ارتفاع ضغط الدم
ينصحُ الخبراءُ الأفرادَ بالبدء بقياس مستوى ضغط الدّم لديهم بانتظامٍ بعد وصولهم إلى سنِّ 20 سنةً لتجنب الوقوع ضحيةً للتّبعات الخطيرة لارتفاع ضغط الدّم، التي من بينها السّكتة القلبية، والسّكتة الدّماغيّة، وأمراض الكلى، وتنبعُ قدرةُ ارتفاع ضغط الدّم على التّسبُّب بكلِّ هذه المشاكل من حقيقة تأثيره المباشر على جدران الشّرايين الدّموية التي تُغذي القلب، والدّماغ، وسائر أعضاء الجسم الحيويّة، ويشيرُ الخبراءُ إلى أنّ أغلبَ الأفراد البالغين المصابين بارتفاع ضغط الدّم هم حقيقةً يُعانون ممّا يُعرفُ بارتفاع ضغط الدّم الأساسي أو المجهول السبب، الذي يُصاب الفردُ به بصورةٍ تدريجيّةٍ، وقد لا يعلمُ الفردُ عن إصابته به أبدًا ما لم يقس مستوى ضغط الدّم لديه أو أن يُعاني من تبعاته المؤذية على صحّة أعضاء الجسم الأخرى، ومن بين الأفراد من يُصابون كذلك بما يُعرفُ بارتفاع ضغط الدّم الثانوي، الذي ينجمُ عن الإصابة بأمراضٍ أخرى أو عن تناول أدوية معيّنة، وعلى العموم فإنّ نسبَ الإصابة بارتفاع ضغطِ الدّم تزيدُ كثيرًا بين الرّجال فوق سنّ 45 سنةً، وبين النّساء فوق سنّ 65 سنةً، وبين الأفراد ذوي الوزن الزّائد، والمدخنين، والأفراد الذين يستهلكون الكثير من الكحول[١].
سبب ارتفاع ضغط الدم المفاجئ
تشتملُ أهمّ الأسباب المؤدية إلى حدوث ارتفاع أو انخفاض مفاجئ على مستوى ضغط الدّم على ما يلي[٢]:
- التّعرُّض للتّوتر: لا يخفى على أحدٍ أنّ التّعرُّضَ لنوبات من التّوتر العاطفي أو القلق يُمكنه أن يؤدي إلى زيادة مفاجئة تمسُّ ارتفاع ضغط الدم، وقد يتسبّب ذلك فيما بعد بحدوث مضاعفات مرضيّة دائمة ناجمة عن ارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة متلازمة المعطف الأبيض: تشير الإصابة بهذه المتلازمة إلى معاناة الفرد من الارتفاع المفاجئ لضغط الدّم بسبب خشيته وخوفه من مقابلة الطّبيب، وقد يرجعُ ضغط الدّم لدى الفرد إلى مستواه الطّبيعي حال رجوعه إلى البيت، وفي الحقيقة فإنّ الإصابةَ بهذه المتلازمة لا تعني الإصابة بارتفاع ضغط الدّم، لكنّها تعني أنَّ الفردَ أصبح أكثر عرضةً من غيره للإصابة بارتفاع الضغط.
- تناول الأدوية: تمتلكُ الكثيرُ من الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة قدرةً على التّأثير على مستوى ضغط الدّم ومن بين أبرز الأدوية التي تزيد من ضغط الدّم تلك الخاصة بمقاومة أمراض الزّكام والحساسيّة، وعلى العكس فإنّهُ يوجدُ أدويةٌ أخرى يُمكنها تقليل مستوى ضغط الدّم، مثل مدرات البول.
- ممارسة الأنشطة البدنية: تؤدي ممارسةُ الأنشطةِ البدنيّة والتّمارين الرّياضيّة إلى زيادة مستوى ضغط الدّم، كما يُمكن لأنشطة بسيطة، كالكلام والضّحك، أن تزيدَ من ضغط الدّم أحيانًا، ولا يغيبُ عن الخبراء التّذكير بأنّ ممارسةَ المعاشرة الجنسيّة من بين الأمور التي يُمكنه زيادة مستوى ضغط الدّم أيضًا.
- تناول بعض أنواع الطعام والشراب: تتميّزُ بعض أنواع الأطعمة بقدرة استثنائية على رفع مستوى ضغط الدم، بما في ذلك الأطعمة الغنيّة بمادة تُدعى ب "التِّيرامين"، التي توجد في الأطعمة المخمّرة والمُخللات، كما أنّ بعضَ المشروبات الغنيّة بالكافيين يُمكنها زيادة ضغط الدّم بصورة مؤقتة أحيانًا.
- الإصابة بمشاكل الغدد الكظرية: تُعدُّ الغددُ الكظريّةُ مسؤولةً عن إفراز العديد من أنواع الهرمونات الأساسية التي تؤثّرُ على مستوى ضغط الدّم، لهذا فإنّ فرطَ نشاط هذه الغدد يُمكنه أن يؤدي إلى زيادة بمستوى ضغط الدّم بصورة مفاجئةٍ، لكنّ العكسَ صحيح أيضًا؛ فإنّ قلَّ نشاطُ هذه الغدد فإنّ مستوى ضغط الدّم يُمكن أن يقلَّ بصورة مفاجئة، وقد تُصاب الغدد الكظرية كذلك بأنواعٍ نادرة من الأورام التي تؤثّرُ على إنتاجها من الهرمونات وتؤدي إلى عدم انتظام قراءات ضغط الدم.
- أسباب أخرى: تزيدُ نسبُ المعاناة من ارتفاع ضغط الدّم عند الأفراد الذين تتطلّبُ طبيعة عملهم مناوبةً ليليةً، أو الأفراد المدمنين على التّدخين أو شرب الكحول، كما تزدادُ نسبُ المعاناة من ارتفاع ضغط الدّم عند الحوامل وعند الأفراد المصابين بأمراض أخرى؛ كأمراض الكلى، وانقطاع النّفس النّومي الانسدادي، ومشاكل الغدة الدّرقيّة، وغيرها من الأمرض.
خطورة ارتفاع ضغط الدم المفاجئ
يُشيرُ بعض المختصين إلى أنّ الحاجةَ لنقل الأفراد المصابين بارتفاع مفاجئ لضغط الدم إلى الطوارئ لتلقي العلاج هو أمرٌ ليس ضروريًا أو مُلحًا كما يتصوّرُ البعض، ولقد وجدت أحد الدّراسات أنّ نسبةَ الحاجة للذّهاب إلى الطّوارئ هي فقط 0.7% عند الأفراد المصابين بارتفاع مفاجئ في ضغط الدّم، كما وجدت الدّراسة أيضًا أنّ المرضى الذّين ذهبوا إلى الطّوارئ والمرضى الذين ذهبوا إلى البيت قد تشابهت لديهم معدلات الإصابة بأمراض القلب في الأسابيع والأشهر التالية، بل إنّ الدراسةَ تؤكّدُ على أنّ المرضى الذين ذهبوا إلى البيت قد قلّت لديهم الحاجة للذّهاب إلى المشفى في الأسبوع التالي مقارنةً بالمرضى الذين ذهبوا إلى الطوارئ، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ بعض الخبراء باتوا يناقشون موضوع التّكلفة المادية ونجاح العلاج المُقدّم في الطوارئ لهؤلاء المرضى، لهذا فإنّ البعضَ بات مقتنعًا بعدم الحاجة لنقل الأفراد المصابين بارتفاع ضغط الدّم المفاجئ إلى الطّوارئ ما لم يُعانوا من أعراض شديدة؛ كالصّداع، ومشاكل العينين، وآلام الصدر[٣].
المراجع
- ↑ Richard N. Fogoros, MD (21-2-2018), "An Overview of High Blood Pressure"، Very Well Health, Retrieved 15-1-2019. Edited.
- ↑ Carissa Stephens, RN, CCRN, CPN (17-10-2017), "Why Does My Blood Pressure Fluctuate?"، Healthline, Retrieved 15-1-2019. Edited.
- ↑ Robert Preidt (13-6-2016), "Spikes in Blood Pressure Don't Always Need ER Care"، Webmd, Retrieved 15-1-2019. Edited.