محتويات
العدّة في الإسلام
تُعرّف العدّة بالاصطلاح بأنها المدة الوقتية أو الزمنية المحددة من قِبل الشريعة الإسلامية التي تدُل علي نهاية الآثار الخاصة في الزواج بعد وقوع الفرقة، ويجب أن تنتظر الزوجة مدة العدة بعد أن حُل رباط الزواج بالطلاق أو بموت زوجها قبل أن تقدم على الزواج مجددًا[١]، ومن المعروف أن لكل حكم من أحكام الشريعة الإسلامية دلالة وأبعاد خاصة بها، والأمر ينطبق على عدّة المرأة المتوفى عنها زوجها.
الحكمة من عدة المرأة المتوفي زوجها
اجتهد العلماء في معرفة الحكم الخاص في مسألة الحكمة من عدة المرأة التي توفي زوجها عنها، فكانت الحكمة من ذلك تتلخص في عدة نقاط، تتمثل بما يلي: [٢]
- أن تمتثل المرأة لأوامر الله -عز وجل- والاستسلام لأوامره تعالى.
- التّأكد من خلو الرّحم وبراءته من الحمل، وذلك للحرص على منع اختلاط الأنساب.
- ترسيخ المفهوم الخاص في الميثاق الزوجي ومعرفة مكانته في الدين الإسلامي، لأن الفراق الدائم بين الزوجين له عدة مراحل، ولا يحصل إلا بالمرور عليها أكملها.
- العدة الخاصة بالأرملة نوع الوفاء للميت وللعشرة التي كانت بينهما، لذا كانت وقت العدة الخاصة بالمرأة المتوفي زوجها عنها أطول من مدة العدة الخاصة بالمرأة المنفصلة بالخُلع، أو الطلاق، أو الفسخ.
مدة العدّة الخاصة في المرأة المتوفى زوجها
اتّفق الفقهاء المسلمين بأن عدة المرأة المتوفي زوجها عنها تبدأ ما إن يتوفى الزوج، وليس كما شاع بعد نهاية اليوم الثالث من العزاء، ويعد يوم موت الزوج أحد أيام عدة المرأة، ومقدر العدة هو أربعة أشهر وعشرة أيام من الأشهر القمرية، وفي حال حمل المرأة التي توفي عنها زوجها، فتنتهي عدتها ما إن تضع الحمل، والدليل على ذلك ما ورد في كتاب الله - عز وجل-، في قوله تعالى "وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ" سورة الطلاق، آية: 4. على المرأة أن تتبع عدد من الأمور التي وضعتها الشريعة عند الالتزام في العدة وهي الحداد، والبقاء داخل المنزل، والاعتداد، ومعنى الاعتداد التربص بالذات طوال مدة العدة من أجل الحرص على ألا يكون هناك حمل، أما معنى الحداد فهو عدم وضع أي زينة للمرأة في المظهر مثل استخدام العطور والطيب، واستخدام الكحل، والإغراء، أو ارتداء الحلي والمجوهرات، وعدم ارتداء الملابس المغرية أو المزركشة، والدليل على ذلك ما ورد عن سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- عن أمّ حبيبة رضي الله عنها، حيث قالت: "لا يَحِلُّ لامرأةٍ تُؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ، تُحِدَّ على ميتٍ فوق ثلاثٍ، إلَّا على زوجٍ أربعةَ أشهرٍ وعشرًا"،[٣] ولا يجب أن تخرج المرأة من منزلها إلا في حالات محددة منها قضاء الحاجيات الضرورية، أو الذهاب للمستشفى طلبًا للعلاج، أو الذهاب إلى مكان العمل في حال كانت موظفة، ومن الجدير أن تخرج المرأة خلال وقت الصباح، إذ إنه من غير الجائز الخروج وقت المساء.
المراجع
- ↑ عبد الوهاب خلاف (1938)، أحكام الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار الكتب المصرية، صفحة 175. بتصرّف.
- ↑ محمد المنجد (21-7-2009م)، " ما الحكمة من زيادة عدة المتوفى عنها زوجها عن عدة المطلقة؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 16-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم حبيبة، الصفحة أو الرقم: 1281، صحيح.