محتويات
وسائل الإعلام
تُعرف وسائل الإعلام بأنها مجموعة من قنوات الاتصال التي تُستعمل لغايات نشر الأخبار والأفلام والموسيقى والمواد التعليمية والإعلانات وغيرها، وذلك من خلال عدة طرق منها؛ الصحف والمجلات إما الورقية أو المنشورة على مواقع الإنترنت، كذلك التلفاز والإذاعة واللوحات الإعلانية والهاتف والفاكس والإنترنت، وتُعد وسائل الإعلام الوسيلة المنتشرة بين الناس والتي تُمكنهم من إبقائهم على دراية بكل ما يحدث في مجتمعهم، ونشير بالذكر إلى إحدى وسائل التواصل الحديثة المرتبطة بشبكة الإنترنت، وهي ما تُعرف بوسائل التواصل الاجتماعي، فالإنترنت أصبح يلعب دورًا كبيرًا في زماننا هذا، إذ يرتاده العديد من الأشخاص بحثًا فيه عن الأخبار والأفلام وما إلى ذلك، وتشير الدراسات بأنه لن يستغرق الكثير من الوقت حتى يصبح الإنترنت المصدر المسؤول عن نشر الأخبار والمعلومات وغيرها، وتُعرف وسائل التواصل الاجتماعي بأنها مجموعة من قنوات الاتصال عبر الإنترنت يرتادها العديد من الأشخاص في العالم، ومن هذه القنوات مواقع الويب والتطبيقات المنتشرة على هواتفنا والتي أُنشئت خصيصًا لأغراض الشبكات الاجتماعية؛ وأشهرها فيسبوك وتويتر وجوجل وانستغرام والمدونات والمنتديات والويكي وغيرها، ويوجد نوعان من وسائل الإعلام هما:[١]
- البث: متمثلًا بالراديو والتلفزيون، إذ بدأ البث بالراديو في أوائل القرن العشرين، بينا بدأ البث بالتلفزيون في منتصف القرن العشرين، وتوجد نسبة جيدة من الأشخاص الذين يأخدون الأخبار من خلال البث عن طريق كلّ من الراديو والتلفزيون.
- الطباعة: متمثلةً بالصحف والمجلات والكتب والتقارير، وهو النوع الأقدم في عملية نشر الأخبار.
وسائل الإعلام ودورها في التنشئة الاجتماعية للطفل
لوسائل الإعلام تأثير عميق وكبير على النمو النفسي والاجتماعي للطفل، لذا يأتي دور الأهل هنا بشكل أساسي في متابعة أطفالهم وتقديم النصائح لهم وإرشادهم إلى الطريقة السليمة في استخدام وسائل الإعلام والاستفادة منها على الوجه الصحيح؛ وذلك لأن وسائل الإعلام لها آثار إيجابية وكذلك سلبية على صحة الطفل ذهنيًا وجسميًا ونفسيًا، فمثلًا توجد برامج تلفزيونية تترك آثارًا إيجابية للطفل، بالمقابل بعض منها يترك آثارًا سلبية منها؛ العنف واللغة المسيئة والكلمات البذيئة، وزيادة معدلات السمنة لدى الأطفال وقلة نشاطهم البدني، كذلك قلة آدائهم التعليمي وإنجازهم لوظائفهم الدراسية، وقلة ممارستهم للأنشطة الهادفة مثل؛ اللعب والقراءة وطرق الحوار والتحدث مع الآخرين، ورواية القصص والنشاطات الرياضية والاجتماعية والبدنية، وهذا يؤثر سلبًا على معدل نموه وشخصيته ويزيد من حساسيته الفردية، كما وأن كثرة مشاهدة الطفل للتلفاز ستخلق في مخيلته أن هذا العالم الذي يشاهده على التلفاز هو العالم الحقيقي الذي يعيش فيه، ومن جهة أُخرى يمكن أن يكون التلفاز معلمًا جيدًا للطفل، فتوجد برامج تعليمة كثيرة قدمت للطفل دروسًا مهمة في التعاون واللطف والانسجام العرقي، والحساب والأبجدية وتعلم القراءة وغيرها، وهذه البرامج تشجع الطفل على إقتناء الكتب والمجلات والذهاب إلى حديقة الحيوان والأماكن الترفيهية الأُخرى، ففي بعض المجتمعات التي تفتقر للخدمات التعليمية، يمكن أن تكون هذه الأنواع من البرامج التعليمية الهادفة آداة تعليمية مفيدة للغاية بالنسبة لهم. [٢]
دور وسائل الإعلام الحديثة في التوعية ومواجهة الأزمات الأمنية
للإعلام ووسائله أهمية ودور كبير في حماية المجتمع من التهديدات والحوادث الأمنية الوطنية والعالمية ومن أشهرها الإرهاب، إذ استُخدمت وسائل التواصل الاجتماعي كآداة لمحاربة الإرهاب والتحقيقات الجنائية، والكشف عن التهديدات والتنبؤ بحدوثها، وجمع المعلومات والتخطيط والاستجابة لكل ما يحدث في العالم، ومن السلطات والدوائر الحكومية التي تستفيد من وسائل الإعلام؛ الدفاع والاستخبارات والأمن القومي وتطبيق القانون ووكالات الصحة العالمية وغيرهم، وكذلك كان لوسائل الإعلام دورًا في معرفة الكوارث الطبيعية وأزمات الصحة العالمية والأوبئة، إذ ينشر الأشخاص الأخبار والفيديوهات والصور على مواقع التواصل الاجتماعي، وكما نعلم أن وسائل الإعلام سلاح ذو حدين، ويلعب دور وكالات الأمن التابعة للدولة دورًا كبيرًا في التصدي للمعلومات الكاذبة والخاطئة التي تؤثر سلبيًا على الدولة. [٣]
دور وسائل الإعلام في مراحل التحول الديمقراطي
تلعب وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في السياسة وفترة الانتخابات، إذ تقوم أحيانًا بوضع جداول أعمال للمناقشات السياسية وتفسيرات للأحداث الحالية في الدولة، كما وتقدم الدعم لبعض الأحزاب السياسية، لذا فإن وسائل الإعلام تُعد ذات تأثير قوي على القرارات السياسية والتوجيهات السياسية كونها تدعم عملية التحول الديمقراطي، وتنشر المعلومات الكثيرة مستفيدةً من حاجة الأشخاص لمعرفة كل ما هو جديد حول التغيرات السياسية،[٤] إضافة إلى ذلك كان لوسائل الإعلام دورًا في التأثير على عمليات الانتخابات والقرارات السياسية كما حصل في انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية عام 2016 ودور روسيا وتأثيرها الخارجي على سير العملية الانتخابية، كما وتؤثر وسائل الإعلام سلبًا في حال نشرت أخبارًا كاذبة كما حدث في أُستراليا عندما تم الادعاء أن أول امرأة مسلمة والتي كانت عضو في البرلمان، رفضت وضع إكليل من الزهور يوم الذكرى الوطني، مما عرضها لتلقي الكثير من التعليقات السيئة على صفحتها على الفيسبوك.[٥]
دور وسائل الإعلام في تشكيل المجتمع
أثّرت وسائل الإعلام بشكل كبير على سلوك الأشخاص في زمننا هذا، إذ أصبح بإمكانهم نشر المعلومات والأخبار والفيديوهات والصور بكلّ سرعة وسهولة دون التأكد من أن ما ينشروه صحيح أو خاطئ، وهذا يؤثر كثيرًا على العلاقات الاجتماعية، كما ويمكن لوسائل الإعلام التلاعب بالمجتمع والتأثير عليه وإقناعه بما تنشره،[٦] كما وأثرت على السياسة وكان لها دور كبير في الانتخابات حول العالم، وكذلك أثرت على السوق التجارية من خلال إعلان الشركات عن بضاعتهم والترويج لها ومعرفة التغذية الراجعة حولها من أجل تطويرها وتحسينها، وسمحت وسائل التواصل من إعادة التواصل بين العديد من الأشخاص الذين انقطع اتصالهم ببعضهم البعض وتكوين صداقات وعلاقات جديدة قد تكون من شعوب وبلاد مختلفة، وهذا سيساهم في الانفتاح على ثقافات الشعوب الأُخرى، وأيضًا يوجد العديد من الأشخاص الذين استفادوا من وسائل التواصل في تطوير حياتهم العلمية والبحث عن فرص عمل جديدة. [٧]
تأثير الإعلام على التعليم
لوسائل الإعلام المختلفة تأثيرها الإيجابي والسلبي لكلّ من الطفل والمراهق، فالتأثير الإيجابي يعود إلى بعض البرامج التعليمية الهادفة التي ساهمت في بناء وغرس العديد من القيم والمبادئ والسلوكيات الجيدة للطفل ومنها؛ التعاون واللطف وتعلم الحساب واللغة، كما ساهمت في زيادة حُب الأطفال لزيارة المكتبات وشراء العديد من الكتب والمجلات والروايات والقصص، وكذلك زيارة المتاحف وحدائق الحيوانات وغيرها،[٢] من جهة أُخرى يمثّل التأثير السلبي لوسائل الإعلام على الآداء المدرسي والمستوى الأكاديمي، وذلك يعود إلى كثرة استخدام الوسائط الترفيهية في نفس الوقت الذي يؤدون فيه واجباتهم المدرسية.[٨]
تأثير الإعلام على المراهقين
للإعلام تأثير كبير على المراهقين، ويظهر ذلك على سلوكياتهم ومنها؛ زيادة العنف والعدوانية لديهم، فزيادة نسب الانتحار من فئة الأطفال والمراهقين هذه الأيام تُعد دليلًا على اضطراب سلوكهم، وكذلك يُساهم قضاء أوقات طويلة على وسائل الإعلام إلى قلة النشاط البدني وبالتالي ارتفاع معدلات السمنة خصوصًا عندما يسعى المراهقون إلى تناول الأطعمة الجاهزة الغنية بالدهون والطاقة التي تُعرض إعلاناتها على وسائل الإعلام، كما وأن تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز مثلًا يقلل من التواصل مع العائلة، أضافة إلى ذلك زيادة الترويج بشكل غير مباشر للتدخين والكحول من خلال مشاهدة المراهقين للممثلين يمارسون هذه العادات الخاطئة في أفلامهم ومسلسلاتهم، ومن التأثير المُضر لوسائل الإعلام وخاصة الأجهزة المحمولة أنها تسبب اضطرابًا ومشاكل في النوم؛ نظرًا للضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة المحمولة والتي تساهم في تأخير النوم أو تعطيله، وهذا يؤثر بدوره على نشاطهم وآدائهم في المدرسة، كما ويمكن أن يؤثر تعرّض المراهقون لحالات التنمر الإلكتروني إلى ضعف شخصياتهم، ومشكلات اجتماعية وصحية وأكاديمية وغيرها، ومن هنا يجب على الآباء تحديد وتطوير آليات استعمال وسائل الإعلام بما يتناسب مع عمر وصحة وشخصية أبنائهم، والتأكد من حصولهم على المقدار الكافي من النوم الصحي، وكذلك قيامهم بنشاط بدني يومي بعيدًا عن وسائل الإعلام.[٨]
المراجع
- ↑ "What is media? Definition and meaning", marketbusinessnews, Retrieved 16-5-2020. Edited.
- ^ أ ب "Impact of media use on children and youth", ncbi, Retrieved 17-5-2020. Edited.
- ↑ Mohamed ELDoh (10-4-2020), "Social Media’s Role In Disaster Preparedness & Crisis Management"، globalsecurityreview, Retrieved 17-5-2020. Edited.
- ↑ Christina (1-11-2013) "The Role of Mass Media in Transitions to Democracy"، reinventingtherules, Retrieved 17-5-2020. Edited.
- ↑ Samidh Chakrabarti (22-1-2018), "Hard Questions: What Effect Does Social Media Have on Democracy?"، fb, Retrieved 17-5-2020. Edited.
- ↑ Charlotte Neale (1-10-2014), "The media’s influence on society"، shoutoutuk, Retrieved 17-5-2020. Edited.
- ↑ Jenny Q. Ta (13-8-2014), "What Impact Has Social Media Truly Had On Society"، business2community, Retrieved 17-5-2020. Edited.
- ^ أ ب "Why It's Good to Unplug:", healthychildren, Retrieved 17-5-2020. Edited.