محتويات
مفهوم تعديل السلوك
يُعرف مفهوم تعديل السلوك بأنّه الطريقة التي تستخدم جميعَ الأساليب الممكنة في محاولة تقليل أو زيادة نوع ٍمعيّن من السلوك أو ردّات الفعل المختلفة التي تصدر من الفئة المُراد تعديل سلوكها، إذ يُعدّ أسلوبًا مُهمًّا يجب اتباعه بحذر ودقّة من قبل جميع أصحاب السلطة في سبيل التحقيق السليم له، فيستخدم الآباء مثلًا العديد من الأساليب لتعليم أبنائهم الامتناع عن فعل السلوكيّات الخاطئة، كما يستخدمه المعالجون النفسيون لتعزيز السلوكيّات الصحية لدى مرضاهم، ويستخدم مروّضو الحيوانات تعديل السلوك بغرض تطوير أساليب الطاعة بين الحيوان وصاحبه، كما يستخدمه الإنسان ضمن علاقاته الشخصية بأصدقائه وكبار السنّ أيضًا.[١]
أساليب تعديل السلوك عند الأطفال
يُعدُّ تعديل سلوك الطفل غير المرغوب ليس بالأمر المعقّد، إذ يمكن القيام به عبر استخدام وسائل وأدوات غاية في البساطة للتعامل مع هذه التصرفات وتصحيحها كما يجب، لكن ذلك يحتاج إلى القليل من الصبر والهدوء والحكمة؛ لأن استجابة الطفل تحتاج فترةً زمنيةً ليست قصيرةً، وبناءً على هذا فلا بدَّ من الانتباه إلى أنّ تكرار السلوك غير المرغوب أمر طبيعيّ، ويمكن طرح عددٍ من أساليب تعديل السلوك الفعّالة مع الأخذ بعين الاعتبار عند استخدامها عوامل العمر والجنس، ومن أبرز هذه الأساليب:[٢]
- تطبيق السلوك الإيجابي أمام الطفل وتجنب التصرفات السلبية، فالطّفل في عمر مبكّر يقلّد كل من حوله بالسلوكيات، فإن كان أحد المربيين مثلًا من الأشخاص المدخنين فعليه تجنّب التدخين داخل محيط البيت، إذ يجب للوالدين أن يكونا نموذجًا يُحتذى به في السلوك الجيد.
- التوجيه المباشر للطفل عبر استخدام التوضيح بالحركة وبالصوت للسلوك الحسن، بالإضافة إلى التنبيه عن السلوك غير المرغوب، إذ يمكن استخدم لغة الجسد الإيجابية التي تضمُّ الابتسامة، ورفع الإبهام للموافقة على السلوك الإيجابي، واستخدام الإشارات التنبيهيّة عند اتباعه السلوكيّات الخاطئة.
- الدعم العاطفي وتقديم الحوافز تجاه أيّ سلوك إيجابي عبر مكافأته وتشجيعه؛ كشراء بعض الهدايا والألعاب والحلويات، بالإضافة إلى إظهار العاطفة والحنان عبر ضمّه وتقبيله لخلق أحاسيس الاهتمام والحب لدى الطفل.
- اتباع الأسلوب الفُكاهي والضحك مع الطفل عبر إلقاء النكات والتبسّم لخلق روح الفرح لديه.
- تعليم الطفل الشعور في الفخر بنفسه نتيجة قيامه الأعمال الصعبة الموكلة له، إذ يساعد هذا على بناء الثقة الداخلية فيه، بالإضافة إلى أنّه يُنمّي روح المثابرة والاجتهاد أيضًا.
- إظهار الاهتمام بالأعمال التي يُفضّل الطفل القيام بها، إذ يجب سؤاله دائمًا عمّا يُشعره بالاستمتاع والحماس لتنمية إبداعاته وإنجازاته الخاصّة، بالإضافة إلى السماح له بتقديم آرائه حول الأشياء، وإعطائه حريّة القيام بالسلوكيات الإيجابية التي يفضّلها.
- إظهار التفاهم والتعاطف مع الطفل عند إحساسه بالمشاعر السيئة، إذ يُصاب الأطفال بالتوتّر مثلًا عند قيامهم بشيء ما لأول مرّة، بالإضافة إلى شعورهم بالإحباط وخيبات الأمل نتيجة بعض التصرفات الناجمة من الأشخاص في محيط بيئاتهم المدرسية، إذ يجب تجنّب استخدام عباراتٍ مثل توقّف عن الإكثار من ذلك، أو لماذا تواجه مثل هذا الوقت الصعب، واستبدالها بالعبارات التي تُظهر العاطفة مثل لا بأس إنّ الشعور بالتوتر عند تجربة شيء جديد أمر شائع، إذ يجب إحساس الطفل بوجود يد المساعدة عند حاجته إليها بأيّ طريقة ممكنة.
- الانفتاح الذهني عند الوالدين بالأفكار والمشاعر التي تصدر من الطفل، وعدم إطلاق الأحكام السريعة على التصرّفات غير المألوفة، إذ لا بدّ من مشاركة رأي الوالدين في السلوك غير الآمن أو غير المقبول، ولكن يجب إظهار الانفتاح والتقبّل وتصحيح السلوك الخاطئ ضمن أساليب التعامل الرقيقة المقبولة لدى الأطفال، إذ يشعرهم هذا بالأمان للتحدّث بالمشاكل الحقيقية التي تواجههم.
- الإيفاء بالوعود المقطوعة والالتزام بالقواعد الموضوعة من قبل الوالديْن، إذ يجب تحقيق الاتفاق التي يوضع مع الطفل عند انتهائه من القيام بالمهمات الموكلة له، بالإضافة إلى وجوب اتباع قواعد ثابتة تُعلّم الأطفال بأنّ عليه التمسّك بالاتفاق كالسماح له بمشاهدة جهاز التلفاز مثلًا بعد إنهائه واجبه المدرسي والتمسك بتلك القاعدة، كما يجب الابتعاد عن التهديدات التي لا فائدة منها، إذ تُشعر مثل هذه العبارات الطفلَ بالخوف وحاجته للبكاء، بالإضافة إلى نوبات الغضب أيضًا، إذ أنّ شعور الطفل بالثقة بما يقوله الوالدان يُعرّفه الحدودَ الأساسية، ويعلّمه الاحترام والرضا أيضًا ممّا يزيد من احتمال تعاونه مع الطلبات واتخاذ الخيارات الصحية أيضًا.
طرق للحدّ من السلوكيات الاندفاعية عند الأطفال
تُعرّف السلوكيات الاندفاعية بأنّها الأفعال التي يتبعها الطفل بسرعة دون التفكير بها أو النظر في عواقبها، إذ تُسبّب هذه السلوكيات المواقف اليومية التي يصعبُ حلّها بسهولة مع الأطفال، ومن أبرز الطرق المُتّبعة في الحدّ منها:[٣]
- محاولة تحديد التوقّعات السلوكية للمواقف القادمة الصادرة من الطفل.
- العمل على تنمية الوعي الذاتي بسلوك الطفل ومهاراته في حلّ المشكلات المختلفة.
- تشجيع الطفل على مراقبة بيئته عند سماعه أو رؤيته السلوكيات الاندفاعية والنقاش معه حول السلوك، بالإضافة إلى محاولة إيجاد البدائل.
- التحدّث مع الطفل عن الاختلافات بين السلوكيات الاندفاعية، والسلوكيات غير الاندفاعية.
- تقديم الوعي اللازم للطفل بعدم التهاون مع مثل هذه السلوكيات الاندفاعية في مكان العمل أو المجتمع بمجرد أن يصبح شخصًا بالغًا.
- ممارسة التمارين الرياضية المتنوّعة.
الطرق الجيدة لمكافأة الأطفال
يُصاب الأطفال بالعديد من نوبات الغضب والانفجارات العاطفية، بالإضافة إلى اتباعهم بعض السلوكيات السيئة أو غير المتوقعة نتيجة بعض الأسباب البيولوجية؛ مثل الجوع أو الشعور بالتعب، والأسباب العاطفية مثل عدم القدرة على التعامل مع المشاعر التي تصيبهم وصعوبة وصفها بسهولة، بالإضافة إلى تأثير بيئتهم المحيطة أيضًا، إذ يجب مكافأة الطفل عند تعديله سلوكًا سيئًا، وقيامه بالسلوك الحسن لتشجعيه في الاستمرار بتحسين سلوكياته غير المرغوبة، ومن أبرز طرق مكافأة الطفل:[٤]
- مكافأة إنهاء المهمة قبل انقضاء الوقت المطلوب: تُتّبع هذه الطريقة عبر وضع مؤقت زمنيّ للطفل الذي يستغرق الكثير من الوقت في إنهاء المهمات الموكلة له، كما يستحق الطفل الحصول على المكافأة بعد إنجازه لعمله قبل انقضاء ورنين زمن المؤقت.
- مكافأة السلوك الجيد: تُتّبع هذه الطريقة عبر كتابة قائمة قصيرة تضمُّ السلوكيات الجيدة الصادرة من الطفل، وتمييزها ضمن رسم بياني خاصّ عبر وضع إشارة نجمة في كل مرة يُجيد الطفل فيها التصرّف، ثمّ تقديم المكافأة المناسبة بعد كسبه عددًا مُعيّنًا من النجوم.
- مكافأة العلامات الجيدة والعلامات السيئة: تُتّبع هذه الطريقة عبر وضع علامة جيدة على يد الطفل في كل مرة يقوم بالسلوك الجيد مثل لعبه دون ضوضاء، أو حلّ مشكلة دون عراك، أو حتى عند قراءة كتاب مفيد، ووضع علامة سيئة في كل مرة يقوم فيها بعمل سلوك سيء، إذ يجب مكافأة الطفل بعد تفوّق عدد العلامات الإيجابية على العلامات السلبية، كما تُستخدم هذه الطريقة بكثرة مع الأطفال الذين يتميّزون بالنشاط البدني المرتفع.
المراجع
- ↑ "What Is Behavior Modification? - Definition, Techniques & Examples", study, Retrieved 3-10-2019. Edited.
- ↑ Rachel Wise (22-12-2016), "10 Simple Ways to Improve Children’s Behavior (Home and School)"، educationandbehavior, Retrieved 5-10-2019. Edited.
- ↑ Rachel Wise (26-12-2016), " Practical Strategies to Decrease Impulsive Behaviors in Children"، educationandbehavior, Retrieved 5-10-2019. Edited.
- ↑ "What You Can Do to Change Your Child’s Behavior", familydoctor, Retrieved 5-10-2019. Edited.