التربية على المواطنة وحقوق الطفل

أهمية تربية الأطفال على المواطنة وحقوق الإنسان

يعني المفهوم الشامل للتربية تنشئة الطفل في جميع مراحل حياته على القيم الدينية والاجتماعية، بالإضافة إلى تعليمه المهارات المتنوعة، لذلك تعدّ التربية مهمة جدًا لترسيخ مفهوم المواطنة، ويعتمد هذا الأمر على بعض الاعتبارات، مثل المصلحة العامة للمجتمع والفرد وحب الوطن وغيرها، وفيما يأتي أهمية تربية الأطفال على المواطنة وحقوق الإنسان:[١]

  • تساعد على ترسيخ ثقافة يمكنها الدفاع عن حقوق الإنسان في وجوده، وهو أمر ضروري في المجتمع الذي تنتشر فيه صور انتهاكات حقوق الإنسان على المستوى الوطني والدولي .
  • تساعد في الحماية من انتهاكات حقوق الإنسان، وكيفية استثماره في مجتمع يتصف بالعدل وينال فيه الفرد التقدير والإحترام، ولا يمكن التغافل عن دور التربية في التوعية بأهمية حقوق الإنسان حتى تساعد الفرد على تحقيق الإنجازات .
  • تساعد التربية على المواطنة وحقوق الإنسان على تنمية الجانب الإنساني عن طريق خدمة الكائن البشري وتثقيف سلوكاته وقيمه، مما يساعد على تنمية المجتمع وحداثته.
  • تعد تربية الأطفال على المواطنة وحقوق الإنسان بمثابة استجابة لأسلوب تربوي حديث، يساعد المؤسسة التربوية التعليمية لاستيعاب محيط الأطفال والمراهقين من جميع الجوانب الاجتماعية والثقافية.
  • الاهتمام بإعلان أهمية المواطنة وحقوق الإنسان في الاحتفالات ببعض المناسبات الرسمة والعالمية، مثل اليوم العالمي للمرأة، واليوم العالمي للتسامح، والحرص على هذه الثقافة ونشرها.


أهمية التربية على المواطنة

من أهم مزايا التربية على المواطنة أنها تعيد التوازن بين ما هو كوني وما هو محلي للتخفيف من سيطرة قيم العولمة، وما ترتب عنها من انهيار للحدود بين الثقافـات العالمية و المحلية؛ وما يصاحب ذلك من آثار سلبية أحيانًا؛ وذلك للمحافظة الخصوصية الثقافية والهوية الوطنية بما يضمــن الانتمـاء الحضاري والذاتي للمواطن دون تصادم مع الأفكار المنتشرة في محيطه.

وتتمثّل أهمية التربية على المواطنة في المغرب بأنها ترسخ الهوية المغربية الإسلامية والحضارية بروافدها المختلفة في وجدان المواطن، كما ترسخ حب الوطن والتمسك بمقدساتـه والرغبـة في خدمته، وتتمثل هذه الأهمية أيضًا في تقوية قيم التسامح والتعاون والتطوع والتكافل الاجتماعي الذي يشكّل الدعامة الأساسية للنهوض بالمشروع التنموي للمجتمع، وبفضل أثر التربية على المواطنة من روح الأمل والتعبئة فإنها تعد حصنًا متينًا ضد ثقافـة االتشاؤم والانهزامية، وتفتح آفاقًا مليئةً بالثقة في استشراف مستقبلٍ أفضل.

وتجدر الإشارة إلى أن ممارسة المواطنة لا تتعلق بالرشد القانوني الذي يعمل على المشاركة في الحياة السياسية، وخاصةً العمليات الانتخابية، بل إن لكل مرحلة، منذ بداية السنوات الأولى من الحياة، عدة أشكالٍ وتعابيٍر وصيغٍ لتلك الممارسة عند إشعار الأطفال بها.

وممّا تقدّم يتضح تصور التربية على المواطنة من من زاوية ما يمكن أن تنميه في الوقت الحالي من سلوكات مواطنةٍ يوميةٍ، متكيفةٍ مع كل فئةٍ عمريةٍ، من شأنه أن يحدث مع تضافر جهود قنوات أخرى ومع مرور الزمن تنغرس قيم المواطنة في الوجدان وافكر، إذ يجعل من تفعيلها وبلورتها أمرًا طبيعيًا، إراديًّا يتصف بالديمومة.[٢]


دور المدرسة في التربية على حقوق الانسان

إن الإنجاز الملاحظ الذي حققه المجتمع الدولي في مجال حقوق الإنسان على الصعيدين المؤسسي والتشريعي، لم يرافقه تحول حقيقي في واقع الشعوب، إذ بقيت الأوضاع الفعلية للجماعات والأفراد بعيدة عن المبادئ التي وردت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وبالأخص في البلدان العربية.

وحتى يتمكن أفراد المجتمع التمتع بحقوقهم وحرياتهم مثلما أقرتها العهود والمواثيق الدولية، يجب نشر الوعي بتلك الحقوق، وتعدّ التربية على حقوق الإنسان الوسيلة االفضلى لنشر هذا الوعي في اتجاه تغيير عقول الأفراد وتصرفاتهم منذ تنشئتهم .

وتشكّل المدرسة النواة الرئيسة لتربية الإنسان وتعليمه، وتساهم أيضًا في تحديث الواقع الاجتماعي والثقافي للمجتمع ونشر مفاهيم وقيم الحداثة، يعدّ وعي المدرس وسلوكياته الثقافية والمعرفية، عاملًا رئيسًا في عملية التربية على حقوق الإنسان، لأن المعلم الناجح في مجال التربية هو الذي يمتلك القدرات والمعارف النظرية والتطبيقية وله القدرة على استعمالها للوصول إلى الأهداف المرجوّة.

فالمدرسة يجب أن تكون مكانًا واسعًا للمشاركة والممارسة الديمقراطية للمتعلمين من الطلاب، إذ يعرف الأطفال في المدرسة حقوقهم اتجاه أنفسهم واتجاه الآخرين وينمو لديهم الحس بالمسؤولية والميل إلى التسامح والاعتدال في المواقف وتنمية روح الاحترام المتبادل بينهم ومشاعر المودة والسلام، وتنص المادة 26 من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل على اعتراف الدول الأطراف بحق الأطفال في التعليم، وتحقيقا لهذا الحق تدريجيًّا وعلى أساس تكافؤ الفرص، تقوم بوجه محددٍ بما يأتي:

  • إلزامية التعليم الابتدائي وجعله متاحًا ومجانًا للجميع، وتطوير شتى أشكال التعليم الثانوي، سواء الأكاديمي أو المهني، وإتاحتها لجميع الأطفال، واتخاذ التدابير اللازمة، كأن يكون التعليم مجانًا، إضافةً لتقديم المساعدة المالية عند الحاجة.
  • جعل التعليم العالي بجميع طرقه متاحًا على أساس مناسبته لقدرات الجميع.[٣]


المراجع

  1. "كيفية تربية الطفل على المواطنة وحقوق الإنسان"، المرسال، 6/1/2018، اطّلع عليه بتاريخ 16/6/2019. بتصرّف.
  2. "التربية على المواطنة"، ستار تايمز، 13/3/2012، اطّلع عليه بتاريخ 16/6/2019. بتصرّف.
  3. "دور المدرسة في التربية على حقوق الانسان"، هسبريس، 6/10/2014، اطّلع عليه بتاريخ 16/6/2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :