محتويات
ظاهرة التنمر بين الأطفال
هل سبق وأن لاحظت تغيرًا مفاجئًا في سلوك طفلك؟ كأن أصبح أكثر عزلة أو لديه سلوكيات غير مألوفة؟، انتبه قد يكون ذلك مؤشرًا على تعرضه للتنمر، فالتنمر هو سلوك عدواني غير مرغوب فيه بين الأطفال في سن المدرسة والذي ينطوي على اختلال حقيقي أو متصوَّر في مفهوم القوة بين الأطفال، ويتكرر هذا السلوك أو يحتمل أن يتكرر بمرور الوقت، ويعاني الأطفال الذين يتعرضون للتخويف من مشاكل خطيرة ودائمة، ويكون التنمر على شكل تحرش، أو تهديدات وإغاظة، أو الاستبعاد الاجتماعي، أو العنف النفسي والجسدي، وغالبًا ما ينتج سلوك التنمر لدى الطفل بسبب السلوك العدواني أو العنيف في حياته، فيتصرف الأطفال الصغار في المدارس أو أي مكان آخر مما لاحظوه وتعلموه في المنزل، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن تعرض الطفل للتنمر في فترة المراهقة والطفولة يمكن أن يكون له آثار طويلة المدى أسوأ على صحته العقلية من التعرض لسوء المعاملة أثناء الطفولة.[١]
علامات تعرض الطفل للتنمر
في الآونة الأخيرة سلطت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي الضوء على ظاهرة التنمر وزيادة نسبتها بين الأطفال نظرًا لأخطارها الكبيرة على صحة الطفل النفسية، وحسب الدراسات من المحتمل أن لا يخبرك طفلك عن تعرضه للتنمر، مما يزيد من أهمية معرفتك للأعراض والعلامات التحذيرية التي تشير إلى تعرضه للتنمر لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الأمر، ومن تلك العلامات:[٢]
- العلامات الجسدية: وهي العلامات الأكثر وضوحًا على تعرض طفلك للتنمر كوجود علامات غير مفسرة على جسده، مثل الكدمات والخدوش وإصابات أخرى، وانتبه إذا بدأ طفلك بارتداء أكمام طويلة باستمرار حتى في الطقس الدافئ؛ لأن ذلك سيكون علامة على أنه يحاول تغطية شيء ما، كما أن الأمراض الجسدية مثل الصداع وآلام المعدة هي مؤشرات محتملة أخرى يكون سببها التوتر والقلق من التنمر.
- فقدان أو تلف ممتلكاته الشخصية: يمكن للأطفال أن يكونوا مهملين ولا يحافظوا على أغراضهم؛ لكن إذا كان طفلك يعود إلى المنزل بملابس ممزقة أو كانت أشياؤه الشخصية مفقودة أو تالفة (مثل حقيبته أو كتبه المدرسية أو مقلمته) باستمرار فهذا دليل على حدوث شيء معه في المدرسة.
- خسارته المفاجئة لأصدقائه: من المؤكد أنك تعرف أصدقاء طفلك في المدرسة ومع من يلعب بعد المدرسة ومن هو الصديق أو مجموعة الأصدقاء المفضلين لديه؛ فإذا توقف طفلك أو طفلتك فجأة عن التحدث إلى أقرب أصدقائه وبدأ في تجنب الخروج للعب معهم يمكن أن يكون هذا علامة على أن أصدقاءه استبعدوه وشكلوا فريقًا ضده.
- فقدان الشهية للطعام: يتناول معظم الأطفال وجبة طعام بعد عودتهم من المدرسة، ولكن إذا عاد طفلك إلى المنزل وهو فاقد للشهية باستمرار، فهذا مؤشر على تعرضه للتنمر؛ إذ إن تناول الطعام بنهم أو فقدان الشهية مؤشران على الاضطراب العاطفي لدى طفلك.
- انخفاض المستوى الدراسي: إذا لاحظت انخفاضًا في مستوى طفلك التعليمي أو أنه يواجه صعوبة في التركيز عند الدراسة، ولا يحب الذهاب إلى المدرسة في أغلب الأيام فهذه أيضًا علامات خطيرة على تعرضه للتنمر.
- سلوكيات التدمير الذاتي: يؤدي انخفاض احترام الذات والاكتئاب الناجم عن التنمر إلى أن يبدأ الطفل بالانخراط في سلوكيات مدمرة لنفسيته كأن يقلل من احترامه لنفسه أو يتحدث بجدية عن إيذاء نفسه أو الانتحار، ومثل هذه السلوكيات يجب معالجتها فورًا بزيارة معالج نفسي.
- صعوبة النوم: عدم القدرة على النوم، والكوابيس المتكررة، والتبول اللاإرادي، كلها مؤشرات على أن شيئًا ما يزعج طفلك لذلك إذا اقترنت مشاكل النوم بالعلامات الأخرى المذكورة في السابق، يعني ذلك حدوث شيء خطير مع طفلك.
ماذا تفعل إذا تعرض طفلك للتنمر؟
غالبًا ما يتردد طفلك في إخبارك عن تعرضه للتنمر لأنه يشعر بالحرج والخجل من حدوث ذلك معه، أو أنه قلق من أنك ستصاب بخيبة أمل أو انزعاج أو غضب أو رد فعل عند معرفتك، فإذا شعرت أن طفلك يتعرض للتنمر تحدث معه بهدوء وقدم له الدعم والراحة، وفي بعض الأحيان يشعر طفلك أن تعرضه للتنمر من أخطائه الخاصه لاعتقاده بأنه إذا تصرف بشكل مختلف فلن يحدث معه ذلك، وأحيانًا يكون سبب عدم إخبارك بتعرضه للتنمر لأنه يخاف من أنه إذا اكتشف الطفل المتنمر ذلك فسيزداد الأمر سوءًا أو لأنه يقلق أن تحثه على القتال مع المتنمر لذلك عليك تقديم التعزيز لطفلك وزيادة ثقته بنفسه، وأخبره أنه ليس بمفرده من يتعرض للتنمر؛ فهناك الكثير من الناس تعرضت وتتعرض للتنمر في مرحلة ما من حياتها، وشدد على فكرة أن المتنمر هو الذي يتصرف تصرفات خاطئة وليس طفلك، وطمئن طفلك بأنكما ستجدان الحل المناسب معًا.
وفي المقابل أخبر أي شخص في المدرسة (كالمدير، أو المدرس، أو المرشد التربوي) عن الوضع فهُم بالتأكيد لديهم سياسات متبعة في مثل هذه الحالات نظرًا لأن مصطلح "التنمر" يندرج تحته مجموعة واسعة من المواقف، فلا يوجد نهج واحد يناسب الجميع، فما ننصحك به في موقف ما لا يكون مناسبًا في موقف آخر، إذ إن هناك العديد من العوامل التي تساهم في تحديد المسار الأفضل للعمل عليه مثل أعمار الأطفال وشدة الموقف والنوع المحدد من سلوكيات التنمر، أما إذا شعرت أن التنمر على طفلك سيزداد سوءًا إذا اكتشف المتنمر أن طفلك أخبر أحدًا عنه وكان هناك تهديدات بالإيذاء الجسدي سيكون من المفيد التحدث مع والدي المتنمر، لكن دع المدرسة من تقوم بهذه المهمة، وفي النهاية نود أن نقول أن تعرض طفلك للتنمر تعد تجربة قاسية تقلل من ثقته بنفسه فعليك مساعدته لاستعادتها وذلك بتشجعيه على قضاء الوقت مع أصدقاء لهم تأثير إيجابي عليه، بالإضافة إلى المشاركة في النشاطات الاجتماعية والانضمام للأندية الرياضية أو أي أنشطة تنمي قوته وتساعده على تكوين صداقات جديدة.[٣]
مَعْلومَة
يؤثر تعرض طفلك المستمر للتنمر على صحته النفسية ويسبب تأثيرات نفسية طويلة الأمد تهدد حياته المستقبلية؛ فوفقًا للعديد من الدراسات فإن الطفل الذي يتعرض للتنمر باستمرار سيضر ذلك بقدرته على النظر لنفسه كشخص مرغوب وقادر وفعال فيميل للاكتئاب والقلق حتى ما بعد سنوات التنمر، ومن المحتمل أن تستمر معه في حياته كبالغ فتصبح حالة مزمنة تمتد مدى الحياة، وهذه المشاكل ستزيد من صعوبة انخراطه في السلوكيات والنشاطات الاجتماعية للتمتع بحياة كاملة ومتوازنة كما أنها تزيد من صعوبة إقامته للعلاقات وحفاظه عليها سواء تكوين صداقات أو اختيار شريك حياة لتكوين أسرة، كما سينتج عنه أيضًا عدم قدرة طفلك على الثقة بنفسه في المستقبل كشخص قادر على مواجهة المشكلات والمواقف الصعبة مما يسبب تداعيات سلبية على عمله وحياته خاصة في المواقف التي تتطلب حزمًا ومثابرة.[٤]
المراجع
- ↑ "Bullying", coe, Retrieved 2020-6-24. Edited.
- ↑ "11 Warning Signs Your Child Is Being Bullied", familyeducation, Retrieved 2020-6-25. Edited.
- ↑ "Helping Kids Deal With Bullies", kidshealth, Retrieved 2020-6-25. Edited.
- ↑ "The Psychological Effects of Bullying on Kids & Teens", mastersinpsychologyguide, Retrieved 2020-6-25. Edited.