فوائد البيض للجسم

فوائد البيض للجسم
فوائد البيض للجسم

البيض

عرف الإنسان البيض منذ قرون عديدة، ودُجِّن الدجاج البريّ في الهند في 3200 قبل الميلاد، ويستخدم البيض في الكثير من الأطباق اليومية، ويتكون البيض من الصفار الذي يشكل ثلث البيضة بالإضافة إلى البياض الذي يتكون في الأساس من الماء والبروتين، ويعد البروتين مهمًا لعدة وظائف منها بناء العضلات والأعصاب والعظام، ويحتوي البروتين الموجود في البيض على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي لا يمكن للجسم أن ينتجها، كما تحتوي البيضة الواحدة على 10% من الدهون المشبعة وغير المشبعة، وسنتناول في هذا المقال أهمية البيض للجسم .[١]


فوائد البيض للجسم

إن للبيض فوائد جمَّة ومن بينها ما يلي:

  • يحتوي على مضادات الأكسدة: يعد البيض مصدرًا غنيًا بمضادات الأكسدة خاصة اللوتين والزيكزانثين؛ إذ تساهم هذه المضادات في تقليل الضرر الذي يُصيب الأنسجة، وتُعدُّ جزءًا أساسيّا من الطعام الصحي، كما أنها تعزز صحة العين، فضلًا عن ذلك يشير تحليل نُشِر في شباط عام 2017 في مجلة المُغذِّيات إلى أنّ الحصول على مقدار كافٍ من هذه المُغذِّيات قد يُقلِّل خطر الإصابة بالسُّاد، ويرتبط بإبطاء تقدم الضمور الشبكيّ المُصاحِب للتقدُّم في السن، وهما مرضان شائعان يصيبان العينين، ويؤديان إلى العمى، كما أنها قد تقي كذلك من ضرر الأشعة الزرقاء الصادرة من أشعة الشمس، وشاشة التلفزيون والحاسوب".[٢]
  • غني بالكولين: يعد الكولين مُغذيًا ضروريًا لوظائف الذاكرة والإدراك، ولذلك فإنّ من المُهمّ الحصول على ما يكفي منه من خلال الطعام، وينتج الكبد كمية قليلة منه إلّا أنّها لا تكفي لتلبية الاحتياجات اليوميّة، ويعد البيض أحد الأطعمة القليلة الغنية بالكولين، إذ إنّ بيضة كبيرة تُوفِّر ما نسبته 27% من المقدار اليومي المُوصَى به لهذا المُغذي.[٢]
  • يحتوي على بروتين بجودة عالية: إنّ الأحماض الأمينية هي العناصر الأساسية للبروتين، وإنّ التركيبة الفريدة للأحماض الأمينية تساعد البروتين على تأدية وظيفته، وتوجد تسعة أحماض أمينية أساسية لا يستطيع الجسم إنتاجها، ولكن يجب التّزود بها من خلال الطعام، والأحماض الدهنية الأساسية هي: الهستيدين، والإيزولوسين، واللّوسين، والميثيونين، والفالين، والتريبتوفان، والثرييونين، والفينيل الانين، واللّايسين، وإنْ فُقِد حمض أميني واحد منها فستتعطل العمليات في الجسم، ويزوِّد البروتين عالي الجودة كافة الأحماض الدهنية الأساسية على نحو ملائم لما يحتاجه الجسم، كما يشتمل البيض على إحدى أعلى القيم البيولوجية ـ هي أداة لإظهار جودة البروتين ـ بنسبة 93.8%، وتبلغ القيمة البيولوجية للحليب ما نسبته 84.5%، وللسمك 76%، وللحم البقر 74.3%، واستنادًا إلى القيمة البيولوجية فإن البيض يحلّ في المرتبة الثانية بعد حليب الأم.[٣]
  • تعزيز صحة الدماغ: يحتوي البيض على عدد من المُغذِّيات المُرتبِطة بإبقاء الدماغ بأفضل حال ولا سيّما فيتامينات ب المُركَّبة والكولين، وبحثت دراسة نُشِرت في شباط من عام 2016 في مجلة ‹‹المُغذِّيات›› دور فيتامين ب12، وفيتامين ب6، وحمض الفوليك، وتوصّلت إلى أنّ هذه المُغذِّيات ضرورية للأداء السليم للدماغ، كما قد بحثت دراسةٌ العلاقةَ بين المقدار الغذائي من الكولين والخرف وخلصت إلى نتائج واعدة، ونظر الباحثون في حوالي 2,500 رجل من غير المصابين بالخرف ممّن تتراوح أعمارهم ما بين 42 و60 طوال خمس سنوات ولاحظوا أن المُشاركِين الذين تناولوا مقدارًا أكبر من كلٍ من الكولين وفوسفاتيديل الكولين كانت إصابتهم بالخرف أقل بنسبة 28% حسب بحث نُشِر في تموز من عام 2019 في ‹‹المجلة الأمريكية للتغذية السريرية››.[٢]


مضارّ البيض

ينطوي تناول البيض على بعض المضارّ ومنها ما يلي:

  • الحساسية: تحدث معظم حالات الحساسية من البيض لدى الأطفال وهي في الغالب تختفي بحلول سنة الخامسة، وتنجم الحساسية للبيض عن تحديد جهاز المناعة بصورة خاطئة بعضَ البروتينات في البيض على أنّها ضارة، ويُمكِن أن تتضمّن الأعراض الطفيفة طفحًا جلديًا، وشَّرى، وانتفاخًا، وسيلان الأنف، وحكة، والدموع، وقد يشعر الأشخاص أيضًا بتوعك هضمي، وغثيان، وتقيؤ، وقد يُسبِّب البيض ردَّ فعلٍ تحسُّسي يُعرَف بالصَّدمة على الرغم من أنّ ذلك نادر الحدوث، وتُحدِث هذه عددًا من الأعراض بما فيها هبوط ضغط الدم، وانتفاخ شديد في الحلق والوجه، مما قد يهدد الحياة.[٤]
  • قلة امتصاص البيوتين: قد يُقلِّل بياض البيض النيء من امتصاص الفيتامين الذائب في الماء، البيوتين الذي يتواجد في عدد كبير من الأطعمة، ويلعب البيوتين دورًا هامًا في إنتاج الطاقة، ويشتمل بياض البيض النيء على البروتين، الآفيدين الذي يتحدُّ بالبيوتين ويمنع امتصاصه، ونظريًا قد تكون هذه مشكلة إلّا أنّ تناول المرء كمياتٍ كبيرة من بياض البيض النيء يُسبِّب نقص البيوتين، بالإضافة إلى أنّه ليس للآفيدين المفعول ذاته حينما يُطهَى البيض.[٤]
  • التسمُّم الغذائي: إنّ مبعث القلق الأكثر شيوعًا فيما يتعلَّق بالبيض هو التسمُّم الغذائي من البكتيريا السَّلْمونيلا التي تحملها الدواجن بصورة طبيعية، إذ قد تُلوِّث هذه البكتيريا البيض، وقد تكون الإصابة بها خطيرة ولا سيّما على الأطفال الصِّغار، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مناعيّة، وأولئك الذين تعدّت أعمارهم سن الخامسة والستين، ولكنّ اتخاذ بضع تدابير وقائية بسيطة عند شراء البيض، وخزنه، وطهيه يُقلِّل خطر الإصابة بالتسمم الغذائي بشكل ملحوظ، وتشمل نصائح السلامة للتعامل مع البيض ما يلي[٥]:
    • شراء البيض من مصدر حسن السُّمعة ومُرخَّص، أو مُزارِع محليّ موثوق.
    • الحرص على عدم وجود شقوق أو ثقوب في قشرة البيض قبل شرائه.
    • حفظ البيض في الثلاجة عند درجة حرارة 40 فهرنهايت (4.4 سلسيوس).
    • غسل اليدين وجميع الأسطح المكشوفة بالماء والصابون فورًا بعد ملامسة البيض النيء.
    • تناول أو تبريد البيض بعد ما لا يزيد عن ساعتين من طهيه.
    • طهو البيض إلى أنْ يُصبح البياض جامدًا على الأقل (ويجب على الأفراد الأكثر عُرضة للإصابة أن يكون البيض عندهم مطهوًا حتّى يصبح كلٌ من البياض والصَّفار جامدين).
    • طهو أطباق البيض بدرجة حرارة داخلية تبلغ 160 فهرنهايت (71.1 سلسيوس).
    • طهو البيض المخفوق إلى أن يُصبح جامدًا.
    • التخلص من البيض المكسور، والمُتسِّخ، والمتشقق، بالإضافة إلى البيض منتهي الصلاحية.
    • تجنب البيض الذي له قوام أو مظهر أو رائحة غريبة.
    • إبقاء البيض النيء بعيدًا عن الأطعمة الأخرى وخصوصًا تلك التي لا تتطلَّب الطهو.
    • استخدام البيض المُبستَر في بعض التتبيلات مثل الصلصة الهولنديّة، والمايونيز، وسلطة قيصر.


العلاقة بين البيض والكوليسترول

افترض منذ زمن طويل أن البيض يسدُّ الشرايين وربّما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب؛ وذلك لاحتوائه على الكوليسترول، وفي عام 1968 أوصت الجمعية الأمريكية للقلب ألّا يتناول الأشخاص أكثر من 300 مليغرام من الكوليسترول الغذائي في اليوم، وألّا يتناولوا أكثر من ثلاث بيضات في الأسبوع نظرًا لأن البيض مصدر وافر بالكوليسترول، وما زالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية توصي بتحديد استهلاك الكولسترول الغذائي ضمن 300 مليغرام في اليوم، ومع ذلك تظهر أبحاث حديثة أن البيض لا يشكّل خطرًا على صحة القلب عند الأشخاص الأصحِّاء، فالكوليسترول يعد مُغذيًا ضروريًا يساعد الجسم على تكوين الهرمونات وفيتامين د، ووجدت دراسة شملت أكثر من 800 رجل أن مقدار البيض - أو بالأحرى مقدار الكوليسترول - لم يزد خطر الإصابة بأمراض القلب حتّى عند الأشخاص المُعرضِين بالوراثة لارتفاع نسبة الكولسترول لديهم.

ومن الجدير ذكره (كما تشير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية) أن البيض يحتوي على الدهون المُشبَعة (1.5 غرام في بيضة كبيرة) التي يمكن أن ترفع نسبة الكوليسترول عند الإفراط في تناولها، وهو أمر يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، وفي حين أنّ تناول بيضة واحدة في اليوم لا يعد ضارًّا إلّا أنّه يجب التحدث مع الطبيب بشأن ما يلائم الشخص والمخاوف الصحية الخاصة به.[٦]


المراجع

  1. David Kritchevsky (08-02-2020), "EGGS"، Encyclopedia.com, Retrieved 24-02-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Maya Feller (12-09-2019), "7 Reasons to Crack an Egg for Breakfast"، Livestrong, Retrieved 23-02-2020. Edited.
  3. Chelsea Torres (31-01-2020), "Everything About Eggs: Types, Nutrition, Health Benefits, Precautions"، eMediHealth, Retrieved 23-02-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Helen West (13-12-2018), "Egg Whites Nutrition: High in Protein, Low in Everything Else"، Healthline, Retrieved 23-02-2020. Edited.
  5. Jennifer Huizen (01-11-2019), "All you need to know about egg yolk"، Medical News Today, Retrieved 23-02-2020. Edited.
  6. Jessica Migala (07-07-2019), "The Ultimate Guide to Eggs: What’s in Them, Why They’re Good for You, and How to Prepare Them"، Everyday Health, Retrieved 23-02-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :