بحث عن الوقت

تعريف الوقت

الوقت من ناحية فلسفية هي الفترة القابلة للقياس، وهي فترات متصلة تفتقر إلى الأبعاد المكانية، وعرّف الفيلسوف ألفريد نورث، وعالم الرياضيات أنجلو الوقت أنه مرهون بتقدّم الإنسان، كما اعتقد الفلاسفة أن الكلمات مثل: الماضي، والمستقبل هي مجرّد وهم،[١] وعُرّف الوقت أيضًا أنه الشيء الّذي نتعامل معه يوميًا، والوقت ليس الزمن، إذ إن الوقت هو مقدار معلوم من الزمن، فهو الشيء الوحيد المشترك بين جميع البشر وعلى اختلاف أعراقهم، وأجناسهم، وأعمارهم فجميع البشر يمتلكون 24 ساعة يوميًا، ولكل شخص حريّة التصرف بوقته كيفما شاء، فإما يهدره عن طريق ممارسة نشاطات لا قيمة لها، أو ينظمه ليؤدي أعمال مفيدة تعود عليه بالمنفعة، وهذا ما يسمّى بتنظيم الوقت، والوقت هو سلسة متصلة من الأحداث الّتي يتبع أحدهما الآخر، مرورًا من الحاضر إلى المستقبل.[٢]


إدارة الوقت

توجد الكثير من الخطوات الّتي يمكن اتباعها لتنظيم الوقت، ومن ضمنها:[٣]

  • تحديد الأهداف: تعمل خطوة تحديد الأهداف على استغلال الوقت بشكلٍ إيجابي يصُبّ في مصلحة الشخص، إذ يجب تدوين الأهداف باختصار، ووضوح، وموضوعية، مع اجتيازها واحدة تلو الأخرى، إذ تكون كلها ذات صلة بصلب المهمة المراد إنجازها، كما يجب تحديد وقت معيّن لإتمام المهام.
  • تحديد الأوليات: بعد تحديد المهام تأتي خطوة تحديد الأوليات، عن طريق فرز المهم والمستعجل منها وإنجازه في وقت معلوم مسبقًا، ثم الانتقال إلى الأمور المهمة وليس العاجلة الّتي تحتمل الانتظار قليلًا فور الانتهاء من المستعجل منها، ثم تأتي المهام العاجلة لكن غير المهمة، ثم تليها المهام غير الضرورية وغير المستعجلة، وهي المهام ذات الأولويات المنخفضة والّتي تُنجز عند وقت الفراغ.
  • اتباع أسلوب الرفض: تنصّ هذه الخطوة على رفض أي طلب جانبي غير ضروري، والاهتمام بالوظائف المستعجلة لصبّ التركيز على إتمامها بأسرع وقت وأتم وجه.
  • التخطيط المسبق: تسرّع عملية التخطيط المسبق أداء المهام، واستغلال يوم العمل من أوله بدلًا من هدر نصف ساعة إلى ساعة في محاولة ترتيب الأمور، فقد تكون ربع ساعة في اليوم السابق كفيلة في ترتيب مهام اليوم التالي، كما يجب التركيز على مهمة واحدة وعدم القفز على التالية إلّا بعد التأكد من إنجازها.
  • تجنّب الانحراف عن المهام: يجب الابتعاد عن التشتت أثناء داء المهمات كالتحدّث بالهاتف، أو الحديث مع زميل العمل، أو تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي، أو الخروج يوميًا مع الأصدقاء وغيرها من المُلهيات الّتي ستأخذ من وقت العمل وتشتت التركيز، وقد يكون الأمر في بادئ الأمر صعبًا، لكن يجب التمرين على التركيز على التخلّص من كل هذه الانحرافات.
  • تتبع الوقت: يعدّ تتبع الوقت طريقة فعّالة لإتمام المهام، فهي تبيّن كم يلزم كل خطوة في العمل لإنجاز مهمة معينة، إذ من الممكن عمل جدول زمني بسيط مع المهام المطلوبة في كل ساعة، والسير عليه لضمان أفضل استغلال للوقت.
  • خذ وقت لنفسك: تساعد هذه الخطوة في راحة الموظّف وزيادة الإنتاجية، إذ يروّح هذا التكنيك عن نفسية الموظّف، مما تنتج عن هذه الراحة زيادة الإنتاجية وتحسين التركيز، كما تساعد على خفض مستوى التوتّر الوظيفي، وينصح بأخذ عشر دقائق لكل ساعة عمل، إذ تساعد هذه الخطوة على التخلّص من التوتر وتفرّغ الطاقة السيئة.
  • تنظيم مكان العمل: تساعد عملية الترتيب والحد من الفوضى داخل غرفة العمل على خلق بيئة مناسبة ومنع التشتت بأمور جانبية، مثل: إضاعة أداة مكتبية، أو البحث في مجلدات غير مرتبة، وغيرها من الأمور الّتي من الممكن أن تأخذ وقتًا أقل لإنجازها إذا كانت البيئة مرتبة.


أهمية الوقت

يقول ستيف جوبز عن الوقت "وقتك محدود، لذلك لا تهدره بأن تعيش حياة شخص آخر، ولا تكن محاصرًا بعقيدة الآخرين، أو تعيش وفق نتائج تفكيرهم، ولا تدع صوت آراء الآخرين يغرق صوتك الداخلي، والأهم من ذلك يجب أن تحل الشجاعة قلبك وحدسك وكن ما أنت عليه"، إذ إن لكل شخص على الكرة الأرضية يمتلك 24 ساعة فقط ليُتمّ بها أعماله ومهامه، كما أن الوقت ليس كالمال، فهو عندما يذهب لن يعود أبدًا، فيجب إنفاقه واستثماره بما يعود على الكائن البشري بالمنفعة، إذ يجب أن نتعامل مع الوقت كمورد ثمين بدلًا من التخلص منه وهدره، لكن هذا لا يعني قضاء بعض الوقت للراحة والاستجمام، مع الحرص على عدم المبالغة في ذلك والموازنة بين الوقت المُعطى للعمل والوقت المُعطى للترويح عن النفس.[٤]

تكمن أهمية الوقت في أنه سريع الانقضاء ولا يمكن تعويضه، إذ يمكن للفرد أن يصبح خيرًا من خلال الاستغلال الجيّد للوقت، فبدلًا من أن يهدره في مشاهدة فيلم أو مسلسل، كان بإمكانه أن يذهب ويقدّم مساعدة أو يقوم بعمل خيري لجهة ما أو شخص ما، وبدلًا من السهر المطول مع الأصدقاء، بإمكانه قراءة كتاب أو إنجاز مهام متراكمة عليه منذ زمن بعيد، أو التخطيط لإنجاز أمور عالقة في الماضي والبدء بالتخطيط لها وإتمامها الواحدة تلو الأخرى، فإن عملية التخطيط الدقيق قد تختصر نصف الطريق للإنجاز، لذلك يجب إعطاء الأمر بعض الوقت والانطلاق في مهمة الإنجاز والوصول إلى الغايات، كما يجب الحرص على تنظيم الأفكار والهدوء أثناء التخطيط لأن الشخص المتوتر يحتاج ضعف الوقت لإتمام أي مهمة كانت مقارنة مع الشخص الهادئ والمنظّم.[٤]


المراجع

  1. "Time", britannica, Retrieved 16-7-2019. Edited.
  2. د. محم أمين شحادة (2005)، إدارة الوقت بين التراث والمعاصرة (الطبعة الأولى) المملكة العربية السعودية: دار ابن الجوزي، صفحة 33. بتصرّف.
  3. "8 time management tips to grow your small business", quickbooks, Retrieved 16-7-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Why Your Time Is So Important", wanderlustworker, Retrieved 16-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :