محتويات
صلاة الميت
وردت الكثير من النصوص التي تبين فضل الصلاة على الميت، وأنها تعد سببًا لثقل الموازين وشفاعة للميت بدخوله إلى الجنة، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإِنَّه يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ][١]، وفي رواية أخرى: [أن ابن عمر - رضي الله عنهما - لما بلغه هذا الحديث ضرب الحصى الذي كان في يده بالأرض، ثم قال: لقد فرطنا في قراريط كثيرة] [٢]، وروى مسلم في صحيحه حديث عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [مَا مِنْ مَيِّتٍ تُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِئَةً، كُلُهم يَشْفَعُونَ لَهُ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ] [٣]، وحكم الصلاة على الميت فرض كفاية، ويشترط فيها الشروط ذاتها التي تُفرض على سائر الصلوات من الطهارة الحقيقية، واستقبال القبلة، والطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، وستر العورة وغيرها.[٤]
كيفية الصلاة على الميت
تصلى صلاة الجنازة جماعةً، ويتقدم الإمام صفوف المصلين ويتجه للقبلة، ويوضع المتوفى أمام الإمام، وإذا كان يوجد أكثر من ميت فتوضع أجسادهم كلّ واحد أمام الآخر، وصلاة الجنازة لا ركوع فيها، وتتضمن أربع تكبيرات، وهي:[٥]
- يقرأ المصلي سورة الفاتحة بعد التكبيرة الأولى دون دعاء الاستفتاح.
- يصلي على الرسول عليه الصلاة والسلام بعد التكبيرة الثانية كما يفعل في التشهُد فيقول: ( اللّهمَّ صل على محمدٍ وعَلَى آلِ محمدٍ كما صليتَ على إِبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنكَ حَميدٌ مَجيد، اللّهمَّ بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما باركتَ على إِبراهيم وعلى آلِ إبراهيمَ إِنَّكَ حَميدٌ مَجيد )
- بعد التكبيرة الثالثة يدعو للمتوفى بقول: ( اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعافِهِ وَاعْفِ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نَزْلَهُ وَوَسِّعْ مَدْخَلَهُ وَاغْسِلْهُ بالماءِ والثلج وَالبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دارًا خَيرًا من دارِه وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجَةَ خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَنَجِّهِ مِنَ النّارِ، وَقِه عَذابَ القَبْرِ )، كما يدعو بقول: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِيمَانِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ).
- يدعو بعد التكبيرة الرابعة ويقول: (اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُ )، أو يسكت قليلًا ثم يُسَلم عن يمينه تسليمه واحدة ويقول: "السلام عليكم ورحمة الله".
أحكام الصلاة على الميت
يختلف حكم الصلاة على الميت من وجه لآخر، ولكن تبقى كيفية صلاتها كما هي، وفي حكمها تفصيل سنبينه فيما يأتي:[٦]
- حكم الصلاة على الشهيد: لا تعد الصلاة على من مات في سبيل الله واجبةً لما فعله النبي عليه الصلاة والسلام مع شهداءِ غزوة أُحد، إذ لم يصلِّ على أيّ منهم، فتجوز الصلاة عليهم ولكن ليس على وجه الوجوب؛ لأن ما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه صلى على أَحَدِ الشهداء عند قتال الكفار.
- حكم الصلاة على الغائب: تجوزُ الصلاة على الميت المسلم إذا كان غائبًا وتوفي في بلادٍ لم يصلِّ عليه أحد فيها، وذلك كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام مع النجاشي عندما مات في بلدِ كفار كما ورد عنه: [أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى علَى أصْحَمَةَ النَّجَاشِيِّ فَكَبَّرَ أرْبَعًا تابَعَهُ عبدُ الصَّمَدِ] [٧]، ولا تختلف طريقة الصلاة على الميت سواء كان الميت حاضرًا أم غائبًا.
- حكم الصلاة على من مات وعليه دين: كان النبي عليه الصلاة والسلام لا يصلِّ على من مات وعليه دين ولم يترك أي شيء يسدّ به دينه.
- حكم الصلاة على الطفل والسِّقط: تجوز الصلاة على كلّ من الطفل والسقط إذا بلغ عمر 4 أشهر، وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه صلى على بعض الأطفال، والصلاة عليهم ليست واجبة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يصلِّ على ابنه إبراهيم مع أنه بلغ 18 شهرًا.
- حكم الصلاة على العاصي وقاتلِ نفسه: تجوزُ الصلاة على المسلمين جميعًا حتى إذا كانوا عُصاةً، ولكن يفضل أهل العلم ألا يصلوا عليهم تأديبًا لغيرهم من العصاة.
حكم صلاة المرأة على الميت
تعد الصلاة على الميت مشروعةً للجميع سواء للرجال أو النساء، إذ يُصلى على الميت في البيت أو في المسجد، فكل ّذلك لا بأس به، إذ صلّت عائشة رضي الله عنها والنساء على سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عندما توفي، والمنهي عنه للمرأة ذهابها إلى القبور، وزيارة القبور، واتباع الجنائز إلى المقبرة، أما صلاتها على الميت في مصلى أو في المسجد أو في منزله فلا بأس بذلك، فقد روي عن أم عطية نسيبة بنت كعب أنها قالت:[نهينا عن أن نتبع الجنائز ولم يعزم علينا] [٨][٩]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 47، صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 3079 ، أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 947، صحيح.
- ↑ "كيفية صلاة الجنازة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "كيف تصلي صلاة الجنازة"، مرتحل، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "كيفية صلاة الجنازة في الإسلام وفضل اتباعها للمسلم كما ورد عن النبي"، تريندات، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 3879، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم: 3167، صحيح .
- ↑ "حكم صلاة المرأة على الجنازة"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2020. بتصرّف.