محتويات
الأخبار المزيفة
لا شك من أنك سمعت في أحد الأيام بعض الأخبار المهمة المتعلقة بشخص ما أو ظاهرة معينة، ثم تبينت بأنها أخبار لا أساس لها من الصحة، يُطلق على هذا النوع من الأخبار اسم الأخبار المزيفة، فقد شاع مؤخرًا مصطلح الأخبار المزيفة كثيرًا وهذا لا يعني أنها لم تكن موجودة سابقًا ولكن شبكة الإنترنت وما وفّرته من منصات ساهمت في تفاقم مشكلة الأخبار المزيفة وزيادة انتشارها، والأخبار المزيفة هي عبارة عن قصص إخبارية خاطئة وغير صحيحة تفتقر إلى حقائق أو مصادر أو اقتباسات عن الأشخاص المعنيين لتتأكد من صحة الخبر، قد تكون الأخبار المزيفة عبارة عن دعاية هدفها التضليل أو التوجيه أو لإثارة ذعر القراء، وفي الوقت الحالي وبسبب مواقع التواصل الاجتماعي ينشر بعض الأشخاص أخبارًا مزيفة مثيرة للاهتمام وجاذبة للقراء بهدف الحصول على مشاهدات.
الأخبار المزيفة لا تعني الأخبار الخاطئة فحسب وإنما قد تُنشَر بعض الأخبار التي تحتوي على قصص حقيقة ومعلومات صحيحة ولكنها تفتقر إلى السياق المناسب لهذه المعلومات وهنا تسمى هذه الأخبار بالأخبار المُضللة، أو قد لا تتضمن بعض الأخبار حقائق أو مصادر يمكن التحقق منها، أو قد تتضمن بعض الأخبار لغة تحريضية هدفها تحريض القارئ وتوجيهه لسلوك معين، أو قد تفتقر بعض الأخبار إلى أحد أهم مبادئ الإعلام وهي تقديم وجهة النظر الأخرى ويندرج وكل ما سبق تحت مسمى الأخبار المضللة، كما تنشر بعض المؤسسات والجهات والأفراد مثل هذه الأخبار بهدف التأثير على الرأي العام وحجب الحقيقة عنه.[١]
طرق تكشف بها الأخبار المزيفة
توجد بعض الطرق التي تمكّنك من اكتشاف الأخبار المزيفة من الصحيحة، كما أنك أنت مسؤول عن التأكد من صحة الخبر قبل نشره والمساهمة في نشر الشائعات، ومن بعض الخطوات التي تساعدك بهذا الخصوص:[٢]
- طوّر العقلية النقدية لديك: من أبرز أسباب نشر الشائعات والأخبار الكاذبة أن القارئ يصدق كل ما يقرأ ولا يشكّ بصحة الأخبار التي يتلقاها، ولهذا عليك أن تطوّر العقلية النقدية لتشكّ بالمعلومات التي تقرأها لأن الشك هو الذي يدفعك إلى البحث والتأكد من صحة المعلومات، وعليك أن تتساءل عن الشخص الذي كتب الخبر والهدف من نشره وهل المصدر الذي نشر الخبر يعد مصدرًا مخوّلًا لمعرفة المعلومات والتفاصيل الواردة فيه.
- تحقق من المصدر: إذا قرأت قصة إخبارية من مصدر لم تسمع عنه من قبل ابحث عنه واذهب إلى موقع الويب الخاص به لتعرف ما إذا كانت المؤسسة أو الشخص مخوّلًا بنشر هذه الأخبار، وهل المنصة التي نشرت الخبر تابعة لمؤسسة إعلامية أم أنها مدونة شخصية، وحتى إذا حصلت على خبر من صديق أو شخص تثق به فهذا ليس كافيًا لتصديق الخبر والتسليم به وإعادة نشره وعليك ان تتأكد من صحته ومن أهلية المصدر.
- انتبه إلى توثيق القصة الإخبارية بمصادر: عندما تنشر وسائل الإعلام المهنية أخبارًا فهي تنسب المعلومات بداخلها إلى مصادر معنية ومخوّلة للإدلاء بمثل هذه المعلومات، فإذا قرأت خبرًا فيه معلومة غير منسوبة لشخص أو جهة معنية عليك أن تشك بصحته وأن تستمر بالبحث عنه في المواقع ووسائل الإعلام المعروفة، فوكالات الأنباء ووسائل الإعلام المهنية لديها كادر هائل مدرب بشكل احترافي لإخراج القصص والأخبار بمعلومات صحيحة وموثّقة ومع ذلك يمكن لأكبر وسائل الإعلام أن تُخطئ.
- انتبه إلى الصور المزيفة: ساعدت التكنولوجيا الناس في تلفيق الصور ومقاطع الفيديو، وعلى الرغم من أنك كمشاهد ستصدّق الخبر لأنك رأيته من خلال صور أو مقاطع فيديو إلا أن هذا غير كافٍ؛ إذ توجد اليوم العديد من البرامج الاحترافية التي تزيّف الصور وحتى الفيديوهات وقد تُستخدم بعض الصور بسياق ووقت خاطئ تسعى إلى التضليل، ومع ذلك توجد مواقع تساعدك على التأكد من المعلومات الصحيحة للصور ومقاطع الفيديو.
- استخدم حدسك: يجب عليك أن تكون أكثر وعيًا بما هو منطقي وغير منطقي من أخبار ومعلومات ويمكنك أحيانًا أن تكتشف الأخبار الكاذبة إذا كنت مثقفًا ومطلعًا ولا يمكن خداعك بهذه السهولة ولكن قبل نشر أي خبر تأكد من صحته حتى لا تساهم بنشر الشائعات.
أمثلة على الأخبار المزيفة
من أبرز الأخبار المزيفة عبر التاريخ التي نشرتها أبرز وسائل الإعلام:[٣]
- ملك بريطانيا جورج الثاني مريض: يعود تاريخ الأخبار المزيفة إلى القديم ففي القرن الثامن عشر وخلال التمرد اليعقوبي في بريطانيا طبعت أخبار مزيفة لإثارة الفتنة تفيد بأن الملك جورج الثاني كان مريضًا وكان الهدف من هذا الخبر زعزعة استقرار الحكم ومن المثير للاهتمام أن الطابعة التي طبعت الخبر واحدة من أشهر المطابع آنذاك.
- الحياة على القمر: في عام 1835 ميلاديًا نشرت صحيفة نيويورك تايمز سلسلة من المقالات حول اكتشاف الحياة على سطح القمر ونُسبَت هذه الكذبة إلى عالم فلك شهير يُدعى السير جون هيرشل، وبعد التحقيق في القضية أعلنت الصحيفة أن الخبر كاذب.
- جاك السفاح: نُشر هذا الخبر بهدف إثارة الذعر والخوف بين الناس إذ أبلغ عن سلسلة من عمليات القتل الوحشية في شرق لندن عام 1888 ميلاديًا ونُشرت تفاصيل عن الجرائم وعددها والضحايا المستهدفين واستفاد كثير من الناس من هذا الخبر لنشر الشائعات وجاك السفاح هو اسم القاتل، ومن ثم ألقت الشرطة القبض على شابين كانا سؤولين عن نشر هذه الشائعات وإثارة الرعب بين سكان المنطقة.
- أخبار الحرب العالمية الأولى مزيفة: في عام 1917 ميلاديًا في فترة الحرب العالمية الأولى نشرت صحيفتا التايمز وديلي ميل في لندن أخبارًا مزيفة تفيد بأن أحد المصانع يستخرج الجلسرين من جثث ضحايا الحرب لصنع الصابون والسمن، وتبيّن فيما بعد تورط عدد من الكُتّاب والضباط بهذه الأخبار مقابل أجر مدفوع.
مَعْلومَة
تؤثر الأخبار الزائفة على المجتمع كثيرًا لأنك قد تتخذ قرارات هامة بناءً على المعلومات التي تتلقاها والخطير بالأخبار المزيفة أن بعض وسائل الإعلام تنشرها للتأثير على الرأي وتوجيهه لهدف ما، وبعض الأخبار المزيفة تسعى لإثارة الذعر والخوف بين الناس وبعضها الآخر يسعى لنشر العنصرية بين الناس وتشويه سمعة أو صورة فئة معينة من المجتمع كجنسية أو عرق أو دين ما يؤدي إلى الفتنة بين أفراد المجتمع، أما بعض الأخبار المزيفة التي تهدف إلى الإساءة لشخص ما ونشر الشائعات عنه لتشويه سمعته تندرج تحت التنمّر الالكتروني، والآثار الأكثر شيوعًا للأخبار المزيفة آثارها على السياسة الدولية وتلعب دورًا كبيرًا في الترويج والتأثير على الرأي العام.[٤]
من ناحية أخرى قد تخلق الأخبار المزيفة تأثيرًا وهميًا على الجمهور فإذا تكرر الخبر المزيّف لأكثر من مرة تزيد فرصة اعتقاد الجمهور بأنه حقيقة، كما أنها تؤثر على مهنة الإعلام والعلاقات العامة عامة وتُفقدها المصداقية لأن وسائل الإعلام تمر بعمليات طويلة لنشر الخبر وتأخذ على عاتقها مهمة البحث والتأكد وإجراء المقابلات لنشر الأخبار الصحيحة والموثوقة، وبانتشار الأخبار المزيدة ستفقد وسائل الإعلام مصداقيتها وثقة الجمهور بها.[٥]
المراجع
- ↑ ""Fake News," Lies and Propaganda: How to Sort Fact from Fiction", guides.lib.umich, Retrieved 14-7-2020. Edited.
- ↑ "How to Spot Real and Fake News", mindtools, Retrieved 14-7-2020. Edited.
- ↑ "10 Examples of Fake News from History", thesocialhistorian, Retrieved 14-7-2020. Edited.
- ↑ "IMPACTS OF FAKE NEWS", 30secondes, Retrieved 14-7-2020. Edited.
- ↑ "What are the effects of fake news?", wearefalls, Retrieved 14-7-2020. Edited.