الخمر
يحتوي الخمر أو المشروبات الكحولية على الكحول الإيثيلي، أو الإيثانول كعامل مسكِّر، إذ تخمّر المشروبات الكحولية من السكريات الموجودة في الفواكه والتوت والحبوب وغيرها من المكونات مثل عصارات النبات والدرنات والعسل والحليب، وقد تقطر لتقليل السائل المائي الأصلي إلى سائل ذي قوة كحولية أكبر بكثير، وتوجد أيضًا المشروبات الكحولية المقطرة التي تصنع مع هريس الحبوب أو الفواكه أو المكونات الأخرى، ويسخن السائل المخمَّر الناتج إلى أن تتبخر الكحول والنكهات، ويمكن سحبه وتبريده وتكثيفه مرة أخرى إلى سائل.[١]
أضرار الخمر الاجتماعية
لاستهلاك المشروبات الكحولية آثار اجتماعية واقتصادية ضارة على الشخص الذي يشرب الخمر والبيئة المحيطة للشارب والمجتمع ككل، إذ إن تأثير المشروبات الكحولية يمكن أن يؤثر على الأفراد الذين لا يشربون الكحول من خلال حوادث المرور أو العنف وعلى المجتمع من خلال العديد من الأمور مثل:[٢]
- التأثير على الوضع المادي: يعاني الأشخاص الذين يتعاطون المشروبات الكحولية من مشاكل اقتصادية أخرى مثل؛ انخفاض الأجور وفرص العمل المفقودة، وزيادة النفقات الطبية والقانونية، وانخفاض أهلية الحصول على القروض، وكلُّ هذا بصرف النظر عن الأموال التي تُنفق على المشروبات.
- التأثير على الشركاء: ترجع الكثير من حالات إساءة معاملة الأزواج إلى تعاطي الكحول، وارتبط تعاطي المشروبات الكحولية بشدّة بالعنف بين الشركاء وبدرجة أقل بالعنف تجاه الآخرين، مثال على ذلك تشير الدراسات التي أجريت في نيجيريا وجنوب إفريقيا وأوغندا والهند وكولومبيا إلى أن نسبة كبيرة من حوادث العنف المنزلي المبلغ عنها تتعلق بتعاطي الكحول من قبل الشريك الذكر، ففي أوغندا أفادت 52٪ من النساء اللاتي تعرضن للعنف المنزلي مؤخرًا أن شركاءهن يتعاطون الخمر، وفي الهند 33٪ من الأزواج الذين يسيئون معاملتهن يتعاطون الكحول.
- التأثير الاجتماعي والاقتصادي: تغطي التكاليف الاجتماعية والاقتصادية الآثار الاقتصادية السلبية لاستهلاك الكحول على المجتمع من جميع النواحي، فهي تشمل كلًا من التكاليف المباشرة أي قيمة السلع والخدمات المقدمة لمعالجة الآثار الضارة بسبب الكحول، والتكاليف غير المباشرة أي قيمة الخدمات الإنتاجية الشخصية التي لا تقدم نتيجة للشرب.
- التأثير على آداء العمل: وذلك من خلال عدة أمور:
- الغياب: توجد الكثير من الأدلَّة على أن الأشخاص الذين يُعانون من إدمان الكحول ومشاكل الخمر في إجازات مرضية مستمرة أكثر من غيرهم من الموظفين، وذلك يؤثر ماليًا بكثرة على رؤساء وأصحاب العمل وأنظمة الضمان الاجتماعي، ومثال على ذلك في كوستاريكا نسبة التَّغيُّب تصل إلى ما يُقارب 30% بسبب الكحول، وأيضًا في أستراليا أظهرت دراسة استقصائية أن العمَّال الذين يُعانون من مشاكل الكحول هم أكثر عُرضة بثلاثة أضعاف من غيرهم للغياب عن العمل.
- حوادث العمل: يمكن ربط ما يصل إلى 25٪ من حوادث مكان العمل وحوالي 60٪ من الحوادث المميتة في العمل في بريطانيا العُظمى بسبب الكحول، وفي الهند حوالي 40٪ من حوادث العمل يلجأ تفسيرُها إلى تعاطي الكحول.
- الإنتاجية: يؤدي تناول كميات كبيرة من الكحول في العمل إلى تقليل الإنتاجية، ويتأثر الآداء في العمل بحجم وبمقدار ونمط كمية الشُّرب، ويدرك زملاء العمل أنَّ الأشخاص الذين يشربون الكحوليات أقل آداء ومشاكل في العلاقات الشخصية وانعدام التوجيه الذاتي، وعلى الرُّغم من مقدار هذا التأثير السلبي فإن الأشخاص الذين يشربون الكحوليات لا يُدركون مدى هذا التأثير السيّئ على آدائهم في العمل، ومثال على ذلك في دولة لاتفيا تصل نسبة الخسائر الإنتاجية إلى 10% بسبب المشروبات الكحولية.
- البطالة: بسبب العوامل السيئة للكحول فإن فرصة البطالة تزيد عند الأشخاص الذين يشربون الكحوليات.
- التأثير على العائلة: وذلك من خلال عدة أمور:
- الحوادث المنزلية والعنف: يؤثر شرب الكحول على كيفية آداء الشخص مع من حوله من المقربين أو الذين يقيمون معه في المنزل مثل والديه، أبنائه، شريك حياته بطريقة عنيفة جسديًا أو لفظيًا وأيضَا يساهم في التأثير كثيرًا على تكوين الأسرة في بيئة غير مستقرة.
- الأطفال: يؤدي تعاطي الأمهات للكحول أثناء فترة الحمل إلى اضطرابات طيف الكحول الجنيني في الكثير من الأحيان، ويؤدي تعاطي أحد الوالدين للكحول بعد الولادة أو كلاهما إلى إساءة المعاملة للأطفال والعديد من الآثار الأخرى على البيئة الاجتماعية والنفسية والاقتصادية للطفل.
- الضرر النفسي: يؤثر الشرب على الحياة الأسرية بالتسبب بالعديد من المشاكل النفسية الكبيرة لبقية أفراد الأسرة مثل؛ القلق والخوف والاكتئاب.
- التكاليف المالية: يؤدي شراء الكحول وما يترتب عليه من علاج طبي إلى معاناة بقية أفراد الأسرة ماديًا بسبب تدنّي دخل الأسرة المهدور بكثرة على المشروبات الكحولية.
أضرار الخمر على الصحة
يؤدي شرب الخمر إلى التأثير الكبير والمُضِر على جسم الإنسان من الداخل والخارج، ومع الأسف الكثير من الأشخاص الذين يتعاطون الكحوليات لا يدركون حجم الأضرار الجسيمة التي يُسببها للأعضاء الداخلية والتي تكشف بعد مرور وقت طويل، مما يُصَعِّب من عملية العلاج، ومن هذه الأضرار:[٣]
- التأثير على الدماغ: يسبب الخمر مضاعفات مؤقتة مثل فقدان الذاكرة والتنسيق التي يمكن الشعور بها بسرعة، لكن من الآثار الجانبية طويلة الآمد الأضرار التي تصيب أجزاء مختلفة من الدماغ خاصًة المخيخ الذي يعالج المهارات الحركية للجسم والجهاز الحوفي والقشرة الدماغية، لذلك من المُرجّح الإصابة بفقدان التوازن وحدوث مشاكل في الذاكرة والاستجابة العاطفية.
- التأثير على القلب: يؤدي الإفراط في شرب الكحوليات إلى إضعاف القلب، مما يؤثر على كيفية وصول الأكسجين والمواد المغذية إلى الأعضاء الحيوية الأخرى في الجسم، وأيضًا يمكن أن يزيد استهلاك الكحول المفرط من مستويات الدهون الثلاثية، وهو نوع من الدهون في دم يؤدي ارتفاع مستوياته إلى خطر الإصابة بأمراض صحية خطيرة؛ مثل أمراض القلب والسكري، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب واعتلال عضلة القلب والسكتة الدماغية والموت القلبي المفاجئ.
- التأثير على البنكرياس: يؤدي تعاطي الخمر إلى تضخم الأوعية الدموية حول البنكرياس الذي يسبب التهاب البنكرياس، مما يزيد يكثرة من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس.
الوقاية من أضرار الخمر
توجد الكثير من المضار لتناول الكحول، ولهذا السبب توجد بعض النصائح التي يجب الأخذ بها لتجنب هذه المضار أو التقليل منها بأكبر درجة ممكنة، منها:[٤]
- معرفة نوع الكحول والتحكم بكمية الشرب: يتميز الكحول باختلاف أنواعه واختلاف نسبة التأثير من نوع لآخر، مثال على ذلك تحتوي الجعة على كحول أقل من النبيذ، وبذلك فإن نسبة الكحول في المشروب تحدد الكمية التي يجب تناولها والنوع.
- تناول وجبة طعام قبل الشرب: يؤدي تناول الطعام قبل الشرب إلى إبطاء امتصاص الكحول من قِبَل الجسم، ونوعية الطعام أيضًا لها تأثير فتناول الدهون الصحية والمصادر الخالية من البروتين تساعد على إبطاء الهضم والامتصاص، أما تناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات المكررة تزيد الامتصاص بصورة أسرع.
- استخدام معالج السموم: يُساعد علاج السموم الطبيعي في حماية المعدة ودعم وظائف الكبد، لذلك يجب استخدام هذا المنتج قبل وأثناء وبعد الشرب لتحقيق أكبر فائدة.
- شرب الكثير من الماء: يؤدي جفاف الجسم إلى التعلق أكثر في الكحول، لذلك فإن شرب الماء يرطب الجسم ويحدّ من التعلق، كما أنه يساعد على تخليص الجسم من الكحول.
- تناول العسل: يساعد في تقليل آثار مخلفات الكحول في الجسم.
المراجع
- ↑ "Alcoholic beverage", britannica, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ↑ "Alcohol", greenfacts, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ↑ "Effects of Alcohol", alcoholrehabguide, Retrieved 26-12-2019. Edited.
- ↑ "HOW TO REDUCE THE NEGATIVE SIDE EFFECTS OF DRINKING", liddell, Retrieved 25-12-2019. Edited.