بحث عن السد العالي

السد العالي

يعد السد العالي أو "سد أسوان" من أبرز المعالم في مصر والّتي تعد رمزًا بطوليًا ومسؤولية بيئية، وشيّد من قبل المصريين في فترة النمو الصناعي والاقتصادي لمصر، بدأ بناء السد العالي عام 1960م على ضفة نهر النيل بالقرب من مدينة أسوان جنوب مصر، ثم استُكمل عام 1970م، وبلغت تكلفة بنائه الكلّية مليار دولار تقريبًا، والسد مصدر ريّ موثوق للمحاصيل الزراعية على مدار السنة، كما يتحكم بالفيضان السنوي لنهر النيل، بالإضافة إلى تعزيزه للتنمية الاقتصادية في البلاد؛ إذ ارتفع عدد سكّان المنطقة من 20 مليونًا في عام 1947م، إلى 58 مليونًا في عام 1990م، والجدير بالذكر أنّه يوجد سدّان: والسد المنخفض الّذي بناه مؤسس مصر الحديثة محمد علي عام 1843م لكن لم يكن هذا السد كافيًا لصد فيضان نهر النيل، والسد العالي الّذي أمر ببنائه الرئيس جمال عبد الناصر فكان سدًا رادعًا لكل الفيضانات المتتالية.[١]

ويعدّ السد واحدًا من السدود الضخمة الّتي بنيت على ضفاف أنهار العالم الرئيسية بين عام 1930 و 1970 كآثار وظيفية ورمزية للدلالة على التقدم والحضارة، والجدير بالذكر أن إنشاء السد كان له سبب رئيسي في تغيير مسارات الطبيعة؛ إذ أدّى إلى تغيير في أنماط الفياضات التي أدت إلى تآكل دلتا النيل، بالإضافة إلى تهجير وتشريد القرويين والمزارعين؛ نتيجة الترسبات المتشكّلة من عملية الإنشاء على المناطق الزراعية، كما جذبت أسوان اهتمامًا دوليًا في عام 1956م عندما أشار المخططون إلى أن الفيضانات خلف السد الجديد ستغرق عددًا من المقابر والآثار المصرية القديمة، ووجّه نداء إلى جميع أنحاء العالم للمساعدة في إنقاذ المعالم الأثرية التي تعود إلى 4000 عام، بما في ذلك مقابر (أبو سمبل)، والجدير يالذكر أن منظّمة الأمم المتحدة "اليونيسكو" ترأست حماية هذه الآثار، إذ قسّمتها إلى أجزاء ونقلتها إلى أرض مرتفعة مع إعادة تجميعها.[١]

عانت مصر من الفيضانات السنوية من نهر النيل قبل بناء السدّ؛ إذ كان ينجم عنها ملايين الأطنان من الرواسب الغنية والمغذّية للتربة الّتي ساعدت على تمكين الزراعة، لكن كانت الفيضانات تسب خسائر كبيرة في الماديات والأرواح في بعض الأحيان، والجدير بالذكر أن الاتحاد السوفييتي عرض على مصر تمويل مشروع السد فقبلت مصر، لكن الاتحاد لم يكتفي بإرسال الدعم المالي فقط، بل أرسل المستشارين، والعسكريين، إضافة إلى عمال للمساعدة على تعزيز العلاقات بين البلدين مصر والاتحاد السوفيتي، وتسلّمت شركة (المقاولون العرب) تعهد بناء السد، وأوكلت إليهم أعمال بنسبة 12% اقتصرت فقط على هدم الجبال والحفر. [٢]


الآثار الإيجابية للسد العالي

يحقق السد العالي فوائد هائلة للاقتصاد المصري وله تأثيرات وانعكاسات إيجابية على الوظائف الحياتية ككل، خصوصًا في جانب الإنتاج الزراعي، ومن هذه الإيجابيات:[١]

  • ساعد السد على توفير المياه باستمرار وبوفرة شديدة مما زاد من الإنتاج الزراعي، خصوصًا عندما دخل إنتاج القطن المصري التجاري في حلول عام 1835م، وعدّ القطن أحد أهم مقوّمات الاقتصاد في البلاد؛ إذ كان يحصد بمقدار ثلاثة محاصيل سنويًا، والجدير بالذكر أن محصول القطن بحاجة إلى وفرة واستمرارية في الريّ وهذا المصدّر كان مؤمّنًا من قبل السدّ العظيم.
  • حمى مصر من الفيضانات خصوصًا في منطقة دلتا النيل، كما ساعد على حمايتها من الجفاف، وخزّنت "بحيرة ناصر" المياه واحتفظت بها للاستفادة منها في الصيف وسنوات الجفاف الّتي كانت تعصف في مصر.
  • ساعد السد على زيادة مساحة الأراضي الزراعية واستصلاحها بنسبة من 5.5 إلى 6.5 فدّانًا، إلى جانب مساعدته على تنوّع المحاصيل الزراعية الّتي تتطلب كميات كبيرة من الماء مثل محاصيل الأرز وقصب السّكر وغيرها.
  • حوّل السد نظام الري؛ إذ كان عبارة عن نظام ريّ حوضي وتحوّل إلى نظام ريّ دائم.


الآثار السلبية للسد العالي

مع كل الآثار الإيجابية الّتي صنعها السد العالي، فإن الموضوع لا يخلو من بعض السلبيات الّتي انعكست على المناطق المحيطة فيه، ومنها:[٢]

  • غمرت بحيرة ناصر الكثير من القرى النوبية الواقعة بين مصر وشمال السودان، مما أدى إلى ترحيل أهلها من النوبة وبدو السودان والمقدّر عددهم حوالي 90 ألف مواطن ونقلهم إلى أماكن أكثر أمانًا، وحرمان المنطقة من الطمي المفيد والمستخدم في جلب النيتروجين المخصّب إلى الأرض، إذ أصبح الآن يتجمّع خلف السد.
  • تسبب السد في تآكل شواطئ الدلتا وأصبح تسلل المياه المالحة وتملح التربة مؤشّرًا خطيرًا على العملية الزراعية، إضافةً إلى زيادة النخر بجانب المنشآت النهرية.
  • يولّد كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية تقدّر ب 10 مليار كيلو واط لكل في كل ساعة سنويًا.
  • خسارة كمية كبيرة من مياه بحيرة ناصر؛ نتيجة التبخّر بسبب تواجدها في منطقة شديدة الحرارة.
  • يوفّر حوالي نصف إمدادات الطاقة لمصر.
  • يحسّن ملاحة التربة من خلال عملية التدفّق الثابتة للمياه.


قياسات السد العالي

إن السد العالي يتميز بقياسات قياسات مهولة باعتباره واحدًا من أكبر السدود في العالم، إذ يبلغ ارتفاع السد 111 مترًا، ويمتدّ طوله عرضيًا إلى 3.830 مترًا، ويقدّر حجمه بحوالي 44.300.00 متر مكعب، كما تصل سعته التخزينية الكلّية إلى 169 مليار متر مكعب، وخصّص حوالي 74 مليار متر مكعب من مياه نهر النيل لعملية التفريغ السنوي للنهر، بالإضافة إلى تخصيص حوالي 55.5 مليار متر مكعب لضخّها في مصر وباقي مناطق السودان.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Aswan High Dam", encyclopedia, Retrieved 9-7-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Aswan High Dam Controls the Nile River", thoughtco, Retrieved 9-7-2019. Edited.
  3. "Aswan High Dam", britannica, Retrieved 9-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :