حان وقت استقالتكَ
توجد بعض العلامات التي قد تشعر بها وتساعدكَ على اتّخاذ قرار ترك الوظيفة والاستقالة، وفيما يلي أهمّها:[٣]
- شعوركّ الدّائم بالملل، على الرغم من كون بيئة العمل لا تخلو من الشّعور بالملل بين الفينة والأخرى، ولكن أن يكون الشعور لفترة طويلة ودائمة يعني أنّ العمل غير متوافق مع تطلّعاتكَ المهنيّة، وتشعر بأنّكَ تضيع وقتكَ وخبراتكَ فيه، وهذه أولى العلامات المؤشّرة إلى ضرورة ترككَ لعملكَ.
- تشعر أنّ الوظيفة لا ترقى لمستوى مهاراتكَ، وأنّ باستطاعتكَ تقديم المزيد من الاقتراحات والأفكار في العمل ولكن لا يُؤخذ بها، وما تزال تُراوح محّلكَ دون أي أمل بالتّرقي الوظيفي.
- تشعر أنّ وظيفتك تُخِل بالتّوازن الذي ترغب بخلقه بين حياتكَ العمليّة والشخصيّة؛ مثل أن يتطلّب عملكَ السّفر الدّائم ما يؤثّر على تواجدكَ مع عائلتكَ وأطفالكَ.
- أن تكون الضّريبة التي تفرضها الوظيفة على صحّتك الجسديّة والعقليّة العاطفيّة أعلى من المستوى الطّبيعي الذي يشعر به الجميع في مرحلةٍ ما في وظائفهم، فأنت دائم الشّعور بالإرهاق الجسدي والاستنزاف العقلي والعاطفي، عندها قد تكون تُعاني من الإرهاق الوظيفي، وعليكَ التّفكير جديًّا بتقديم استقالتكَ؛ لأن لا شيء يعوّض الصحّة والسّلام الدّاخلي.
- لا تمنحكَ الوظيفة شعورًا بالرّضا وأنّه يمكنكَ تحقيق النّجاح فيها، وتشعر بأنّها معركة محكومة بالخسارة دون أيّ أمل بالفوز.
- لا تلتقى التّقدير الذي يتناسب مع جهودك المبذولة في العمل، فأنت أوّل من يصل المكتب وآخر من يتركه، ولا تتباطأ في إنجاز المهام الموكلة إليكَ ولا تتواني عن مساعدة زملائكَ، ولكنّكَ لا تشعر برضى المدير عنكَ، ودائمًا ما يحاول أن يُشعركَ بأنّك مقصّر ولا بد أن تبذل المزيد من الجهد.
- سرعة ارتباككَ وانفعالكَ العصبي عند مصادفة أقل العقبات في العمل والتي لا تستحق كل هذا الارتباك أو العصبيّة منكَ، وعندما يكون الإرهاق الوظيفي قد نال منكَ، وأثّر على طبيعة تفاعلكَ مع محيطكَ ومهامكَ في بيئة العمل.
- لا تشعر بالرّاحة في العمل، إذ تفرض الإدارة الكثير من القيود الخانقة؛ مثل أن تكون جدّيًا طوال الوقت، ويمنع عليك الضّحك أو ممازحة زملائكَ وكأنّكَ رجل آلي لا مشاعر لديكَ، ولا حاجة لكَ للتّواصل الاجتماعي مع محيطكَ.
- لا تولي المؤسّسة التي تعمل بها بالًا لمشاركتكَ في العمل فيها، فهي تتّخذ القرارات دون إشراك موظّفيها وتفرضها عليهم فرض دون أخذ استطلاع لمعرفة رأيهم حيال بعض السّياسات التي تمسّ صميم عملهم بصورة مباشرة.
- إذا كان راتبكَ لا يكفي لالتزاماتكَ الضّروريّة وأقل بكثير من المجهود الذي تبذله والسّاعات التي تقضيها في العمل، عندها يجب عليكَ التّفكير بالتّغيير؛ لأنّ استمراركَ فيها قد يضيّع عليكَ البحث عن وظائف أفضل.
- لا تشعر بالأمان الوظيفي في عملكَ، وهنالك تهديد دائم بالطّرد بسبب العوامل الاقتصاديّة أو بسبب ظروف أخرى تمر به الشّركة، مما يؤثّر على نفسيّتكَ ويضرّها.
- تعاني من أزمة ثقة مع مديركَ أو زملائكَ، مما يجعلكَ ترزح تحت ضغط نفسي هائل.
- إذا كان رئيسيكَ في العمل متسلّط عليكَ ويتعمّد إهانتكَ أمام زملائكَ الآخرين، وتشعر أنّك مهدّد بأن تفقد أعصابكَ ويبدر منكَ تصرّف غير عقلاني يحمّلكَ مساءلة قانونيّة.
- تشعر من داخلكَ بأنّ هذه الوظيفة ليست مناسبة لكَ، وترى نفسكَ دائمًا في مكان آخر.
قد يُهِمُّكَ
ماذا تفعل بعد استقالتكَ؟ بعد أن تقدّم استقالتكَ قد تشعر بالارتباك والضّياع ولا تعرف ما يتوجّب عليكَ فعله، لا تخف نحن هنا لنساعدكَ بالنّصائح التّالية:[٤]
- قبل كلّ شيء خذ نفسًا عميقًا، وامنح نفسكَ الوقت الكافي للتّعافي من شعور الاستقالة، ولا تأخذ أي قرار ذا أهميّة في هذه المرحلة، فقط استغل هذه الفترة في الرّاحة النفسية والتّعافي.
- أُكتب همومكَ ومخاوفكَ في دفتر يوميّات لتفريغ الطّاقة السلبيّة التي خلّفتها داخلكَ وظيفتكَ، وإن كنت انتهجت هذه السّياسة أثناء وجودكَ في العمل، فعد ليوميّاتكَ واقرأ ما كنتَ تكتبه عن بيئة العمل المسمومة، وتذكّر معاناتكَ النفسيّة والجسديّة كنوع من تخفيف أثر الاستقالة.
- استغل فترة عدم شغلكَ لأي وظيفة بمنح نفسكَ القليل من التّرفيه ضمن ميزانيّتكَ بعد الاستقالة؛ وذلك لرفع روحكَ المعنويّة سواء بالسّياحة الداخليّة أو الخارجيّة بعيدًا عن ضغوطات الحياة والمجتمع، واستمتع بأشعّة الشّمس والهواء الطّلق واكتشاف بيئات جديدة.
- بعد أخذ فترة قصيرة من الرّاحة والاستجمام، باشر بوضع خطّة تحدّد فيها أهداف يوميّة وأسبوعيّة وشهريّة إن طال الأمر، تقرّر فيها مساركَ في البحث عن وظيفة جديدة.
- أعد صياغة سيرتكَ الذّاتيّة بما يتوافق مع متطلّبات الوظائف التي تطمح بالحصول عليها، ولا تتواني عن استغلال الوقت بأخذ دورات لزيادة خبرتكَ في المجال الذي ترغب بالتوظّف فيه، وأدرجها ضمن سيرتكَ الذّاتيّة.
- أثناء شغلكَ لوظيفتكَ من المؤكّد أنّك كنتَ تتمنّى أن تمارس أنشطة أو هوايات، ولكن لم تكن تجد لها الوقت الكافي، وها أنت ذا قد أصبحت تمتلك الوقت فاستغلّه بممارسة هواياتكَ مثل القراءة، أو ممارسة الرّياضة، أو أعمال البستنة المنزليّة.
- عليكَ أن تتحلّى بالصّبر وتُهيّئ نفسيّتكَ على أنّ مشوار البحث عن وظيفة جديدة قد يطول قليلًا، فالأمل في غير محلّه قد يسبّب لك الإحباط والاكتئاب، أمّا المعرفة المسبقة بكيف تجري الأمور قد تخفّف عليكَ من وطأة الواقع.
المراجع
- ↑ "Sample resignation letter", monster, Retrieved 2020-7-2. Edited.
- ↑ "Quitting A Job Gracefully – How To Resign From a Job", careersidekick, Retrieved 2020-7-2. Edited.
- ↑ "22 signs it's time to quit your job", bica.services, Retrieved 2020-7-2. Edited.
- ↑ "9 Things To Do After You Quit Your Job From Someone Who Just Did It", bustle, Retrieved 2020-7-2. Edited.