محتويات

ما أسباب تغير سلوك الطفل المفاجئ؟
لا توجد ضمانات في الحياة، وعلينا كآباء أن نبذل قصارى جهدنا لإبقاء أطفالنا على الطريق الصحيح حتى سن البلوغ، وسواء أردنا ذلك أم لم نريده، فإن أطفالنا يتغيّرون، ويتغيّر سلوكهم، ومواقفهم، وأفكارهم، وما يحبون وما يكرهون، وتحدث هذه التغييرات في فترة الطفولة، ولكنها تكون أكثر وضوحًا في فترة المراهقة، قد يفقد طفلك اهتمامه بالأشياء من حوله فجأة ويصبّ اهتمامه على أمور أخرى، والعديد من هذه التغييرات هي جزء من النمو الطبيعي لطفلك وعليك فهمها وتوقّعها،[١]ولكن تختلف هذه التغييرات من طفل لآخر فقد تكون سلبيّة في بعض الأحيان مثل، نوبات الغضب الشديدة، الإفراط في التشبّث بالأم، البكاء المستمر، عدم الرّغبة في الذهاب إلى المدرسة، تبليل الملابس، الضرب أو الرّكل أو العدوانيّة تجاه الآخرين، ومن أهم أسباب التغيّرات المفاجئة التي قد تحدث لطفلك هي:[٢]
- أخ جديد: فولادة أخ جديد داخل العائلة قد يؤدي إلى تغيّر سلوك طفلك وجعله عدوانيًا فقد يشعر بالغيرة من انتقال الاهتمام منه إلى الطفل الجديد في المنزل.
- الانتقال إلى مدرسة جديدة: فالانتقال إلى مدرسة جديدة، وترك الأصدقاء القدامى قد يكون سببًا وجيهًا لتغير سلوك طفلك.
- قلّة النوم: قد يكون سبب تغيّر سلوك طفلك قلة النوم والذي يؤثر على تصرفاته تجاه الآخرين.
- المشاكل العائليّة والطلاق: فالمشاكل الدائمة بين الوالدين، أو حصول الطلاق هو سبب رئيسي في تغيّر سلوك الطفل وجعله أكثر عدوانيّة.
- التنمّر: فقد يكون للسخرية والرفض من قبل الآخرين أثر كبير على الطفل خاصة في فترة المراهقة، وينعكس هذا الأثر على سلوكه وصحته النفسية.[١]ولتعرف ما إذا تعرض طفلك للتنمر أم لا اطلع على المقال التالي: كيف تعرف إذا طفلك تعرض للتنمر؟.
- العنف الجنسي: ستلاحظ تغيّرًا جذريًا في سلوك طفلك عند تعرّضه لاعتداء جنسي، من شخص قريب أو غريب، فيصبح الطفل في هذه الحالة انعزالي وعدواني ويشعر بالخوف من الآخرين.[١]اقرأ المقال التالي لتعرف كيف تحكي أطفالك من العنف الجنسي: كيف أحمي أطفالي من التحرش الجنسي؟.
- العنف الجسدي: هو سبب آخر لتغيّر سلوك الطفل، سواء أكان هذا العنف من داخل الأسرة أو خارجها.[١]
كيفية التعامل مع تغير سلوك الطفل المفاجئ
يمكنك أن تُعالج تغيّر السلوك المفاجئ لطفلك عن طريق عدد من الأمور منها:[٣]
- ساعده على التكيّف مع التغيير: فإذا حدث وتغيّر سلوك طفلك فجأة نتيجة ظرف ما، فيمكنك مساعدته على تطوير الأدوات اللازمة لمعالجة التغيير، والتركيز على الإيجابيات، مما يقلل من هذا الأثر السلبي ويحوّله إلى سلوك إيجابي مقبول.
- اقرأ: يوجد العديد من الكتب المناسبة لعمر كل طفل منذ ولادته، تخبرك حول معظم الأحداث الرئيسيّة في حياته وكيفيّة التعامل معها.
- ساعده على الاعتراف بمشاعره: قد لا يعرف الأطفال الصغار مشاعرهم أو كيفية التعبير عنها، ولكن يمكنك المساعدة في تحديد مشاعر طفلك من خلال وصفها له، أخبره أنه من الطبيعي أن يشعر بذلك، وأنك تتفهّم مشاعره وتحبه وستساعده على تخطي المشكلة التي يعاني منها.
- ابحث عن الإيجابيات: قد يتسبب الأطفال بكارثة عندما يواجهون الخوف من المجهول، لذلك وفي أي حدث في حياتهم ابحث عن كل ما هو إيجابي، وبدد مخاوفهم، وساعدهم على تكوين صور أكثر واقعية للوضع الجديد، وتحدث معهم عن التغيير وطريقة البحث عن الأمور الإيجابية بالأشياء التي تحصل لهم.
- ابنِ المرونة لدى طفلك: المرونة هي سهولة التعافي من المواقف والمشكلات، فبعض الأطفال أكثر مرونة من غيرهم في التعامل مع مشكلاتهم، وفيما يلي بعض أهم الطرق لبناء المرونة لدى طفلك:
- أخبره بأنك تحبّه.
- ابنِ ثقته بنفسه بالثناء عليه ولكن بالطريقة الصحيحة.
- كن قدوة له من خلال إظهار كيفية تعاملك مع المواقف العصيبة.
- أخبره بأنه لا بأس من طلب المساعدة.
- شجع طفلك على الاستمرار في المحاولة عندما يجد صعوبة في تعلم مهارة جديدة.
تجنبها: أخطاء شائعة عند تهذيب سلوك الطفل
هناك عدد من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء عند تهذيب أبنائهم، تعرف عليها فيما يلي لتتجنبها:[٤]
- الخلط بين الانضباط والعقاب: فالهدف من الانضباط هو توجيه الطفل ليصبح مسؤولاً، فإذا ضرب طفلك أخاه لا تصرخ عليه أو تضربه اشرح له أنه ليس من المقبول الضرب أبدًا ويجب أن تعطيه حلولًا بديلة يمكنه من خلالها حل مشاكله مع الآخرين.
- التأديب أثناء الغضب: تأديب طفلك أثناء الغضب يجعله أكثر عدوانية، وهذا يفسد غرضك من تصحيح السلوك، بل ويأتي بنتائج عكسية، فانتظر طفلك ليهدأ ومن ثم اشرح له الخطأ الذي ارتكبه.
- عدم وجود خطة: فعدم وجود خطة واضحة تسير عليها لتأديب طفلك سيعطيك نتائج غير فعّالة، ويمكنك استخدام أسلوب العدّ من واحد إلى ثلاثة، فإذا وصلت إلى ثلاثة فإنك ستحصل على نتيجة إيجابية حتمًا.
- عدم إيلاء اهتمام لحالة طفلك العقلية: إذا أعطيت طفلك التوجيهات والأوامر عندما يكون غاضبًا أو متعبًا فلن يستمع لك ولن ينفّذ ما طلبت، ولهذا ابحث عن الوقت المناسب لإعطاء التعليمات لطفلك.
- الرشوة: وهي مكافأة الطفل على سلوكه السيئ، فإذا قام طفلك بالصراخ داخل البقالة لا تكافئه على هذا السلوك بإعطائه قطع الحلوى مقابل أن يسكت، يمكنك إخباره قبل القدوم إلى البقالة أنه يمكنه تناول قطع الحلوى بعد الطعام، لأن مكافأة السلوك السلبي سيجعل من طفلك استغلاليًا وسيضغط عليك دومًا لتنفذ طلباته.
- عدم التواصل مع الطفل: يُفضّل أن تتواصل مع طفلك واتركه يعرف أنك تفهم سبب سوء تصرفاته، وأنك تحبه مهما حدث، هنا سيستقبل توجيهاتك ويتقبّلها.
- عدم مدح السلوك الجيّد: لكي نعزز السلوكيات الجيدة في الطفل علينا مدحها والثناء عليها باستمرار، الأمر الذي يعزز من السلوكيات الإيجابيّة ويقلل من السلوكيات السلبيّة.اقرأ المقال التالي لتعرف كيف تمدح طفلك: طرق لتمدح طفلك
قد يُهِمُّكَ: خلافاتك مع زوجتك وتأثيرها على سلوك أطفالك
ما يحدث في البيت بين الأبوين يؤثّر على الطفل من كافة النواحي العقليّة والنفسيّة والصحيّة، فالعنف والخلافات بين الأبوين لها آثار وخيمة وسلبيّة على الطفل، فبحسب الدراسات التي أُجريت على مدى عقود لوحظَ أنّ الطفل الذي يشاهد النزاع والمشاكل العائليّة بين أبويه بدءًا من سن 6 شهور فإنّ معدلات ضربات قلبه تزيد، ويزيد معدل التوتر لديه، وبحسب الدراسات فإنه يمكن أن تظهر على الرّضّع والأطفال والمراهقين علامات مبكرة على اضطراب في نمو الدماغ، واضطراب قلق النوم، والاكتئاب، واضطراب السلوك وغيرها من المشكلات الخطيرة نتيجة تعايش الطفل مع النزاعات العائليّة، ومن الطبيعي أن يتأثر الأداء الأكاديمي لطفلك ويتدنّى نتيجة التعرّض للمشاكل الأسريّة ومشاهدة خلافاتك مع زوجتك، فعندما ينخرط الآباء في صراعات مع بعضهم البعض باستمرار فإن أداء أطفالهم سيكون أقل جودة على كافة المستويات والأصعدة، والأكثر إذا كان هذا الخلاف يتعلّق بالأطفال أنفسهم، فإن الأطفال سيلومون أنفسهم باستمرار ويشعرون أنهم مذنبون.
وتشير الدراسات إلى أن الأولاد والبنات يتفاعلون بشكل مختلف مع المشاكل العائليّة، فالبنات يكنّ أكثر عُرضة للمشاكل العاطفيّة، بينما الأولاد يكونوا أكثر عُرضة للمشاكل السلوكيّة، وحتى عندما يكون الآباء غير قريبين من بعضهم ولا يعبرون عن حبهم لبعضهم البعض ويظهرون مستويات منخفضة من الدفء والرومانسيّة فإن سلوك الطفل معرّض للخطر أيضًا، ولا يتأثر الأطفال وحسب بهذه السلوكيات السيئة بين الوالدين، ولكن وبحسب الدراسات فإن الطفل سينقل التعامل السيء من جيل إلى آخر وتستمر الدوامة وسيمارس العنف على زملائه أو على أطفاله في المستقبل، فالخلافات الزوجيّة هي حلقة يجب كسرها إذا أردنا حياة إيجابيّة وسعيدة لجيل اليوم من الأطفال، وللجيل القادم من الآباء والأُسر.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت ث James Lehman, "Sudden Behavior Changes in Kids: What Do They Mean?", empoweringparents, Retrieved 15/2/2021. Edited.
- ↑ "Why has my child’s behaviour suddenly changed?", actionforchildren, Retrieved 15/2/2021. Edited.
- ↑ "Why has my child’s behaviour suddenly changed?", actionforchildren, Retrieved 15/2/2021. Edited.
- ↑ Laura Agadoni, "Disciplining Children -- 10 Common Mistakes Parents Make", care, Retrieved 15/2/2021. Edited.
- ↑ Prof Gordon Harold, "How parents' arguments really affect their children", bbc, Retrieved 15/2/2021. Edited.