محتويات
المكسرات والدماغ
يُعدُّ الدّماغ مركزًا للتّحكم في الجسم، فهو مسؤولٌ عن الحفاظ على ضربات القلب وتنفس الرئتين، ممّا يسمح بالتّحرك والشّعور والتفكير، لذا، من الجيّد الحفاظ عليه بأفضل حالة ممكنة، وتلعب الأطعمة التي نأكلها دورًا في الحفاظ على صحّة الدّماغ وتحسين المهام العقلية المحددة، مثل الذاكرة والتركيز.
ويعتقدُ الكثيرُ من الناس أن تناولَ المكسرات أمرٌ جيّد للدّماغ، إذ وجدت دراسة كبيرة من جامعة هارفارد مؤخرًا أنّ تناول المكسرات كان مرتبطًا بقوة بطول العمر، ففي دراسة لأكثر من 100.000 شخص، وجد الباحثون أنّ الأشخاصَ الذين يتناولون المكسرات يوميًا لديهم معدل وفيات أقل بنسبة 20٪ مقارنة بالأشخاص الذين لا يتناولون المكسرات ومع ذلك، من منظور صحة الدّماغ، لا توفّر جميع المكسرات الفائدة نفسها بالتساوي، ويوجدُ اختلاف كبير في الفوائد الصّحية التي يمكن العثور عليها في أنواع مختلفة من المكسرات، خاصةً من منظور صحة الدّماغ، ففي حين أنّ جميع المكسرات جيّدة للدّماغ، قد يكون لعين الجمل "الجوز" فوائد إضافية؛ لأنّه يقدّم أيضًا أحماض أوميغا 3 الدّهنية[١].
فوائد عين الجمل الجوز للذاكرة
يشتهرُ الجوز بتأثيره القوي على صحّة القلب، إذ إنّ مستوياته الغنيّة من الأحماض الدّهنية أوميغا 3 تساعد على تقليل مخاطر عدم انتظام ضربات القلب، ومستويات الدّهون الثلاثية، وانخفاض ضغط الدّم،و تشير دراسة جديدة من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، إلى أنّ البالغين الذين يتناولون الجوز باستمرار يمكنهم تحسين وظائفهم الإدراكية أيضًا مثل الذاكرة، وتُعدُّ هذه الدّراسة هي أول تحليل على نطاق واسع لتناول الجوز وتأثيره على الوظيفة المعرفية، وهي الدّراسة الوحيدة التي تشملُ جميع البيانات المعرفية المتاحة من جولتين من الدّراسات الاستقصائية الوطنيّة للصّحة والتّغذية على عينة كبيرة من سكان الولايات المتحدة، وكانت أعمار المشاركين تتراوح بين سنة واحدة و90 سنةً، وتضمّنت باحثين مشاركين بالغين تتراوح أعمارهم بين 20 عامًا وأكثر، وبغض النّظر عن العمر أو الجنس أو العرق، أظهرت النتائج أنّ ارتفاع استهلاك الجوز ارتبط كبيرًا بنتائج أعلى لسلسلة من ستة اختبارات معرفيّة تتضمّنها اختبارات الذاكرة[٢].
وتبلغ كمية الجوز التي يجب أن يأكلها البالغ أقل من حفنة (13 جرامًا) في اليوم، وبالإضافة إلى أوميغا 3، يحتوي الجوز على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، وفيتامين اي، وحامض الفوليك، والميلاتونين، كما أنّ الجوزَ هو النّوع الوحيد من المكسرات المحتوي على حمض ألفا لينوليك، وهو نوع من أوميغا 3 الموجود في النباتات، ووجدت إحدى الدراسات أنّ الأشخاص الذين تناولوا حمض ألفا لينولينيك كانوا أقلّ عرضةً للإصابة بنوبات قلبية قاتلة، ووفقًا لدراسة نشرت في مجلة الجمعية الأمريكيّة للقلب، فإنّ الأشخاصَ الذين يعانون من ضعف في صحّة القلب والأوعية الدّموية يكونون أكثر عرضةً للضّعف المعرفي، مثل مشاكل التعلم والذاكرة<refَ name="wxqwFMGGFJ"/>. لذلك يحسّن الجوز صحّة الإدراك والقلب.
مكسرات أخرى لتحسين الذاكرة
اللوز والبندق
اللوز والبندق هما من أكثر مصادر فيتامين اي تركيزًا، كما أنّ تناولَ فيتامين أي مرتبط عامّةً بتحسين الأنشطة المعرفية منها الذاكرة، وفي إحدى الدراسات، تحسّن المشاركون الذين تلقوا فيتامين اي إحصائيًا وسريريًا في بعض اختبارات الذاكرة[٣].
الفول السوداني
لا توجد دراسات حول الفول السّوداني على نطاق واسع باعتباره غذاءً صحيًا للدّماغ، ولكن يوجدُ سببٌ وجيه للاعتقاد بأنّه يوفّر فوائد للدّماغ، إذ يحتوي الفول السوداني على نسبة عالية من النياسين، وقد ربطت الدّراسات أوجه القصور في النياسين مع ارتفاع معدل التراجع المعرفي ومرض ألزهايمر، كما كان يوجدُ بحثٌ أولي يشيرُ إلى أنّ تناول الفول السّوداني قد يساعد في الوقاية من مرض باركنسون، وغالبًا ما تُذكر المكسرات الأخرى مثل الكستناء والكاجو بوجود فوائد صحيّة للدّماغ أيضًا، ومع ذلك، فليس يوجد دراسات علمية منشورة لدعم هذه الادعاءات، لذا سيتعين علينا انتظار المزيد من الأبحاث للتأكد من ذلك[٣].
وبالطبع، تعدُّ المكسرات ذات قيم عالية من السّعرات الحرارية، ويخشى الكثيرون من أنّ الفوائد الصّحية المثبتة من تناول المكسرات سوف تفوقها الزّيادة في السّعرات الحرارية وزيادة الوزن المحتملة، ولكن من المثير للاهتمام أنّ الدّراسات أظهرت أنّ الأشخاص الذين يتناولون المكسرات بانتظام يزنون أقلّ من نظائرهم الذين يتبعون نظامًا خاليًا من المكسرات، كما يمكن أن تساعدَ العديد من الأطعمة على الحفاظ على صحّة الدّماغ مثل الفواكه والخضروات، بالإضافة إلى الشاي والقهوة المحتوي على مضادات للأكسدة تساعد على حماية الدّماغ من التلف، كما يحتوي البعض الآخر، مثل المكسرات والبيض، على مغذّيات تدعم الذاكرة وتطور الدّماغ، وبهذا يمكن المساعدة في دعم صحة الدماغ وتعزيز اليقظة والذاكرة والحالة المزاجية من خلال تضمين هذه الأطعمة استراتيجيًا في النّظام الغذائي.
المراجع
- ↑ Kerri-Ann Jennings (9 - 5 - 2017), "11 Best Foods to Boost Your Brain and Memory"، Health line, Retrieved 26 - 12 - 2018. Edited.
- ↑ Stephanie Castillo (24 - 1 - 2015), "Fight Memory Loss By Eating Walnuts: Less Than A Handful A Day Maintains Cognitive Function"، medical daily, Retrieved 26 - 12 - 2018. Edited.
- ^ أ ب "Going Nuts for Brain Health", BrainHQ,26 - 12 - 2018، Retrieved 26 - 12 - 2018. Edited.