عملية التلقيح الصناعي

العقم

يعرّف العقم على أنّه عدم حدوث حمل بين زوجين يمارسان الجنس بانتظام لمدّة سنة أو أكثر، دون استخدام أي وسائل لمنع الحمل، بسبب عجز أحدهما أو كلاهما على الإنجاب، إذ تشير الإحصائيّات إلى وجود حالة من بين ثمان حالات من المتزوّجين، يعانون من صعوبة الحمل الطّبيعي، الذي يعتمد على مدى خصوبة الرّجل والمرأة اللّذين يرغبان بالإنجاب، فعمليّة إنجاب طفل ليست بالعمليّة السّهلة، بل هي شديدة التعقيد، وقد استطاع الطّب أن يكتشف القدر اليسير من الغموض الذي يكتنف كيفيّة حدوث الحمل، وما هي معيقات حدوثه، وما زال الكثير مجهول السّبب، وقيد الدّراسة داخل المختبرات الطبيّة. [١][٢]


عملية التلقيح الصناعي

تعدّ تقنية التلقيح الصّناعي من أحدث التقنيّات الطبيّة التي توصّل لها العلم في محاولة للتغلّب على العقم وصعوبة حدوث الحمل الطّبيعي لدى الأزواج، إذ تعتمد هذه التقنيّة على تلقيح بويضة المرأة بالحيوان المنوي للرّجل، في المختبرات الطبيّة، وليس داخل جسم المرأة، وفي حال نجاح الحيوان المنوي على تلقيح البويضة، من خلال متابعة الانقسامات التي تحدث بعد التّلقيح وتدل على نجاحه، تُعاد البويضة المخصبة إلى رحم المرأة، مع مراقبة تطوّرها مراقبة حثيثة، ويبدأ تكوّن الجنين، ومن الشّرح البسيط السّابق، قد يبدو للبعض أنّها عمليّة سهلة وبسيطة، ولكنّها في الواقع شديدة التعقيد، تحتاج للكثير من الإجراءات، وتنطوي على خطوات مزعجة، وغير مريحة للمرأة، ومع ذلك لا يكون نجاح حدوث الحمل حتّى مع تقنية التلقيح الصّناعي مضمونة 100%، إذ لا تتعدّى نسبة نجاح حدوث الحمل بالتلقيح الصّناعي عند النساء في سن الإنجاب نسبة 20% إلى 35%، مع زيادة الفرصة لنجاح التلقيح الصّناعي عند النّساء الأصغر سنًّا.

ومن الجدير بالذّكر هنا أنّ أوّل عمليّة تلقيح صناعي ناجحة، كانت عام 1978، بعدها توالت العمليات النّاجحة في تحقيق حلم الأمومة، والأبوّة للكثير من الأزواج الذين لم يكونوا قادرين على الإنجاب بالطّرق الطّبيعيّة. [٣]


خطوات عملية التلقيح الصناعي

كما أسلفنا أعلاه، فإنّ عمليّة التلقيح الصّناعي، تحتاج للكثير من الإجراءات والخطوات التي تسبق عمليّة تلقيح البويضة بالحيوان المنوي، وفيما يأتي شرح مفصّل لهذه الإجراءات: [٤]

  • تُجرى تحاليل شاملة ووافية لكلا الزّوجين، لمعرفة مصدر العقم، وما إن كان من الزّوج أو الزّوجة، وتحديد نسبته، فأغلب حالات العقم عند النّساء تنحصر بضعف التّبويض، أو انسداد قناتي فالوب، أو مشاكل هرمونيّة، أمّا عند الرّجال فتتعلّق بصحّة السّائل المنوي من حيث العدد، والقوّة، والسّرعة، وطبيعة قوام المني، ثمّ يُعطى العلاج اللّازم لإنجاح عمليّة التلقيح الصّناعي.
  • تُعطى المرأة عقاقير هرمونيّة، تنشّط عمل المبايض، وتحفّزها على إنتاج أكثر من بويضة، فكلّما زاد إنتاج المبيضين من البويضات، زادت فرصة الحصول على بويضة صالحة للإخصاب، ونجاح التّلقيح الصّناعي.
  • تُجرى فحوصات دوريّة للدّم، للمرأة، لمراقبة مستويات الهرمونات المسؤولة عن الخصوبة والقدرة على الإنجاب.
  • تُحقن المرأة بمصل هرموني، يسرع نضوج البويضة، ويحفز على زيادة حجم البويضة، ثمّ تخضع المرأة لرصد إباضتها، عن طريق السّونار المهبلي، الذي يوضّح حجم البويضات، وما إن كان مناسبًا لنزعها، ويكون ذلك قبل يوم أو أكثر من الخضوع لعمليّة نزع البويضات.
  • تعطى المرأة دواء قبل عملية نزع البويضات حتى لا تشعر بأي إزعاج، من أجل نزع البويضات النّاضجة من المبيض، إذ تتطلّب هذه العمليّة دقّة، ولكنّها ليست بالمعقّدة، وتتم عمليّة نزع البويضات النّاضجة بإدخال إبرة دقيقة، في نهايتها جهاز وظيفته انتزاع البويضات النّاضجة من المبيضين، ويستطيع الطّبيب رؤية مسار الإبرة، وتوجيهها عن طريق الموحات فوق الصوتية.
  • يُطلب من الرّجل منح عيّنة من سائله المنوي، وذلك أثناء خضوع المرأة لعمليّة نزع بيوضها، لتجهيز العيّنة، وتُوضع الحيوانات المنوية بعد ذلك في دورة غسيل وتدوير عالية السرعة لاستخلاص الأسلم، والأقوى، والأصح من الحيوانات المنويّة، لأخذها.
  • تُحقن أفضل البويضات المستخرجة من المرأة، بأفضل حيوان منوي من عيّنة المني، وفي بعض الحالات تُستخدم أكثر من بويضة، وأكثر من حيوان منوي، لزيادة فرص نحاج التّلقيح، في حال فشل بعضها.
  • تراقب البويضات المخصبة، في مختبرات طبيّة مختصّة بالعقم والإخصاب، لمعرفة مدى نجاح الحيوان المنوي في إخصاب البويضة، والبدء في الانقسامات الدّالة على بدء تكوّن الجنين، وهذه الخطوة تحتاج إلى مدّة تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة أيّام من المراقبة.
  • تعطى المرأة دواءً آخر خلال المدّة المذكورة في النّقطة السّابقة، لتحضير بطانة الرّحم، وتجهيزها لتكون على استعداد لاستقبال الجنين، ثم تُرجع الأجنّة إلى رحم المرأة.
  • ينتظر فترة قليلة قبل عمل تحليل الحمل، لمعرفة ما إن كان واحدًا أو أكثر من الأجنّة، وقد نجح في التّغلغل في بطانة الرّحم، وبدأ بالنّمو، ومتابعة الحمل لحين موعد الولادة.


المراجع

  1. "5 steps of the in vitro fertilization (IVF) process", piedmont, Retrieved 2019-8-15. Edited.
  2. "Infertility", familydoctor, Retrieved 2019-8-15. Edited.
  3. "In Vitro Fertilization (IVF)", fertility.womenandinfants, Retrieved 2019-8-15. Edited.
  4. "A Step-By-Step Look at the IVF Process", pennmedicine, Retrieved 2019-8-15. Edited.

فيديو ذو صلة :