أين تقع بحيرة قارون

أين تقع بحيرة قارون
أين تقع بحيرة قارون

بحيرة قارون

وهي بحيرة عذبة مغلقة تقع في قلب الصحراء الغربيّة، إذ ترتبط بنهر النيل من خلال بحر يوسف؛ وهو من القنوات المائية القديمة، وقد أنشأها الملك أمنمحات لتمتد بحيرة قارون بمياه الفيضان، إذ إنه ينبع من مدينة ديروط التي تقع بأسيوط ويمر بالمنيا وبني سويف حتى يصل البحيرة، ويوجد للبحيرة مصرفان لتغذيتها، وهما مصرف الوادي ومصرف البطس، بالإضافة لاثني عشر مصرفًا يمدها بحوالي 69٪ من مياه صرف الفيوم، [١] سبب تسمية البحيرة بهذا الاسم لم يرد له توثيق تاريخيّ أو في رواية مؤكدة، إلا أن البعض يعتقد بأن منطقة البحيرة هي المنطقة التي خسف الله فيها قارون، وهو أحد أثرياء بني إسرائيل، وقد كان ذلك في عهد سيدنا موسى عليه السلام، ويعتقد البعض الآخر أن الاسم الذي كان يطلق على البحيرة هو بارون، وكان ذلك في زمن الفراعنة القدماء، وبعد ذلك اصطلح الناس على تسمية البحيرة بحيرة قارون. [٢]


موقع بحيرة قارون

توجد العديد من المعالم الجميلة في محافظة الفيوم وأبرزها بحيرة قارون، وتعد ثالث أكبر بحيرة في مصر باتساع 5 م في العمق شرقًا، و12م غربًا، وتقع تحديدًا إلى الشمال الغربي من الفيوم على بعد 27 كيلو متر منها، وقد كانت فيما مضى جزءًا من بحيرة موريس القديمة، ونشأت حضارة يونانية على ضفافها عام 450 قبل الميلاد، وذلك جعل العديد من الجيولوجيين والعلماء يعتقدون أنها بالفعل أقدم بحيرة على وجه الأرض في عصرنا الحالي، وذلك من خلال التكوينات البيولوجية الغريبة والمجموعات النباتية المتنوعة، وهي تتغذى بالماء عبر مصرف الوادي ومصرف البطس وبعض المصارف الفرعية الأخرى، فهي لا تتصل مع البحر مباشرة، وعلى الرغم من أن المياه عذبة فيها إلا أنها تعاني من بعض المشاكل مثل ارتفاع معدل التبخر بسبب زيادة حرارة الجو وتراكم الأملاح في قعرها بشكل يقلل وجود الحياة البحرية فيها، وعدم وصول مياه الفيضان العذبة التي تحوي عددًا من المعادن الضرورية والمهمة مثل الفوسفات والنترات وغيرها[٣].


تاريخ بحيرة قارون

تعدّ بحيرة قارون الواقعة في محافظة الفيوم أحد المواقع السياحية والتاريخيّة في جمهورية مصر العربيّة، إذ تقع جنوب شرق القاهرة، وهي بحيرة ضخمة تجلب الحياة للهضاب والكثبان الراقدة في صحراء مصر الغربيّة، وطوال التاريخ ارتبطت البحيرة بتاريخ الأساطير والقصص القديمة، وكما ارتبطت البحيرة بنبي الله موسى عليه السلام، وعلى مرّ التاريخ كانت الفيوم مدينة تاريخيّة مشهورة نظرًا لموقعها على الطريق التجاريّ بين واحات مصر الغربيّة وممفين عاصمة مصر القديمة، والتي كانت تمثل مكانُا جيدُا للقوافل التجاريّة. [٤]


السياحة في بحيرة قارون

تعد بحيرة قارون موقعًا سياحيًا شهيرًا في محافظة الفيوم، ذلك إلى جانب عدد من المواقع الطبيعية والأثرية، وسنتناول هنا بعض النشاطات التي يمكن القيام بها فيها والآثار القريبة منها[٥].:

  • مراقبة الحياة الطبيعية والطيور المهاجرة التي تأتي بأعداد كبيرة، فلطالما كانت البحيرة مادةً دسمة للعلماء.
  • إمكانية ممارسة عدد من الرياضات المائية في البحيرة مثل؛ ركوب القوارب الشراعية وصيد الأسماك.
  • الاستمتاع بتناول وجبة الإفطار على ضفاف البحيرة في ساعات الصباح الباكر والتقاط صور جميلة لها.
  • زيارة الآثار القريبة في الفيوم منها:
    • قصر قارون: وهو أحد المعابد البلطمية القديمة، ويتميز بإبداع البناء والتصميم المعماري.
    • قرية تونس: التي تحوي عددًا من المساحات الخضراء والمزارات السياحية والأسواق.
    • هرم هوارة: المبني من اللبن المكسو بالحجارة الجيرية على ارتفاع 20 م.
    • مدينة كرانيس الثرية: وتحوي تماثيل من العصور اليونانية والرومانية.
    • محمية وادي الحيتان: التي عُثر فيها على بقايا حيتان ضخمة بكثرة.
    • متحف آثار كوم أوشيم: الغني بالمقتنيات القديمة.


بحيرة قارون من الموت إلى الحياة

تعاني بحيرة قارون منذ أكثر من 30 عامًا من ارتفاع مستوى الملوحة فيها، إذ أدى ذلك إلى انخفاض الثورة السمكيّة، وقد تحولت البحيرة إلى شبه ميتة، وأدى صب مياه الصرف الصحي والصناعي التي فيها إلى اشتّداد مستوى ملوحة البحيرة، مما جعل أجهزة الدولة للنظر في البحيرة التي يتجمع حولها المصريون منذ آلاف السنين، وقد كانت البحيرة سرًا للحياة على أرض الفيوم، إذ وضعت أجهزت الدولة برامجًا لتنقية المياه وتطويرها، فقد ألقت زريعة أسماك وجمبري سليمة في البحيرة، وذلك لتجديد الحياة فيها، إذ تعرضت الأسماك في البحيرة إلى شبه الانقراض منذ الثمانينات، مما دفع الكثير من الصيادين إلى الانتقال من المنطقة والعمل في البحر المتوسط وهرّضهم للموت، كما تعاني البحيرة من الرائحة الكريهة بسبب مياه الصرف الصحي التي تُصب فيها، بعد ما كنت رائحة البحيرة تفوح بنسمات الحياة، فهده البحيرة كان لها دور في تحسين المستوى الاقتصاديّ لسكان المنطقة، إلا أن العمل ما زال متواصلًا حتى اليوم لتحسين البحيرة وتطويرها وإعادة الحياة إليها مرة أخرى. [٦]


محافظة الفيوم

تقع محافظة الفيوم في مصر، وذلك إلى الجنوب الغربي من العاصمة القاهرة، وهي محاطة بالهضاب من جميع الجهات، كما أنها تقع على مشارف وادي النيل من الحافة الشرقية، وتتميز بتعدد التضاريس وتنوعها، ولعل ذلك ما جعل الفراعنة القدامى يتخذونها مسكنًا لهم في السنوات الغابرة، كما أن علماء الآثار وجدوا العديد من المقتنيات والتماثيل القديمة التي تدل على حضارات مختلفة في المنطقة؛ ومنها الرومانية والإسلامية والقبطية واليونانية، ويبلغ التعداد السكاني في الفيوم قرابة 650 ألف نسمة يعملون في مهام ومهن متعددة إلا أن أشهر الزراعات فيها هي زراعة النخيل والتين وصناعة السجاد بالإضافة إلى تربية الدواجن، وتنقسم الفيوم إلى عدد من الأحياء منها الحادقة وقحافة والحواتم والصوفي وكيمان فارس وغيرها، وفيها عدد من الوحدات المحلية المعروفة مثل زاوية الكرادسة والعزب ودسيا وسيلا والروضة وغيرها، ولطالما كانت منطقة حيوية، خرّجت العديد من الأعلام في مجال الفن والسينما والكتابة والموسيقى والرياضة والصحافة[٧].


المراجع

  1. ""بحيرة قارون".. أقدم وأكبر البحيرات الطبيعية في العالم"، egyptiangeographic، 2019-8-16. بتصرّف.
  2. "معلومات عن بحيرة قارون"، geographyknowledge، 2019-8-16. بتصرّف.
  3. "بحيرة قارون بالفيوم.. كنز سياحي مفقود"، المندرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-12. بتصرّف.
  4. "ما لا تعرفه عن بحيرة قارون : وهل تخفي كنوزه حقاً ؟"، knowledge0world، 2019-8-16. بتصرّف.
  5. "السياحة في الفيوم"، رحلاتك، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-12. بتصرّف.
  6. "بحيرة قارون من الموت إلى الحياة.. والسر في الجمبري"، masrawy، 2019-8-16. بتصرّف.
  7. "الفيوم "، المعرفة ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-12. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :