أين تقع مدينة نابلس

تاريخ مدينة نابلس

يعود تاريخ مدينة نابلس إلى الألف الثالث قبل الميلاد، فقد تأسست على يد الكنعانيين واستوطنوا في الجزء الشرقي منها، وهو ما كان يعرف وقتذاك باسم شكيم وهي كلمة كنعانية أصيلة تعني المكان المرتفع، وقد تعاقب عليها الرومان فهدموا حضارة الكنعانيين خلال الفترة الممتدة بين عامي 67-69 م ثم أقاموا مدينة جديدة في الجزء الغربي منها سموها نيابوليس أي المدينة الجديدة، ثم حرفت إلى نابلس ولا زال اسمها متداولًا حتى يومنا الحالي، وتجدر الإشارة إلى احتلال المدينة من قبل الصليبيين سنة 1099 م، ثم تحررت كغيرها على يد القائد صلاح الدين الأيوبي الذي خلص البلاد من براثن الاحتلال في معركة حطين الشهيرة سنة 1187، ثم ازدرهت وتطورت شيئًا فشيئًا إبان حقبة المماليك، فالعثمانيون، لتسقط من جديد في يد الاحتلال البريطاني سنة 1917، وبحلول عام 1950م أصبحت جزءًا من المملكة الأردنية الهاشمية، ولم ينتهِ تاريخ الاستعمار على المدينة فقد احتلها الإسرائيليون سنة 1967.[١]


موقع مدينة نابلس

تقع مدينة نابلس في دولة فلسطين المحتلة، وتحديدًا في الجزء الشمالي من الضفة الغربية، وهي عبارة عن وادٍ بين جبلين هما عيبال وجزريم، تعد واحدة من أكبر المدن الفلسطينية، والعاصمة الاقتصادية للدولة، تضم 56 قرية، وتتميز بمناخ معتدل يميل إلى الحرارة والجفاف خلال ساعات النهار من فصل الصيف، ثم يعود إلى البرودة النسبية ليلًا، والبرودة المصحوبة بالمطر خلال فصل الشتاء، وقد نالت شهرة واسعة كونها مقر أكبر الجامعات الفلسطينية وهي جامعة النجاح الوطنية التي ذاع صيتها وعلا شأنها بين الجامعات العريقة، بالإضافة إلى شهرتها الواسعة في مجال الصابون النابلسي المصنوع من زيت الزيتون.[١]


أهمية مدينة نابلس

لعبت مدينة نابلس الفلسطينية دورًا بارزًا على مختلف الأصعدة الصناعية والتجارية والإدارية وغيرها، ويمكن التفصيل في هذا المقام على النحو الآتي:[٢]

  • على المستوى الصناعي: برزت المدينة كمركز صناعي هان، وتعتمد غالبية منتجاتها على الموارد الخام الزراعية والمحلية، وتتوزع المناطق الصناعية في شرقها وغربيها، مع وجود بعض الصناعات الخفيفة في الوسط كمصانع الطحينة والحلاوة والصابون، وقد اعتمدت البلدية على جزء عسكري ليكون منطقة صناعية بامتياز فهو يضم مصانع للزيوت النباتية، وزيت الزيتون، والصابون، والكبريت، والجلود، وسكب الحديد، وأعمال البناء وقطع المحركات، وغير ذلك.
  • على المستوى التجاري: ساعد تدفق رؤوس الأموال من أبناء المدينة المغتربين على جعلها مركزًا تجاريًا هامًا، واستثمرت هذه الأموال في تأسيس المصانع والشركات التجارية، وتغلب الحركة التجارية في المدينة على وسطها وتعد مركز تسوق ذا حركة نشطة يوميًا على الصعيدين المحلي والخارجي، لا سيما وأنها تصدر بعض منتجاتها الصناعية إلى أسواق الخليج السعودية ومن أهم صادراتها الخضار، والجبن، والزيوت النباتية على رأسها زيت الزيتون، والكبريت، والصابون، وأما مستورداتها فتتمثل في الحديد والخشب والأدوات الكهربائية.
  • على المستوى الزراعي: قد لا يضاهي قطاع الزراعة القطاعين السابقين لأن مساهمات الزراعة في اقتصاد المدينة بسيط لأنها تعتمد اعتمادًا كبيرًا على مياه المطر إلى جانب الري على نحو بسيط، وتتركز الزراعة في سفوح الجبال، أو بطون الأودية، وهذا ينطبق أيضًا على الإنتاج الحيواني فهو قليل إذ يسد حاجة السكان ليس إلا، بالإضافة إلى أن بعض المواد الأولية الحيوانية تساعد في تشغيل مصانع الأغذية.
  • على المستوى الإداري: كانت مدينة نابلس إبان فترة الانتداب البريطاني مركز قضاء نابلس ثم مركز لواء، ثم مركز محافظة بحلول عام 1948، وقد بلغت مساحة القضاء سنة 1945 حوالي 1.592، وبحلول عام 1965 ضم القضاء مدينة نابلس بالإضافة لـ 130 قرية تتنوع ما بين القرى الصغيرة والكبيرة بتعداد سكاني يصل ل 170 ألف نسمة حسب إحصائية عام 1961.
  • على المستوى التعليمي والثقافي: خرجت نابلس العديد من العلماء العظام، فقد بلغ مجموع مدارسها الحكومية الرسمية سنة 1944 تسع مدارس، منها 5 للذكور، و4 للإناث، فيما وصل العدد إلى 29 مدرسة منها 14 للذكور و 15 للإناث، ناهيك عن المدارس الخاصة، والمدرسة الصناعية، ومدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين، وقد ساهمت كلها في دعم الحركة الأدبية والفكرية والثقافية.


المعالم الهامة في مدينة نابلس

فيما يأتي أهم المعالم في مدينة نابلس:[٣]

  • مدينة شكيم الكنعانية: تقع فوق تل بلاط الأثري عند المدخل الشرقي للمدينة، أسسها الكنعانيون في وسط الألف الثالث قبل الميلادي، وتل بلاطة هو موقع أثري محاط بسور تاريخي من العصر البرونزي يضم بوابة شمالية فيها 4 حجرات، وبوابة شرقي محاطة بأبراج ضخمة، وهو ما يعد نموذجًا عن العمارية العسكرية الكنعانية في العصر البرونزي، ويوجد أيضًا آثار معبد يعود إلى القرن السادس عشر قبل الميلادي، وآثار قصر يعود إلى القرن السابع عشر قبل الميلادي، وبيوت من العصر الحديد، وغير ذلك.
  • المقبرة الرومانية الشرقية: تقع على الطريق الفرعي من شارع عمان، أي على طريق بلدة عسكر، وهي مقبرة رومانية تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، يظهر فيها نوع من الفن والحضارة الهلنستية.
  • ميدان سباق الخيل: يقع على الطريق الواصل بين نابلس وطولكرم، يعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي، كشفت عنه جزءًا منه في أوائل أربعينيات القرن الماضي، فيما كشف عن البوابات الحجرية سنة 1980.
  • المسرح الروماني: يقع في حي كشيكة أعلى حارة العقبة، يعود تاريخه إلى النصف الثاني من القرن الثاني للميلاد، اكتُشف صدفة سنة 1979 وهو أكبر مسرح روامي في فلسطين قاطبة بقطر 100 متر.
  • المدرج: يقع على طريق نابل طولكرم مقابل المستشفى الوطني، بني في القرن الثالث للميلاد، كشفت عنه الجهات المختصة سنة 1980، كان في ما مضى مسرح مصارعة بين الحيوانات المفترسة والمتصارعين.
  • بئر يعقوب: عبارة عن كنيسة تاريخية بنيت في القرن الرابع الميلادي، شهدت أعمال ترميم في القرن السادس شنة في القرن الثاني عشر ثم في سنة 1908.


المراجع

  1. ^ أ ب "نابلس"، الجزيرة، 17-11-2014، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019.بتصرّف.
  2. "نابلس (مدينة)"، الموسوعة الفلسطينية، 28-10-2015، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019.بتصرّف.
  3. "أبرز المعالم السياحية والتاريخية في محافظة نابلس"، وكالة وفا، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019.بتصرّف.

فيديو ذو صلة :