محتويات
حمية الإقصاء
هل سمعت بحمية الإقصاء من قبل؟ أو هل جربت اتباعها؟ تعدّ حمية الإقصاء نظامًا غذائيًّا تتجاهل فيه مجموعة من الأطعمة التي لا يتحملها الجسم، والتي يُعتقد أنّها تسبب أعراضًا ضارة له، ويكون ذلك عن طريق امتناعك عن تناول بعض الأطعمة لفترة من الزمن، ثم إعادة تناولها خلال فترة تعرف بفترة التحدي، والتي يمكنك من خلالها معرفة الأطعمة التي تسبب لك أعراضًا معينة أو تزيدها سوءًا، وعلى الرغم من أن رد فعل الجسم يكون سريعًا اتجاه نوع معيّن من الأطعمة، كما يحدث في حالة التحسّس من الفول السوداني وما يسببه من تضخم في الحلق، إلا أنه يمكن أن تتفاعل أجسامنا مع أنواع أخرى بسرعة أبطأ، وتحدث ردات الفعل بسبب المركبات الطبيعية المختلفة الموجودة في الأطعمة مثل السكريات الطبيعية، أو البروتينات، أو الإضافات الغذائية الشائعة مثل الألوان الطبيعية والاصطناعية، والمواد الحافظة، ومضادات الأكسدة، ومحسنات النكهة، والتي يمكن أن تسبب ردود فعل من خلال آليات مختلفة في الجسم، وأظهرت التجارب السريرية أنّ حمية الإقصاء هي من أفضل الأدوات وأكثرها أمانًا لتحديد هذه الأطعمة التي قد تسبب بعض الأعراض لك بهدف تجنبها في المستقبل، طالما أنه يتم تزويد الجسم بالعناصر الغذائية الأساسية.[١]
طريقة عمل حمية الإقصاء
ينقسم النظام الغذائي لحمية الإقصاء إلى مرحلتين كالتالي:[٢]
- مرحلة الامتناع: وتتضمن أن تزيل بعض الأطعمة التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور الأعراض من نظامك الغذائي، ولفترة زمنية قصيرة عادةً 2-3 أسابيع، وتشمل بعض هذه الأطعمة: المكسرات، والذرة، وفول الصويا، ومنتجات الألبان، والحمضيات، والباذنجان، والقمح، والأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، والبيض، والمأكولات البحرية، ويمكنك خلال هذه المرحلة تحديد ما إذا كانت الأعراض التي ظهرت ناتجة عن نوع من الأطعمة أو أي سبب آخر، أمّا إذا استمرت الأعراض بعد الامتناع عن تناول هذه الأطعمة لمدة 2-3 أسابيع، فمن الأفضل مراجعة الطبيب لمعرفة السبب.
- مرحلة إعادة الإدخال: من خلالها تعود إلى تناول الأطعمة التي امتنعت عنها في المرحلة الأولى بشرط إعادتها تدريجيًا إلى النظام الغذائي، يجب أن تتناول كل مجموعة غذائية على حدة لمدة 2-3 أيام وتراقب ظهور الأعراض، والتي قد تظهر على شكل طفح جلدي، أو صداع، أو إعياء، أو صعوبة في التنفس، أو آلام في المعدة أوغيرها، وعندها تكون قد نجحت في تحديد نوع الأطعمة الذي لا يستطيع جسدك تحمله وعليك تجنبه، أمّا إذا لم تواجه أي أعراض خلال الفترة التي تعيد فيها تناول مجموعة غذائية، فيمكنك افتراض أنها تناسب جسدك والانتقال إلى مجموعة الطعام التالية وهكذا، وإذا كنت تخطط للقضاء على العديد من مجموعات الطعام، فاطلب النصيحة من طبيبك أو أخصائي التغذية، إذ قد يؤدي القضاء على الكثير من المجموعات الغذائية إلى نقص التغذية.
أطعمة يمكنك تناولها خلال حمية الإقصاء
على الرغم من أنّ حمية الإقصاء مقيدة للغاية، إلا أنه يوجد تنوع كافٍ لإعداد وجبات صحية ولذيذة، وتتضمن بعض الأطعمة التي يمكنك تناولها: [٢]
- الفاكهة باستثناء الحمضيات.
- الخضروات باستثناء الباذنجان.
- الحبوب: وتشمل الأرز والحنطة السوداء.
- اللحوم والأسماك: بما في ذلك الديك الرومي، والضأن، واللحوم البرية، وأسماك المياه الباردة مثل السلمون.
- بدائل الألبان: وتشمل حليب جوز الهند، وحليب الأرز غير المحلى.
- الدهون: وتشمل زيت الزيتون، وزيت بذور الكتان، وزيت جوز الهند.
- المشروبات: مثل الماء، والشاي العشبي.
- التوابل والبهارات بما في ذلك الفلفل الأسود، والأعشاب الطازجة، وخل التفاح، والتوابل باستثناء الفلفل الحار والبابريكا.
فوائد حمية الإقصاء
تساعدك الحمية على اكتشاف الأطعمة التي تسبب أعراضًا مزعجة حتى تتمكن من إزالتها من نظامك الغذائي، ومع ذلك فقد وجد أنّ لهذه الحمية العديد من الفوائد الأخرى، بما في ذلك: [٢][٣]
- يقلل أعراض القولون العصبي: تعدّ متلازمة القولون العصبي اضطرابًا شائعًا في الأمعاء يصيب ما بين 10-15٪ من الأشخاص حول العالم، ويجد الكثير أنّ حمية الإقصاء تحسن من أعراض القولون العصبي مثل الانتفاخ، وتشنجات المعدة.
- يخفف أعراض التهاب المريء اليوزيني: يعدّ التهاب المريء اليوزيني حالة مزمنة تؤدي فيها الحساسية من بعض الأطعمة إلى التهاب المريء، وبالتالي يعاني الأشخاص المصابون من عدم القدرة على ابتلاع الأطعمة الجافة والكثيفة بكفاءة مما يزيد من خطر الاختناق، ومن هنا أظهرت الدراسات أنّ حمية الإقصاء فعالة في تحسين هذه الأعراض.
- يقلل من أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه: وهو اضطراب سلوكي يصيب 3-5٪ من الأطفال والبالغين، وأظهرت الدراسات أنّ الحميات الغذائية قد تقلل من أعراض هذا الاضطراب، ولكن يجب الانتباه إلى أن اتباع الحمية يكون تحت إشراف طبيب؛ لأنّ الحميات الغذائية قد تقيد نمو الطفل المصاب على المدى الطويل إذا افتقر لبعض العناصر الغذائية.
- يحسن حالات الجلد مثل الأكزيما: وهي مجموعة من الأمراض الجلدية تظهر على شكل بقع حمراء تسبب حكة أو تشقق الجلد، وهناك العديد من الأسباب للأكزيما، لكن يجد العديد من الأشخاص أنّ تناول أطعمة معينة يزيد من تفاقم أعراضهم، لذلك وجدت العديد من الدراسات أن الحميات الغذائية بما فيها حمية الإقصاء قد تقلل من أعراض الأكزيما.
- يقلل من الصداع النصفي المزمن: لا تزال أسباب الصداع النصفي غير واضحة، لكن أظهرت الدراسات أنّ اتباع حمية غذائية من شأنه أن يقلل من عدد نوبات الصداع ، وهذا ما يحدث في حمية الإقصاء.
- تقوم الحمية على غذاء متكامل: فإذا كنت من النوع الذي يتناول الأطعمة المصنعة يوميًا، فقد تشعر بالحرمان في بداية الحمية، لكن طالما أنّك تأكل ما يكفي من الفواكه، والخضروات، واللحوم، والحبوب، فسوف تهدأ هذه المشاعر في نهاية المطاف بسبب تناول مجموعة من الأطعمة الكاملة.
- الحمية مؤقتة: تتطلب حمية الإقصاء الكثير من التخطيط، لكن الغرض منه هو الاستمرار لفترة محدودة من الوقت، أو قد ترغب في استمرار تجنب بعض أنواع الأطعمة إلى أجل غير مسمى إذا حددت أي حساسيات غذائية.
- الحمية آمنة: بشكل عام، تعدّ حمية الإقصاء نظامًا آمنًا إذا كنت تريد معرفة المزيد حول كيفية تفاعل جسمك مع بعض الأطعمة، وخلق المزيد من الوعي حول عاداتك الغذائية.
أضرار حمية الإقصاء
على الرغم من أن حمية الإقصاء طريقة رائعة لاكتشاف الأطعمة التي تسبب لك المشاكل، إلا أنّ لها عددًا من السلبيات: [٣]
- تحتاج الحصول على استشارة غذائية: قد يبدو من السهل الاستهانة بالامتناع عن تناول بعض الأطعمة مثل منتجات الألبان، أوالقمح، أوالمكسرات، التي تزود الجسم بالمتطلبات الأساسية للطاقة، وغالبًا ما تكون هذه الأطعمة غنية بالأحماض الأمينية الأساسية، والفيتامينات، والمعادن اللازمة لصحة جيدة، وهنا يأتي الدور المهم للحصول على استشارة غذائية بهدف استبدال هذه المجموعات بأخرى تحل محلها.
- تحتاج الحمية إلى كثير من الوقت والجهد: وذلك لأن حمية الإقصاء قد تكون بالنسبة للكثيرين سبيلًا للخروج عن تقاليدهم الثقافية أو اختياراتهم اليومية، لكن لحسن الحظ أنّ البشر قادرون على التكيف، فقط كن مستعدًا لفترة انتقالية للتكيف مع الأطعمة الجديدة.
مَعْلومَة
تختفي الأعراض الناتجة عن الطعام عادةً خلال 4 أسابيع من تغيير نظامك الغذائي، فإذا لم تتوقف هذه الأعراض بعد 8 أسابيع من الحمية، فإنّ احتمال أن تكون الأطعمة هي المسبب للأعراض قليل جدًّا،[٤] وعلى العموم فإن السبب الرئيسي لهذه الحمية هو التعرف على الأطعمة التي تسبب أعراضًا مزعجة لك، وتختلف أعراض عدم تحمل الجسم للطعام كثيرًا، فقد تشمل تهيج المعدة والأمعاء، أو الصداع، أو ضيق في التنفس، أو الحكة، أو حتى الشعور بعدم الراحة وآلام شبيهة بالإنفلونزا، بالإضافة إلى التعب غير العادي، أو مشاكل في التركيز، ومن المعروف أيضًا أنّ بعض الأطعمة تفاقم هذه الأعراض عند بعض الأشخاص الذين يعانون من حالات معينة مثل اضطرابات المناعة الذاتية، أوالصداع النصفي، أو متلازمة القولون العصبي، أو الارتداد المريئي وغيرها، وبالتالي فإنّ هذه الأعراض قد تختلف من شخص إلى آخر حسب نوع المركبات التي تحتويها الأطعمة، ومستوى حساسية الشخص، بالإضافة إلى كمية الطعام التي تتناولها، فإذا تناولت نفس الطعام باستمرار، أو تناولت أطعمة مختلفة تحتوي على المركب نفسه، فغالبًا ما قد يصل الجسم إلى نقطة حرجة تبدأ بعدها الأعراض بالظهور. [١]
المراجع
- ^ أ ب "The Elimination Diet", fammed, Retrieved 14-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Ryan Raman (2-7-2017), "How to Do an Elimination Diet and Why"، healthline, Retrieved 15-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Amanda Capritto (25-6-2019), "What Is the Elimination Diet?"، verywellfit, Retrieved 15-7-2020. Edited.
- ↑ Michael Dansinger (13-3-2019), "What’s an Elimination Diet?"، webmd, Retrieved 15-7-2020. Edited.