الصبر على تربية الأولاد

الصبر على تربية الأولاد
الصبر على تربية الأولاد

معنى التربية

التربية هي اسم مشتق من الرب، والرب في اللغة تقال عن المالك أو السيد والمدير أو المربي والقيّم، وتستعمل كلمة التربية بمعنى التهذيب وعلو المنزلة، أما اصطلاحًا فتطلق كلمة التربية بمعنى تغذية الجسم وتربيته ليشب قويًا معافى، وأيضًا بمعنى الرعاية والعناية في مراحل العمر الأدنى، ليكتسب الابن أساسيات قواعد السلوك ومعايير الجماعة التي ينتمي إليها، فالتربية لا تلقي بضوئها إلى الفرد بمفرده[١]، بل تتعامل معه كفرد متفاعل مع مجتمعه، فهي عمل إنساني تعتمد على العنصر البشري وحده من بين كل الحيوانات الأخرى على سطح الأرض، فهي عمل موجّه نحو هدف معين، واختلاف الطبيعة البشرية كان السبب في اختلاف المفاهيم والمصطلحات التي توضح معنى التربية في كتب التربويين ومناهجهم[٢].


الصبر على تربية الأولاد

يعد الوالدان من أكثر الأشخاص صبرًا في تربية الأبناء، لما يحتاجانه من صبر كبير في التعامل مع الأطفال، فيحتاجون دائمًا لشخص يهتم بهم ويراقبهم ويعلمهم التربية الصحيحة، كما ولا تقتصر مهمة الوالدان في تربية أولادهم في فترة الطفولة فقط، بل تبقى مصاحبه لهم حتى بعد أن يكبر الأولاد ويصبحون مراهقين وشباب، وحتى أن الابن يبقى بحاجة دائمًا لنصائح والديه حتى عندما يتزوج ويصبح أبًا، وذلك مما يجعل مهمة الوالدين في قمة الأمور الصعبة والحساسة، ومن الأمور التي تجعل مهمة التربية من الأمور الصعبة هو وجود بعض المسؤوليات عدا عن تربية الأطفال كأن تكون الأم عاملة، أو وجود الكثير من الالتزامات على الوالدين أو يكون هناك بعض الخلافات الزوجية بين الأب والأم، فلذلك يجب مراعاة الكثير من الأمور عند التربية والحرص والصبر والتحمل للوصول إلى الهدف الأسمى وهو تربية الأبناء.[٣]


التربية الصحيحة للأبناء

كل أم وأب يحلمون بتربية أبنائهم تربية صحيحة توفر لهم شخصيات قوية قادرة على مواجهة الحياة والتعامل مع الناس، وفي هذا المقال سنذكر لكم بعض الأمور التي يجب مراعاتها في تربية الأولاد ومنها :[٤]

  • اختيار الزوجة الصالحة؛ لأن الأم هي أساس المنزل والمجتمع وهي المؤثر الأول على الأولاد، فلا بد من مراعاة هذا الأمر عند الزواج واختيار الزوجة الصالحة القادرة على تربية الأبناء تربية حسنة سليمة قويمة، وذلك لما تحمله الأم من مركز حساس في تربية الأولاد؛ فمعظم الأولاد يقضون أغلب أوقاتهم مع أمهاتهم، فإن لم تكن الأم صالحة فقد فسد الطفل وفسدت تربيته.
  • تعليم الأطفال القيم والأخلاق الحسنة في بداية نشأتهم خصوصًا في مرحلة إدراكهم للأشياء من حولهم، ومن الأمور التي يستحسن تعليمهم لها الصلاة وأحكام الدين وما هو محرم وما هو جائز، وترغيبهم في الأمور التي يحبها الله ونهيهم عن الأمور التي يبغضها الله، ويستحسن تعليمهم بعض السور من كتاب الله وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم خصوصًا السور والأحاديث التي تتحدث عن حسن الخلق والعادات الحميدة والقبيحة في الإسلام.
  • استخدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة في تربية الأبناء، وذلك يوضع برامج معينة لهم يمكنهم مشاهدتها تساهم في زرع الخصال الحميدة والعادات الجيدة في قلوبهم وتبعد عنهم الأخلاق الرديئة وتكرههم بها.
  • اختيار الرفقاء والأصدقاء الصالحين ومتابعتهم بصورة دورية؛ لأن الأصدقاء يتأثرون ببعضهم البعض، إذ يستطيع الصاحب التأثير بصاحبه وأخذه إما إلى المسجد وإما إلى الشارع، وذلك لما يقضيانه من وقت طويل مع بعضهما.


أهداف تربية الأبناء

إن حسن التربية لها ثمار وفيرة يحصدها الوالدين أو المربين كما يحصدها الأبناء أنفسهم، فبالتربية يدرك الأبناء كيف يحمون أنفسهم من شرّ أنفسهم أو شر الآخرين، وبالتربية يتعلمون كيف ينالون المراتب العليا في الدنيا والآخرة، ويستغلون أيامهم بكل ما هو مفيد، مبتعدين عن الغث الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، وعندما تكون الأهداف واضحة نستطيع قياس مدى نجاحنا في الوصول إليها وتحقيقها، ثم يهون الصبر في سبيلها، وإن لهذه الأهداف مستويات عدة تقسّم حسب المدى الزمني، وهي ثلاثة مستويات؛ إما قصيرة المدى أو متوسطة المدى أو بعيدة المدى، فالقصيرة ترتبط بتعلم معين ضمن فترة قصيرة لا تتجاوز السنة، والمتوسطة فهي ضمن السنة والخمس سنوات وتحتاج إلى جهدٍ أطول من الأهداف قصيرة المدى، أما تلك الطويلة الأمد فتحتاج إلى أكثر من خمس سنوات، وترتبط بأهداف كبرى، والجدير بالذكر أن تربية الأبناء تشتمل على هذه المستويات الثلاثة، وبمتابعة أبنائنا وتربيتهم سنصل بهم إلى مراتب عليا يتمكن فيها الابن من تحمل المسؤولية الكاملة عن قراراته وشؤونه، ويعرف كيف يحترم الكبير ويعطف على الصغير وكيف يتعامل مع أقرانه، وكيف ينظم وقته ويكون بعيداً عن العشوائية، سيتعلم كيف يكون عضواً فعّالاً وإيجابياً يشارك مع أسرته في قراراتها، سيكون له شخصية سويّة، سيدرك أن يده لم تخلق لتضرب، وقدمه لم تخلق لترفس، وعقله وُجد ليفكر فيستغل بدنه وعقله لأسمى ما خلق له[٥].


أمور يجب تجنبها في تربية الأبناء

لأن تربية الأبناء موضوع حساس جدًا ويؤثر في تكوين شخصياتهم وحياتهم المستقبلية، فتوجد بعض الأمور التي يجب تجنبها في تربيتهم ومنها:[٦]

  • عدم الإكثار من نقد الطفل خصوصًا أمام شخص آخر؛ وذلك لبناء شخصية قوية لدى الطفل، لأن كثرة النقد تسبب شعوره بالفشل دائمًا وتشعره بالخجل من نفسه؛ لأنها تولد داخله شعورًا بأنه فاشل لا يستطيع فعل شيء، بل بالعكس يجب مدحه والثناء عليه أمام الناس؛ لأن ذلك يعطيه شعورًا بالنجاح والتفوق ويزيد من ثقته في نفسه.
  • لا تستخدم الشدة والحزم المفرطان في التعامل مع الطفل، فيوجد الكثير من الأهالي الذين يقسون على الطفل لاعتقادهم أن التساهل والليونة قد يجعل الطفل غير قادر على تحمل المسؤولية ولا يستطيع تحقيق أهدافه، وهذه من الأمور الخاطئة، إذ يجب استخدام اللين والعطف مع الطفل حتى يصبح الطفل مطيعًا لوالديه.
  • عدم أعطاء الطفل الثقة المفرطة، بل يجب المساواة بين حرية الطفل وثقته الزائدة، وذلك لأن الثقة الزائدة في الطفل قد تجعله غير مطيع لوالديه، ويرى دائمًا أنه على صواب ولا يكترث لأخطائه، ولا يجب أيضًا طمس ثقته بنفسه، بل يجب الاعتدال بين الأمرين.
  • عدم تقييد حرية الطفل؛ لأن الإنسان بطبعه لا يحب تقييد حريته وخصوصًا الأطفال لأنهم يحبون الحركة كثيرًا ولا يزالون في فترة من عمرهم يتعرفون على أشياء جديدة، فيجب منحهم القليل من الحرية ولكن مع مراقبتهم وتوجيههم إلى الأمر الصواب وإبعادهم عن الأمور الخاطئة التي قد تضرهم في المستقبل.


المراجع

  1. "العلوم"، آفاق علمية وتربوية. بتصرّف.
  2. كيندة حامد التركاوي (2015-11-7)، "مفهوم التربية لغة واصطلاحا"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-15. بتصرّف.
  3. "الصبر على الأبناء ضرورة تربوية"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 31-3-2020. بتصرّف.
  4. "أساليب تساعد على تربية الأولاد بطريقة سليمة"، الغد، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-29. بتصرّف.
  5. "تحقيق الأهداف من خلال تربية الأطفال"، الدكتور علي جبران، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-15. بتصرّف.
  6. "4 أخطاء شائعة في تربية الأولاد الذكور-أخطاء-شائعة-في-تربية-الأولاد-الذكور"، super mama، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-29.بتصرّف.

فيديو ذو صلة :