محتويات
تاريخ جزيرة كورسيكا
يعود تاريخ أول استيطان بشري في الجزيرة إلى سنة 560 قبل الميلاد، فقد سكنها الفنيقيون آنذاك، ثم الوندال سنة 469 ميلاديًا، وقد تعاقب عليها الرومان أيضًا بقيادة الإمبراطور جوستنيان الأول سنة 534 إلى أن ضمها الملك شارلمان، وبحلول عام 1077 تولى البابا غريغوري السابع السلطة فيها، ثم منحها لأسقف بيزا الإيطالية، وبعد 3 قرون من الزمن أصبحت تابعة لمدينة جنوة الإيطالية، ثم اشترتها بريطانيا سنة 1768، واستعادها سنة 1796م لتصبح تحت حكم فرنسا، ولكن احتجاجات السكان التي نادت بالاستقلال والحكم الذاتي تصاعدت إبان سبعينيات القرن الماضي، وعليه فقد نشأ البرلمان الفرنسي عام 1972 مجلسًا محليًا انتخب الكورسيكيون أعضاءه[١].
يرجع سكان الجزيرة عدا الأصليين منهم إلى أصول عديدة فمنهم أفريقي، ومنهم إيطالي، ومنهم من دول المغرب، والبرتغال، وإسبانيا، وتركيا، وشبه جزيرة إيبريا وغير ذلك الذين يتحدثون الفرنسية، مع العلم أن اللغة الأصلية للسكان الأصلين هي الكورسيكية القريبة من الإيطالية، فيما يعتمدون في اقتصادهم على الزراعة وتربية المواشي، بالإضافة إلى السياحة التي تشكل المصدر الأكبر للدخل[١].
أين تقع جزيرة كورسيكا
هي جزيرة فرنسية في البحر الأبيض المتوسط، تقع قبالة خليج جنوا، تبعد 14 كيلو متر إلى الناحية الجنوبية الشرقية من فرنسا، وإلى الناحية الشمالية الغربية من إيطاليا، تتربع على مساحة جغرافية قدرها 8.680 كيلو متر مربع، يعد ثلثاها من الجبال وبذلك تكون رابع أكبر جزيرة في البحر الأبيض بعد صقلية وسردينيا وقبرص، عاصمتها وأكبر مدنها مدينة أجاسيو في الجزء الغربي منها، وهي المدينة التي ولد فيها القائد نابليون بونابارت، تأتي بعدها مدينة باسيتا التي تعد بمثابة العاصمة الاقتصادية للجزيرة بل إنها كانت العاصمة الإدارية أيضًا بفضل موقعها المميز في الناحية الشرقية من ناحية، ووجود الميناء القديم والعديد من الأماكن التاريخية فهي من ناحية أخرى، ولا ننسى مدينة بونيفاسيو جنوبي الجزيرة فهي مدينة هامة اكتسبت تاريخًا مجيدًا يعود إلى آلاف السنين قبل ميلاد المسيح[١].
السفر إلى جزيرة كورسيكا
- الطقس: يسود مناخ البحر الأبيض المتوسط على الجزيرة ككل، وهو مناخ مميز جدًا فصيفه دافئ وشتاؤه معتدل مما يعني أن الجزيرة وجهة سياحية مثالية على مدار العام فلا تعاني من حرارة شديدة أو برودة قارسة في أي وقت من أوقات السنة، ومع أنها جزيرة فرنسية إلا أن أشعة الشمس فيها أكثر من أي مكان آخر في فرنسا، ويعد أفضل وقت لزيارة الجزيرة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، فالجو لطيف ولا تنخفض الحرارة عن 20 ْ مئوية في حين أنها ليست مواسم ذروة سياحية، مما يعني أن الجزيرة غير مكتظة والمرافق خالية من الحشود الصيفية، كما أن الأسعار مناسبة جدًا[٢].
- آلية الوصول: يمكن الوصول إلى الجزيرة عبر المسار الجوي، إذ توجد 4 مطارات دولية تخدم الجزيرة يوميًا وتستقل العديد من الرحلات القادمة من مختلف دول أوروبا ومن داخل فرنسا، وتوجد وسيلة أخرى للوصول إليها عبر العبارة، وهي وسيلة ممتعة كونها تتيح للزائر فرصة معاينة المناظر الطبيعية الخلابة عن كثب، علمًا أن غالبية موانئ فرنسا التي تخدم الجزيرة تتصل بموانئ إيطاليا[٣].
السياحة في جزيرة كورسيكا
توجد العديد من مقومات الجذب السياحي في الجزيرة، ومن أبرزها ما يأتي:[٢][٣]
- المدن الشاطئية: مما لا شك فيه أن الجزيرة تشتهر بالنشاطات المائية كونها تزخر بالشواطئ المميزة ذات المياه الزرقاء، والرمال البيضاء، ومن الأمثلة عليها: كالفي، وسانت فلورنت، وبورتو فيكيو، وبونيفاسيو، وكلها مدن مميزة لا تقتصر على الشواطئ المائية بل تضم أيضًا مواقع تاريحية وثقافية بما يجعلها تستحق الزيارة.
- متحف نابليون بونابرت: هو وجهة مثالية لمحبي اكتشاف التاريخ، علمًا أنه بالأصل منزل القائد بونابرت، يقع في العاصمة وتحديدًا في شارع سانت شارل، وقد حولته الجهات المختصة إلى متحف وطني يعرض العديد من المقتنيات الخاصة بالقائد الفرنسي بما في ذلك اللوحات، والميداليات، والأثاث، وتجدر الإشارة إلى أن أوقات افتتاح المتحف تختلف تبعًا للموسم، وعليه ينصح بالاستفسار قبل زيارة المكان.
- الحيوانات والنباتات النادرة: توجد في الجزيرة محمية طبيعية تحتضن العديد من الكائنات الحية المهددة بالفناء وهي Parc Naturel Régional de Corse، فتحت أبوابها في مطلع سبعينيات القرن الماضي وتحديدًا عام 1972، وقد باتت موئلًا يضم العديد من الكائنات الحيوانية والنباتية.
- منتجع كالفي: هو منتجع سياحي يقع في بلدة كالفي في الناحية الجنوبية الغربية من الجزيرة، يؤمه السياح للاستمتاع بالمهرجانات الموسيقية المنتظمة التي تقام في محيط القلعة القديمة، وتجدر الإشارة إلى أن البلدة مميزة ككل بفضل هندستها المعمارية التي تعود إلى الحقبة الرومانية، وشوارعها المرصوفة بالحصى، ومنازلها الملونة، والمقاهي، ناهيك عن الميناء البحري، والأسواق الجميلة وسط الهواء الطلق بما يضفي على التسوق جانب من المرح والتسلية.
- العاصمة: تعد العاصمة أجاسيو مدينة ساحرة، فطبيعتها التي تجمع بين الشواطئ والجبال المكسوة بالثلوج تضفي عليها لمسة خاصة، ناهيك عن متحف القائد الذي تحدثنا عنه سابقًا، وكاتدرائية سيدة الرحمة التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر الميلادي.
- مدينة بونيفاسيو: تقع على منحدر صخري مطل على البحر، تضم كنائس مميزة منها كنيسة سانتا ماريا ماجيوري والتي تتمتع بتصميمات معمارية على طراز الرمانسيك، وكنيسة القديس دومينيك على الطراز القوطي.
- خليج بورتو: هي محمية طبيعية خاضعة لحماية منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو كونها أكبر منطقة لنمو نباتات البحر المتوسط، كما أنها ملجأ للطيور، ناهيك عن برج المراقبة الذي يميز الخليج، ومحمية سكاندولا التي يؤمها محبو الغوص الحر.
- باسيتا: هي العاصمة القديمة للجزيرة، من أبرز معالمها قصر القديس نيقولا الذي يتميز بمحيطه من أشجار النخيل، وتمثال نابليون الرخامي، بالإضافة إلى متاهة تيرا فيكيا التي تتضمن عددًا من الشوارع والممرات الضيقة، وكنيستين صغيرتين على الطراز القوطي هما كنيسة الحبل الطاهر، وكنيسة القديس روش.
المراجع
- ^ أ ب ت "كورسيكا"، الجزيرة، 24-5-2015، اطّلع عليه بتاريخ 18-8-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب رباب فاروق (18-1-2019)، "عشرة أسباب تدفعك لزيارة جزيرة كورسيكا الفرنسية في 2019"، موسوعة المسافر، اطّلع عليه بتاريخ 18-8-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "السياحة في جزيرة كورسيكا في فرنسا"، المرتحل، 8-7-2018، اطّلع عليه بتاريخ 18-8-2019. بتصرّف.