آثار التسمم الغذائي

التسمم الغذائي

تنجم حالات التسمم الغذائي عن تناول أحد الأطعمة الملوثة، أو الفاسدة، أو السامة، التي تحتوي على أحد أنواع الميكروبات الضارة؛ كالبكتيريا، والفيروسات، والديدان الطفيلية، وتُعد البكتيريا بالذات أحد أكثر أسباب التسمم الغذائي شيوعًا، ومن بين أشهرها كل من بكتيريا السالمونيلا، والبكتيريا الإشريكية القولونية، والبكتيريا الليسترية، وتشير بيانات الجهات المختصة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مسؤولة بكتيريا السالمونيلا لوحدها عن حوالي مليون حالة تسمم غذائي سنويًا، وعلى العموم توجد الميكروبات في جميع أنواع الأطعمة والمنتجات الغذائية تقريبًا، لكن الطبخ بالحرارة العالية هو أمرٌ كفيل بقتل معظم هذه الميكروبات قبل أن تدخل إلى جسم الإنسان، لذا ليس من الغريب أن تكون الأطعمة النيئة هي من بين أكثر أسباب التسمم الغذائي شيوعًا، ويُمكن أيضًا أن تحتوي بعض أنواع الأطعمة المطبوخة على بقايا براز بشري أحيانًا في حال إهمال محضر الطعام لغسل اليدين قبل تحضير الطعام[١].


آثار ومضاعفات التسمم الغذائي

تتباين الأعراض والعلامات الدالة على التسمم الغذائي بتباين مصدر التلوث أو التسمم، لكن يُمكن القول عمومًا بأن معظم حالات التسمم الغذائي تُعاني عادةً من الغثيان، أو التقيؤ، أو الإسهال، أو آلام البطن، أو الحمى، وقد تبدأ هذه الأعراض بالظهور خلال ساعات قليلة بعد تناول الطعام الملوث، أو قد تظهر بعد مرور أيام أو حتى أسابيع أحيانًا، وقد تدوم هذه الأعراض لبضعة ساعات أو لأيام عديدة، كما قد يُصبح من الضروري مراجعة طوارئ المشفى على وجه السرعة في حال استمرت نوبات التقيؤ دون توقف، أو بدء المصاب بتقيؤ الدم، أو لاحظ نزول الدم مع البراز، أو بدء بالشكوى من آلام شديدة للغاية في البطن، أو ظهرت أحد الأعراض العصبية السيئة عليه؛ كتنميل الذراعين وضعف الإبصار، أو أي من الأعراض السيئة والخطيرة الأخرى الدالة على حدوث مشاكل صحية حرجة، كالجفاف مثلًا، الذي يُعد أحد أبرز المضاعفات والآثار السيئة المصاحبة للتسمم الغذائي، وعادةً ما ينجم الجفاف عن كثرة التقيؤ والإسهال المستمر، وتزداد حدة الجفاف أكثر عند الأطفال الرضع، والكبار بالسن، والمصابون بضعف جهاز المناعة، وقد يضطر البعض إلى الذهاب إلى المشفى للحصول على السوائل الوريدية لتعويض النقص الحاصل في سوائل الجسم بسبب الجفاف، وعلى أي حال يُمكن ذكر أبرز المضاعفات والآثار السيئة لبعض أنواع الميكروبات المسببة للتسمم الغذائي على النحو الآتي[٢]:

  • مضاعفات البكتيريا الليسترية المستوحدة: تحمل هذه البكتيريا مضاعفات سيئة للغاية على الأجنة عند الحوامل بالذات، وقد تؤدي إلى حصول إجهاض في بداية الحمل، أو موت الجنين عند الولادة، أو ولادة الجنين قبل الأوان، أو إصابة الجنين بعدوى شديدة عند ولادته، وقد تتسبب هذه البكتيريا بأضرار عصبية وتأخر في نمو الطفل فيما بعد.
  • مضاعفات بكتيريا الاشريكية القولونية: تمتاز بعض أنواع هذه البكتيريا بمقدرتها على التسبب بحالة مرضية سيئة تُدعى بمتلازمة انحلال الدم اليوريمية، التي تؤدي إلى ضرر في بطانة الأوعية الدموية الصغيرة في الكليتين، مما قد يؤدي إلى فشل كلوي في النهاية.
  • مضاعفات بكتيريا السالمونيلا: تُعاني نسبة قليلة من المصابين ببكتيريا السالمونيلا من آلامٍ في المفاصل، وقد تدوم هذه الآلام لأشهر طويلة أحيانًا، كما قد يشكو المصابون من الألم عند التبول ومن آلام وحكة العين أيضًا، وتمتلك بكتيريا السالمونيلا مقدرة على الدخول إلى الدم والتسبب بالتهابات في الأنسجة المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، وبطانة القلب والأوعية الدموية، والعظام أيضًا[٣].


الوقاية من التسمم الغذائي

تتضمن بعض أهم النصائح والخطوات البسيطة والاحترازية لتفادي الإصابة بالتسمم الغذائي ما يأتي[٢]:

  • تكرار غسل اليدين وأطباق الطعام باستعمال الماء الدافئ قبل وبعد تحضير الطعام.
  • فصل الأطعمة الجاهزة عن الأطعمة النيئة أثناء التسوق أو تحضير الطعام.
  • وضع الأطعمة القابلة للفساد سريعًا داخل الثلاجة بعد شرائها.
  • طبخ الأطعمة على درجة حرارة مناسبة لقتل الميكروبات.
  • التخلص من الأطعمة المشكوك بأمر سلامتها.
  • تجنب تناول البيض النيء، واللحوم والأسماك النيئة.
  • تجنب تناول الحليب غير المبستر.


المراجع

  1. Carissa Stephens, RN, CCRN, CPN (18-7-2017), "Food Poisoning"، Healthline, Retrieved 30-7-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Food poisoning", Mayo Clinic,15-7-2017، Retrieved 30-7-2019. Edited.
  3. Carol DerSarkissian (28-12-2018), "What Is Salmonella?"، Webmd, Retrieved 30-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :