محتويات
الثوم
دأب الناس على استخدام الثوم لعلاج الكثير من الأمراض منذ قرون طويلة؛ فقد وردت كتابات عن الثوم في المخطوطات الزرادشتية في القرن السادس قبل الميلاد، واكتسب الثوم مكانة مهمة أيضًا في الممارسات الطبية الخاصة بالسوماريين والمصريين القدماء، وكان الإغريق يلجؤون إلى تناول الثوم لزيادة قدرتهم الجسدية أثناء فترة الأولمبياد، كما احتل الثوم مكانة في التعاليم الطبية الصينية والهندية أيضًا، ولقد جاء في كتاب القانون في الطب المشهور لابن سينا فوائد كثيرة للثوم، منها: علاج التهاب المفاصل، والسعال المزمن، ووجع الأسنان، والالتهابات الطفيلية، والإمساك، ولدغات الحشرات والأفاعي، وغيرها الكثير من الفوائد.
أما حديثًا، فإن الباحثين قد أجروا الكثير من الدراسات العلمية الهادفة لإثبات الفوائد المرتبطة بالثوم، ولقد انصب مجهود الخبراء على توضيح فوائد الثوم المتعلقة بصحة القلب والشرايين، والوقاية من السرطان، والسكري، والعدوى الميكروبية، والطفيلية، والفطرية، والفيروسية، وغيرها الكثير من الفوائد[١]، لكن السؤال يبقى قائمًا حول فوائد الثوم لشعر الذقن أو اللحية أو شعر الرأس عمومًا، وهذا هو موضوع السطور القادمة.
فوائد الثوم للحية
يُعد الثوم مفيدًا لعلاج مرض يُدعى ثعلبة اللحية -التي تعد نوعًا من الثعلبة البقعية- والتي تؤدي إلى حصول تساقط لشعر الذقن أو اللحية، ولقد وجدت إحدى الدراسات العلمية الصغيرة عام 2007 أن معجون أو جل الثوم يُمكن له بالفعل أن يُساهم في علاج هذا المرض، ولقد توصل الخبراء إلى حقيقة مفادها أن المصابين الذين استخدموا معجون أو جل الثوم بجانب كريم الكورتيكوستيرويد قد أدى إلى تحسن ملحوظ في أعراض المرض عندهم مقارنة بالمصابين الذين اعتمدوا فقط على كريمات الكورتيكوستيرويد الدوائية[٢]. ويُعد الثوم مفيدًا ليس لشعر اللحية فحسب وإنما لشعر الرأس عمومًا، وبالإمكان الحصول على فوائد الثوم للشعر عبر تناوله مباشرة كطعام أو عبر وضعه على الشعر، وعلى الرغم من قلة الدراسات العلمية التي بحثت في فوائد الثوم لشعر اللحية وشعر فروة الرأس وتوجد حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لإثبات هذه الفوائد، إلا أن هناك بعض الباحثين الذين يتحدثون عن وجود بعض الفوائد المحتملة للثوم فيما يخص الشعر، منها[٣]:
- يحتوي الثوم على عناصر غذائية مفيدة لنمو الشعر؛ فالثوم النيء يحتوي على كميات من الفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو الشعر؛ كفيتامين ج، وفيتامين ب6، والمنغنيز، والسيلينيوم.
- يتميز الثوم بخصائص مضادة للميكروبات والفطريات، كما أن بوسعه القضاء على البكتيريا ومحاربة أنواع الميكروبات الأخرى التي تُسبب أمراضًا في شعر الرأس.
- يُساهم الثوم في حماية الخلايا المسؤولة عن صناعة بروتين الكيراتين من خطر الأشعة فوق البنفسجية التي تتغلغل داخل بصيلات الشعر، وهذا يعني أنه قد يكون للثوم قدرة على تأخير ظهور علامات الشيخوخة.
ويبقى الثوم أحد أصناف الأغذية التي تخلو من الكثير من العناصر الغذائية المهمة لنمو الخلايا وربما نمو الشعر أيضًا؛ فوفقًا لوزارة الزراعة في الولايات المتحدة، فإن 4 غرامات من الثوم النيء لا تحتوي سوى على 4 سعرات حرارية و1غرام واحد فقط من الكربوهيدرات، ويخلو الثوم نهائيًا من الدهون والبروتينات، كما أن كمية الفيتامينات والمعادن الموجودة فيه تبقى محدودة وليست كبيرة كما يتصور البعض، لكن يبقى الثوم مشهورًا باحتوائه على كميات قليلة من فيتامين ج وعنصر المنغنيز، ومن الجدير بالذكر أن بعض الخبراء يرفضون اعتبار الثوم أحد أصناف الأعشاب أو حتى الخضراوات[٤].
فوائد متنوعة للثوم
قد لا يحمل الثوم فوائد كثيرة لشعر اللحية أو لشعر الرأس، لكنه يبقى من بين أكثر أصناف النباتات فائدة فيما يتعلق بأمور أخرى، مثل[٥]:
- الوقاية من السرطان: انخفض خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 44% عند الأفراد الذين تعودوا على تناول الثوم النيء يوميًا لـ 7 سنوات متتالية وفقًا لإحدى الدراسات الصينية، كما أثبتت دراسات أخرى أن الثوم يحتوي على مركبات قادرة على تدمير أنواعٍ محددة من السرطانات التي تصيب الدماغ.
- الفصال العظميّ: بات بعض الباحثين يتحدثون عن قدرة الثوم فيما يخص خفض خطر الإصابة بالفصال العظميّ، وهذا الأمر ينطبق أيضًا على بعض أصناف النباتات الأخرى التي تنتمي إلى نفس فصيلة الثوم؛ كالبصل مثلًا.
- احتمالية مقاومة البكتيريا: أظهرت نتائج دراسة أن لأحد المركبات الكيميائية الموجودة في الثوم مفعولًا أقوى بـ 100 مرة من مفعول بعض المضادات الحيوية الخاصة بمحاربة بعض أنواع البكتيريا المسؤولة عن الإصابة بالالتهابات المعوية.
- حماية القلب: تُساهم بعض المركبات الكيميائية الموجودة في الثوم في حماية القلب أثناء العمليات الجراحية وبعد التعرض للنوبات القلبية، ولقد حاول بعض الباحثين في جامعة انقرة التركية تحري تأثير الثوم على مستويات الدهون في الدم عند المرضى المصابين أصلًا بارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، واستنتجوا في النهاية بأن إعطاء مكملات الثوم قد ساهم فعلًا في خفض مستوى الدهون والكوليسترول في الدم، فضلًا عن انخفاض ضغط الدم أيضًا.
- علاج المشاكل الجلدية: يشير الباحثون إلى إمكانية أن يكون الثوم مفيدًا لعلاج الكثير من المشاكل الجلدية، مثل الصدفية، والجروح، والالتهابات الفيروسية والفطرية التي تصيب الجلد[٦].
- فوائد أخرى محتملة: تشتمل بعض أبرز الفوائد الأخرى المحتملة للثوم على الحماية من سرطان البروستاتا، وحماية الكبد من مضاعفات الإدمان على الكحوليات، وخفض خطر الولادة قبل الأوان عند الحوامل، والحماية من أمراض الرشح والزكام، ولكن بعض هذه الفوائد تحتاج إلى المزيد من الدراسات لإثباتها.
أضرار الثوم
لا يشكو معظم الناس من أي مشاكل عند تناول الثوم، لكن قد يُعاني البعض منهم من ظهور أعراض الحساسية عند تناول الثوم على الرغم من أن الحساسية اتجاه الثوم والبهارات غير شائعة مقارنة بأنواع أخرى من حساسية الطعام، وتتضمن أعراض الحساسية من الثوم –مثلًا- صعوبات تنفسية، وطفحًا جلديًا، وتورمًا في الوجه، وقد يُعاني البعض كذلك من بعض المشاكل الهضمية عند تناول الثوم لا علاقة لها بالحساسية؛ كالغازات، والانتفاخات، والحرقة، والإسهال، والقرحة، كما يشكو الناس من خروج رائحة كريهة من الفم والجسم بسبب الثوم، خاصة عند مضغ الثوم أو تناوله على معدة فارغة.
أما بالنسبة إلى موضوع تداخل الثوم مع أنواع الأدوية؛ فإن هذا الأمر غير واردٍ كثيرًا في حال تناول الثوم بكميات معتدلة، وقد يحدث ذلك في حال تناول مكملات الثوم؛ إذ يُمكن لهذه المكملات أن تتداخل مع أدوية الإيدز وبعض أنواع أدوية تخثر الدم، وهذا يعني أن الثوم يزيد من خطر الإصابة بالنزيف عند تناوله مع أدوية مضادات تخثر الدم، ويشير الخبراء كذلك إلى ضرورة توخي الحذر عند استخدام زيوت الثوم الأساسية موضعيًا على الجلد؛ إذ يُمكن لهذه الزيوت إذا استخدمت استخدامًا خاطئًا أن تؤدي إلى الشعور بالحرقة أو التهيج الجلدي، بل وقد تؤدي إلى الإصابة بالأكزيما أيضًا، كما لا يجوز تناول هذه الزيوت إطلاقا[٧].
نصائح للعناية باللحية
لا بد للرجال الذين يرغبون بتطويل اللحية اتباع الخطوات المناسبة للحفاظ على نظافة وأناقة لحيتهم، ومن بين هذه الخطوات ما يلي[٨]:
- استخدام الشامبوهات المناسبة: يجف شعر اللحية عند استخدام أنواع الشامبوهات العادية أو إهمال غسل اللحية أصلًا، لذا لا بد من البحث عن أنواع مناسبة من الشامبوهات للحية والالتزام بغسل اللحية وتنظيفها دائمًا.
- استخدام زيوت العناية المناسبة: تتوفر الكثير من أنواع الزيوت والمنتجات الخاصة بالعناية بالشعر في الأسواق، لكن يبقى من الأنسب البحث عن أنواع المنتجات التي لا تُسبب انسدادًا في مسامات الجلد.
- تقصير اللحية: يجب تشذيب أو قص شعر اللحية كل شهرين للحفاظ على نهايات الشعر بحالة جيدة، حتى ولو كان الرجل يرغب بتطويل اللحية كثيرًا.
المراجع
- ↑ Leyla Bayan, Peir Hossain Koulivand, and Ali Gorji (2-2014), "Garlic: a review of potential therapeutic effects", Avicenna J Phytomed, Issue 1, Folder 4, Page 1–14. Edited.
- ↑ Cynthia Cobb, DNP, APRN (21-12-2018), "Alopecia Barbae: How to Treat Bald Spots on Your Beard"، Healthline, Retrieved 14-12-2019. Edited.
- ↑ Debra Rose Wilson, PhD, MSN, RN, IBCLC, AHN-BC, CHT (1-5-2018), "Garlic on Your Hair? What to Keep in Mind"، Healthline, Retrieved 14-12-2019. Edited.
- ↑ Richard N. Fogoros, MD (14-10-2019), "Garlic Nutrition Facts"، Very Well Fit, Retrieved 14-12-2019. Edited.
- ↑ Natalie Butler, R.D., L.D (18-8-2017), "What are the benefits of garlic?"، Medical News Today, Retrieved 14-12-2019. Edited.
- ↑ Nader Pazyar and Amir Feily (31-1-2011), "Garlic in dermatology", Dermatol Reports, Issue 1, Folder 3, Page e4. Edited.
- ↑ Kelly Kennedy, RD (7-7-2019), "A Detailed Guide to Eating Garlic and Reaping Its Possible Health Benefits"، Everyday Health, Retrieved 14-12-2019. Edited.
- ↑ Melinda Ratini, DO, MS (24-10-2015), "12 Easy Beard Care Tips"، Webmd, Retrieved 14-12-2019. Edited.