الأبوة
قد تتساءل عن مفهوم الأبوة وكيفية لكَ أن تكون أبًا مثاليًا وجيدًا لأولادك، فماذا عن أهمية الأب في حياة أولاده؟، لا ننكر جميعنا أن للأم دور كبير في تربية الأولاد إلا أن دورًا كبيرًا يقع عليك كونك أبًا، فأثبتت العديد من الدراسات أن وجود الأب في حياة أولاده سيعطيهم الأمان، وسيزيد من ثقتهم بأنفسهم ويمنعهم من التسيّب من المدرسة أو الانجرار وراء أصدقاء السوء والانحراف في أمور غير صحيحة والانتهاء بهم في السجن وذلك مقارنة مع غيرهم من أبناء تغيبوا آبائهم لسبب ما سواء كان عمل أو سفر أو انفصلوا عن بعضهم.
فإنّ وجودك كأب يُساعد أبناءكَ فيحياتهم، بتربيتهم تربية سليمة والحفاظ عليهم من المشكلات النفسية التي قد يقعون فيها، كما يُسهم وجودك في حصولهم على درجات عالية في المدرسة، وقد بينت الدراسات أن لديهم فرصة أكبر للحصول على وظائف بأجور مرتفعة، لذا وجب على كل أب مهتم قضاء وقت كبير مع أبنائه ومتابعتهم وتربيتهم تربية سليمة، ومشاركتهم في الأنشطة والأعمال ليكون قريبًا منهم. [١]
فوائد الأبوة
يعتقد البعض بأن كونك أبًا يعني مسؤوليتك عن وجود طفل جديد في الحياة فقط، ولا يدرك البعض الفوائد التي تنعكس عليك، ومن هذه الفوائد:
- تسهم الأبوة في تعزيز معنى التعاون مع زوجتك في أمور البيت والاعتناء بالأطفال والعمل لتحقيق حياة أسرية آمنة لهم، كما يُساعد في الوقوف جنبًا إلى جنب لمواجهة التحديات والمشكلات من أجل بناء أسرة سعيدة.[٢]
- يعتقد البعض أن هرمونات الأنثى هي التي تتغير فقط إلا أنّ هرمون البرولاكتين يرتفع لكلا الوالدين، ويساعد هذا الهرمون في تعزيز سلوكيات رعاية الطفل لدى الأب والأم.[٣]
- إن كونك أصبحت أبا سيساعد ذلك في إطلاق هرمون الأوكسيتوسين، وهو الهرمون المسؤول عن الحب، فحين ملامستك لجلد طفلك سيرتفع الهرمون لكلاكما، كما سينشط مواقع معينة في دماغك وتساعدك في الوقوع في الحب مع صغيرك.[٣]
- ستتغير أولوياتك عندما تصبح أبًا، فيصبح أطفالك هم من أهم الأولويات في حياتك، فقد تكون أولوياتكَ قبل ذلك أصدقائكَ والنزهات إلا أنها ستتغير كونكَ أصبحت أبا.[٣]
- أظهرت الدراسات انخفاض هرمون التستوستيرون، وبالتالي ستصبح أقل عدوانية.[٤]
أهمية الأب في حياة أطفاله
يلعب الآباء دورًا مهمًا في حياة أطفالهم، كما لا يمكن لأحد أن يسد ويملأ مكانكَ كأب، فهناك العديد من الأمور المهمة لوجود الأب في حياة أطفالهم، ومنها:[٥]
- يتطلع الأبناء إلى آبائهم لتقليدهم ووضع القواعد وتطبيقها في حياتهم القادمة، فإذا كنت تتعامل مع الناس باحترام فستعطي ابنك درسًا عن كيفية التعامل مع الناس.
- يساعد وجودك في حياة أطفالك في تكوين شخصيتهم.
- يعزز دور الأب من القوة والنمو الداخلي، كما يعزز من ثقتهم بنفسهم.
- الأب مصدر الأمان العاطفي والبدني في حياة أولاده وخاصة عند الفتيات، إذ ستعكس علاقتك الجيدة مع بناتك في إعطاء صورة عن كيف تكون العلاقة الجيدة مع الرجل، فإذا كنت قويًا وشجاعًا فستتطلع الفتاة للبحث عن شريك حياة يشبه أباها.
- يساعد وجود الأب في حياة أبناءه في التفوق في الدراسة كما ويؤثر على النمو المعرفي في المستقبل.
- يعزز وجود الأب في حياة أبنائه النمو الاجتماعي وإنشاء العلاقات مع الناس، كما سيساعده ذلك في الاختيار الصحيح للأصدقاء والأزواج في المستقبل.
قد يُهِمُّكَ
بعد أن عرفت دور الأب الكبير في بناء الثقة واحترام الذات لدى الأبناء، فكيف لكَ أن تكون أبًا جيدًا محبًا لأطفاله؟، لا تنسَ أن الحياة تغيرت فلن تعتمد القواعد التي سار عليها والداك في تربيتك وإخوانك فكل شيء اختلف، وإليكَ مجموعة من النصائح قد تُفيدك لتكون أبًا رائعًا، وهي:
- اعتنِ بنفسك وصحتك: إذا كنت بصحة جيدة ستتمكن من الاعتناء بأبنائك وزوجتك، لذا اهتم بنوعية غذائك وخذ قسطًا من الراحة ومارس الرياضة بين الحين والآخر.[٦]
- اقضِ الوقت مع أبنائك: قد يتعذر البعض بالعمل وعدم وجود الوقت الكافي، إلا أنه من الضروري تعزيز الروابط مع أبناءك، وذلك بقضاء المزيد من الوقت معهم ومشاركتهم أنشطتهم اليومية والتحدث إليهم.[٧]
- التوجيه الإيجابي للأبناء: يحتاج الأطفال إلى التوجيه عند قيامهم بتصرفات خاطئة، حاول أن تبتعد عن العقاب في البداية، وتذكيرهم بسلوكهم الخاطئ وعواقبه السيئة، فإنّ الهدوء في معالجة المشكلات سيزيد من الحب بين الآباء والأبناء، أمّا الصراخ والعقوبة يمكن أن تبعد أبناءك عنك، لذا حاول أن تكون هادئًا وصبورا.[٧]
- كن قدوة جيدة لأولادك: يتعلم الأبناء من آبائهم التصرفات والأخلاق العالية فإذا كنت شخصًا صادقًا ومتواضعًا سينعكس ذلك على أبنائك، أما إذا كنت غير ذلك فلا تلم أولادك على القيام بهذه التصرفات.[٧]
- تحدث مع أبنائك في مواضيع مختلفة: إن التحدث مع الأطفال منذ الصغر سيساعدهم ذلك في التحدث والحوار معك مستقبلا في الأمور والمشكلات التي تواجههم في حياتهم المستقبلية، لذا يمكنك تخصيص وقت للتحدث والاستماع جيدًا لهم.[٧]
- المشاركة في الأعمال المنزلية: يمكنك التعاون مع أفراد أسرتك حتى لو بفعل بسيط، كما يمكنك طلب المساعدة منهم في شراء الأغراض من السوق؛ إذ سيعلمهم ذلك أهمية التعاون الأسري.[٦]
- اقرأ لأبنائك: خصِص وقتًا للقراءة وشجعهم عليها، يمكنك اصطحابهم لاختيار الكتب المناسبة لأعمارهم، سيساعد ذلك في غرس أهمية القراءة لديهم عندما يكبرون، كما سيُساعد ذلك في التطوير من شخصيتهم في زمن انتشر فيه الإنترنت والتلفاز.[٧]
- تناول وجبات الغداء مع العائلة: سيزيد الجلوس على طاولة واحدة من الترابط الأسري، كما سيُعطي الأبناء فرصة للتحدث عن رغباتهم وما حصل معهم خلال اليوم.[٧]
- أظهر الاحترام لزوجتك أمام أبنائك: إنّ تبادل الاحترام بين أفراد العائلة سيعكس للأطفال أهمية الاحترام، كما سيوفر لهم بيئة آمنة خالية من المشكلات.[٧]
المراجع
- ↑ "The Science of Dad and the ‘Father Effect’", fatherly,14-7-2020، Retrieved 14-7-2020. Edited.
- ↑ " The best thing about being a dad is...", relate,14-7-2020، Retrieved 14-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Becoming a Father Changes You", zerotothree,14-7-2020، Retrieved 14-7-2020. Edited.
- ↑ "5 Ways Fatherhood Changes a Man's Brain", livescience,14-7-2020، Retrieved 14-7-2020. Edited.
- ↑ " The Importance of a Father in a Child’s Life", pediatricsoffranklin,14-7-2020، Retrieved 14-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "New dads: 10 tips for making a great start to fatherhood", raisingchildren,14-7-2020، Retrieved 14-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "How to Be a Good Father: Tips & Advice for Dads", brighthorizons,15-7-2020، Retrieved 15-7-2020. Edited.