محتويات
الهجرة من القرية الى المدينة
قد تدفعكَ الرغبة في زيادة دخلكَ إن كنت تعيش في المناطق الريفية إلى مغادرة أرضكَ ومنزلكَ والهجرة إلى المدينة، وتسمى هذه العملية بالتحضر؛ أي انتقال سكان القرى إلى المراكز الحضرية، أو حركة الأشخاص من المجتمعات المعنية رئيسيًا أو حصريًا بالزراعة إلى مجتمعات أخرى أكبر عمومًا، تتركز أنشطتها أساسيًا في الحكومة أو التجارة أو الصناعة أو غير ذلك.
تُؤدي الهجرة من القرية إلى المدينة إلى حدوث تغييرات عديدة في المدن والقرى على حد السواء، وتبدو تلك التغييرات في معظمها سلبية، وهو ما يدفع الدول التي تعاني من تلك الظاهرة إلى تثبيت سكان القرى، وتقليل عدد السكان داخل المدن والبلدات.[١]
أسباب الهجرة من القرية الى المدينة
رغم المزايا الكثيرة التي يتمتع بها الريف فإن الملايين من سكان القرى عبر مختلف أرجاء العالم يغادرون منازلهم ويهاجرون إلى المدينة لعدة أسباب من أهمها تحسين ظروف العيش؛ إذ تعد المراكز الحضرية أكثر ملاءمة للعيش من القرى بفضل ما تقدمه لسكانها من خدمات متنوعة، والبحث عن فرص جديدة إذ تتوفر بالمدينة مواطن عمل أكثر تنوعًا، كما يضطر سكان الريف إلى الهجرة فرارًا من النزاعات أو الكوارث المفاجئة أو البطيئة، مثل؛ الجفاف أو الفيضانات أو ارتفاع منسوب مياه البحر، وهي أزمات تتفاقم في كثير من الأحيان بسبب تغير المناخ والضغوط البيئية، وبسبب عدم تطور الطرق الزراعية والآليات المعتمدة فيها تصبح قدرات الريفيين على مجابهة متطلبات الحياة أقل، مما يدفعهم للهجرة إلى المدن بحثًا عن فرص حياة أفضل.[٢]
نتائج الهجرة من القرية الى المدينة
تتعدد تأثيرات الهجرة من المناطق الريفية إلى المراكز الحضرية وتتنوع بين ما هو سلبي وما هو إيجابي، ومن بينها:[٣]
- التأثيرات السلبية: التي تتمثل خاصة في انخفاض عدد السكان بالقرى مما ينعكس على مستوى الإنتاج والتنمية في المناطق الريفية، وفي المقابل يدفع ارتفاع عدد السكان بالمراكز الحضرية إلى الضغط على موطن العمل، والموارد الطبيعية، والمرافق، والمدارس، والخدمات بمختلف أشكالها، كما تنعكس الهجرة من الريف إلى المدينة على توزيع السكان غير المتكافئ، ويلعب ارتفاع نسبة الأمية وانخفاض مستوى التعليم لدى النازحين نحو المدن في عدم تمكنهم من أداء عدة وظائف تتطلب معرفة أساسية ومهارات حياتية معينة، ونظرًا إلى انتشار الفقر في صفوفهم فإنهم يكونون عاجزين عن عيش حياة طبيعية وصحية ولا تتوفر لأطفالهم إمكانية الحصول على التغذية المناسبة أو التعليم أو الصحة، ومن بين سلبيات الهجرة الأخرى انتشار الأحياء الفقيرة في المدن وزيادة نسبة الجريمة، والعنف، والتلوث، وارتفاع معدلات استغلال المهاجرين.
- التأثيرات الإيجابية: المتمثلة أساسًا في تخفيض نسب البطالة من خلال توفير فرص عمل أكثر للقادمين من القرى، وهو ما ينجر عنه تحسين أوضاعهم المعيشية، وحياتهم الاجتماعية، كما توفر المدن فرصًا أكبر لتلقي الأطفال تعليمًا أفضل للأطفال، ومن الناحية الاقتصادية تُؤدي هجرة العمال المهرة إلى المدينة في تحقيق نمو اقتصادي أكبر لها.
مَعْلُومَة
ساهمت الهجرة من القرى إلى المدن في ازدياد عدد السكان الحضريين في العالم حتى أن عدد سكان المدن قد تجاوز منذ سنة 2007 ميلاديًا عدد سكان المناطق الريفية للمرة الأولى في التاريخ، وبحلول عام 2014 ميلاديًا أصبح 54% من سكان العالم يعيشون في المدن، ويُتوقع أن ترتفع تلك النسبة لتبلغ 66% سنة 2050 ميلاديًا، وتنمو المدن من خلال الهجرة الداخلية المتمثلة في انتقال سكان الريف لها أو الهجرة الدولية بين البلدان والنمو الطبيعي لسكان المدينة، إضافة إلى إعادة تصنيف المناطق المجاورة غير الحضرية.
لكنَّ الهجرة من القرى تظل العامل الرئيسي في ارتفاع عدد سكان المدن، فبحسب إحصائيات الأمم المتحدة شهد العالم خلال سنة 2009 ميلاديًا انتقل 3 ملايين شخص إلى المدن كل أسبوع، وبسبب انعكاساتها المختلفة تعد دول العالم الهجرة إلى المدن مشكلة يجب مواجهتها وحلها؛ إذ تعمل 80% من بين 193 دولة حول العالم على الحد من تلك الظاهرة.[٤]
المراجع
- ↑ "Migration From The Countryside To Cities Environmental Sciences Essay", ukessays, Retrieved 22-6-2020. Edited.
- ↑ "Migration: Making the Move from Rural to Urban by Choice"، migration، Retrieved 19-6-2020. Edited.
- ↑ "Migration and Its Effects"، toppr، Retrieved 19-6-2020. Edited.
- ↑ "The world’s urban population is growing – so how can cities plan for migrants?"، theconversation، Retrieved 19-6-2020. Edited.