موقع دكا
تقع مدينة دكا في جمهورية بنغلادش الشعبية، وتحديدًا على نهر بوريغانعا وسط أضخم غابات القنب الهندي، وتعد المركر الصناعي التجاري للجمهورية وواحدة من أكبر مدنها، كما تصنف بين المدن الأكثر كثافة سكانية على مستوى العالم، فقد زاد عدد سكانها عن 17 مليون نسمة حسب إحصائية سنة 2014، علمًا لأن مساحتها الجغرافية الكلية 815 كيلومتر مربع.[١] ولمن لا يعرف بنغلادش فهي جمهورية تقع في الناحية الجنوبية الشرقية من قارة آسيا، تحدّها بلاد الهند من ثلاث جهات وهي الشمالية والغربية والشرقية، فيما تحدّها ميانما من الناحية الجنوبية الشرقية، وخليج البنغال من الناحية الجنوبية، وعليه يمكن القول بأنها ليست دولة حبيسة تحيط بها اليابسة من أربع جهات، كما أنها تنعم بموارد طبيعية من الأراضي الزراعية، والأخشاب، والفحم والغاز الطبيعي.[٢]
يعود تاريخ مدينة دكا إلى القرن السابع الميلادي، وقد شهدت تطورًا كبيرًا على مرّ العصور، ففي عام 1608 أصبحت عاصمة مقاطعة البنغال التابعة للإمبراطورية المغولية في ذلك الوقت، وفي منتصف القرن الثامن عشر الميلادي سيطرت بريطانيا على عليها باعتبارها جزءًا من بلاد الهند، ولما استقلت الأخيرة عن بريطانيا سنة 1947 أصبحت مدينة دكا عاصمة لإقليم باكستان الشرقية لأنها تابعة لها، ولكن في عام 1971 انفصلت عنها جرّاء الحرب الأهلية التي دارت هناك لتتبع بنغلادش وتصبح عاصمًة لها، وسنتحدث في هذا المقال حول موقع المدينة بشيء من التفصيل، بالإضافة إلى أبرز معالمها السياحية التي جعلتها بهذه الشهرة.[١]
السياحة في دكا
تزخر العاصمة البنغلاديشية دكا بالعديد من المعالم التي تستحق الزيارة، ولا غرابة في ذلك كونها العاصمة، وقد يتساءل البعض حول الوقت المثالي لزيارة المدينة في حين أن جميع الفصول مناسبة بفضل اعتدال المناخ عمومًا، فمتوسط درجة حرارة المدينة يصل إلى 25 ْ، في حين تنخفض إلى 18 ْ شتاءً، وترتفع إلى 29 ْ صيفًا، وبالعودة إلى أبرز المعالم فيمكن حصرها في ما يأتي:
- المساجد التاريخية: تحتضن المدينة العديد من المساجد التاريخية العريقة التي تعود إلى أزمنة غابرة، ومن الأمثلة عليها مسجد القباب السبع الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع عشر الميلادي، ومسجد نجم الذي يعود تاريخه بنائه إلى القرن الثامن عشر، ومسجد دالات، ومسجد المكرم الوطني وغيرها.
- حديقة حيوان دكا: تعرف باسم حديقة حيوان ميربور، تحتضن العديد من الحيوانات والطيور.
- الحديقة النباتية: تقع قرب حديقة الحيوان سابقة الذكر، تتربع على مساحة جغرافية قدرها 205 فدانًا، وتضم نباتات نادرة تسر الناظرين.
- مبنى المحكمة العليا القديمة: يتميز بطرازه المعماري المدرج، إذ يجمع بين الهندسة الاوروبية والطابع المغولي، علمًا بأنها كانت تعد مقرًا لإقامة الحاكم البريطاني إبان حقبة الاستعمار.
- قاعة كروزون: سميت بهذا الاسم نسبة إلى اللورد كرزن، وهي الآن جزءٌ من جامعة دكا ومقرٌ لكلية العلوم.
- الحديقة الوطنية: تبعد عن المدينة 40 كيلومترًا إلى الناحية الشمالية، تتربع على مساحة تزيد عن 1.600 فدانًا.
- المتحف الوطني: يقع وسط المدينة، ويحتضن مقتنيات تاريخية وفنية منوعة تعود إلى عصور مختلفة بما فيها العصور الإسلامية.
- متحف العلوم: يعد مركزًا لآخر الاكتشافات العلمية، علمًا بأنه يقع في أرجون.[٣]
- قلعة لال باغ Lalbag Fort: تعرف أيضًا باسم قلعة أورانجاباد أو الباغ، تتكون من ثلاثة طوابق، وتعد نموذجًا حضاريًا شاهدًا على الهندسة العمارية المميزة الخاصة بالمغول، إذ يعود تاريخ بنائها إلى حقبة الاستعمار، وتحديدًا في القرن السابع عشر الميلادي، فقد بنيت بإيعاز من والي البنغال الأمير محمد عزام، وتجدر الإشارة إلى أنها تضم مسجدًا وعددًا من الممرات السرية، بالإضافة إلى متحف صغير يحتضن نماذج من أسلحة وأزياء المغول، وبالقرب منه وتحديدًا على بعد أقل من نصف كيلومتر يقع مسجد خان محمد ميرزا Khan Mohammad Mridha Mosque المبني في ذات الفترة.
- قصر أحسن منزل Ahsan Manzil: هو قصر تاريخي بني سنة 1872 على أنقاض مصنع فرنسي، أكثر ما يميزه هو لونه الوردي الأخاذ، وتجدر الإشارة إلى أنه شهد إعصارًا مدمرًا بعد 12 سنة على بنائه، فقامت الجهات المختصة بترميمه فورًا مع تغيرات بسيطة لجعله تحفة فنية، وتجدر الإشارة إلى أن القصر عبارة عن متحف في الوقت الحالي.
- ميناء دكا Dhaka River Port: يعد أكبر ميناء على النهر في العالم، يعبر من خلال 30 ألف راكبًا يوميًا، يتميز بموقعه الاسراتيجي وسط الطبيعة الساحرة، يوفر للسائح جولة ممتعة عبر القارب.[٤]
- جامعة بنجلادش: قد لا تكون وجهة سياحية بمعنى الكلمة لكنها معلمًا هامًا من معالم المدينة، لا سيما وأنها الأقدم على مستوى بنغلاديش الحديثة، فقد أنشئت إبان حقبة الاستعمار البريطاني وتحديدًا سنة 1921، ثم اكتسب سمعة جيدة جدًا فأطلق عليها البعض لقب أكسفورد الشرق منذ سنواتها الأولى فقد أسهمت في التاريخ الحديثة، كما لعب طلابها ومدرسوها دورًا هامًا في صعود القومية النبغالية واستقلال البلاد، ومن القامات العظيمة التي تخرجت منها ساتيندرا ناث بوز، وهو رائد إحصاءات بوس آينشتاين، وفضل الرحمن خان وهو رائد الهندسة الإنشائية الحديثة، ومحمد يونس الذي حصد جائزة نوبل للسلام سنة 2006، وبوداديب بوس وهو شاعر بنغالي ذاع صيته في القرن العشرين، وعبدوس سيتار خان وهو مخترع وقود الطائرة، والشيخ مجيب الرحمن مؤسس بنغلاديش، علمًا بأن عدد طلاب الجامعة حاليًا 33 ألف طالبًا، وعدد أعضاء الهيئة التدريسية فيها 1.800 عضو، وقد صنفت ضمن أفضل 100 جامعة على مستوى قارة آسيار بحسب مجلة آسيا ويك.[٥]
المراجع
- ^ أ ب "داكا"، الجزيرة، 20-6-2015، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019.بتصرّف.
- ↑ "بنغلاديش"، الجزيرة، 30-10-2014، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019.بتصرّف.
- ↑ "السياحة في بنجلاديش وتقرير عن افضل شواطئها وفنادقها"، المسافر العربي، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019.بتصرّف.
- ↑ أميرة محمود (14-3-2018)، "السياحة في دكا عاصمة بنجلاديش : 6 أماكن سياحية في دلتا البنغال"، الرحالة، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019.بتصرّف.
- ↑ أسماء سعد الدين (11-3-2014)، "جامعة دكا … اقدم جامعة في بنغلاديش الحديثة"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019.بتصرّف.