اليانسون
يُطلق الناس اسم اليانسون على نوعٍ شهيرٍ من الأعشاب الموسميّة التي تنتمي إلى الفصيلة الخيميّة، ويصل طولها إلى 0.75 سنتمتر، وتمتلك أزهارًا صفراء وبيضاء اللون، وعادةً ما يُزرع اليانسون للحصول على بذوره البيضاوية الشكل التي تتميز بامتلاكها لرائحة شبيهة برائحة عرق السوس، ولقد أرجع معظم الخبراء أصل اليانسون إلى مصر والمناطق الشرقية من البحر الأبيض المتوسط، لكنه أصبح يُزرع أيضًا في معظم مناطق الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وجنوب القارة الأوربية، والصين، وباكستان، والشيلي، والمكسيك، وجنوب روسيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ويسود استخدام اليانسون بين الناس لغرض إضافة النكهات المميزة على الحلويات والخبز، كما أنّ بعض الناس في المناطق الأسيوية والشرق الأوسط يضيفون اليانسون إلى أطباق اللحوم والخضراوات، بينما يوجد الكثير من الناس يتناولونه لعلاج العديد من المشاكل الصحية، وعلى العموم يحتوي اليانسون على نسبة لا بأس بها من الزيوت المتطايرة التي من بينها مركب شهير يُعرف باسم "الأنيثول"[١].
استعمالات اليانسون القديمة
استخدم الناس اليانسون كنوعٍ من أنواع البهارات والعطور منذ القدم، ولقد أرجع الخبراء وجوده في مصر القديمة إلى ما قبل 4000 سنة، كما أنّ البعض قد طرح أدلة تشير إلى استخدام الناس في تلك الفترة لليانسون بهدف إدرار البول، وعلاج مشاكل الجهاز الهضمي، وتسوّس الأسنان، بينما تشير الكتابات اليونانية القديمة إلى استخدام اليانسون لعلاج المشاكل التنفسية، وتسكين الآلام، وإدرار البول، ولقد احتل اليانسون مكانًا مهمًا بعد ذلك في انتاج الطعام، والصابون، والعطور، والمراهم الجلدية بسبب الرائحة العطرية التي يتميز بها عن سائر الأعشاب، ولقد أدّى تشابه رائحة اليانسون مع رائحة عرق السوس إلى إقبال الكثيرين على استخدامه كبديل عن عرق السوس في تصنيع حلويات عرق السوس الشهيرة[٢].
فوائد اليانسون
تشتمل أهم فوائد اليانسون المثبتة علميًّا على ما يأتي[٣]:
- غناه بالعناصر الغذائية: يُعدّ اليانسون غنيًّا بالحديد على وجه الخصوص، لكن كما هو معروف فإنّ استهلاك الناس من اليانسون يبقى محدودًا للغاية لكونه عشبة يُصنع منها مشروب شبيه بالشاي، وعلى أي حال فإن 7 غرامات من اليانسون تحتوي على 13% من كمية الحديد المنصوح بتناولها يوميًا، كما تحتوي نفس هذه الكمية أيضًا على 1 غرام من البروتين، و1 غرام من الدهون، و3 غرام من الكربوهيدرات، و23 سعرة حرارية، بالإضافة إلى كميات لا بأس بها من المغنيسيوم، والكالسيوم، والفسفور، والبوتاسيوم، والنحاس.
- تخفيف أعراض الاكتئاب: أظهرت العديد من الدراسات أنّ لبذور اليانسون قدرة على تخفيف حدة الاكتئاب عند الفئران والبشر، ولقد أرجع الباحثون ذلك إلى احتواء اليانسون على خصائص مضادة للاكتئاب توازي مفعول أدوية خاصة بهذا الغرض.
- الوقاية من قرحة المعدة: على الرغم من قِلة الدراسات العلمية التي أُجريت للتحقق من هذا الأمر، إلّا أن الكثير من الخبراء باتوا مقتنعين بنجاعة استخدام اليانسون لحماية خلايا المعدة من القرحة بسبب قدرته على تقليل مستوى إفراز المعدة للأحماض الهضمية.
- علاج الإمساك: أظهرت إحدى الدراسات أنّ أخذ مزيجٍ من اليانسون، والخمان، والشمر، ونبات السنا يُمكنه أن يكون حلًا لمشكلة الإمساك عند البعض[٤].
- منع نمو الفطريات والبكتيريا: تمتلك بذور اليانسون خصائص مضادة للميكروبات، والبكتيريا، والفطريات، التي تصيب الجلد على وجه الخصوص، ولقد عزى الخبراء ذلك إلى احتواء اليانسون على مركب الأنيثول الوارد ذكره مسبقًا.
- تخفيف أعراض الوصول إلى سن اليأس: تتميز بذور اليانسون بامتلاكها تأثيرًا كيميائيًّا شبيهًا بتأثر هرمون الإستروجين، كما أنّ بعض المركبات الموجودة في هذه البذور تُعدّ قادرة على منع تدهور صحة العظام، وهذا كله جعل اليانسون من بين أفضل الأعشاب التي يُمكن للنساء استهلاكها أثناء فترة سن اليأس.
- فوائد أخرى: يشير بعض الخبراء إلى وجود قدرة لليانسون على تقليل مستوى السكر في الدم بسبب وجود مركب الأنيثول، كما يشير آخرون إلى فائدة كبيرة لليانسون فيما يتعلق بتخفيف حدة الالتهابات، والتورم، والألم أيضًا، ولقد أظهرت نتائج أحد الدراسات أن لليانسون خصائص مضادة للأكسدة تجعله من بين الأعشاب المفيدة للغاية.
أضرار اليانسون
يُعدّ اليانسون من بين الأعشاب المشهورة بفوائدها الصحيّة وبقلّة أعراضها الجانبية، لكن البعض قد يُعاني من حساسية اتجاه اليانسون، خاصة في حال كان يُعاني أصلًا من حساسية اتجاه نباتات أخرى، مثل الشمر أو الكرفس، كما أن الباحثين ينبهون إلى إمكانية أن يزيد اليانسون من حدة أعراض بعض الأمراض، كسرطان الثدي أو التهاب بطانة الرحم، بسبب تشابه تأثير اليانسون مع تأثير هرمون الإستروجين عند النساء، وهذا يعني ضرورة توخي النساء المصابات بهذه الأمراض للحيطة والحذر عند استعمال اليانسون[٣]، وعلى أي حال يُمكن للأفراد الذين لا يستطيعون أخذ اليانسون أن يستعيضوا عنه بما يُعرف بالبروبيوتيك لتخفيف المشاكل الهضمية، كما يُمكن للنساء الاستعانة بأوراق التوت الأحمر، أو الزنجبيل، او منتجات الصويا، لتخفيف أعراض الدورة الشهرية وأعراض الوصول إلى سن اليأس[٤].
المراجع
- ↑ "Anise", Encyclopædia Britannica, Retrieved 24-2-2019. Edited.
- ↑ "Anise", Drugs,16-9-2018، Retrieved 24-2-2019. Edited.
- ^ أ ب Rachael Link, MS, RD (15-10-2018), "7 Health Benefits and Uses of Anise Seed"، Healthline, Retrieved 24-2-2019. Edited.
- ^ أ ب Richard N. Fogoros, MD (5-10-2017), "Health Benefits of Anise"، Very Well Health, Retrieved 24-2-2019. Edited.