لارنكا
لمع اسم مدينة لارنكا في عالم السياحة والسفر بفضل جمالها الأخاذ والمتنوع ما بين الطبيعة الساحرة التي حباها الله بها من مساحات خضراء شاسعة وشواطئ مائية ذات رمال بيضاء ومياه ضحلة، وما بين المباني القديمة والكنائس التراثية، بالإضافة إلى وسائل الراحة الحديثة من مطاعم وفنادق ويخوت ومراكز تسوق، ناهيك عن المهرجانات التقليدية والحديثة التي جعلت اسمها أشهر من نار على علم، وعليه فلا غرابة أن بعج مطار لارنكا بأكبر نسبة من السياح الذين ياتون إلى قبرص سنويًا، وع ذلك فقد يجهل كثيرون موقع المدينة، ونحن في هذا المقال بصدد الحديث عن موقع لارنكا بشيء من التفصيل، مع تسليط الضوء على أبرز مقومات الجذب التي ساهمت في جعلها وجهة سياحية بامتياز.[١]
أين تقع لارنكا
تقع لارنكا على الساحل الجنوبي من جزيرة قبرص، وهي البوابة الرئيسية إلى الطرف الشرقي منها بكل معنى الكلمة[١]، ولمن لا يعرف قبرص فهي جزيرة صغيرة المساحة باتت حلبة مصارعة على الهوية والتبعية بين كل من جمهورية تركيا والجمهورية الهلينية أو ما تعرف باسم اليونان، وتتألف الجزيرة من دولتين مستقلتين إحداهما حازت على اعتراف الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وهي ما يعرف باسم الجمهورية القبرصة وعاصمتها نيقوسيا وتشكل 65% من مساحة الجزيرة، والثانية مستقلة لكنها لم تلقَ اعترافًا إلا من تركيا وتعرف باسم جمهوية شمالي قبرص التركية وعاصمة ليفكوشة وتشكل 35% من مساحة الجزيرة.[٢]
المعالم الهامة في لارنكا
تعد مدينة لارنكا واحدة من أبرز المدن السياحية في قبرص؛ فالسياح يملكون نظرة ثاقبة ويتوجون المدينة أو يطمرونها، إلا أن لارنكا نالت إعجاب كل من يزورها بفضل معالمها الساحرة، ومنها ما يلي:[٣]
- كنيسة أجيوس لازاروس Church of Saint Lazarus: تقع فوق قبر القديس لازاروس، وتعد مثالًا رائعًا على هندسة العمارة البيزنطية، يعود تاريخها إلى القرن التاسع الميلادي، بينما شهدت عمليات ترميم وصيانة في القرن السابع عشر الميلادي لا سيما وأنها تعرضت لانهيار 3 قباب وبرج الجرس إبان حقبة الدولة العثمانية، إلا أن الحاجز الأيقوني المطلي بالذهب ما زال موجودًا وبات مثالًا رائعًا على النحت على الخشب الباروكي.
- متحف بيريديس Pierides Museum: يعد واحدًا من أقدم متاحف قبرص، يقع في منزل أسلاف عائلية بيريدس، يعود تاريخ بنائه إلى سنة 1815، يحتضن العديد من الآثار القبرصية التي يصل عددها إلى 2.500 قطعة تعود إلى فترات زمنية متفاوتة ما بين العصر الحجري الحديث والبرونزي وحقبة العصور الوسطى، وتتنوع هذه القطع ما بين المصنوعات الزجاجية، وأطباق الخزف، والتماثيل اليونانية والقبرصية الحديثة، وغيرها.
- مسجد لارنكا الكبير: هو مسجد تاريخي هام بالنسبة للمسلمين، يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني عشر الهجري، يتميز بموقعه الاستراتيجي على ساحل ماكنزي، وهو بذلك تحفة معمارية تحكي عن فنة العمارة الإسلامية، وتجدر الإشارة إلى أن المسجد يعرف بأسماء عديدة أخرى مثل مسجد أم حرام نسبة إلى زوجة الصحابي الجليل عباد بن الصامت وهي من أوائل مسلمي المدينة وقد قيل أنها وقعت عن ظهر دابة ودفنت في منطقة المسجد وعليه سمي باسمها، ومن أسمائه أيضًا تكية هالة سلطان.
- المتحف الأثري Archaeological Museum: هو متحف عريق يحتضن مقتنيات أثرية فريدة تعود إلى عصور موغلة في القدم تبدأ من العصر الحجري الحديث حتى العصر الروماني، ومن أبرز مقتنياته التماثيل الفخارية، الحلي، المزهريات الزجاجية، وغيرها، وتجدر الإشارة إلى أن موقع المتحف مميز قرب موقع كيتون الأثري الذي يضم بقايا جدران وأطلال معابد أثرية تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وهي من المعالم الهامة التي يتعين على السائح زيارتها خاصة إذا كان من المهتمين بالتراث والآثار.
- قلعة لارنكا: هي قلعة تاريخية تعود إلى حقبة العصور الوسطى، بنيت بالأصل لهدف عسكري بحت يتمثل في الدفاع عن سواحل جنوب قبرص، ومما يؤكد ذلك ارتفاعها 4 أمتار بما يجعلها مشرفة على المنطقة ككل، لكنها استخدمت إبان حقبة الاستعمار البريطاني أي بعد نهاية حكم الدولة العثمانية كسجن عسكري، ثم تحولت القلعة إلى متحف في حين أن الجزء الخارجي منها تحول إلى مسرح في الهواء الطلق يتسع لمئتي شخص، وتجدر الإشارة إلى أن متحف القلعة يضم قطعة أثرية خاصة بالفترة المسيحية المبكرة الممتدة من القرن الرابع الميلادي إلى القرن السابع الميلادي، كما يضم قطعًا خاصة بالحقبة العثمانية الممتدة من القرن الثامن عشر حتى التاسع عشر الميلاديين.
- قناطر كاماريس: عبارة عن قنوات مائية بنيت لإمداد المدينة بالماء، يعود تاريخ بنائها إلى سنة 1746 بأمر من السلطان العثماني المحلي بكير باشا، وقد بلغ عدد أقواس القناطر 33 قوسًا ما تزال بجالة جيدة، وأكثر ما يميزها كوجهة سياحية عندما تضاء ليلًا، أو عندما ترعى الأغنام في الحقول حولها نهارًا.
- الربع التركي Turkish quarter: هي حي تركي قديم هجره سكانه الأصليون جراء الغزو التركي لشمال قبرص سنة 1974، فيما ظل محتفظًا بطابعه التقليدي التراثي، فممراته ضيقه على شكل زقاق، وبيوته مطلية باللون الأبيض، وإطارات نوافذه مزينة وملونة، وهذا كله نمط طرازي قديم.
- شواطىء لارنكا: هي وجهة ساحرة لمحبي النشاطات المائية سواء من السياح المحليين أو الوافدين الأجانب، وتتميز شواطئ المدينة بمياهها النظيفة، ورمالها البيضاء، وشمسها المشرقة؛ الأمر الذي جعل منها وجهة سياحية تعج بالزائرين، ومن أشهرها شاطئ كيب كيتي، وشاطئ ماكنزي، شاطئ Perivolia.
- دير ستافروفوني Stavrovouni Monastery: يقع فوق قمة صخرية ترتفع عن سطح البحر 750 كيلومتر، يعود تاريخ بنائه إلى القرن الرابع الميلادي، ويقال أنه بُني على يد القديسة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين، وقد تركت فيه شظية من الصليب المقدس، وأما الدير فهو مسكون من قبل رهبان صارمين يمنعون دخول النساء إليه، ويقيمون احتفالًا سنويًا في الرابع عشر من أيلول سبتمبر بمناسبة رفع الصليب.
- قرية لارنكا القبرصية Cyprus Villages in Larnaca: تقع على المنحدرات الجنوبية من جبال ترودوس، وتشتهر القرية بصناعة الدانتيل والفضيات اليدوية منذ العصور الوسطى، وهي أماكن سياحية ذات طبيعة خلابة بفضل منازلها القديمة، ومحالها التجارية المبنية من الحجر الجيري.
- دير أجيا نابا Ayia Napa Monastery: يعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس عشر على يد ابنة أحد النبلاء في البندقة والتي قدمت إلى المكان بعد أن رفض والدها زواجها من عامة الشعب، فبنت كنيستين كاثوليكية وأرثوذكسية، وأصبحت الكنيستان كنيسة واحدة، وتجدر الإشارة إلى أن الدير يعرف باسم الغابة المقدسة نسبة إلى أسطورة محلية تشير إلى أن المنطقة كانت مغطاة بالغابات الكثيفة منذ العصور القديمة، ولم يكن في المكان إلا صيادين من قرى مجاورة، وفي عام 1970 كشف أحد الصيادين عن كهف عثر فيه على أيقونة للسيدة مريم العذراء.
المراجع
- ^ أ ب "نبذة حول لارنكا"، issadevelopment، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2019.بتصرّف.
- ↑ محمد عبد العاطي، "المشكلة القبرصية.. تفاعلات الجغرافيا والتاريخ"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2019.بتصرّف.
- ↑ "السياحة في مدينة لارنكا القبرصية اليونانية الساحرة"، المسافر العربي، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2019.بتصرّف.