ما هو علاج الجدري

ما هو علاج الجدري
ما هو علاج الجدري

الجدري ولقاحه

الجدريُّ هو عبارةٌ عن حالةٍ مرضيّةٍ جلديّةٍ ناشئةٍ عن عدوى فيروسيّة، تُصيب كلٌّ من المراهقين والبالغين وكذلك الأطفال، على خلاف ما يشيعُ بين النّاس أنّهُ يصيب الأطفال فقط، وينتقلُ فيروس الجُدري من شخصٍ مُصابٍ إلى آخر سليم إذ يُدمّرُ صحّة الإنسان ويؤدي إلى فقدان بصره وأحيانًا إلى وفاته إذ يموت ما يقارب ال20% من المصابين به، أما النّسبة المُتبقية فغالبًا ما تُصاب بإعاقات وتشوهات دائمة أغلبها العمى، إذ يظهرُ على شكل بثورٍ أو طفحٍ جلديٍّ على طبقاتِ الجلد الخارجيّة، ومع مرور الوقت تظهرُ قشورٌ جافةً فوق سطح النّدب تؤدي إلى جفافها وسقوطها مع ترك أثرٍ ظاهرٍ خلفها، ولكنّ الأخبارَ السارّةَ ظهرت في عام 1796 حين استطاع الطّبيبُ الإنجليزي إدوارد جينر إنتاج أوّل مطعومٍ فعّال مضادٍّ للجدري، وكانت نتائجه واضحةً إذ تمكّن من القضاء على المرض في كلّ من قارتي أوروبا وأمريكا الشّماليّة في الأربعينيات من القرن العشرين، كما سُجّلت آخر حالة مصابٍ بهذ المرض عام 1977 في أفريقيا وتحديدًا في الصّومال، إلى أن جاء الإعلان النّهائيُّ عام 1980 من قِبل منظمة الصّحة العالميّة أنّه تم القضاءُ على المرض نهائيًا.


الحرب البيولوجية بالجدري

من الأمور الغريبة والمُحزنة المُتعلقة بالمرض أنّ الفيروس قد استُعمل كسلاحٍ إرهابيٍّ في سنة 1763، حين استخدمتها القوات البريطانية في الولايات المتحدة الأمريكيّة للقضاء على الهنود الحمر، إذ أرسل قائد القوات البريطانيّة بطانيتين بالإضافة إلى منديل ملوثٍ بفيروس مرض الجدري على شكل هديّة إلى زعماء الهنود الحمر، لينتج عنها انتشار للمرض الذي قتل ما يقارب نصف سكان المنطقة والمحليين من الهنود الحمر، لتُسمى حينها بالحرب البيولوجية.


أعراض مرض الجدري

يشعرُ مرضى مرض الجدري بمجموعة من الأعراض المُشتركة، وفيما يلي أبرزها:

  • ارتفاعُ درجةِ حرارة الجسم والحمّى والقشعريرة.
  • الإحساس بعدم الرّاحة عامّةً.
  • آلام الرّأس الشّديدة.
  • الإعياء والوهن البدني الحاد.
  • الإحساس بآلامٍ شديدة في الظّهر.
  • الترجيع والاستفراغ.


مراحل تطور مرض الجدري

يمرُّ المريضُ بالجدري بعدّة مراحل متتالية كما يلي:

  • ظهور أعراض الإصابة ومع مرور الأيام تظهرُ ندبٍ حمراء اللون على كلٍّ من مناطق الوجه والأطراف العلوية.
  • تظهرُ النّدب على منطقة الجذع بعد يوم إلى يومين.
  • تتحوّلُ النّدب الظّاهرة على سطح الجلد إلى جيوبٍ مُمتلئة بسوائل شفافة وصديد التهابيٍّ.
  • تسقطُ القشور الخارجيّة للنّدب بعد ما يقارب ثمانية إلى تسعة أيام من بداية المرض.
  • تتركُ البثورُ آثارًا ندبيّةً منقرةً وعميقةً.
  • من الممكن أن تظهر البثور في الأغشية المخاطية الأنفيّة، وجوف الفم، لتتحوّل إلى تقرحاتٍ حساسة تنفتح بقوة.


أسباب الإصابة بمرض الجدري

تتعدّدُ طرق ووسائل انتقال فيروس الجدري من الشّخص المصاب إلى السّليم كما يلي:

  • ينتقلُ الفيروسُ المُسبّبُ للمرض عن طريق بعض سوائل الشّخص المصاب إلى الشّخص السّليم؛ مثل السّعال أو العطاس.
  • ينتقل فيروس الجدري عن طريق تنفس الشّخص المصاب، وبالأخص في حال كان متواجدًا فى منطقة غير جيّدة التّهوية.
  • ينتقل الفيروس عن طريق استعمال أدوات الفرد المُصاب الشّخصيّة، كملعقة طعامه أو فرشاة أسنانه أو غطاء سريره.


مضاعفات الإصابة بمرض الجدري

في حال لم يستطع الجسم مقاومة فيروس الجدري يمكن أن يتطوّر لمجموعة من المضاعفات السّلبيّة، وبخاصة في حال كانت الإصابة لدى البالغين أو الكبار وليس الأطفال، وتزدادُ خطورة المضاعفات المُمكنة لدى الحالات التالية:

  • الحوامل من النّساء.
  • الأفراد المصابين بمشاكل الجهاز المناعي وضعفه.
  • الأفراد الذين يعانون من ارتفاع درجة حرار الجسم والحمّى لمدّة تفوق الثلاثة إلى أربعة أيام.
  • لدى صغار السّن ذوي الأعمار التي تقلُّ عن ستّة أشهرٍ.

وفي حال كانت الإصابة لدى طفل سليم تظهر أعراض الإصابة بالجدري على نحو خفيف، ولكنّ المضاعفات التي تنذرُ بالخطر تكون بواحدة ممّا يلي:

  • انتشار النُّدبِ والطّفح الجلدي حول منطقة العينين والجفون وكذلك البطانة الدّاخلية للجفنين.
  • الإغماء والدّوخة.
  • التّوتر والارتباك.
  • نوبات صعوبات التّنفس وضيق المجاري التّنفسيّة.
  • تصلّب عظام الرّقبة وصعوبة تحريكها.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم ارتفاعًا كبيرًا جدًا يفوق الوضع الطّبيعي بمراحل كبيرة.


علاج الإصابة بفيروس الجدري

من المعروف أنّه لا يوجد علاجٌ مخصّصٌ لمكافحة فيروس الجدري، إذ يعتمدُ الأطباءُ علاجَ مرضى الجدري عن طريق العزل التام والفوري والتّكميلي ليس إلا، ولا تعطى العقاقير المُضادة إلا في حال ظهرت علامات التّهابيّة جرثوميّة ثانوية، ويكون العلاج كما يلي:

  • استخدام حمامات الشّوفان البدنيّة: إذ إنّ حبوب الشّوفان تُعدُّ مهدئةً للتّهيج، وتساعد على تخفيف الحكّة وتورُّمات النّدب الجلدية.
  • اعتماد الضّغط البارد: إذ يكمن دوره المباشر في خفض درجة حرارة البدن والحمّى.
  • تناول مضادات الهيستامين الفموية: علمًا بأنّ مضادات الهيستامين هي مضاداتٌ للحساسيّة وما يرافقها من تهيُّجاتٍ جلدية وحكّة.
  • الراحة والاسترخاء.
  • تناول الكثير من السوائل.

يجب الحرص على عدم فتح أو خدش النّدب كونها تحتوي على الفيروسات التي تتسبّب بالعدوى والانتشار المباشر في حال فُتحت.

فيديو ذو صلة :