أين تقع مدينة خوارزم

موقع مدينة خوارزم

تتبع مدينة خوارزم قديمًا لإقليم منطقة خراسان الكبرى في آسيا الوسطى، والذي يقع إلى الغرب من دولة أوزبكستان اليوم، وتحديدًا عند مجرى نهر "جيحون"، إذ يحيطها من الشرق صحراء "قزيل كوم" لتفصلها عن منطقة ما وراء النهر، ومن الجهة الغربية صحراء "قراقوم" لتفصلها عن خراسان، ومن الجهة الجنوبية "الصحراروان" التي يمر نهر جيحون منها، وفي الجهة الشمالية تطل على شواطئ بحر خوارزم أبو بحر الآرال، وقديمًا سُميت " خيوة"، وقد اُشتهرت المدينة في فترة العصور الإسلامية كونها مسقط رأس العديد من علماء المسلمين، وقد برزت في المناطق التابعة مدن، أهمها "كاث" التي تقع في الجهة الشرقية من نهر جيحون، ومدينة "الجرجانية" الواقعة في الجهة الغربية للنهر [١].


بعض المحطات التاريخية لمدنية خوارزم

وصلت إليها جيوش الفتح الإسلامي في العام 93هـ / 712م فترة الخلافة الأموية، إذ كانت ضمن العديد من البلاد التي فتحها القائد المسلم "قتيبة بن مسلم" عام 88هـ، وهي أقاليم بيكند، بخارى، سمرقند، نسف، الشاش، فرغانة، الصغد وأشروشنة، وفي العصر العباسي بقيت خوارزم تُحكم من قبل ولاة أغلبهم من الولاة العرب، وفي وقت لاحق خضعت لحكم "الطاهريين" لمدة نصف قرن، وأصبح أهلها من ضمن الجيش لهذا الحكم، وبعد انتهاء حكم الطاهريين خلفهم الصفاريون في السيطرة على خرسان، ولكنهم لم يتمكنوا من السيطرة على خوارزم، ولكنها انضمت للسامانيين عند سيطرتهم على بلاد ما وراء النهر، وازدهرت في ذلك العصر، ونهضت المنطقة زراعيًا وصناعيًا وتجاريًا، فشهدت المنطقة تركزًا لجيوش السامانيون ليتوغلوا في بلاد الأتراك بهدف نشر الإسلام فيها، وبالتالي بقيت المنطقة في ظل حكم المسلمين الأمر الذي أدى لازدهار وتطور ما يحطيها من مدن وأقاليم، فقد حكمها العديد من الملوك، أهمهم حكام منطقة " كاث" الملقبين خوارزمشاه، وحكام إمارة كركانج، ثم حكمها الغزنويون ولاحقًا حكمها السلاجقة في العام 1040م.

وفي عام 1221م احتلها المغول وهدموا العاصمة الجرجانية، فأعطاها قائدهم جنكيزخان لابنه الأكبر وحينها لُقبت باسم "أوركنج"، أما في العصر الحديث وبعد أن تعاقبت عليها العديد من السلطات التي حكمتها وتنازعت عليها سقطت المدينة في أيدي الروس عام 1873م، وأصبحت ضمن مناطق الاتحاد السوفياتي في العام 1924م وعرفت باسم جمهورية الأوزبك الاستراكية السوفياتية، وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي في العام 1991م، استقلت المنطقة وهي اليوم دولة مستقلة تحمل اسم جمهورية أوزبكستان التي تتبع لها خوارزم [٢].


أهم معالم مدينة خوارزم

توجد في المدينة العديد من المعالم التاريخية، إذ إن أمرًا كهذا ليس مستغربًا على منطقة تعاقبت عليها الكثير من الحضارات وحكمها عدد كبير من السلاطين والأمراء والملوك، وفيما يأتي أبرز هذه المعالم [٣]:

  • قلعة إيجان: إذ تعد هذه القلعة من أهم الآثار التاريخية في دولة أوزبكستان اليوم، وتقع في منطقة خوارزم، وفي العام 1990م أصبحت موقعًا تراثيًا كبيرًا وعالميًا، وذلك لأن تاريخ إنشاء قواعدها قديمًا يعود للقرن العاشر الميلادي، فارتفاع أسوارها يتجاوز عشرة أمتار، بُنيت من " الطابوق"، وبقي حكام المنطقة حتى اليوم يأمرون بترميمها والحفاظ عليها من الإندثار لأهميتها وتاريخها العريق.
  • مئذنة كونج تيمور: وهي المئذنة الأعلى في قارة آسيا على الإطلاق، إذ يعود إنشاؤها للفترة التي دخلت المنطقة بأكملها تحت حكم المغول.
  • جامع خيوة الرئيس: وهو الجامع الذي بُني في القرن الثامن عشر الميلادي، وقد سُمي على اسم المدينة قديمًا " خيوه" .
  • مدرسة إسلام خوجة: وهي مدرسة لها مئذنة مزخرفة بدقة وحرفية، إذ شُيّدت في الفترة الممتدة من 1908-1910م.
  • المسجد الجامع: شُيّد هذا المسجد فترة القرن العاشر الميلادي، ورُمم حديثًا في عام 1988م، وفيه لمسات معمارية غاية في الاتقان والروعة، فيه صالة كبيرة جدًا بها 112 عمودًا.


خوارزم موطن أشهر علماء المسلمين

أعلنت اليونيسكو في العام 1990م منطقة خوارزم إرثًا إنسانيًا، فاليوم يوجد في المدينة متحف وهو أكاديمية تأسست في القرن الحادي عشر ميلاديًا على يد أميرها المأمون بن محمد، وقد كان هدفه آنذاك أن تكون هذه الأكاديمية على شاكلة بيت الحكمة في مدينة بغداد، ومن أهم الذين خرجوا من منطقة خوارزم ما يأتي[١] :

  • العالم محمد بن موسى الخوارزمي، فاسمه اليوم يستخدمه ملايين الناس في مجال الحاسوب والمعروفة باسم "الخوارزميات" أو "ألغوريثم"، فقد ساهم هذا العالم في تقدم علم الرياضيات، وكان له اتصال مباشر مع الخليفة العباسي المأمون، إذ عمل في بيت الحكمة في بغداد وعهد إليه رسم خارطة للأرض فساعده في رسمها ما يفوق عن 70 جغرافيًا.
  • العالم أبو عبد الله بن موسى الخوارزمي، إذ ولد في العام 164هـ / 78م، وتوفي في العام 236هـ، وهو من أشهر علماء الجبر.
  • العالم داود بن رشيد الخوارزمي، وهو علماء رواة الحديث الشريف.


أقوال العلماء والرحالة عن خوارزم

تحدث عن المنطقة العديد من العلماء والرحالة، أهمهم؛ ياقوت الحموي، والرحالة المعروف ابن بطوطة، وفيما يأتي تفصيلًا لوصفهم عنها [٢]:

  • قال عنها ياقوت الحموي أنه ما ظن أن في الدينا منطقة سعتها كسعة خوارزم وأكثر من أهلها، بالرغم من أنهم اعتادوا على ضيق العيش، وقنعوا باليسير من كل شيء، إذ وصف الحموي أسواقها وخيراتها ودكاكينها التي تتميز بالأمن والطمأنينة عند دخولها.
  • زارها الرحالة ابن بطوطة ووصفها بأنها أكبر مدن الأتراك وأجملها وأضخمها، فأسواقها كما وصف "مليحة"، وشوارعها فسيحة، وفيها عمارة كثيرة، ومحاسن أثيرة، فوصف سكانها بأنهم كثر كموج البحر، وفي وصفه لأهلها فقد وصفهم بحسن الخلق وكرم النفس، كما وصف مساجدها وزواياها ومدارسها ومدرسوها، كما وصف أهم شخصياتها من وعاظ وفقهاء وقضاة، فوصفهم بالعدل وعدم قبول الرشوة.


المراجع

  1. ^ أ ب "اين تقع خوارزم ؟ ومتى فتحها المسلمين"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 23-8-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "خوارزم .. تاريخ وحضارة"، islamstory، 29-5-2014، اطّلع عليه بتاريخ 23-8-2019. بتصرّف.
  3. Randa Abdulhameed ، "أين تقع مدينة الخوارزمية "، thaqfya، اطّلع عليه بتاريخ 23-8-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :