فوائد زيت خردل

فوائد زيت خردل
فوائد زيت خردل

زيت الخردل

يُستخرج زيت الخردل من بذور شجرة الخردل بعد طحنها، ويُعدُّ زيت الخردل مشهورًا في المطابخ الشّرقية والهندية، ويرجع أصلُ أشجار الخردل البيضاء والصّفراء إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، بينما يرجع الخردل البني أو الهندي إلى جبال الهملايا، ولقد عُرفت بذور الخردل كنوعٍ من أنواع التّوابل منذ فجر التاريخ وذُكرت في الكتابات الهندية والسومارية التي تعود إلى 3000 سنة قبل الميلاد، كما ذُكرت شجرة الخردل كثيرًا في الكتابات اليونانية والرّومانية، بالإضافة إلى العهد الجديد، الذي أعطى هذه الشّجرة رمزية الإيمان، ومن المثير للاهتمام أن أبقراط استعمل بذور الخردل لأغراضٍ طبيّة كما فعل أطباء قدماء آخرون، ومع حلول القرن العشرين، أصبحت مشتقات الخردل من أكثر أنواع التّوابل استخدامًا إلى درجة أصبح فيها محصول الخردل هو أكبر محصول من التّوابل في العالم، ويُزرع الخردل البني في العادة كمصدرٍ لزيوتِ الخضراوات، وتسود زراعته لهذه الغاية في كلٍّ من الهند، وباكستان، والصّين، وشمال روسيا، وكازخستان، ويُستخدم هذا الزيت في إنتاج الطّعام ولأغراض صناعيّة أخرى، ولقد دأب الناس على استعمال زيت الخردل لأغراضٍ طبية عديدة تتضمن علاج الزكام، وألم المفاصل والعضلات، والتهاب المفاصل، كما أنَّ آخرون استعملوا بذور الخردل للتّسبب بالتقيؤ عند الحاجة[١][٢].


فوائد زيت الخردل

منعت إدارة الغذاء والدّواء الأمريكيّة بيع زيت الخردل لأغراضِ الطّبخ بسبب احتوائه على حمض الأيروسيك، الذي يُعدُّ حمضًا دهنيًا قد يتسبّب بمشاكل في القلب، وعلى الرّغم من أنَّ هذا الزيت لم يجري بعد فحصه على البشر، إلا أنَّ إدارة الغذاء والدّواء الأمريكيّة تمنع بيعه لأغراضِ الطّعام في الولايات المتحدة الأمريكيّة، لكنها تسمح ببيع شكل آخر منه لأغراضِ الطّبخ يُدعى بزيت الخردل المتطاير، وهو يُصنع من تقطير زيت الخردل باستخدام البخار، لكن يجدر لفت الانتباه هنا إلى أنَّ كِلا نوعي زيت الخردل يُسمح باستخدامهما كزيت للمساج أو التدليك، ومن بين أبرز فوائد زيت الخردل المتطاير، ما يلي[٣]:

  • يحتوي على عناصر غذائيّة مفيدة: يؤكِّد الخبراء على أنَّ زيتَ الخردل يحتوي على الأميغا 3 والأوميغا 6، اللذان ينتميان إلى الدّهون المتعدّدة غير المشبعة، ومن المعروف أنَّ للأوميغا 3 فائدةً فيما يتعلق بالالتهابات، وبتخثّر الدم، وضغط الدم، كما يحتوي زيت الخردل على دهون أحادية غير مشبعة، وعلى كربوهيدرات تأتي على شكل نشا وألياف غذائيّة، لكنّه يفتقد إلى وجود الفيتامينات، والمعادن، والبروتينات، على الرّغم من أن بذور الخردل تحتوي على كمية من البروتينات[٤].
  • يقضي على البكتيريا الضّارة: أثبتت الدّراسات المعمولة أنَّ زيت الخردل المتطاير يُعدُّ مضادًا قويًا للبكتيريا؛ إذ وجدت أحد الدراسات أنّه كان قادرًا على قتل أنواع متعددة من البكتيريا الضّارة، مثل البكتيريا الإشريكية القولونية، وبكتيريا السلمونيلة، وبكتيريا الليسترية، وغيرها من الأنواع، بالإضافة إلى حقيقة كونه قادرًا على القضاء على أحد أنوع فطريات الخميرة.
  • يقلّل من الالتهاب: وفقًا للمجلة الدّولية للعلوم والبحوث، فإنَّ لزيت الخردل المتطاير خصائصَ مضادة للالتهاب جعلت الناس يقبلون على استخدامه تاريخيًا لعلاج التهاب المفاصل، وبعض الآلام، بالإضافة إلى تقليل التهابات الصّدر الناجمة عن الإصابة بالتهاب الشُّعب الهوائية والتهاب الرّئة.
  • يخفف من الألم: بحثت أحد الدّراسات بتأثير زيت الخردل على الألم الجسمي عند الفئران، وتوصّلت إلى نتيجة مفادها أنَّ لهذا الزّيت قدرة على توقيف بعض مستقبلات الألم في الجسم، لكن تبقى الحاجة ملحة لإجراء مزيد من التّجارب على البشر لتأكيد ذلك.
  • يعالج الحمى: يُمكن لزيت الخردل المتطاير أن يقلّل من حرارة الجسم عبر تحفيز الغدد العرقية في الجسم، وبالتالي تخفيض مستوى الحمى.


زيت الخردل للعناية بالذات

يُستعمل زيت الخردل لأغراضٍ تتعدى الطّبخ؛ فهو يأتي بأشكالٍ خاصة للاستعمال الخارجي على الجلد والشّعر، كما يلي[٤]:

  • زيت الخردل للجلد: يوضع زيت الخردل على الجلد أثناء جلسات المساج، وغالبًا ما تحتوي منتجات زيت الخردل الخاصة بهذا الأمر تحذيرات تؤكّد على أنّها خاصة لغايات الاستعمال الموضعي وليس للأكل، ويقول الأفراد الذين يستعملون زيت الخردل أنّه مفيدٌ للقضاء على التّجاعيد وتقليل البقع الدّاكنة وحبِّ الشّباب، كما يرى البعض أنَّه مفيدٌ لتّخفيف ألم العضلات أثناء جلسات التّدليك.
  • زيت الخردل للشعر: يعتقد الأفراد الذين يستعملون زيت الخردل للشّعر أنّه مفيدٌ لكبح انتشار الشّيب عند استعماله قبل النوم في الليل، كما يرى البعض أنّه مفيدٌ لإيقاف تساقط الشعر وتحسين نمو الشعر، لكن من المهمِّ التذكير هنا أنَّ جميع الادعاءات المتعلقة بفائدة زيت الخردل فيما يخصُّ الجمال أو العناية الذّاتية ينقصها الأدلة العلميّة المؤكدة على ذلك.


محاذير زيت الخردل

يُعرف زيت الخردل الصّافي وغير المصنف تحت المعايير والأنظمة بكونه مادة شديدة الخطورة؛ إذ وجدت أحد الدّراسات أن خليط زيت الخردل الصّافي مع زيت الأرغامونية الموجود في بعض الأطعمة الهندية، يُمكنه تدميرُ خلايا الدّم الحمراء في الجسم، كما ينوه الخبراء إلى ضرورة الحذر من وجود الحساسيّة عند الفرد قبل المضي باستخدام هذا الزّيت، وهم يقترحون فحص ذلك عبر أخذ القليل من زيت الخردل المتطاير ووضعه على الجلد بعيدًا عن الوجه أو الرّئتين، ثم الانتظار لمدّة 24 ساعةً للتّحقق من ظهور أيِّ ردة فعل تحسسية على الفرد، ومن المهمِّ أيضًا التّوعية بضرورة عدم استخدام زيت الخردل المتطاير على الأطفال الرّضع[٣].


المراجع

  1. "Mustard", Encyclopædia Britannica, Retrieved 18-11-2018. Edited.
  2. "Black mustard", Webmd, Retrieved 18-11-2018. Edited.
  3. ^ أ ب Debra Rose Wilson, PhD, MSN, RN, IBCLC, AHN-BC, CHT (28-4-2017), "Mustard Oil: Health Benefits and Uses"، Healthline, Retrieved 18-11-2018. Edited.
  4. ^ أ ب Malia Frey (8-6-2018), "Mustard Oil Nutrition Facts"، Very Well Fit, Retrieved 18-11-2018. Edited.

فيديو ذو صلة :