التربية هي الحياة

التربية السليمة

لكي نستطيع أن نُنشئ جيلًا مميزًا ومليئًا بالعطاء والأخلاق الطيبة واحترام الاَخرين، والعديد من الصفات الحميدة الأخرى، علينا أن نتبع العديد من وسائل التربية السليمة التي ترقي بنا وبأبنائنا إلى أفضل مستويات التربية التي يتمنى كل أب وأم أن تكون مغروسةً في أبنائهم منذ الصغر؛ لكي يذكر الجميع الأب والأم بكل خير كلما تعامل مع أحدٍ مع أبنائهم، كما أن الحرص على تربية الأبناء يساعد على ترابط الأسر وتماسكها أكثر، وبالتالي ينتج منها أبناء ناجحين في مختلف مجالات حياتهم، وذلك يجعل التأثير عليهم سلبيًا من قبل المجتمع المحيط بهم من الأمر الصعب، لأن الأساس التربوي لديهم سليم، وهذا أمر يعزز قوة وسعادة وترابط الأسرة أجمع وصعوبة تفكيكها،وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن موضوع التربية. [١]

أساسيات التربية السليمة للطفل

لأن كل انسان بالغ راشد عاقل كان في الأساس طفلًا صغيرًا مرّ في العديد من مراحل حياته بالكثير من الدروس والمواقف، ثم كبُر ليصبح انسانًا بالغًا راشدًا، فإن التربية تبدأ مع الطفل منذ نعومة أظافره، وهناك العديد من الأساسيات التي حبّذا لو طبقها كل من الوالدان في تربية أبنائهم، ومن هذه الأساسيات: [٢]

  • تعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال الكلام الإيجابي واستخدام أساليب التحفيز والحرص على عدم استخدام الكلام السلبي تجاهه وتجاه قدراته.
  • استخدام أسلوب الطلب من الطفل من خلال توظيف (لو سمحت) بدلًا من استخدام أسلوب الأمر بشكل متكرر
  • مشاركة الطفل وأخذ رأيه في العديد من الأمور العائلية وبعض القرارات كتحديد مكان التنزه يوم العطلة مثلًا.
  • انتقاء وسائل الترفيه بدقة، بحيث يراقب على ما يشاهده الطفل من برامج بحيث لا يُشعر الطفل بأنه مراقب دومًا.
  • توظيف العديد من الألعاب المسلّية والتي تحتوي على ألغاز أو حيل لتنمية عقل الطفل، بشكل ينمّي مهارات الطفل العقلية، كألعاب تركيب الصور وغيرها من الألعاب العقلية للأطفال.
  • تعويد الطفل على الصلاة وتعريفه بأهميتها، وتذكيره في كل مرة بوقت الصلاة؛ لكي تصبح العبادة عادة محببة لديه.
  • غرس الأخلاق الحميدة في شخصية الطفل، كالصدق والأمانة والإيثار وغيرها من الصفات.
  • تشجيع الطفل على الانخراط بالعالم الخارجي، وتكوين صداقات مع من هم في مثل سنه.
  • تشجيع الطفل على المشاركة في العديد من الفعاليات المدرسية؛ لتقوية شخصيته وتعزيز روح التعاون لديه.
  • تخصيص وقت يوميّ للطفل للاستماع الى مغامراته وإنجازاته خلال اليوم ومشاركته فيها والإجابة عن جميع استفساراته.


أمور يجب أن يتبعها الأهل لتحقيق التربية السليمة

إن التربية السليمة تحتاج إلى بيئة سليمة لتنمو خلالها، فلا يمكن للأبناء الذين نشؤوا في بيئة مشحونة بالكثير من المشاكل الأسرية، بأن يعيشوا حياة سوية كغيرهم من الأبناء الذين نشؤوا في بيئة من المحبة والتفاهم الأسري، لذلك فإن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الاآباء والأمهات في تهيئة البيئة المناسبة لتنشئة أبنائهم خلالها، ومن الأمور التي يجب على الوالدين مراعاتها لتحقيق التربية السليمة لأبنائهم:[٣]

  • الاتفاق على منهجية مشتركة ومنظومة أهداف يطمح الوالدان من خلالها للوصول بأبنائهم إلى مستوى معين من التربية والنجاح في حياتهم.
  • التفاهم بداية ما بين الأب والأم والوصول لحلول جذرية للعديد من مشاكلهم، لاستكمال تربية أبنائهم في بيئة سليمة بعيدًا عن الصراخ والكلام البذيء والعنف الجسدي أحيانًا.
  • الاتفاق في ما بين الوالدين على أن تربية الأبناء لا تقتصر فقط على توفير كافة الاحتياجات المادية من مأكل ومشرب وملبس، بل وتتعداه إلى توفير الحب والأمان والسعادة في جو الأسرة ليعيش الأبناء في أسرة مُحبّة ودافئة.
  • تعزيز أسلوب الحوار بين الوالدين مع بعضهما في بداية حياتهما لتطبيقه في ما بعد على حياتهم مع أبنائهم، مما يساعد على اعتماد أسلوب الحوار والنقاش مع الأبناء دائمًا في مختلف المواقف.
  • ابتعاد الاَباء عن أساليب التربية التقليدية التي تربى عليها أغلب الاَباء، والتي تقوم على بناء علاقة المهابة بين الاَباء والأبناء والتوبيخ المستمر لهم حتى على أقل الأخطاء مما يخلق حالة من عدم الثقة بينهم، بل ويجب اتباع أساليب التربية الحديثة القائمة على بناء علاقات صداقة بين الاَباء والأبناء، وتقديم النُّصح للأبناء في حال حدوث أخطاء من قبلهم وتعزيزهم لقاء إنجازاتهم.
  • حرص الاَباء على تطوير مهاراتهم في التواصل مع أبنائهم، وذلك من خلال الاطلاع على العديد من وسائل التربية المساعدة، سواء من خلال البحث عن طريق الإنترنت أو من خلال حضور المحاضرات التي تتحدث عن تربية الأبناء وغيرها من الطرق.
  • تفهُّم الاأباء للأبناء طيلة مراحل حياتهم وخاصة في مراحل المراهقة التي يكون فيها الأبناء في أشدّ حاجتهم للاحتواء من قبل الأهل.
  • حرص الاآباء على التعرف على البيئة الخارجية المحيطة بأبنائهم من الأصدقاء، وذلك من خلال التعرف على أصدقائهم وأهلهم بطرق لطيفة لا تُشعر الأبناء بأنهم مراقبين من قبل الآباء.


المراجع

  1. عدنان أحمد، "نصائح تساعدك على التربية السليمة لطفلك "، مجلة رجيم، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2019. بتصرّف.
  2. دكتور أحمد هارون، "أسرار التربية النفسية السليمة للأطفال"، دكتور أحمد هارون، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2019. بتصرّف.
  3. اسراء خليفات (2-1-2015)، "التربية السليمة للأبناء بين اللين والشدة"، الدستور، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :