محتويات
ظاهرة الجفاف
يتعرض كوكب الأرض لكثير من التغيرات، وعلى الرغم من كل الاكتشافات التي توصل إليها العلماء منذ نشأة الحياة على كوكبنا إلى الآن، إلا أنه ما زال هناك الكثير من الأسرار الموجودة التي لم يُعرف لها تفسير بعد، ومن المعلوم أن بعض الظواهر المناخية التي تحدث في الأرض هي من فعل الإنسان، أو على الأقل له دور أساسي فيها، ومن الظواهر المؤرقة التي شغلت العلماء منذ زمن ظاهرة الجفاف، ويصنف الجفاف على أنه من الظواهر المناخية الكارثية التي تعود بخسارة كبيرة على كل ما حولها، وغالبًا ما ينتج الجفاف بسبب انحباس المطر أو انخفاض كميته عن معدلاتها السنوية، مما يؤدي إلى انخفاض منسوب المياه في الأنهار والسدود وانخفاض مخزون المياه الجوفية مما يترتب عليه انخفاضًا في معدلات الإنتاج الزراعي؛ لأن الأرض لم تعد خصبة حتى تساعد في زراعة ونمو المحاصيل الزراعية المختلفة، وقال ديفيد ميسكوس وهو خبير في ظاهرة الجفاف وعالم الأرصاد الجوية في المركز الوطني للتنبؤات الجوية بأن الجفاف لا ينتُج عن الحرارة المرتفعة أو انخفاض معدلّات الأمطار فقط، بل بسبب الإفراط في النمو السكاني والاكتظاظ نتيجة زيادة الطلب على الموارد الطبيعية.[١]
أسباب ظاهرة الجفاف
إن أسباب الجفاف معروفة أو يمكن تخمينها، كقلة الأمطار، وارتفاع درجة الحرارة الأمر الّذي يؤدّي إلى تبخر كميات هائلة جدًا من المياه، كما تؤثر ظاهرة الاحتباس الحراري على سطح الأرض وتساهم في تفاقم مشكلة الجفاف، بالإضافة إلى نوعية التربة التي قد تساعد على تسرب المياه منها وعدم القدرة على الاحتفاظ بها، إلا أن هذه الأسباب على أهميتها ليست وحدها ما يسبب الجفاف؛ إذ توجد عوامل أخرى تساعد أيضًا على حدوث هذه الظاهرة الكارثية، وقد يكون أهمها ما يسببه البشر؛ أي العوامل البشرية جرّاء بعض التصرفات التي تؤذي الغابات من إحراق للأراضي وقطع للأشجار نتيجة الزحف العمراني، مما يجعل الأرض غير صالحة للاستخدام الزراعي ولا حتى السكني خاصةً إن أُحرقت الأرض، كما أن تدمير الغابات وإزالة النباتات يؤدي إلى تقليل الرطوبة في الجو مما يزيد من امتصاص الهواء لبخار الماء ويؤدي ذلك في النهاية إلى قلة هطول الأمطار.[٢]
آثار ظاهرة الجفاف
إن آثار الجفاف كارثية وأهم ما يجعله كذلك هو حصوله التدريجي، وهذا يصّعب أمر تحديد بدايته ونهايته على العلماء الاختصاصيين، غير أن آثاره لا تتوقف مع توقفه، بل تستمر إلى عدة سنوات بعد انتهائه مما يزيد الأمر سوءًا، كما أن ظاهرة الجفاف لا تقل خطورةً أبدًا عن الفيضانات أو الأعاصير، كما أنها تسبب خسارات مالية كبيرة على المنطقة التي يحيط بها، ففي الولايات المتحدة مثلًا تحملت الدولة خسارةً لا تقل عن 6 مليارات دولار نتيجةً للجفاف مقابل 2.4 مليار نتيجةً لحدوث الفيضانات، و2.1 إلى 4.8 مليارات دولار للتعامل مع الأعاصير، مما يؤكد على أن الجفاف أكثر تدميرًا من الأعاصير والفيضانات،[٢] ويترتب على ظاهرة الجفاف مجموعة من الآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية، إذ يمكن إجمال بعض هذه الآثار فيما يلي:[٢]
- الآثار البيئية : تتأثر البيئة تأثرًا كبيرًا بظاهرة الجفاف، ويظهر ذلك من خلال انخفاض مستوى المسطّحات المائية المتمثلة في البرك والأنهار والجداول وغيرها، بالإضافة لجفاف المناطق المحيطة بتلك المسطحات وتراجع مستوى الغطاء النباتي تدريجيًا، ويُعد الانخفاض في جودة التربة مؤشرًا قويًا على حدوث ظاهرة الجفاف، كما أن هجرة الحيوانات تأتي في كثير من الأحيان نتيجةً للجفاف والبحث عن مصادر مياه وغذاء جديدة.
- الآثار الاقتصادية : يتأثر اقتصاد الدول التي تعاني من الجفاف من خلال زيادة الإنفاق على المحاصيل الزراعية للخروج بما يسد حاجاتهم، وقد تؤدي عدم الرعاية الكاملة والإنفاق المستمر على تلك المحاصيل خلال فترة الجفاف إلى نقص في إنتاج الكميات المطلوبة من المحاصيل الزراعية مما يدفع الدولة إلى استيراد أصناف معينة لسد حاجاتهم، ونشير أيضًا إلى تأثر بعض الدول التي تعتمد على المصادر المائية في إنتاج الطاقة من خلال زيادة فاتورة الطاقة لديها.
- الآثار الاجتماعية : لعل أهم الآثار الاجتماعية التي تسببها ظاهرة الجفاف هي انتشار الأمراض نتيجة عدم توفر ماء شرب نظيف، بالإضافة لسوء التغذية والفقر والموت أحيانًا نتيجة تدني مستويات الغطاء النباتي، وتزداد كذلك هجرة الناس من المناطق الجافة إلى مناطق أخرى مما يساهم في مجموعة من المشكلات المتعلقة بالسكان والاكتظاظ وغيرها.
طرق التقليل من آثار الجفاف
إن للحكومات دورًا أساسيًا مهمًا في الحد من ظاهرة الجفاف، فهي المسؤول المباشر عن تخطيط وتنظيم كل شيء في الدولة، ومن الواجبات التي عليها اتباعها مثلًا:[٣]
- الحد من الزحف العمراني غير المدروس مما يحد بالتأكيد من استنزاف الغابات والأراضي الزراعية، ويترتب على ذلك مخالفة أي شخص لا يمتثل للقوانين التي وضعتها الدولة.
- توفير البنى التحتية اللازمة لحفظ كميات جيدة من الأمطار من خلال بناء السدود والمحافظة على المياه الجوفية.
- توعية المواطنين بأهمية المحافظة على المياه نظرًا لما قد تتعرض له الدولة بسبب الجفاف، وتوعيتهم بخطورة الجفاف على النواحي الاقتصادية والاجتماعية وغيرها على حد سواء.
- استصلاح الأراضي وزراعتها لتوفير الرطوبة اللازمة في الجو.
حلول لظاهرة الجفاف
إن مشكلة الجفاف ما زالت تهدد حياة الكثير من الكائنات الحية في مختلف بقاع الأرض، إذ يتعين المساهمة في إيجاد الحلول المناسبة والجذرية للتخلص من هذه الظاهرة، وسنذكر فيما يلي بعض أهم هذه الحلول:[٤]
- جمع مياه الأمطار من خلال بناء السدود والخزانات الجوفية وتجميع مياه الأمطار من خلال قنوات خاصة من شأنها توفير احتياجات السكان المختلفة.
- اتباع اسلوب الري بالتنقيط في ري النباتات؛ إذ يترتب على هذا الأسلوب عدم هدر كميات كبيرة من الماء مما يساهم في حل مشكلة الجفاف جذريًا.
- اللجوء لتكثيف الهواء والحصول على كميات معتبرة من المياه تساعد في بعض النشاطات الزراعية في الدولة.
- زيادة العمل على تدوير النفايات العضوية، وينتج عن هذا الأمر احتفاظ التربة بالمياه لفترات أطول مما يساعد على إدامة جودة التربة.
- توسيع الغطاء النباتي من خلال زراعة الأشجار، فهذا يساعد على ترطيب الجو وتماسك التربة وهطول الأمطار بكميات أكبر.
المراجع
- ↑ Natalie Wolchover (28/9/2018), "What Is a Drought?"، livescience, Retrieved 8/10/2019. Edited.
- ^ أ ب ت "What is a Drought?", eartheclipse, Retrieved 8/10/2019. Edited.
- ↑ "Drought: reducing impacts and building resilience", knowledge, Retrieved 8/10/2019. Edited.
- ↑ Kashyap Vyas (16/6/2019), "8 Innovative Drought Solutions That We Can Count On"، interestingengineering, Retrieved 8/10/2019. Edited.