موقع إيبلا
إيبلا هي مدينة أثرية سورية قديمة ومملكة عريقة وقوية، ازدهرت في شمال غرب سوريا في منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد، وامتدت نفوذها على المناطق الواقعة بين هضبة الأناضول من الشمالً وشبه جزيرة سيناء من الجنوب، ووادي الفرات من الشرق وساحل المتوسط الغرب، وكونت علاقات تجارية ودبلوماسية وثيقة مع دول المنطقة والممالك السورية ومصر وبلاد الرافدين، كشفت عنها بعثة أثرية إيطالية من جامعة روما يرأسها عالم الآثار پاولو التي ماتييه كانت تتولى التنقيب في تل مرديخ قرب بلدة سراقب في محافظة إدلب السورية على مسافة نحو 55 كم جنوب غرب حلب في سوريا.
مارس سكان إيبلا أنواعاً مختلفة من الزراعة وساعدهم في ذلك موقعها في سهول زراعية واسعة خصبة تكثر فيها الأمطار، وهم أول من زرع شجر الزيتون، وتوجد نصوص ووثائق كثيرة تصف العمليات الزراعية المختلفة كالبذار والحصاد وما يرافق الزراعة من طقوس ومن الزراعات المهمة الأخرى في إيبلا زراعة الكتان الذي استعمل على نطاق واسع في صناعة النسيج التي كانت مزدهرة فيها، ومن أهم الصناعات التي اشتهر بها سكان إيبلا صناعة الأنسجة الصوفية والكتانية، وكانت عمليات الغزل والنسيج تتم في مشاغل الدولة، وكان مشغل الغزل يسمى بيت الصوف، وكانت هذه المشاغل تنتج أنسجة مختلفة الألوان والأصناف وتصدّر منتجاتها إلى مختلف البلدان والممالك.[١]
وصف مدينة إيبلا
لم يكن مكان إيبلا التي ذكرت في العديد من النصوص معروفًا حتى القرن العشرين حينما وجد فلاح بمحراثه صدفة جزء من حوض منحوت ومزين بأشكال منفرة كرجال ملتحين وسباع فاغرة، وكان ذلك في موقع تل مرديخ إلا أن المملكة بقيت مجهولة حتى عام 1968 عندما عثر على تمثال من الحجر البازلتي وكتب عليه بأن التمثال هدية من ملك إيبلا إلى معبد عشتار في مدينة إيبلا، وبوجود اسم إيبلا مرتين على التمثال أصبح من المؤكد أن تل مرديخ يضم مدينة إيبلا القديمة، وصلت مساحة المدينة في قمة قوتها السياسية إلى 50 هكتارًا، وشكل المدينة شبه منحرف، وتتألف من أربعة أحياء محاطة بسور قوي بني من حجارة كبيرة غير منحوتة، ومحصن بأبراج مربعة بارزة، ويتخلل السور أربع بوابات.[٢]
بداية الاستيطان البشري في مملكة إيبلا
تعود بداية الاستيطان البشري في موقع إيبلا إلى بداية الألف الرابع قبل الميلاد بعد أن نمت المدينة وتطورت من قرية صغيرة إلى مدينة مهمة ومركز سياسي وحضاري كبير، وذلك خلال النصف الثاني من الألف الثالثة قبل الميلاد، وأصبحت عاصمة لدولة قوية ذات نفوذ كبير في المنطقة، ويعد امتداد وقوة إيبلا كمملكة مزدهرة ومسيطرة على طرق التجارة في المنطقة أثار حفيظة لأكاديين فقاموا بعدة محاولات لغزو المدينة للقضاء عليها والوصول إلى البحر المتوسط ومناطق الأخشاب في الجبال والتحكم بطرق التجارة التي تسيطر عليها مملكة إيبلا، وبعد عدة محاولات تمكن نارام سن ملك أكاد من احتلال المدينة وتدميرها، وأشعل فيها حريقاً كبيراً عام 2250 ق.م، وانتهت هذه المرحلة باجتياح المنطقة من قبل الحثيين الذين قدموا من الأناضول، فقد دُمرت إيبلا وأحرقت ونهبت على يد الملك الحثي مورشيلي الأول وذلك قرابة عام 1600 قبل الميلاد.[٣]
المراجع
- ↑ "إبلا"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "إيبلا، المملكةُ المفقودةُ التي غيّرت تاريخَ العالم"، syr-res، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "مملكة "إيبلا".. بداية الاكتشاف وأهم السويات الأثرية"، esyria.sy، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2019. بتصرّف.